الشجرة الطيبة حسن ساتي*

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 03:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-29-2008, 07:39 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشجرة الطيبة حسن ساتي*

    Quote:
    الشجرة الطيبة
    حسن ساتي*

    كم هي جميلة ومرهقة هذه المهنة الولود، مهنة الكلمة التي في البدء كانت..

    يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25)) سورة إبراهيم.

    وكان أحمد شوقي قد قال:

    لكل زمان مضى آية..

    وآية هذا الزمان الصحف..

    وفي البرلمان البريطاني ويوم أن خصصوا شرفة لأهل الصحافة، سأل نائب بريطاني، يفوت عليّ إسناده كما يقول شيخنا الجاحظ، سأل زميله همسا وهم في داخل الجلسة، ومن هم أولئك الجالسون في الشرفة: فقال له: أولئك ممثلو السلطة الرابعة، ومن يومها سارت العبارة مسار الشمس.

    مهنة سداها ولحمتها الكلمة، ومهنة أصبحت آية زمانها، ومهنة هي سلطة، فأي تكريم فوق ذلك.

    المهنة الولود، مهنة الصحافة، يمكن أن تلد لك، كما الأمهات، وكما الأشجار، الشقراء الجميلة، أو البرتقال أو التفاح، أو الفتى القوي الأمين، مثلما يمكن أن يلدا، أي الأمهات والأشجار، أناس أو فواكه بعيوب خلقية، أو بمذاقات حامضة، وهنا أيضا يقول القرآن: وكلمة خبيثة كشجرة خبيثة.

    تلك مهنة الصحافة إذن، تهدي الإنسانية الشامخين الباسقين كما النخل، ومن بين هؤلاء بلا جدال شيخنا وزميلنا وقدوتنا غسان تويني.

    سيرة متخمة بالإنجاز والمواقف الوطنية والقومية التي ما برحت تدافع عن شرف الأوطان والمهنة، وعبرهما عن قيم الخير والعدل والجمال والحرية منذ أن أسس جريدة النهار عام 1933، ورياح الحرب العالمية الثانية تلوح في الأفق، فإذا هي، أي النهار قلعة من قلاع الكلمة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين وهي الآن في عهدة الجيل الرابع، ولا أحسب أن طوبة أو ترسا في ماكينة فيها لا يردد همسا وعلنا: أبانا غسان تويني.

    أعانت دراسة الفلسفة كثيرا أستاذنا غسان في أن يشكل معادلته في الحياة، وتلك المعادلة هي غاية إي إنسان، ومن دونها لا فرق بين الإنسان والدواب. والفلسفة كذلك حين يرتع الإنسان فيها في ربيع الفكر الإغريقي، وخريفه وشتائه ،كما قسمها المفكر المصري عبد الرحمن بدوي، وحين ينكفئ على ماضي الفكر الإسلامي فيقترب من الفارابي وأبن سينا وابن رشد، أو حين يقلع غربا إلى ديكارت ونيتشة، بل وهيجل وكارل ماركس. ويقيني أنها قد أعانت شيخنا كثيرا منذ تخرجه من الجامعة الأميركية عام 1947 وهو في عنفوان الشباب في الواحدة والعشرين من العمر بعد شهقة ميلاده عام 1926 في حي الأشرفية ببيروت من عائلة مسيحية من طائفة الروم الأرثوذكس. والغريب هنا أنه تخرج والحرب العالمية تضع أوزارها، وكأن كل المسرح العالمي، أو قل المشهد يقول له: هيت لك، أو لكأنه يعقد معه موعدا بأن يكون لسان حال كل لبنان مع اندلاع حربه الأهلية في 1975، ليسند لبنان له عام 1977 سفير لبنان بالأمم المتحدة. وماذا يريد لبنان، ومن أين له أن يحصل على رجل تجتمع فيه سعة الأفق بالفلسفة، وتمحيص المواقف واختيار الكلمة المناسبة وضبط المصطلحات بشخصية الصحافي وأعراف المهنة؟، وأظنه لبنان قد تلفت ليجد أن قامة شيخنا غسان وفكره أكبر من أن يحتويه مكتب لرئيس التحرير في صحيفة النهار، أو حتى مكتب لوزير في وزارات الصناعة والنفط والعمل والشؤون الاجتماعية والسياحة، أو حتى حقيبة وزارة الإعلام، وجميعها قد تقلدها في حكومة رشيد كرامي إلى أن استقالت في ديسمبر 1976م.


    تاريخ عريق يحمله أستاذنا غسان تويني، وأحسب أن الأقدار ذاتها قد احتفت به وبعلمه، فأرادته صحافيا لمرحلة كانت رياح الحرب العالمية تهب، وصحافيا أيضا وهي تضع أوزارها، وتنفيذيا ولبنان ينحدر في حرب أهلية، ودبلوماسيا حين استعصى حل المشكلة بين اللبنانيين فاحتاجوا إلى أن ينقلوا القضية إلى مسرح عالمي. ثم وأستاذا تربويا مع تبدلات النظام الدولي، ودخول الإنسانية معه حقبة هذا الذي يعرف بالنظام العالمي الجديد عام 1990 مع سقوط الشيوعية وحائط برلين، إذ وقع الاختيار على شيخنا غسان ليرأس جامعة البلمند.

    وممتعة هي سيرة شيخنا غسان، فرجل توافرت له خصائص مهن قامت على الكلمة، صحافيا كان أو دبلوماسيا أو تنفيذيا أو أستاذا تربويا، فكيف له أن يؤسس حياة في دائرته المغلقة، وماذا تكون غير الحياة الزوجية؟

    وهنا أيضا أحسب أن الفلسفة قد أشهرت سلاحها، فتعاطفت الأقدار فحمت شيخنا غسان، فإذا بالكلمة تطارد شيخنا غسان، أو قل هو الذي يطاردها. ففي محيط الجمال الحسي والمعنوي المعروف عن بيروت، سكن شيخنا إلى الشاعرة والأديبة نادية حماد ابنة السفير محمد علي حمادة في زيجة كانت من أشهر الزيجات التي اخترقت الحواجز الطائفية في لبنان. وأي حياة هذه في ثرائها حين تنضم أنفاس الشعر إلى حراك الصحافة والدبلوماسية والأستاذية والمناصب الوزارية.

    ولكنها الحياة أيضا، فقد غالبت الزوجة نادية مرضا عضالا إلى أن رحلت عام 1983، لتمهله الأقدار اثنتين وعشرين عاما ليرحل ابنه جبران في حادث اغتيال مفجع يوم 12 ديسمبر 2005، والشيخ في خريف العمر في التاسعة والسبعين يمني النفس بعام جديد حزينا مع أقدار لم تمهل الابن جبران غير ست أعوام فقط في رئاسة تحرير صحيفة النهار بعد أن تخلى شيخنا عنها له في 1999، وكأنه يتحسس أفق ألفية جديدة أراد فيها لجيل الشباب أن يحمل مسؤولياتها عنه.

    الكتابة عن غسان تويني في مقال واحد أقرب إلى تكليف بأن يبحث الإنسان في حقل للنحل عن غذاء ملكات النحل، فالرجل ملك في مملكة الصحافة. ويكفيه أنه وما أن يقبل تكليفا وطنيا، وتنتهي برغبة منه أو بقرار من الآخرين، خدماته فيه، وإلا نجده قد عاد إلى الصحافة، إلى الكلمة الشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين.

    الكتابة عن كاتب وصحافي في قامة غسان تتعثر كثيرا بسبب التعدد في مواهبه وملكاته، ولكن حسب الرجل أنه كان أقرب إلى الاستثناء منه إلى العادة التي ظلت الحياة ترفد بها في مسيرتها مهنا وتخصصات كثيرة.

