الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
هل نحن مهاجرون الى كندا أم مغتربون فيها ؟
|
Sudanese Community Association of Ontario
الجالية السودانية بأونتاريو
"حوار السبت"
الاخوة و الاخوات
لكيما نخطوا بثبات نحو مستقبل مشرق لنا و لابنائنا و بناتنا من بعد فى هذه البلاد علينا ان نتحسس مواقع اقدامنا و أن نعرف الطريق الى هذا الاشراق بكل منعرجاته و مطباته و هذا لا يتأتى الا بمواجهة الواقع و ثبر اغواره عبر الحوار و الذى تجدونه فى منبركم الحر
"حوار السبت"
و موضوعه هذا السبت 22 نوفمبر2008
هل نحن مهاجرون الى كندا أم مغتربون فيها ؟
القادمون من كل بقاع الارض عبر التاريخ و بعد ان ترسى مراكبهم على الشواطئ الكندية فانهم يضرمون النار فيها ليتركوا البحر من خلفهم و كندا امامهم لا يملكون من قوت يومهم الا ما ستنتجه اياديهم من ارض هذه البلاد. يدخلونها تسبقهم اليها طموحاتهم التى لا تحدها حدود لتحقيق حياة افضل من حياتهم السابقة و التى تركوها فى بلادهم لغير رجعة الا من بعض هنيهات لاحقة تتناقص و تقصرلتنتهى مع مرور الزمن.
الا أن السودانيين و بعد ان القوا عصى الترحال على الشواطئ الكندية حديثا فقد آثروا ان يحتفظوا بمراكبهم سليمة و أن يتركوها مشرعة و موجهة شطر السودان ليبدأوا مشوارهم فى الحياة بكندا و الذى يحسبونه مؤقتا دونما تحديد لوقت. و كل جهدهم فى كندا منصب نحو تحقيق حياة افضل فى السودان و هنا تصطدم الاحلام بالواقع, فالاغتراب المؤقت فى كندا لا يتفق و تهيأة النشئ للعودة و العيش فى السودان كما هو الحال فى البلاد التى عرفها السودانيون فى الاغتراب... و هذا موضوع اخر نتطرق له ادناه الا اننا فى "حوار السبت" سنحاول ربط الخيوط مع بعضها...
صراع الثقافتين
صراع صامت و هادئ يجرى بيننا و بين من نحب... فلذات اكبادنا. محوره المزاج و السلوك و الذوق و بعض العادات ... فاحالنا لطرفى نقيض.
فقد نشأنا نحن الآباء و الامهات فى كنف دكتاتورية الاب الحنون الذى يتمتع بصلاحيات و سلطات مطلقة تجد الاذعان المطلق ايضا من كل افراد الاسرة... لا يتورع أغلب الآباء فى توطيد سيطرتهم على الامور من الجنوح الى العنف تجاه اطفالهم تأديبا و توجيها نحو المسار القويم أو هكذا يعتقدون... و قد امدوا المعلم و الذى كاد أن يكون رسولا ببعض هذه السلطات على ان يقصر العنف فيها على اللحم شريطة ان لا يصل العظم . فى معسكرات الانضباط هذه و التى لا يكفل فيها للابناء حتى مجرد ابداء الرأى فى الامور التى تخصهم, نشأ جيل المهاجرين.
أبناء و بنات الامس هم آباء و أمهات اليوم و طبيعى ان يختلف الزمان الا ان المكان هو الاخر قد اختلف و مع اختلاف الاثنين اختلف كل شئ. فقد جرد الاب عن طواعية من سلطاته المطلقة و اضحت سلطاته محدودة او مناصفة مع الام و قد تقل. و أضحى الجنوح الى العنف فى تأديب الابناء و البنات خروج على القانون عقوبته السجن و الحرمان من الابناء... و لا نعتقد ان احدا فى هذا الزمان يحن الى ذلك. لكن الاختلاف الجوهرى هو فى أن اختلاف المكان قد جاء بتبعاته التى لم تكن بحسبان الوالدين عندما تركا مركبهم مشرعة على الشواطئ الكندية. فقد نشأ الابناء و البنات فى وسط يختلف عن ذاك الذى نشأ فيه الوالدان و قد فرض عليهم المجتمع الجديد بمدارسه و شوارعه و اجهزته الاعلامية المرئية منها والمسموعة لغة و مزاجا و ذوقا مختلف و اكثر من ذلك عادات و تقاليد جديدة يستميت اكثر الاباء و الامهات فى صراعها و مقتها. و عندما تميل الكفة ناحية الثقافة الغربية يستنجد البعض بالعودة للجذور... للسودان عسى و لعل البقاء هناك بعض الوقت قد يمحو اثار العدوان الغربى هذه و يعيد ما اندثر من هوية سودانية متناسين تماما ان ما ظللنا نحسبه نحن الآباء و الامهات قشرة ثقافية يمكن ازالتها بزيارة للسودان, قد تكون هى الاصل بالنسبة للابناء و البنات و ما كنا نحسبه الاصل المنقذ لثقافة أجدادنا هو فى نظر بعض ابنائنا و بناتنا الكنديين وضع غريب و مريض هو الاجدر بالمعالجة و الاهتمام.
هذه المقدمة محاولة لتسليط بعض الضوء على موضوعنا المتشعب ذو الشجون و الذى بالامكان تفريق شعبه التى يدخل فى مكوناتها الاقتصاد و الاجتماع و السياسة و علم النفس و كل العلوم الحياتية فى "حوار السبت" علنا بالحوار نصل الى أنه بالامكان تحقيق الشعار
"اعمل لكندا و كأنك تعيش فيها أبدا و اعمل للسودان و كأنك تعود غدا"
كيف يتحقق ذلك؟؟ هذا ما نعالجه بحواركم و تجاربكم... و الله المستعان.
|
|
|
|
|
|
|
|
|