|
يامعاشر وكالات السفر الجوي أبشروا بالنار !!!
|
بسم الله الحكم العدل والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل من وفىّ بالعهد وآله
----- دخل سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه يوما سوق الصيارفة ( حيث الغش والإحتيال والغرر والتدليس والمراباه )فنادى : يامعاشر الصيارفة أبشروا . قالوا : بشرك الله بالجنة يا أبا عبد الله بما تبشرنا ؟ قال : أبشروا بالنار .
فهل يقول قائل : يامعاشر وكالات السفر أبشروا ..... كما قال أبو عبد الله رضي الله عنه ؟؟؟؟؟
- ظللت طوال الأيام الماضية أبحث بلا جدوى عن مقعد واحد بخطوط الطيران كلها للخرطوم من الرياض و حتى الإنتظار تعذّر ، ودلفت إلى رؤوس المسئولين ببعض الخطوط لإيجاد مخرج ومقعد واحدفقط على تقدير المقاعد المخصصة أو المدخرة لموظفي الخطوط ، ولكن الجميع يعدونني ويعدون غيري ولا يقول لك أي منهم معذرة فإنّ جميع المقاعد عليها تأكيد حجز أو بطاقة صعود طائرة ، بل يعدك بالمحاولة ولما تقول له بربك ماذا ستفعل ؟ هل سيكون ذلك على حساب شخص آخر حجزه مؤكد ؟ فيرد عليك : أكيد !!!! وينصحك زميل لك بأن تذهب لفلان الفلاني فإنه بمقدوره أن يوجد لك المقعد المطلوب بضربة لاذب واحدة دون أيما تفكير في عاقبة ولا حساب ولا حياء !!!
- هذا لعمري سلوك خطير يتواطأ عليه الجميع وبعلم المسئولين على أرفع مستوياتهم !!! - هذه أزمة أخلاقية وحضارية تنبيء عن إنهيار متتابع في منظومتنا الحضارية ، هذه سماجة وخبل حضاري لا نظير له بالضرورة في أضابير العالم المتحضر . - حتى الإقتصاديين والإداريين العلمانيين كانوا يطرحون تساءلا بريئا في كتبهم: why people behave irrationally ويرجعون ذلك لتفاوت الناس في المواريث والقيم العليا والتجارب والمؤثرات المحيطة.... - لماذا يفعل الموظف المسلم مثل هذا الفعل الخطير الذي يهدر حقوق الآخرين ويهمشهم ويزري بهم وينصرف وقت الصلاة للصلاة بل ربما يقال عنه أن فلانا هذا متدين أو أخلاق أو غير ذلك من نعوت الإعجاب !!! - ولماذا يسير المجتمع خلف هذا الجور والظلم ويدعمه بطلب خدمة كهذه معلومة الجريرة ؟ - (.... إنّ الله قد حرم الظلم على نفسه فلا تظالموا ...).فليس الحكام وحدهم الذين يصدر منهم الظلم فكلنا غارقين في الخطيئة حتى صماخ أذنينا ، ونعين القائمين عليها ونشكرهم على إقترافها!! .
الخلاصة :-
- الحضارة كما عرفها علماؤها : مفاهيم وسلوك ( وليست مقتنيات ولبوس كاللعب في أيدي الأطفال !). - التوجه الحضاري الحقيقي : هو الذي يعود فيه الناس للدين ويحكموه في كافة أوجه حياتهم ويرضوه ولا يرغبوا عنه ولا يختارون عنه بديلا ، ففيه صلاح الدنيا والآخرة . - السبيل لنقلة شعوبنا نحو صورة العالم المتحضر هو توسيع وتجويد دائرة التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي وتأصيل المعارف وإعادة تأهيل الآلة الإعلامية ( المفاهيم ) ، وترقية السلوك العام بكل الآليات والسبل .
** ومن ثم ّفليس وكالات السفر وحدها تعمل عمل أهل النار ...
والله المستعان والهادي إلى سواء السبيل
الرشيد ( ركابي ) فداسي الحليماب
|
|
|
|
|
|