    ومن عجب أنني وعشية النية في كتابة هذا المقال، كنت أعد حلقات من الوثائق السرية البريطانية لصحيفة الشرق الأوسط عن مرور عامين على حرب لبنان الأهلية التي اندلعت في 1975، فوقفت على وثيقة سرية برقم: 33 بتاريخ 12 مايو 1977، معنونة بصورة سرية من السفير البريطاني السير بيتر واكفيلد إلى الخارجية البريطانية عن مقابلة له مع الأمير فاروق أبي اللمع مدير عام الأمن العام، تناولت شؤونا كثيرة وبينها مخاوف إبان الحرب الأهلية، فقال أبي اللمع: إنه يعتبر أن ذلك التخوف ليس بديلا للبنان الموحد.

    حين بدأت في اليوم التالي لأكتب عن شيخنا غسان طافت على ذهني المقاربة في حيثية الإدانة التي حملتها الوثيقة البريطانية المشار إليها أعلاه. صحيح أن شيخنا الأستاذ غسان من الروم الأرثوذكس، وأبي اللمع من الموارنة، ولكن شيخنا ومنذ ذلك الزمان كان يسبح ضد الخوف وضد التيار. إنها الكلمة الطيبة والفلسفة الثرة التي تؤهل نادرين في هذه الحياة أن يكونوا كذلك، مشاعل خير ومحبة وسلام، ورجال مواقف، لا تنال منهم الأحزان حتى حين يطول الغدر فلذات الأكباد، وكل ذلك الحال كان ولا يزال هو غسان تويني متعه الله بالصحة والعافية.

    تستحق أسرة مؤسسة الجزيرة بالسعودية تهنئة على الاحتفاء بهذا الرمز العربي واللبناني الكبير وبرجل الكلمة الشريفة في بلاط السلطة الرابعة أستاذنا غسان تويني، مثلما أجدني ممتنا باختيارها لي لأكون الصوت السوداني الذي يغرد ضمن فرقة تفوقني فنا وأداء ومواهب.

    رحم الله الأستاذ الصحفى المتطور حسن ساتى والذىساهم فى تطور الصحافة السودانية شكلا ومضمونا وساهم بحضوره واداءه المشرف فى القنوات الفضائية العربية بعكس صورة مشرقة للصحفى السودانى
    اللهم اكرم وفادته وارزقه الجنة بغير حساب
    جنى
                  

11-29-2008, 07:42 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    رفقا لندن.. رفقا بالخواتم والرفاق..
    حسن ساتي
    الخميـس 20 ربيـع الاول 1426 هـ 28 ابريل 2005 العدد 9648
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    ألا إن هذا الموت قد أضر بالدنيا ففضحها..

    بورك في شيخنا حسن البصري صاحب تلك المقولة الحكمة ..

    الخاتم عدلان اسم منحوت في ذاكرة السودانيين كرمز للمثقف والثائر المولع بالصمود والتمرد ، عجمته سنوات الدراسة الجامعية كقيادي شيوعي في صرح علمي هو جامعة الخرطوم التي كانت ترفد حركة السياسة السودانية بالقيادات والوزراء والتكنوقراط والأدباء ، أطاع فيها تعليمات حزبه ، فتعمد الرسوب ليقود الصراع المستعر بين حركتي الإخوان المسلمين والحزب الشيوعي في ذلك الصرح ، ليعود ويحرز أفضل النتائج الدراسية متى ما استكمل فرص الرسوب التي تتيحها لوائح الجامعة في كل فصل دراسي ، ونال نصيبه ضريبة أبية من سنوات أودعه فيها نظام جعفر نميري السجن وهو طالب دراسة مثلما فعل معه نظام الإنقاذ الحالي وهو خريج ، وحين أطلق سراحه برع الرفاق في فنون الإخفاء التي يجيدونها، فأخفوه في (سطوح) منزل مجاور لمباني أمن الدولة الى أن نجح وتسلل هاربا ليسلم نفسه الى المنافي ثائرا ومثقفا وممسكا بخضرة الجزيرة التي جاء منها ريفيا بسيطا.

    يقول عبد الباسط سبدرات وزير الإعلام الحالي إنه هو الذي جند الخاتم في صفوف الحزب الشيوعي ، ويقول لي الخاتم إنه لا ينسى تلك اللحظة التي تسرب فيها نبأ شيوعيته الى قريته فانفض عنه أهل القرية والحافلة تحمله إليها في أول زيارة له ، وهي التي اعتادت أن تصطف لتستقبل طلائع أبنائها حين يأتون في العطلات رهانا على مستقبل آخر أرادته بالاستبطان تلك القرى المتكلسة في ولاءات طائفية وحزبية ودينية ، ويقول لي الخاتم، الذي رحل عنا، في الأسبوع الماضي ذات مساء بارد في لندن: استقبلني والدي بعد نزولي من الحافلة ترهق وجهه حالة أسى ظاهرة ، وفي المنزل قال لي: هل صحيح أنك أصبحت شيوعيا ، قلت : نعم ، وواصل يسأل: وهل تؤمن بذلك: قلت نعم ، وكانت المفاجأة أن قال: إن كان ذلك عن إيمان فقاتل من أجل مبدئك.

    ومضى الثائر اليافع بمبادئه ، وتباطأ في التخرج ليفرخ لحزبه قيادات بديلة في الجامعة ، فلم يصب وظيفة يكافئ بها الأسرة الا في لندن حيث استقر ليعمل مترجما بارعا في هذه الصحيفة، وهي لندن ذاتها التي استقبلت كارل ماركس هاربا من ألمانيا الى أن مات فيها، وهي لندن التي دهست فيها عربة رفيقه في حركة التمرد خالد الكد ، الذي قاد معه الانشقاق ليعلنا في أواخر التسعينات وعبر مؤتمر صحافي انشقاقهما عن الحزب الشيوعي وتأسيس حركة (حق) اختصارا لحركة القوى التقدمية . وهي لندن ذاتها التي تحرك منها بابكر النور وفاروق حمد الله بطائرة بريطانية متجهة الى الخرطوم في يوليو 1971 ليجبرها العقيد القذافي على الهبوط في طرابلس وينزل من على ظهرها قائدي حركة الانقلاب الشيوعي الذي نفذه هاشم العطا لتنتهي المسرحية بعودة نظام جعفر نميري وإعدام معظم قادة الحزب الشيوعي السوداني ، وهي لندن التي أسلم فيها الطبيب الشيوعي عز الدين علي عامر روحه وقد جاءها هاربا من نظام الإنقاذ ، مثلما أسلم روحه فيها أب النضال العمالي علي الماحي السخي ، ومن عجب أن طبيبا آخر هو أمين النور شقيق بابكر النور قد أسلم روحه بلندن قبل أسبوع واحد من رحيل الخاتم عدلان، فإلى هذا الحد تتقصد لندن يا ترى الرفاق من كارل مراكس والى عز الدين علي عامر وعلي الماحي ، وتتقصد حتى المنشقين عنهم فتكون تلك النهاية المؤلمة لخالد الكد بحادث مروري وللخاتم بداء السرطان اللعين ، أم أنها المنافي بتداعياتها التي برع في وصفها شعراء الرفاق الراحلون من ناظم حكمت والى البياتي الذي لخص منشدا:

    تمضي السنون ..

    وهكذا.. ونحن من منفى الى منفى ..

    ومن باب لباب ..

    نزوي كما تزوي الزنابق في التراب ..

    ومثل لندن لم تحسن أميركا استقباله ، فزارها مشاركا في فعاليات فداهمه ألم المرض هناك فدخل المستشفى وغادرها ليعود الى لندن ليلاقي ربه في شهر ربيع الأول وعلى مرمى من مولد الرسول الكريم الذي شاء عمنا عدلان أن يحمل الخاتم إحدى كنياته المحببة لدى السودانيين.

