القنوات الفضائية السودانية وطباشير المذيعات
من تابع القنوات الفضائية السودانية في فترة شهر رمضان وخلال فترة العيد لا بد أن يكون قد لاحظ تعدد البرامج الغنائية وتشابهها وتشابه اسلوب مقدميها أو مقداماتها. لقد انحسرت المساحة الأدبية والثقافية وتقلصت حتى لم تعد تغطي سؤاة البرامج الغنائية وكأن الأمة السودانية لا تحسن فعل شئ غير الغناء والموت. والغناء من الإنسان والموت قدر من أقدار الله سبحانه وتعالى لا نملك له رداً. ولكنا أصبحنا لا نملك رداً لصناعة الغناء التي زهت وازدهرت وانطلقت في أكبر حشد غنائي عرفه تاريخ السودان الحديث. ولا يعقل أن يكون عدد المغنين والمغنيات يفوق عدد المستمعين فأنّى اتجهت أو تجولت بين فضائيات أهل السودان لرأيت شللاً تجلس على كراسي وثيرة تناقش أمراً ما ينتهي إما بفاصل ونعود أو ب (نسمع أغنية ونعود). والفاصل بالطبع فاصل إعلاني إمتلأ هو عن آخره بأغانٍ من نوع: كرسي المقدرة ... يوهي... ناس الجندرة .. يوهي .. حليب الغرغرة .. يوهي ولا بد أن تكونوا قد لاحظتم أن الفضائيات إمتلأت عن بكرة أبيها (الفضاء) بمقدمات برامج سكبن من المساحيق الطباشيرية ما يكفي مدارس الأقاليم من الطباشير مدة عام كامل. من أين أتوا بمثل أولئك الفتيات ذوات اللون الأغبر الذي عليه غبشة؟ وأين إختفت الفتيات من بنات لون جلدتنا؟ وما عيب لوننا الذي ظللنا نحمله طيلة هذه السنوات حتى تتم معالجته طباشيرياً بهذه الطريقة التلفزيونية؟ لو قمتم بمسح بصري مثلي لإكتشفتم أن جميع مقدمات البرامج يتجهن ليصبحن نسخة واحدة من شكل إفتراضي لا يعيش إلا على الشاشة. فالرموش الصناعية تشترى من مكان واحد، وكريم الأساس والكريم الطباشيري هو هو يعطي نفس الملامح والشبه و(نفّيخ) الوجه يتم بمركبات كورتزونية تحدث تلك الإستدارات بالرغم من تحريك الشامة عن موضعها لأنها شامة متحركة. وبما أن الشكل يتجه في نهاية المطاف ليكون شكلاً متماثلاً في جميع مقدمات البرامج الفضائية فمن المتوقع ان يكون الإختلاف في طريقة التقديم وإدارة الحوار الواعي المتمكن من مادته ولكن بكل اسف – تجد نفس محاور النقاش وطريقة إدارتها هي هي... (ممكن تقول لينا اطرف موقف مرّ بيك). ثم بعد ذلك الضحك والقرقرة التي تنطلق دون إنذار مسبق. لقد تحدثنا كثيراً عن مضار كريمات تفتيح البشرة التي تضر البنت ولا تجعلها (تفتيحة). فمعظم تلك الكريمات تحتوي على مركبات الزئبق ومركبات كورتيزونية التي يمتصها الجسم ولها آثار تراكمية وتترسب في الكبد والكلى واجزاء أخرى من الجسم. والموضوع برمته نحيله لمجموعة النساء المستنيرات فإذا رضين لبنات جنسهن أن يعرضن صحتهن وصحة أطفالهن (المستقبليين) من اجل بريق تلفزيوني زائل، لا أظن أنها ستفرق معنا. وقديماً قيل على نفسها جنت براقش. وبراقش السودانية ستظل (تداقش) رائدات الفضاء اللبناني لتبرهن أنها ليست كما قال راغب علامة.. وفي سبيل ذلك ستفعل الأعاجيب. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع.

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]