|
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي (Re: عبد العظيم احمد)
|
الصديق ضياء ميرغني
لا زلت، كما قال الصديق ناذر محمد الخليفة، مشغولا في استقراري وبحثي عن أهل واصدقاء ظلمتني أيام الخرطوم من الوصول إليهم ومع ذلك اتابع أحيانا ما يطرح في المنبر وأنوي المشاركة بالكثير من الآراء ولكن الله غالب. إلتقيت بالاستاذ جادين وتحصلت على كتابه الراصد للحوارات الجيدة حول فكر القومية العربية في السودان ودوره الكبير في إثراء هذا النقاش ودفعه إلى الامام بدافع الإصلاح كما أتفقت معه لإجراء حوار تمنيته منذ مدة ولكن يبدو أن أول رمضان قد أعياه دون الإلتزام بالمواعيد..ولدي كثير أمل في مقابلة الاستاذ بكري خليل والذي قرأت مقدمته للكتاب كما قرأت له مقالات عدة تحتاج النقاش. وسرني أن الأخوة بالبعث عاكفين على دفع الحوار إلى آخر أشواطه والحمد لله لاحظت أن هناك تحملا للرأي المختلف وهو ما يحتاج قادة القومية العربية في السودان السماع إليه إذا كان الهدف هو تعميق المراجعات ذات الصبعة الفكرية وإبتدار جدل معرفي لا يلغي المخالف أو ينسفه..وأمر النسف يا صديقي صار ديدن حقلنا السياسي عوضا عن تقدير الآخر. ولعل تدرك إهتمامي بالفكر القومي العربي والذي ينبع من تتبعي لمساراته منذ ما يقارب العقدين بالشكل الجاد ولمست أن هناك إهتماما بأمر النهوض المجتمعي العربي المركزي والسوداني من خلال منشورات مركز الوحدة العربية ومجهودات المغاربة "الجابري وأركون وبلقزيز والخطيبي وعبدالله العروي ومحمد جابر الانصاري وقسطنطين زريق وهشام شرابي وكلوفيس مقصود ومركز إبن خلدون والعشرات من الكتاب والباحثين. ولكن تبقى آفة هذا النهوض هو عدم تأسيس براح نقدي للمدارسة حول فرضيات الأخوة القوميين عموما والبعثيين خصوصا. ولا شك عندي أن هناك أخطاء جوهرية صاحبت تطبيق الفكر القومي العربي من خلال الدولة المركزية القطرية ولعل الانصاري "البحريني" أفاض في توضيح هذا الخطل. وعلينا أن نتحلى بالشجاعة النقدية إزاء مثالب هذا التطبيق وكشف خطورته على الوجود الآمن للقوميات السودانية التي قبلت الاسلام والثقافة العربية بعد أن تمت محاولات شعبية لسودنتهما وفق الامزجة والتذوق للآخر. ولعلك وناذر تدركان أن الاسلام السوداني مجموع إسلامات تتنوع في فسيفساء الاقليمالسوداني ويتمايز بتمايز البيئة، كما أن اللغة العربية تتنوع بتنوع الألسن في الأطراف حتى أن الجنوبيون ولفوا منها "عربي جوبا". وإذ تتمايز اللغة العربية السودانية في "الفونتيك" فإنها تغذي التعدد والتنوع اللغوي. إذن فلا مشاحة من الاعتراف بدور عاملي الدين والثقافة في تشكيل قوميات السودان ولكن يبدو أن الفرض السياسي لهذين العاملين سيكون دائما محل شك وعدم رضى ومهيج لشيطان العرق. وربما يعذر المرء معتنقي الفكر القومي ما دام أنهم لا يحسون بالمرارة التي يحسها الجنوبيون ومناطق أخرى من السودان من الطريقة التي تتعامل بها الدول المركزية معهم. بيد أن هذا العذر لا يكفي فالمثقفون القوميون الذين لا يمتلكون الحس الانساني الذي به يقيسون عذابات الآخرين والظلم الواقع عليهم من قبل هذه الدولة يحتاجون لبحث القواسم الانسانية داخل فكر القومية العربية ومعرفة إلى أي مدى يفعل الظلم الناتج من ما أسميه تبيئة تراث الاسلام والعربية في السودان في جعل الإنسان يركب رأسه ويواجه ديناميت المركز. هذا حوار قومي ينبغي أن يأخذ موتيفاته من داخله بدلا من ربطه بالمطامع الخارجية وتشتيت الذهن دون وصول القوميات السودانية إلى تسوية فيما يتعلق بهذه المظالم. أما وإذا حاول بعض