    أكمل الخاتم معظم مشروع الصمود ، ومعظم مشروع التمرد ، ولكن المرض الخبيث حرم السودان من فيوضات مثقف كان يتوق لتقديم مثاقفاته الناضجة في مرحلة يستعد فيها السودانيون لسماع أصوات العصافير وهي تغني للسلام بعد أن بعثرهم الوطن بالحماقات لسنوات في أودية المنافي السحيقة ، مثلما أدمى المرض قلب شريكة حياته تيسير وإبنيه حسام وأحمد فحرمهم من عطاءات أب لم يقنع يوما بما هو دون النجوم.

    بورك فيك وتغمدك الله أخي الخاتم برحمته وأحسن عزاء أهلك ومحبيك ، فقد أحزننا كثيرا رحيلك وأعاد الى واجهة الذاكرة فينا مقولة الحسن البصري.

                  

11-29-2008, 07:46 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    القلب موجوع عليك يا حسن!
                  

11-29-2008, 07:46 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    تشاد والسودان: فوضى اليوم.. وحريق الغد
    حسن ساتي
    الثلاثـاء 28 محـرم 1429 هـ 5 فبراير 2008 العدد 10661
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    في ديسمبر 2005 خصّ خافير سولانا منسق الأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي هذه الصحيفة بمقال أوحت بفكرته اليه زيارة قام بها للسودان، والتقى فيها سالفا كير النائب الأول للرئيس السوداني عمر البشير. وبيت القصيد في مقاله كان قوله لسالفا كير انه وإذا كان لنهايات اتفاق سلام نيفاشا الموقع في 9 يناير 2005 أن يقود إلى انفصال جنوب السودان، فبعدها لن يقف لهب الفوضى على السودان وإنما ستعم حالة من الاضطراب كل المنطقة بدءا من تشاد ونهاية بالصومال.

    وبالطبع لم يمض سولانا في تشريح أسباب هذا الحكم بحكم الحيز الذي تخيره لمقاله، ولكن حقائق الجغرافيا والتاريخ، وبقراءتها، واستدعائها، وتحليلها تؤيد حكم سولانا. فها هي الأحداث في تشاد تتسارع من دون أن تظهر آثار ما إذا كان السودان سيبقى دولة واحدة أو دولتين، وتلك هي الصومال المشتعلة أصلا، وانضمت إليها كينيا مؤخرا، فيما تمسك يوغندا بحبال الانتظار مع مفاوضات هشة في جوبا السودانية مع جيش الرب، لتقول لك كل المنطقة إنها كلها على رمال متحركة باستثناء اثيوبيا وإريتريا بحالتي استقرار هشتين.

    أحداث تشاد وقبلها دارفور لدى عشاق نظرية المؤامرة يمكن أن تتجه إلى أن كل هذه السيناريوهات، ما ظهر منها وما بطن، هي صراع حول الموارد؛ ففي نهايات 2004 انشقت أرض تشاد عن اكتشاف النفط، وألقت شركتان أميركيتان بثقلهما في كونسرتيوم رصد 3.7 مليار دولار ليحول تشاد إلى منتج للنفط بمليون برميل في اليوم.

    ولكن أحداث تشاد وبوضع نظرية المؤامرة جانبا، يمكن أن تقول لك إن الرئيس إدريس دبي، مثل رؤساء أفارقة كثر يجيد صناعة المشاكل لنفسه؛ فالرجل الذي قدم الى قصر الرئاسة قادما من العاصمة السودانية الخرطوم في 4 ديسمبر 1990، تجاوب مع رياح النظام العالمي الجديد وسقوط الشيوعية، فصمم دستورا ديموقراطيا أوقف ولاية الرئيس على ولايتين، ولكنه، وكقادة أفارقة آخرين سرقه الزمن، ليكتشف أنه سيغادر السلطة في 2006، فصمم استفتاء يزيح من الدستور إيقاف الرئاسة على ولايتين، وهو المنتمي قبليا، وصراعات كل المنطقة تتلبس الثياب القبلية، لأقلية قبيلة الزغاوة، مثله مثل مني أركوي مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية السوداني ورئيس أجهزة الحكم الانتقالية في دارفور الذي جاء به اتفاق أبوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور في مايو(أيار) 2007. والاستشهاد الأخير مقصود للمقاربة أو لتثبيت الصلة العضوية بين أحداث تشاد الحالية وأحداث دارفور، وشاهدها أن كل هذه المنطقة هي الأكثر إقليميا تشربا لثقافة العنف بسبب عوامل كثيرة بينها حروب قبائل على الموارد في نزوحها المستمر، أضف الى كل ذلك ما أضافه نظام الإنقاذ السوداني في السنوات السابقة لاتفاق السلام من تجييش للقبائل في غرب السودان لتحارب جيش جون قرنق الشعبي لتحرير السودان، فأكسب القبائل بالتدريب المنظم معرفة جديدة بالسلاح لم تشأ ألا تمارسها بعد أن سكتت البنادق بسلام نيفاشا.

    والشاهد الآن أن الرئيس دبي، وبالانسحاب اللغز للمتمردين من العاصمة أنجمينا بدءا من مساء أول من أمس الأحد، يكون قد كسب أياما قادمة أقرب ما يكون الى من يكسب معركة، ولكنه بكل الأحوال لا يمكن أن يكون قد كسب حربا، والسبب بسيط وهو أن كل عوامل تجدد واستمرار هذا الصراع قائمة في بنية تشاد والسودان وأهمها على الإطلاق تفسخ النسيج الاجتماعي في دارفور وتشاد بسبب أزمة دارفور، واقرأ معه وصول نحو 26 ألف عنصر في السنتين القادمتين من قوات هجين نص عليها قرار مجلس الأمن 1769 وما يمكن أن تضيفه من سيناريوهات جديدة في المنطقة بينها قابلية أن تقدم المنطقة أفقا جديدا للتطرف الإسلامي الجهادي.

    على الرئيس دبي ألا يستهين بحقائق الجغرافيا والتاريخ، فالعداء السافر للخرطوم وممارستهما معا للكيد السياسي سيكون نسخة من صراع الأفيال الذي تموت فيه الحشائش، فيطول اللهب دارفور وتشاد أيضا.

    ومع التاريخ يكون على الرئيس دبي أن يعرف أن الفقر هو أكبر جنرال في التاريخ، وفي تشاد ومن عدد سكانها الذي يقل عن العشرة ملايين بنحو مائة وخمسين ألف نسمة، يعيش 40% تحت خط الفقر فيما لم تغير 18 عاما من وجوده في السلطة من هذا الواقع شيئا. وأخيرا فمع التاريخ أيضا، فالفوارق الإثنية والدينية والثقافية بل وحتى القبلية لا يمكن تجاوزها بمحاولات طلائها كما يحدث مع الجدران، وإنما بمواجهتها بمنظومة متماسكة من الحلول. من غير ذلك يمكن للرئيس دبي وغيره من القادة الأفارقة أن يبقوا في كراسي الحكم، ولكنه بقاء موقوت لذواتهم الفانية، وغياب مؤكد لهم من قوائم صناع التاريخ الشرفاء.

                  

11-29-2008, 07:51 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    الشراكة بين شمال السودان وجنوبه
    مقدم الحلقة: ليلى الشيخلي
    ضيوف الحلقة:
    - مختار الأصم/ أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم
    - الصادق الفقيه/ كاتب صحفي
    - حسن ساتي/ كاتب صحفي
    تاريخ الحلقة: 28/7/2007

    - مستقبل الشراكة بين شمال السودان وجنوبه
    - أسباب التباين ببن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني

    ليلى الشيخلي: حياكم الله نتوقف في حلقة اليوم عند مستقبل الشراكة بين شمال السودان وجنوبه في ظل اتهامات متبادلة واحتقانات بين طرفي الحكومة السودانية الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ونطرح في الحلقة تساؤلين رئيسيين: ما هو مستقبل الشراكة بين شمال السودان وجنوبه بعد عامين على توقيع اتفاقية نيفاشا؟ وما هي أسباب التباين المستمر في الآراء والمواقف والخطاب الإعلامي ببن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني؟

    مستقبل الشراكة
    بين شمال السودان وجنوبه

    ليلى الشيخلي: بعد عامين على توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان لا تزال التساؤلات تطرح حول مصير هذه الاتفاقية ومستقبلها خاصة بعد ظهور مؤشرات على وجود خلاف حول العديد من القضايا بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تجلى ذلك في العديد من التصريحات كان آخرها لأمين عام الحركة باقان أموم في الذكرى الثانية لمرور عامين على مصرع زعيمها جون قرنق اتهم فيها حكومة الرئيس عمر البشير بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور.

