الجرائم الدولية فى دارفور الإبادة الجماعية ضد الإنسانية وموقف العالمين العربى والإسلامى منها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 05:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2008, 12:28 PM

ابراهيم بقال سراج
<aابراهيم بقال سراج
تاريخ التسجيل: 10-12-2005
مجموع المشاركات: 10842

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجرائم الدولية فى دارفور الإبادة الجماعية ضد الإنسانية وموقف العالمين العربى والإسلامى منها

    الجرائم الدولية فى إقليم دارفور)( جرائم الإبادة الجماعية – الجرائم ضد الإنسانية – وجرائم الحرب )- وموقف العالمين العربى , والإسلامى منها

    حماد وادى سند الكرتى
    محامى وباحث قانونى

    إن العنف والظلم والجور والجبروت والتكبر والوحشية والقسوة... هى صفات دنيئة إختص بها ملوك وسلاطين وأمراء وأباطرة فترة ماقبل ميلاد المسيح عليه السلام. فقد كان الأمبراطور(كاليغولا) ,من هؤلاء الذين إمتازت حياتهم بالطيش والفجور والإجرام فأنفق أموال الدولة الرومانية فى قتل شعبه, وعلى مر التاريخ دائما مايكون الطغاة محاطين بالمنافقين الذين يصورون له كل تصرفاته بأنها صحيحة فيتمادى فى إرتكاب الأخطاء الوحشية ضد شعبه .( إنه النفاق الممزوج بالجبروت والتكبر والقسوة )
    إن النفاق داء عضال صانعة الجبابرة والمستبدين والمتكبرين فى الارض , إن المنافقين يصورون رزائل الرؤساء والملوك بالفضائل , ونقائصهم كمالا...الخ .
    إن النفاق داء عضال وإنحراف خلقى خطير فى حياة الأفراد خاصة الملوك والرؤساء , بل إن النفاق له أثار خطيرة فى حياة المجتمعات والأمم, فخطره عظيم وشرور أهله كثيرة .
    إن الطغاة فى الأرض هم بحاجة إلى من يدعمهم ويساعدهم على الطغيان فمهما كان الجبروت والتكبر والإستبداد , فإن للإنسان عقل يفكر به ويهديه إلى الطريق السوى, لكن إذا كان من حول الطاغية أناس يقولون له أفعل فقد أصبت فحتما قد أصاب . ( إن فرعون تكبر وتجبر وطغى حتى قال لمن حوله – أنا ربكم الأعلى – ورفض نصح موسى عليه السلام فكان مصيره الغرق فى أوساط أمواج البحر المتلاطمة حتى يكون عظة وعبرة لمن بعده – واليوم ننجيك ببدنك لتكون أية) – هتلر وساسيشيكو – تكبرا وتجبرا وإتحدا معا لقتل ملايين البشر – وكان مؤيدى ساسيشيكو يهتفون له (بالدم بالروح نفديك ياساسيشيكو – حيث كان يقوده إلى الإفتراء كل صراخ , حاله حال كل ناعق يقوده الصراخ إلى مزيد من الإفتراء والجبروت – وفى نهاية المطاف قتل الثانى , وإنتحر الأول غير مأسوفا عليهم ).
    صدام حسين – الطاغية والجبروت والتسلط والغرور –كان يحيط به مجموعة من البعثيين المنافقين , كانوا يصورون كل أفعاله بأنها حسنة , فقاده الإفتراء إلى إحتلال الكويت – فنصحه بعض العقلاء والحكماء العرب بالإنسحاب طوعا من الكويت , ولكن المنافقين من حوله قالوا له بأنه هو الاقوى , وبإمكاننا أن نواجه العالم أجمع – لكن فى نهاية الأمر هزم الطاغية وأحضر إلى حبل المشنقة حاله حال كل مجرم مستبد – وسحب من الحياة إلى الأخرة حيث الدرك الأسفل من النار تنتظره بفارق الصبر – لقد بنى صدام حسين القصور الشاهقة , ولكنه إختفى تحت الأرض كالفأر – لقد إمتلك صدام حسين أفخر أنواع السيارات , ولكن سجن نفسه فى القبو حرصا على حياته – لقد جمع صدام حسين المال الكثير ....الخ . والأن قتل الأشرار مئات الألوف من البشر فى إقليم دارفور , وفى نفس الوقت يرفضون قرارات الشرعية الدولية .