القوميين والبعثيون أن يغضوا الطرف عنه وربطه بدوائر الاستعمار الغربي فإن السقوط في عدم الاحساس الانساني بتظلمات الاطراف سيكون هو البوصلة الخاطئة في صيانة البلد. لا ينكر إلا مكابر دور الامبريالية الغربية والشرقية والايرانية و"العربية المركزية" في التدخل في شؤون السودان الداخلية منذ تأسيسه ولكن ماذا على صعيد امبريالية الدولة المركزية السودانية التاريخية والتي تستخدم ذات أدوات القمع لجيشها النظامي وإعلامها الدعائي وهما على اية حال ليسا جيش الشعب أو أعلامه. بل وليس جيش حزب البعث السوداني حرفيا أو إعلامه. وما هو الفرق بين التوتاليتاريات في المنطقة العربية في تعاملها مع الانسان العربي، وتوتاليتارية أمريكا في تعاملها مع تخوم العالم عموما..؟ والسؤال هو ما هو إسهام القوميين والبعثيين في التضامن مع ضحايا الدولة المركزية لتغيير وجهة قمع الآلة السلطوية والدعوة لذلك العقد الاجتماعي الذي يحافظ على نقاء التبيئة للثقافة الاسلامية والعربية ضمن الثقافات الأخرى..وإلى أي مدى يتجرأ الأخوة القوميون للاعتراف بأن الجنوبيين والممسكين بأمر الحركات المسلحة ما هم إلا ضحايا في المقام الأول قبل أن يبحثوا عن منجاة خارجية لمسلسل قتل أهلهم..وعاليه قلت ما معناه أن الذي يطأ الجمر يحس بها بالشكل الذي لا يحس به الذي يتفرج. الاخوين الصديقين ضياء وناذر: هناك مساحة غائبة في الحوار القومي السوداني بسبب ظروف التوتاليتارية الاسلاموية الانقاذية ولعلكم تدركون خطر وجودها وتأثيرها على الوئام القومي ولذلك يتمنى المرء أن تسهما بالحوار المسؤول الخالص من الغبائن لتنمية الحوار الخلاق حول دور الفكر القومي العربي في وضع بدائل فكرية لهذا الواقع الذي نعيشه..والأمل ما يزال يطبق الارجاء.
مع تقديري
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادين | altahir_2 | 08-28-08, 00:29 AM |
مراجعات نقدية لتجربة حزب البعث فى السودان | altahir_2 | 08-28-08, 10:24 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 08-29-08, 01:36 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 09-02-08, 01:53 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 09-03-08, 01:59 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | ناذر محمد الخليفة | 09-03-08, 07:36 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | عبد العظيم احمد | 09-03-08, 07:57 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 09-04-08, 01:52 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | صلاح شعيب | 09-04-08, 07:10 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 09-04-08, 11:38 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 09-05-08, 05:48 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | صلاح شعيب | 09-17-08, 11:16 PM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | Al-Mansour Jaafar | 11-21-08, 06:18 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 12-10-08, 01:13 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | osman righeem | 11-22-08, 05:02 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | Elmoiz Abunura | 11-22-08, 05:48 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 12-10-08, 01:19 AM |
Re: أشمل وأعمق وثيقة نقدية عن حزب البعث فى السودان فكريا وتنظيميا وسياسيا - إعداد محمد على جادي | altahir_2 | 12-10-08, 01:15 AM |
|
|
|