    [تقرير مسجل]

    ميا بيضون: أول مظاهر الاحتفال بالذكرى الثانية لرحيل قائد الحركة الشعبية في جنوب السودان ونائب رئيس الجمهورية جون قرنق الذي تحطمت به طائرة هليكوبتر قبل عامين وفى هذه المناسبة قام باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية بغرس أول شجرة أمام كلية الزراعة في شنبات حيث كان يعمل جون قرنق وذلك ضمن مشروع المليون شجرة الذي تبنته الحركة الشعبية وقال أموم في هذه المناسبة إن إضاءة الشموع في العالم الماضي في الذكرى الأولى كانت بمثابة الأمل في توحيد جميع فصائل الشعب السوداني في أرض المليون ميل مربع أمل يتساءل الكثيرون حول حتمية تحقيقه بعد تطور الأحداث في دارفور وشرق السودان واتهامات صريحة للحزب الحاكم بأنه يعيق تنفيذ اتفاقية السلام التي وقعت في يناير عام 2005.

    [شريط مسجل]

    آتيم قرنق - نائب رئيس المجلس الوطني السوداني: مؤتمر الوطني بيقول لنا هم ملتزمين بتنفيذ الاتفاقية وبالتالي هم بيشعروا إلى أنه التأخير ما منهم لكن التأخير من المؤسسات الموجودة لكنه ما في المؤسسات.

    ميا بيضون: ما ذكره أتيم قرنق يبدو أقل حدة مما ذهب إليه باقان أموم الذي أيد تقرير لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي اتهمت الحكومة السودانية بما وصفته التطهير العرقي والإبادة في دار فور وربما أقل حدة أيضا من التساؤلات التي وجهها الرئيس البشير حول أموال حولت للجبهة الشعبية ولكن الخلافات حول اتفاقية السلام لا يقتصر على الحكومة والحركة الشعبية فقد ذهب المعارضة إلى أن المشكلة الأساسية في هذه الاتفاقية أنها وقعت بين فصيلين لا يمثلان جميع أهل السودان وهما الحكومة والحركة الشعبية كما أن اشتمال الاتفاقية على فقرة الاستفتاء على مصير الجنوب بعد ست سنوات لا يعكس حسن نية من جانب الحركة الشعبية ويذهب مراقبون إلى أن انقسامات في داخل الحركة الشعبية خاصة بعد رحيل جون قرنق أحد العوائق التي تحول دون التقدم في عملية السلام ويهدد بعودة الأمور إلى طبيعتها الأولى وفى هذا المناخ يأتي الاحتفاء ذكرى جون قرنق الذي ينظر إليه في الشمال على أنه داعم للوحدة وينظر إليه في الجنوب على أنه صاحب فكرة السودان الجديد الذي يعني شيئا غير الذي يعنيه عند كثير من أهل الشمال

    ليلى الشيخلي: معنا في هذه الحلقة من الخرطوم أستاذ العلوم السياسية الدكتور مختار الأصم ومعنا أيضا الكاتب الصحفي الدكتور الصادق الفقيه من لندن معنا الكتاب الصحفي السوداني حسن ساتي لكن قبل أن نبدأ النقاش نتابع معكم هذه المقتطفات حول الخلافات بين طرفي المعادلة في السودان.

    محمد حسن الأمين - نائب رئيس المجلس الوطني: نرى من وقت إلى آخر هنالك بعض الانتقادات من قيادات الحركة نفسها ربما يكون بعض القيادات لديه اتجاهات غير وحدوية من البداية أصلا ومن ثم تظهر هذه الروح هنا وهناك ولكن نحن نعلم أن الاستفتاء سيتم في نهاية الفترة الانتقالية والذي سيحدد الوحدة أو الانفصال هو شعب الجنوب وليس الحركة الشعبية كتيار سياسي وليس القوى السياسية الأخرى إنما التيار الواسع لجماهير جنوب السودان.

    باقان أموم: نحن شركاء بعد أن كنا خصوم في حرب أهلية مدمرة لذا طرح تطور كبير في العلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية صحيح أنه هناك صعوبات في تلك العلاقة نابعة عن صعوبات تنفيذ اتفاقية سلام ولكن لنا الإرادة كحركة شعبية لتطوير تلك العلاقة لتكون علاقة شراكة فعلية هادفة لتحقيق السلام في السودان وتحقيق التحول الديمقراطي.

    صفوت صبحي - أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم: الحركة الشعبية عينها على 2011 تريد أن تصل لهذا التاريخ لتحقق استقلال الجنوب التيار الوحدوي داخل الحركة الشعبية في تراجع بسبب وفاة جون قرنق والشاهد على هذا أن الكثير من قيادات اللي هي كانت بتؤمن بالوحدة وكانت قريبة من جون قرنق غير موجودة الآن.

    ليلى الشيخلي: إذاً آراء مختلفة استمعنا إليها لنبدأ معك حسن ساتي بعد عامين من مقتل جون قرنق ماذا حل بمشروعه مشروع السودان الجديد؟

    حسن ساتي - كاتب صحفي: هو طبعا حينما نتحدث عن الحركة الشعبية ونتحدث عن واقعها اليوم بعد رحيل جون قرنق علينا أن نفرق بين عدة أشياء أولها شخصية جون قرنق نفسه الكاريزما التي كانت تحيط بشخصيته في الساحة الخضراء في الخرطوم قوبل بحوالي خمسة ملايين نسمة كل هذه الأشياء الآن أصبحت في الماضي الخلافة حينما أتت إلى سيلفا كير بيشتغل بصورة جماعية وهو يعترف تماما أنه ليس له تلك الكاريزما التي كان يتمتع بها قائد مثل جون قرنق قد تكون أيضا من ضمن الكاريزما أنه في الحركة قضت على كل الأشياء وهناك انتقادات تقال تحت السطح أنه كان يديرها بطريقة ديكتاتورية وهذه طبيعية مع تكوين الحركات وإدارتها الأفق الآن أفق مختلف كليا في داخل الحركة نحن أمام ما يقترب من القيادة الجماعية ولكن في هذه القيادة الجماعية أيضا هناك تباين واضح بين الآراء حتى أربيك قرنق يقال الآن أنها بدأت يعني تأخذ مواقف أخرى وبدأت تصرح أن زوجها مات مقتولا خذي مثلا ريك مشار التعديلات الأخيرة جون قرنق حاول أن يخفض من قبضته هناك الكثير في الحركة حول لاما قول وزير الخارجية الذي يمثلهم في حقيبة سيادية مثل الخارجية إذا نحن يعني الصورة في داخل الحركة الآن هناك صراع ولكنه صراع أنا أراه صحي وإيجابي لأنه طبيعة هذه المرحلة من مخاض لا بد أن تفرز مثل هذه الصراعات ليس بالضرورة أن تكون كلها إيجابية دون أن أتناقض مع نفسي لكن أيضا فيها حتى صراع على السلطة على مراكز القوة على النفوذ كل هذه الأشياء تصاحب الحركة الآن لكن مجمل المشهد لا يوحي لك على الإطلاق أن معظم قادة الحركة الآن انفصاليون مثلا كلا لكن الأوراق كما أشار جزء من التقرير كلها ليست في يد الحركة الشعبية هناك نقطة مهمة أريد أن أشير إليها بإيجاز وهي في السابق كان النازحون من جنوب السودان للشمال يمكن أن تسميهم على مدن معدودة على كوستي أو الخرطوم ربما الأبيض ومناطق غرب السودان مناطق التماس في أبيي الآن إلى أقصى صقع من أصقاع السودان في حلفا هناك ما يمكن أن تسميه جالية جنوبية وفي بور سودان هناك جالية جنوبية ونحن لا نتحدث بالمئات هنا وإنما نتحدث بالآلاف يكون السؤال في هذه الحالة الورقة في مجملها قد تكون في يدها أو لا لأن هناك عدة أسئلة.