    فمنذ العام 2003م , وحتى تاريخ اللحظة أصبح إقليم دارفور مسرحا خصبا لإرتكاب الجرائم الدولية ,( الإبادة الجماعية – الجرائم ضد الإنسانية – وجرائم الحرب) , وبطريقة منهجية ومنظمة ضد المدنيين العزل – ليس هناك عمليات عسكرية بالمعنى القانونى الذى يتسم بالضوابط الأخلاقية فى الحرب وفقا للقانون الدولى الإنسانى (قانون النزاعات المسلحة 1949م), وإنما هناك أعمال إجرامية منظمة لإنهاء تاريخ شعوب بأكملها جزئيا كان , أم كليا , ونحن من جانبنا نرى أن إنتهاج مثل هذا السلوك القاسى , والعدوانى من أطراف النزاع فى الإقليم أدى , ومازال يؤدى إلى تدمير مجتمعات إنسانية قبلية فى الإقليم – هذا السلوك لامحالة سوف يكون لها عواقب وخيمة على مر الأجيال المقبلة .
    إن المجتمع الدولى مازال يتخاذل فى ظل جرائم دولية ترتكب – تلك الجرائم التى هزت الضمير الإنسانى فى العالم بقوة . إن عميات القتل الجماعى , والتشريد القسرى مازال مستمرا حتى اللحظة .
    مازال المجتمع الدولى برمته يتخاذل فى ظل سقوط العشرات من المدنيين فى مخيمات المشردين قسريا – جوعا , ومرضا كنتيجة طبيعية للنقص الحاد فى المواد الغذائية , والأدوية المنقذة للحياة, وكنتيجة طبيعية للشروط البيروقراطية التى تفرضها السلطات الحكومية على شاحنات الإغاثة العامية .
    مازال المجتمع الدولى يتخاذل فى ظل مهاجمة مخيمات المشردين , والتى تفتقر إلى أدنى مقومات الأمن , والحماية – حيث يتعرض المدنيين لهجمات شبه يومية من قبل مليشيا الجنجويد سيئو السمعة عالميا , ودوليا , وإقليميا , ومحليا .
    مازال المجتمع الدولى يتخاذل فى ظل عمليات القتل خارج نطاق القضاء , والتعذيب البدنى , والنفسى فى إقليم دارفور .
    مازال المجتمع الدولى يتخاذل , فى ظل إنكار حقوق الضحايا الذين يتطلعون , ويأملون مشاهدة مهاجميهم أمام العدالة الجنائية الدولية , طالما القضاء الوطنى السودانى أصبح غير قادر , وغير راغب فى ملاحقة المجرمين المستبدين , الذين يتطلعون إلى الإفلات من العقاب .
    إن الوضع فى إقليم دارفور – المنطقة الواقعة فى غرب السودان خطير للغاية , ولايحتمل غض الطرف على الإطلاق .
    فمنذ مايقارب الست سنوات, أصبح الإقليم بكامله مسرحا للجريمة المنظمة , وبطريقة منهجية ضد قبائل بعينها – حيث تم مهاجمتهم بلاهوادة , ولا رحمة داخل قراهم , وأخرجوا منها عنوة , وشردوا قسرا . وبعد أن لجئوا إلى مخيمات المشردين , لم يتركوا بل تم ملاحقتهم , وقتلهم , وإغتصاب نساؤهم , وفتياتهم أمام أبواتهم , وأمهاتهم, وأزواجهن .
    إن الأرض التى سلبت يجب أن تعود لأصحابها من غير شرط ولا قيد, وفى الوقت الراهن من المستحيل العودة إليها بعد أن أحرقت , ونهبت .
    من خلال الجرائم الدولية التى أرتكبت فى الإقليم – خلصنا إلى أن هناك أسباب معقولة , وجدية , وبما لايدع معه مجالا للشك أو الغموض , أن تلك الافعال الإجرامية تمثل جرائم دولية , وأن تلك الجرائم تدخل , وتندرج فى حدود نطاق إختصاص المحكمة الجنائية الدولية , بموجب المواد (6,7,8), من نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية .
    إن العمليات الإجرامية كانت تشن , وبنمط منظم وممنهج ضد قرى ومناطق – قبائل – ( الزغاوة فى شمال دارفور – المساليت فى غرب دارفور – الفور فى غرب وجنوب دارفور ) , وفى الغالب من الأحوال كان المهاجمون يرتكبون عمليات الإضطهاد على أسس عرقية بحتة , وقتل , ونقل قسرى , والحرمان الشديد من الحرية , وعمليات التعذيب , والإغتصاب , وأفعال لا إنسانية , وحاطة بكرامة الإنسان – وعلى نطاق واسع , وبطريقة منظمة – ماذا كان سوف يفعل الجنجويد بالمدنيين العزل لولا تدخل المجتمع الدولى بطريقة مخجلة , ومخيبة لأمال الضحايا ؟
    إن السيد ان : ( أحمد محمد هارون (أحمدهارون ) – (وعلى محمد على عبدالرحمن (على كوشيب) , إتحدا معا من أجل الشر , وتنفيذ الجرائم بالوكالة بثمن بخس جنيها ت معدودة من أموال الشعب السودانى البائس – المقهور . نعم لقد إرتكب الرجلان , مع مجموعتهما الأثمة المجرمة , عمليات إضهاد ضد سكان قرى – كدوم – وأرلا – وبنديسى – ومكجر – بل كل شريط وادى صالح – حيث كان يعرف السيد على كوشيب – بلقب ( عقيد العقدة فى منطقة وادى صالح ) – إن الرتب العسكرية فى السودان ( عقيد – عميد – لواء ) , لايحتاج إلى شهادات جامعية , فلربما يكون الإنسان أميا لايقرأ , ولايكتب , ومع ذلك يكون عقيدا , أو عميدا فى ظل الفوضى العارمة فى الوقت الراهن . ( الشهادة الوحيدة المطلوبة هو أن تكون محترف القتل والحرق- والهطرقة( المحرقة والهطرقة) – فقط ليس إلا ) .
    لقد إرتكب ( على كوشيب ) جرائم دولية تدخل من ضمن نطاق أختصاص المحكمة الجنائية الدولية ( المواد –(27) والمادة (25) , من النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية ( جرائم الحرب – والجرائم ضد الإنسانية ) .
    وفى قرية (كدوم ) الواقعة فى غرب دارفور – (موطن قبائل الفور ) , إرتكب مليشيا الجنجويد الحقيرة , أعمال قتل جماعية ضد المدنيين العزل , والعجيب فى الأمر – إن الجناة كانوا يعلمون علم اليقين علم اليقين , أنه لايوجد أى نشاط عسكرى للمتمردين , ومع ذلك كان يتم مهاجمتهم بطريقة منظمة ومستمرة . إن الأمر سوف يكون فى غاية الخطورة , إذا ما تأكدنا أن الهدف من تلك الإعتداءات – هو تدمير قبائل الفور , وترحيلهم قسريا للإستيلاء على أرضيهم عنوة وجبرا من قبل أناس وافدون من خارج السودان (مستوطنون جدد) , كل تلك الإفعال الإجرامية تندرج تحت المادة (8) والمادة (25) من النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية .
    إن عمليات القتل الجماعى ضد المدنيين العزل , وفرض السجن , والحرمان الشديد من الحرية – وعمليات القتل خارج نطاق القضاء – وعمليات التشريد القسرى – ونهب الممتلكات , وتدمير وسائل العيش , ودفن الأبار , وتدمير مضخات المياه , وممارسة الإضطهاد , والإغتصاب , والإعتداء على كرامة الناس , أو الأفعال ألاإنسانية , والحاطة – كل تلك الأفعال تمثل ( جرائم حرب – وجرائم ضد الإنسانية ) , ومما لاشك فيه أن تلك الأعمال الإجرامية تقع من ضمن إختصاص المحكمة الجنائية الدولية ( الإختصاص الموضوعى ) .
    فى ذات السياق ينبغى أن لانغفل الجرائم الدولية التى إرتكبتها المعارضة الدارفورية المسلحة- حيث يتعين على قادة المتمردين أن يتحملوا نتائج الجرائم التى قاموا بإقترافها – خاصة تلك الجرائم الدولية ضد قوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقى , ومن المؤكد أن بعض مجموعات المتمردين كانوا يقومون بشن هجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للإتحاد الإفريقى , ويذكر أن هجوم كبير قاده ثلاثة من قيادات المتمردين ضد مقر القوات الإفريقية فى منطقة حسكنيتة - هذا الهجوم كان الأكبر من نوعه – وكان نتيجة الهجوم أن قتل أكثر من (10) من أفراد حفظ السلام فضلا عن تدمير الموقع بالكامل , وجرح أكثر من سبعة أخرين – تلك الأعمال الإجرامية التى قام بها مجموعة من المتمردين أدانها الإتحاد الإفريقى بقوة , والامم المتحدة , ونحن نعتقد ان تلك التصرفات الغير عقلانية تمثل جرائم حرب ضد المجتمع الدولى , والمتمثلة فى قوات حفظ السلام .
    جريمة الجرائم فى إقليم دارفور :
    لقدأصيب ضمير الإنسانية فى العالم بالصدمة الكبيرة , عندما تعالت أصوات المنظمات الغير حكومية العاملة فى الإقليم بالقول : ( إن جريمة الإبادة الجماعية أرتكبت , ومازالت ترتكب ضد المدنيين العزل فى الإقليم ) .