    ليلى الشيخلي: يعني أنت تتحدث عن ظاهرة صحية ولكن هناك مَن يحذر من أن الموضوع يعني بعيدا عن الكاريزما التي كان يتحلى بها جون قرنق كان موضوع أهم هو النفس الوحدوي الآن يعني واضح من كلام البعض داخل الحركة أنه لا نقل غير موجود ولكنه قل بدرجة كبيرة.

    "
    قرنق أطلق على نفسه رصاصة الرحمة عندما طلب من الرئيس مبارك فتح فرع لجامعة الإسكندرية في نيمولي، فالرجل كان له مشروع عريض للمنطقة وهذا تقاطع مع أجندة غربية
    "
    حسن ساتي
    حسن ساتي: بالتأكيد لأنه جون قرنق كانت رؤيته واضحة وواسعة ليست وحدوية فقط أنا أقول دائما وهذا موضوع آخر ربما يثار في وقت لاحق أن جون قرنق أطلق على نفسه رصاصة الرحمة أو القتل يوم أن قال للرئيس مبارك أريد جامعة في نيمولي جامعة الإسكندرية فرع نيمولي عين الرجل كانت على مشروع عريض للمنطقة وهذا ربما تقاطع مع أجندة غربية في تقديري لكن ليلى الذي أريد أن أقوله بوضوح شديد هو هذا مخاض وفي أي مخاض بعد تجربة من الحرب هي الأطول في القارة الإفريقية طبيعي جدا أن نشهد مثل هذه الاحتكاكات أنا أسميها الاحتكاكات لكن بعضها بالفعل أخذ شكلا سافرا.

    ليلى الشيخلي: طيب يعني دكتور مختار الأصم مجرد احتكاكات لا أكثر ولا أقل لماذا إذا هذا التخويف من منظمات مختلفة أخرها ربما كانت الانترناشيونال كريسس بروج عندما تقول إن السودان الآن على شفى حرب أهلية هل هذه مبالغة برأيك؟

    مختار الأصم - أستاذ العلوم السياسية: السودان مواجه بصعوبات كثيرة ليس أقلها مشكلة الجنوب فحسب بل هنالك مشكلة دارفور وهنالك مشكلة الشرق ولكن إذا ركزنا الآن على مسألة الجنوب نجد أن القضية قضية الجنوب ليست فقط شخصية جنون قرنق الوحدوي والكريزماوي والذي كان يقود الحركة بقبضة من حديد لأننا نعتقد بأنه سيلفا كير كذلك نجح في الحفاظ على الحركة من التشظي والتلظي بدليل أنه كل الأحزاب السودانية تقسمت ما عدا الحركة الشعبية ولكن المشكلة تكمن في الاتفاقية نفسها الاتفاقية أنشأت نظامان في دولة واحدة مختلفات النظام الأول نظام علماني في جنوب السودان والآخر نظام لا يقبل العلمانية في شماله وهذه الصعوبة في حد نفسها زاد الطين بلة كذلك أنه العاصمة القومية تدار بنظام فيدرالي بمعنى أنها هي تعتبر ولاية شمالية أي أنه هنالك صعوبات في داخل الاتفاقية نفسها لذلك ما فيه شيء غريب أنه يحصل احتكاك ما بين الفكر العلماني الجنوبي وبين الفكر الذي كان يقود السودان خلال 17 سنة الماضية وكان يدعو إلى شريعة وإلى نظام إسلامي هذا شيء طبيعي في هذا الاختلاف أعتقد بأنه الاتفاقية أهم حاجة عملتها هو ليس إناء الحرب لأن الحرب كانت ستنتهي سواء بهزيمة أحد الطرفين أو بزي ما يقال بتعب كل الفريقين زي ما حدث حقيقة أن الفريقين تعبوا من الحرب لكن الجميل في الاتفاقية أنها وضعت أسس لكي يقبل السودان انتقال إلى نظام برلماني أو نظام رئاسي بانتقال سلس للسلطة هذا هو يمكن السر في أن الاتفاقية جاذبة ويجب أن تظل جاذبة الشيء الآخر أنه لا أعتقد بأنه..

    ليلى الشيخلي: يعني هل تظل جاذبة هذا هو السؤال دكتور صادق الفقيه يعني ونحن نستمع إلى أراء كثيرة من داخل الحركة الشعبية تقول إن الحكومة لم تفِ بوعودها هل يا ترى برأيك أن حكومة الشمال كانت ستتعامل بطريقة مختلفة مع الحركة الشعبية مع الاتفاقية لو كان جون قرنق موجودا اليوم؟

    صادق الفقيه: لا أعتقد أن الأمر سيكون مختلفا بشكل كبير خاصة وأن هذه الخلافات هذه الأصوات هذه المماحكات السياسية والاحتكاكات التي تتم بين الفينة والأخرى تتم حسب المنبر الذي تطلق منه التصريحات هذه التصريحات نفس الشخص لا يتحدث عن تعدد أصوات وإنما نفس الصوت قد يقول شيئا عندما يكون الأمر اجتماعا بين الفريقين أو الشريكين أو مؤتمرا صحفيا مشتركا أو منبرا آخر يشتبه فيه التعبئة للانتخابات القادمة هنالك إشكالية في الشريكين وبينهما الإشكالية في أن الأصوات تخاطب أشخاصا أو مواقف لا تتذكر دائما أن الحكومة هي شراكة بين الفريقين الحزب الحاكم به أصوات أيضا تتحدث عن أنه ما يزال هو الحزب الحاكم الأوحد والحركة كذلك تشارك بفعالية وتشارك بأعداد مقدرة ولكن في نفس الوقت تتخذ موقف المعارضة في كل منبر خارج دوائر السلطة المختلفة فالأصوات تتغير اللهجة تتغير التصريحات تتغير بحسب المواقف محاضرة أمام طلاب يختلف فيها الخطاب السياسي ومحاضرة أمام مجلس الوزراء يختلف فيها تماما الخطاب السياسي لنفس القيادات التي تتسبب في هذه الاحتكاكات من الفريقين وبين الفريقين بين الفينة والأخرى فالأمر يتعلق بضبط الخطاب السياسي أكثر من أي شيء آخر.

    ليلى الشيخلي: يعني هي مسألة يعني مصالح يعني حسن ساتي تعليق سريع يعني الأطراف المختلفة تقول ما يعني حسب الظرف تقول ما تريد أن تقوله في ذاك الوقت وليس هناك تأثير أكثر من ذلك هل برأيك يعني هل أنت مقتنع بهذا؟

    حسن ساتي: أتفق مع دكتور صادق في هذه الجزئية لكن لها بعد آخر طبيعيا لها بعد آخر على مرحلة الاستفتاء لكن كمان أيضا ما قاله دكتور صادق يؤكد جزئية واحدة منذ يومين أشرنا في أخر لحظة تصريح لأحد قيادات الحركة يقول استقطبنا أو سجلنا مليوني عضو للانتخابات القادمة وهذا يرهب ويخيف شريكنا المؤتمر الوطني الحركة كتنظيم مليشي يبدوا أنها إذا أقدمت على أي شيء تعد بمهارة الفكر المليشي في التنظيم وهذه أيضا لابد أن أسجلها الفكر المليشي يتفوق على الحزبية في تنظيمه وفي أشيائه لكن أيضا أو المستحقات.

    ليلى الشيخلي: الاستفتاء..

    حسن ساتي: التي ستأتي هي في الحساب أيضا بلا جدال..

    ليلى الشيخلي: يبقى السؤال يعني ما هي فعلا أسباب هذا التباين لماذا هذه الملاسنات التي تزداد حدة الآن؟ نأخذ فاصلا قصيرا ثم نعود لنكمل الحوار.


    [فاصل إعلاني]

    أسباب التباين ببن الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني

    ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إذاً موضوعنا هو الشراكة بين شمال السودان وجنوبه، دكتور مختار الأصم إلى أي حد تعتبر أن تركيز المجتمع الدولي على قضية دارفور لعبت دور أساسي في توسيع شقة الخلاف بين الطرفين والدليل ما نسمعه من هذه الملاسنات؟

    مختار الأصم: لا شك أن موقف المجتمع الدولي وموقف الحركة الشعبية من مساندة المجتمع الدولي من دخول القوات الهجين في دارفور وموقف الحركة الشعبية من الموافقة على محكمة لاهاي هذا بين فوارق كبيرة ما بين الشركيين الحركة الشعبية في هذا المكان بتلعب دور كأنها هي معارضة وليست حكومة مشكلة دارفور فعلا أججت من نار الخلافات ما بين الشركيين الاثنين لأن المؤتمر الوطني واضح في هذه المسألة بيعتبر بأنه التدخل الأجنبي هو اعتداء على السيادة الوطنية الحركة الشعبية تعتقد بأنها ليست هي مسؤولة عن هذه المشكلة وهي تلعب فيها دور آخر غير دور المسؤول عن الأزمة لكن الحقيقة أن الحركة الشعبية سواء رضيت أو أبيت فهي جزء من هذا النظام وهي جزء من هذه الحكومة وقد برزت مشكلة دارفور في الثلاث سنوات الأخيرة والحركة أغلبها كانت موجودة في السلطة نعم مشكلة دارفور أججت من الصراع ما بين الشركيين الاثنين لكن الحقيقة أن زي ما قلت من قبل بأنه أعتقد بأنه المسألة برمتها ستلجأ في الأخر إلى الاستفتاء والذي ستكون في صالح الوحدة لأنه أعتقد بأنه الآن النخبة الجنوبية التي تدعو إلى الاتصال.

    ليلى الشيخلي: ولكن هناك دكتور صادق الفقيه من يرى في الاستفتاء سوء نية مبيت.

    "
    القوى السياسية السودانية أعطت للجنوب حق تقرير المصير، وهذا الحق لا يمكن أن يتم إلا عبر استفتاء وهو أمر متفق عليه بشكل كبير بين الشريكين
    "
    صادق الفقيه
    صادق الفقيه: هذا جزء من اتفاق تم الاستفتاء وافقت عليه بشكل أو آخر كل القوى الوطنية السودانية في الجنوب وفي الشمال هنالك عدد من الاتفاقات أو المواضعات التي تواضعت عليها القوى السياسية السودانية أعطت للجنوب حق تقرير المصير وحق تقرير المصير لا يمكن أن يتم إلا عبر استفتاء فأمر الاستفتاء أمر متفق عليه بشكل كبير قد يكون هنالك اختلاف هنا أو هناك بين هذا الحزب أو ذاك الحزب ولكن هنالك شبه إجماع بين القوى السياسية التي شاركت في هذا الاتفاق الذي تم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والتي لم تشارك هنالك اتفاق أسمرة الذي تراضى أيضا على تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان وهنالك عدد من الاتفاقات واللقاءات التي تمت بين الحركة الشعبية وقوى سياسية وأخرى قبل اتفاقية نيفاشا تراجع.

    ليلى الشيخلي: حسن ساتي يعني سامحني على المقاطعة فقط لأنه في الدقائق الأخيرة يعني في ضوء ما يحدث في السودان اليوم وفي ضوء هذه العلاقة الآن بين الشمال والجنوب هل فعلا السودان مستعد لطرح الاستفتاء في 2011؟

    حسن ساتي: بالتأكيد لأن هذا موفر أول حاجة بغطاء دولي وبضمانات دولية مجلس الأمن خرج للمرة الرابعة في حياته ليجتمع في نيروبي لدفع هذا الاتفاق لكن أمام زمنك الضاغط دعيني أشير إلى إضاءة أخيرة أراها مفيدة وهي أن حكومة الجنوب أنه كلما الحراك الذي يدور في السودان هناك بصمة إقليمية وهناك بصمة دولية أؤشر لهما بهذه الوقائع وبسرعة الأولى أنه في يوليو 2006 كنا قد نشرنا مانشيت على صحيفة أخر لحظة في السودان يقول إنه هناك وفد إسرائيلي في ضيافة حكومة الجنوب لم تكذب حكومة الجنوب الوثيقة لا الخبر لكن أتين قرنق قال لا تتوقعوا منا في الجنوب أن نقوم بحساسيتكم تجاه إسرائيل والمرارات بنفس الحساسيات والمرارات التي تحملوها هذه الإضاءة الأولى للبعد الإقليمي الإضاءة الثانية أنه منذ ذلك التاريخ منذ يوليو وإلى الآن دخلت ربكا قرنق البيت الأبيض دخل سالفا كير البيت الأبيض دخل مني أركوي ميناوي وقبل أن يؤدي القسم البيت الأبيض وأنا بأعتقد أن هناك في كل هذا الحراك الذي يدور في السودان بصمة إقليمية دعينا من أسمي العواصم فيها لكنها كلها ليست على موقف واحد مما يدور في السودان بمعنى الطموح نحو سودان واحد اللهم إذا استثنيت مصر وهناك الورقة التي نشهدها الآن من الاتحاد الأوروبي وهو يريد نشر قوات دولية في تشاد وإفريقيا الوسطى جاري السودان من الغرب مجمل المشهد واضح بالنسبة..

    ليلى الشيخلي: طيب لا يمكن أن نختم الحديث عن هذا المشهد دون إشارة لأننا في النهاية نتحدث في ذكرى مقتل جون قرنق نريد أن نشير إلى يعني أرملة جون قرنق عندما أصرت على أن زوجها قتل ولم يكن حادث مأساوي هذه النقطة إلى أي حد تلعب دور دكتور مختار الأصم في يعني هل تؤثر بأي شكل من الأشكال على العلاقة اليوم بين الشمال والجنوب؟

    مختار الأصم: لا ليست على العلاقة بين الشمال والجنوب ولكن على السودان ككل وعلى الحركة الشعبية لأن وفاة جون قرنق تمت في ظروف سميت بأنها خطأ إنساني لقائد الطائرة ولكن في مجمله فيها كثير من الغموض لأن الطائرة كان طائرة رئاسية ومجهزة بأحدث الأساليب وأقواها لذلك الشك موجود وكان رجل وحدوي وكان ذو تطلع لزعامة السودان وذو أجندة كبيرة جدا نحو سودان جديد كل هذه المسائل زالت في لحظة لذلك الشك موجود وبعدين قطع الشك أنه وفاة جون قرنق لم تضر بالجنوب فقط ولكن أضرت بالشمال كله لأنه كان شخصية قومية قوية جدا لذلك هنالك أكثر من حديث وأكثر من شكل لأنه هذا الأمر ما تم إلا بفعل فاعل والله ورسوله أعلم.

    ليلى الشيخلي: تعليق سريع من دكتور صادق الفقيه في هذا الإطار أيضا.

    صادق الفقيه: ربما إذا كان هنالك شك قد ينسحب هذا الشك ليس فقط على الشمال حتى ولو قالت به رابيكا قرنق وربما ينسحب على الجنوب أو ينسحب على الجوار لأن الدكتور جون قرنق عندما استشهد.. أستشهد في طائرة رئاسة كما ذكر الدكتور الأصم أوغندية في زيارة كانت خاصة جدا غير معلومة حتى للقيادة السودانية التي كان شريكا فيها فالأمر ينسحب على مجمل الحالة الإقليمية وربما يتعداها إلى الحالة الدولية فهو لا تؤشر زوجة قرنق بأصبع الاتهام على الشمال أو على فئة معينة فيه وإنما تتحدث عن احتمال ألا يكون الحادث حادثا عرضيا أو حادثا بريئا.