    إن الأمر فى غاية الخطورة , إذا ما تدارك الناس المعنى القانونى لمعنى مصطلح الإبادة الجماعية – حيث أنه بمجرد سماعنا (مصطلح الابادة الجماعية ), نتذكر دائما وأبدا الإبادة الجماعية التى وقت لليهود فى ألمانيا النازية من قبل الديكتاتور النازى (هتلر) , كما ان مصطلح الابادة الجماعية , يذكرنا دائما , وأبدا بالابادة الجماعية التى وقعت للأرمن من قبل الدولة العثمانية الصاعدة فى تركيا .
    هل بالفعل كانت الحكومة السودانية تضمر النية بإبادة قبائل بكاملها ؟ – تلكم القبائل المستهدفة لها تاريخ ضارب فى جذور الأعماق ( المساليت – الزغاوة – الفور ) , كما ان تلك القبائل تمتلك الارض منذ مئات السنين .
    هل النية الاجرامية للاألة العسكرية كانت تهدف إهلاك تلك القبائل جزئيا , أو كليا ؟
    إن جريمة الابادة الجماعية تنفر منها النفوس , والطبائع السليمة - إنها بالفعل جريمة الجرائم – إنها جريمة رهيبة , وخطيرة – فإذا ماتأكدنا , أن تلك الأفة وقعت فى إقليم دارفور , فإن مستقبل السودان سوف يكون فى خطر عظيم – فلن يستطيع الضحايا (ضحايا جرائم الابادة الجماعية – جرائم ضد الانسانية – جرائم الحرب ) , السكوت , أو إخفاء الجرائم , ولربما صمتوا خوفا من السلطان , ولكن لابد من يوم ما لكى يفصحوا عما أرتكب ضدهم من جرائم دولية , وحتما أن قلوب الضحايا تسيطر عليها (الاعتمال ويضمرون سوء النية – هذه نتيجة طبيعية لشخص شاهدة أمه أو أخته , أو زوجته تغتصب أما عينيه , هذه نتيجة طبيعية لأناس شاهدوا قراهم تحرق , وأموالهم تنهب , ونساؤهم يغتصبن , ويرمى بأطفالهم فى النار وهم أحياء بلا رحمة , ولاشفقة ) , ولن يقف الأمر عند هذا الحد , بل إن الأمر سوف يتم تداولها جيل بعد جيل , أى أن العداوة , والشعور بالظلم , والاحباط سوف تورث جيلا بعد جيل – لذا فإننا نعتقد إن الامر جد خطير , ولايجوز إخفاء الجرائم الدولية , أو التستر عليها عن طريق المساعدة على الافلات من العقاب , وإنكار حقوق الضحايا .
    يقول السيد / لويس مورينوا أوكامبو – مدعى عام المحكمة الجنائية الدولية – فى المؤتمر الصحفى , بمركز الإعلام , بمقر المحكمة الجنائية الدولية بلاهاى – قال : ( إن جرائم الابادة الجماعية , جرائم الحرب , والجرائم ضد الانسانية – قد دبر لها , ويتم تنفيذها كخطة إجرامية , لتدمير جزء كبير من مجموعات قبائل ( الفور – المساليت , والزغاوة ) , لأسباب إثنية – وأردف المدعى قائلا : ( ... لم يتمكن ( البشير ) أى ( عمر حسن أحمد البشير – رئيس السودان الحالى ) , لم يتمكن من الانتصار على الحركات المسلحة فى إقليم دارفور , فصار يهاجم الشعب على حد قول المدعى , وقال أيضا – إن دوافع حكومة السودان سياسية فى معظمها , وأن البشير يتزرع بحجة مكافحة التمرد , أما نيته فهى الابادة الجماعية – حيث كان يأمر الجنجويد بتدمير القرى , ومتابعة الاشخاص الذين يهربون الى الصحارى وقتلهم , ويجب إخضاع المشردين قسريا فى دارفور لظروف معيشية مدروسة ليكون مصيرهم هو التدمير – هكذا يقول المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية – السيد- لويس كورينو أوكامبو – وأردف قائلا : (إن (البشير) , يعرقل وصول المساعدات الانسانية للمحتاجين , وأن قوات الجنجويد يحيطون بالمخيمات – شرد المدنيين قسريا من ديارهم التى شغلوها لقرون , ودمرت جميع وسائل عيشهم , وأغتصبت أراضيهم , وسكنها مستوطنون جدد – إن البشير يريد إنهاء تاريخ شعوب الفور – المساليت – والزغاوة – هكذا يقول يصرخ المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية أمام وفود الدول فى منظمة الامم المتحدة – طالبا إياهم بضرورة إحترام القانون , وإخضاع المستبدين فى إقليم دارفور الى العدالة الجنائية الدولية , وأنه لايجوز إنكار حقوق الضحايا فى الاقليم المنكوب – الذى يشهد أكبر كارثة إنسانية فى العالم فى الوقت الراهن .