    ليلى الشيخلي: مما يعني يسلط الضوء على أبعاد إقليمية لموضوع السودان في النهاية لا يمكن أن تخفى يعني الاهتمام الإقليمي بالانفصال وما يترتب على هذا حسن ساتي لا أدري إذا كان يتسع الوقت لتعليق سريع في هذا الإطار كلمتين لو سمحت.

    حسن ساتي: كلمتين أنا متأكد جدا أنه للغرب استعداده وتحديدا أميركا أوراقها الخاصة في ترتيب هذه المنطقة ليس السودان فقط ولكن من أفغانستان إلى أقصى المحيط الجغرافي المحيط بالسودان وأذكر أيضا بعبارة لخافير سولانا قال فيها إذا انقسم السودان فالفوضى ليست في فوضى السودان فقط وإنما قد تمتد من تشاد إلى الصومال نحن في مشهد انتقالي وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم فيما يخص ناشطي السودان.

    ليلى الشيخلي: شكراً جزيلا لك الكاتب الصحفي السوداني حسن ساتي من لندن وشكراً للدكتور مختار الأصم أستاذ العلوم السياسية من الخرطوم والكاتب الصحفي الدكتور الصادق الفقيه كنتما معنا من الخرطوم، شكراً جزيلا لكم مشاهديّ الكرام إلى أن نلتقي في حلقة جديدة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيعنا بإرسالها على عنواننا [email protected] في أمان الله.
                  

11-29-2008, 07:53 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    سيناريوهات المستقبل في السودان
    مقدم الحلقة: مالك التريكي
    ضيفا الحلقة: - حسن ساتي: كاتب صحفي
    - د. حلمي شعراوي: مدير مركز البحوث العربية والأفريقية
    تاريخ الحلقة: 25/08/2002

    - ازدياد التوتر بين مصر والسودان في ظل اتفاق ماشاكوس
    - الدور الأميركي في جنوب السودان وتأثيره في دور مصر







    مالك التريكي: تزايد التوتر بين الخرطوم والقاهرة في أعقاب توقيع اتفاق ماشاكوس.

    تساؤلات حول سيناريوهات المستقبل في السودان وعلاقاتها بالأمن القومي العربي.

    أكد وزير الخارجية المصري أخيراً أن المبادرة المصرية الليبية للسلام في السودان لا تزال قائمة وأن التنسيق والتعاون لا يزالون مستمرين في إطارها، كما نفى صحة ما يتردد عن أن المبادرة المصرية الليبية قد تجاوزتها الأحداث، والأحداث طبعاً هي تطورات ناجمة عن اتفاق ماشاكوس الذي أحدث في القاهرة صدمة قد تكون هذه التصريحات من آثارها، إذ إن اتفاق ماشاكوس يمثل تحدياً جاداً لمصر، لا لأنه استبعدت من الجولة الأولى من المفاوضات التي أسفرت عن الاتفاق فحسب، بل لأن الاتفاق يتضمن احتمال قيام دولة انفصالية في جنوب السودان، وهذا احتمال خطير بالنسبة للقاهرة عملت منذ عقود على درء خطره من منطلق أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه هو أساس من أسس الأمن القومي المصري، فقد سبق للقاهرة قبل خمسين سنة أن بذلت جهوداً دبلوماسية مضنية للحيلولة دون مفاوضات تقرير المصير التي كانت بريطانيا ترمي من خلالها إلى فصل جنوب السودان عن شماله، وعندما تجدد الحديث عن الانفصال منذ أعوام قليلة أعلنت مصل على لسان وزير خارجيتها السابق أنها لن تسمح باستفتاء لتقرير المصير أو بفصل الجنوب، لأن السودان هو العمق الاستراتيجي لمصر.

    هذا، ويتعلق الأمن القومي المصري في علاقته بالسودان بقضيتين على الأقل:

    قضية المياه حيث أن ظهور دولة جديدة سيزيد من الضغط على موارد النيل.

    وقضية الأصولية، حيث انفصال الجنوب يعني قيام دولة أصولية خالصة في الشمال يمكن أن تهدد استقرار النظام المصري، ولا يمكن لهذه المخاوف بطبيعة الحال أن تكون منفصلة عن جو انعدام الثقة الذي أحدثته محاولة اغتيال الرئيس المصري في أديس أبابا والتي اتُهم فيها نظام الخرطوم آنذاك بأن له ضلعاً فيها.

    لهذا كله فقد توترت العلاقات بين الخرطوم والقاهرة في أعقاب اتفاق ماشكوس وبلغ التوتر حد عدم استقبال الرئيس المصري مبعوثاً سودانياً إلى القاهرة، ثم تفاقم بعد أن صرح الرئيس السوداني بأن السودانيين أحرص على وحدة السودان من المصريين أو سواهم، وبعد أن مضى في التصعيد إلى حد إعادة إثارة قضية منطقة حلايب التي قال إن السودان لم يتنازل عنها، بدليل أنه قدم شكوى في هذا الغرض إلى مجلس الأمن، فهل هذه مجرد زوبعة أخرى من الزوابع المعتادة بين النظامين في شمال وادي النيل وجنوبه، أم أن الخلاف الحالي مفتوح على احتمالات القطيعة الاستراتيجية ذات المضاعفات الخطيرة على كامل الأمن القومي العربي.

    محمود تميم، يستعرض آخر التطورات في العلاقات السودانية المصرية في أعقاب اتفاق ماشاكوس.

    ازدياد التوتر بين مصر والسودان في ظل اتفاق ماشاكوس

    تقرير/ محمود تميم: تفاهم ماشاكوس بكينيا وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية تحت مظلة الهيئة الحكومية للجفاف والتنمية (إيجاد).. وبدعم أميركي كامل ولقاء الرئيس السوداني عمر البشير في كمبالا بقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان العقيد (جون جارانج) في تطور متسارع شكلا مفاجأة كبرى للحكومة المصرية، وكانت القاهرة إلى وقت قريب تتحرك في إطار ما كان يُعرف بالمبادرة المصرية الليبية المشتركة لحل أزمة الحكم في السودان وإنهاء الحرب الأهلية في الجنوب، وأبدت مصر تخوفها من هذه الاتفاقية التي تنص في أحد بنودها على فترة انتقالية مدتها ست سنوات، يعقبها استفتاء على مصير جنوب السودان، ربما يؤدي إلى انفصال الإقليم الجنوبي، وتنطلق تخوفات مصر من أمرين أساسيين هما: الماء والأمن في جنوب البلاد، وتخشى مصر من أن تؤدي الاتفاقية إلى انفصال الجنوب وقيام دولة هناك تسيطر على جزء كبير من مياه النيل، كما يقول بعض المسلمين إن الأمر يهم الأمن القومي العربي، فهناك تخوف من تنامي علاقات بين الدولة الجديدة وإسرائيل مما قد يضع إسرائيل في موقع المسيطر على مياه نهر النيل.

    سعت الحكومة السودانية إلى طمأنة مصر من أهداف الاتفاقية، فبعث البشير نائبه الأول علي عثمان محمد طه إلى القاهرة، لكن الرئيس المصري حسني مبارك لم يلتق المبعوث السوداني، كان تلك إشارة واضحة إلى غضب مصر من تجاهل الحكومة السودانية لها في شأن تعتقد أنه يخصها هي أيضاً، غير أن هذا الموقف لم يوقف مساعي الحكومة السودانية لطمأنة الحكومة المصرية، فبعثت بوزير إعلامها آنذاك مهدي إبراهيم فالتقى بالرئيس مبارك الذي أكد في ذلك اللقاء حرص مصر على وحدة التراب السوداني.