    ماسبق هو جزء يسير من الادلة الدامغة التى قدمها المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية , امام وفود الدول فى منظمة الالمم المتحدة .
    إن مزاعم الابادة الجماعية فى الاقليم فاحت رائحتها منذ العام 2003م , عبر المنظمات الغير حكومية العاملة هناك , ومن هنا تنبه مجلس الامر الى خطورة الأمر المستفحل – حيث كلف السكرتير السابق للامم المتحدة السيد ( كوفى عنان – طيب الله ذكراه) , على عجل بضرورة تشكيل لجنة دولية لتقصى الحقائق حول مزاعم الإبادة الجماعية فى إقليم دارفور , وحتىى تاريخ اللحظة لم تقرر الدائرة التمهيدية التابعة للمحكمة الجنائية الدولية , ما إذا كان( البشير ) , قد إرتكب جريمة الجرائم ( الابادة الجماعية ) أم لا . والايام القادمة حبلى بأن تفصح لنا كل جديد حول هذا الامر الخطير – إن الامر فى غاية الخطورة , ولايحتمل غض الطرف .
    موقف العالمين العربى , والاسلامى من الجرائم الدولية التى مازالت ترتكب ضد المدنيين العزل فى الاقليم :
    موقف العالم العربى والاسلامى بصورة عامة تجاه أعظم كارثة إنسانية على مستوى العالم فى إقليم دارفور , كان مخزى , ومتخاذل , ومتواطىء فى نفس الوقت .
    فدعونا نبدأ أولا بالكيانات الاسلامية فى داخل السودان – جماعة أنصار السنة المحمدية , هى جماعة فى السودان تطلق على نفسها (أنصار السنة المحمدية) – يرتدون ملابس قصيرة كاشفين عن سيقانهم – يطلقون لحاهم – متمددون طولا وعرضاجسمانيا ...الخ.
    فى ظل الكارثة الإنسانية فى إقليم دارفور , كثفت جماعة انصار السنة المحمدية جهودهم الجبارة فى تعريف الناس بفرائض الوضوء وسننها , وراحوا يتحدثون أيضا عن دم الحيض , والطمث , والعادة الشهرية ...الخ – ماهذا التواطىء والإنبطاح – فى ظل القتل الجماعى , والتعذيب , والتشريد القسرى ...الخ, ركزت الجماعة جهودها فى أشياء وموضوعات فى غاية التفاهة , والجانبية , وبدلا من الوقوف جنبا الى إخوتهم المستضعفين فى إقليم دارفور راحوا يتحدثون عن أشياء جانبية وفرعية . وينطبق نفس الحال بالجماعات الصوفية المنتشرة فى السودان بكافة فروعها الذين يخضعون لمشايخهم .
    أما العالم العربى , والاسلامى فحدث ولاحرج , حيث لاتلقى الحكومات العربية والاسلامية بالا بما يحدث للمدنيين العزل فى إقليم دارفور , بل أن الكثير منهم يكذبون ويستهجنون بما تنقله وكالات الانباء الدولية .
    أما الشعوب العرببة والاسلامية , فلا يدروون أين يقع إقليم دارفور ناهيك عن أستعدادهم لمعرفة تفاصيل الكارثة الانسانية .
    إن مؤخرة نانسى عجرم , وهيفاء وهبى (اسماء لفناناتان عربيتان لبنانيتان), كيفيلاتان بتحريك مشاعر , وضمير الشعوب العربية والاسلامية بجله (شعوب السلطة – المال – والجنس ) , ولكن عندما يموت الالوف من المدنيين العزل فى إقليم دارفور لايحرك ضمير الشعوب العربية والاسلامية حتى ولو بالاستنكار ضد الاعمال البربرية والهمجية – إنه اللامبالاة .
    فى الختام – إن الامر خطير للغاية , ولايمكن غض الطرف عنه – حيث أصبح الاقليم مسرحا للجريمة المنظمة – ويجب على المجتمع الدولى أن يسعى حثيثا لوقف الجرائم ضد المدنيين العزل .
    حماد وادى سند الكرتى
    محامى وباحث قانونى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de