    أحمد ماهر (وزير الخارجية المصري): إن مصر تقف مع وحدة السودان وتقف مع الشعب السوداني في سعيه من أجل تثبيت هذه الوحدة في إطار سودان واحد قوي يتمتع فيه كل أبنائه بحقوقهم كاملة.

    محمود تميم: العقيد جارانج من جانبه أشار إلى أن حركته تنشد وحدة السودان، وأن حق تقرير المصير أمر مشروع متفق عليه مع الحكومة السودانية.

    جون غرنغ (زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان): مصر من الواضح أنها مهتمة بوحدة السودان وكذلك ليبيا وبقية جيراننا، ولكن ماذا ينوون أن يفعلوا أثناء الفترة الانتقالية لجعل الوحدة هدفاً جذاباً ومجدياً للجنوبيين؟

    محمود تميم: يخشى بعض المسؤولين المصريين من أن يؤدي تقسيم السودان على أسس عرقية ودينية إلى تشجيع حركات انفصالية أخرى في داخل السودان وفي إفريقيا، الأمر الذي قد يشعل أكثر من حرب أهلية في القارة، بعض المراقبين يرون أن مصر لم يتم عزلها وحدها من أمر يهمها، فتوقيع الاتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية قد عمد إلى عزل قطاعات كبيرة من الأحزاب السياسية الشمالية ذات الثقل الشعبي الكبير وإلى انفراد المؤسسة العسكرية ومجموعات من حركة الإسلام السياسي بالسلطة في الشمال، وهذا قد يؤدي إلى قيام دولة إسلامية في الشمال ربما تكون سنداً للجماعات الإسلامية المناهضة للحكم في القاهرة، الأمر الذي قد يهدد الاستقرار المصري.

    الحكومة الأميركية سعت ما جانبها إلى طمأنة مصر من أن حق تقرير المصير لا يعني بالضرورة الدعوة إلى تجزئة السودان، لكن ذلك كله لم يزل مخاوف المصريين الذين يعتقدون أن لأميركا مخططاً خفياً في هذا الشأن.

    أمر آخر يقف حجر عثرة في تاريخ العلاقات بين البلدين هو موضوع مثلث حلايب الذي يطل على منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر الأحمر، وهذه قضية حدودية خلافية قديمة كادت أن تشعل حرباً بين البلدين في فترات مختلفة، لعل أخطرها عندما احتلت القوات المصرية مثلث حلايب إبان حرب الخليج ولا تزال هناك حتى الآن، لكن الرئيس البشير لدى زيارته مصر عام 99 اتفق مع الرئيس المصري على تشكيل لجنة لدراسة أمر التسوية بين البلدين.

    رد الرئيس البشير على انتقادات مصر لتفهم ماشاكوس كان عنيفاً، حيث ذكر في مقابلة مع صحيفة "الوفد" القطرية أن حكومته أحرص على وحدة السودان من المصريين، وأن التفاوض مع العقيد جون جارانج يخص السودانيين وحدهم، وأن حكومته لا تستأذن أحداً في هذا الشأن، وفي نفس المقابلة أثار البشير مجدداً موضوع حلايب قائلاً: إن حكومته جددت شكواها لمجلس الأمن حول موضوع هذه القضية.

    وفضلاً عن القضيتين السابقتين هناك محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا التي اتُهمت حكومة الإنقاذ نفسها بالتورط فيها بشكل ما، وهو حدث ربما لا يزال عالقاً في ذاكرة الرئيس المصري يلقي بظلاله على العلاقات بين البلدين.

    وليست هذه المرة الأولى التي تشهد علاقات البلدين مثل هذا التوتر، لكنها ربما كانت أكبر هزة في علاقاتهما يتطلب معالجتها فهماً متكاملاً وتعاوناً صادقاً من قبل الجانبين.

    مالك التريكي: اتسم رد الرئيس السوداني على انتقادات مصر لتفاهم ماشاكوس إذاً بالحدة، حيث أعلن أن السودانيين أحرص على وحدة السودان من المصريين أو سواهم، وأن التفاوض مع العقيد جون جارانج يخص السودانيين وحدهم وأن حكومته لا تستأذن أحداً في هذا الشأن.

    معنا من لندن لبحث قضية العلاقات السودانية المصرية في أعقاب اتفاق ماشاكوس الأستاذ حسن ساتي (الصحفي الكاتب المتخصص في الشؤون السودانية) أستاذ حسن ساتي، بعد هذه التصريحات التي تتسم بالحدة أصدر الرئيس السوداني تصريحات أخرى كان فيها نوع من المرونة، حيث قال إنه يتفهم مخاوف المصريين بشأن احتمال انفصال الجنوب، ولكن هنالك اعترضاً أو عدم ارتياح في السودان مما سماه بالاعتراض المصري علي الإرادة السودانية، هل يعني هذا أن اتفاق ماشاكوس.. ماشاكوس يمثل نقطة اختراق استراتيجي من هنا فصاعداً بين التصور السوداني والتصور المصري للأمن الإقليمي في وادي النيل؟

    حسن ساتي: هو قطعاً اتفاق ماشاكوس رسخ في ذهن مصر أنه ربما يكون للنظام السوداني أجندة خفية غير تلك التي يبديها من آن إلى آخر سواء كانت تتسم بالحدة أو تتسم بالمرونة أو تتسم بالقبلات أو الابتسامات أو العلاقات الدافئة، لكن أنا في تقديري أنا ميَّال إلى الاعتقاد، وقلت ذلك على أكثر من مرة عبر أكثر من جهاز تليفزيوني أو قناة فضائية أن.. أن هذا الاتفاق وجب له ألا يقرأ على.. النطاق الإقليمي، الصورة إذا فتحنا العدسة على الصورة الأشمل نجد أن هذا الاتفاق بعد أكثر من عشر جولات بين الحكومة والتمرد أو بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والحكومة، هذا الاتفاق جاء في مناخ.. المناخ العالمي التالي لـ 11 سبتمبر، أقول بمزيد من الوضوح من هذا المنبر أن واشنطن الذي يقرءون النبض الأميركي تجاه قضية الإسلام السياسي تحديداً يحفظون أن واشنطن قد قالت أن الدم قد تجمد في عروقها مرتين مرة يوم أن استولى الخوميني على الحكم، والثانية يوم أن دخل. دخلت فصائل طالبان للاستيلاء على السلطة في أفغانستان، وكانت الترويج هنا إلى إسلام سني وشيعي.

    الطرف الثالث في هذه المعادلة التي تهم واشنطن حتى قبل 11 سبتمبر هو شاكلة الإسلام السياسي الجديد في السودان، اللي هو لا.. لا ينتمي إلى السنة بمعنى ولا إلى الشيعة، ولكنه نظام يأخذ الإسلام السياسي بصورة جديدة وفيها الكثير من المغالاة والتصرف.. والتطرف وتوتير المنطقة، للحد الذي قالت فيه (أولبرايت) أن السودان أصبح جحر الأفعى.

    المناخ التاني لـ 11 سبتمبر: واشنطن الذي يقرءون تفاصيل ماشاكوس قبل 24ساعة من توقيع هذا الاتفاق الطرفان حزما حقائبهما وأعلنا أنهما على.. على طريق المغادرة وفض التفاوض، فجاءتهم الإشارة من واشنطن، ولديَّ معلومات مؤكدة في هذا المجال أنه.. أنهم لا.. لا يمكن أن تعبثوا بأجندة واشنطن العالمية وفيها أنه لابد أن تفرغ واشنطن من بؤر وجبهات كثيرة للتفرغ للقضية الأساسية اللي هي محاربة الإرهاب، ونظام الخرطوم...

    مالك التريكي[مقاطعاً]: لو كان الأمر كذلك أستاذ سامي، عفواً على المقاطعة، إذا كان الأمر كذلك فإن الاتفاق يمكن أن يُقرأ أيضاً على أنه انتصار للمبادرة الأميركية، رغم أن الاتفاق تم التوصل إليه في إطار (إيجاد) هيئة التنمية في شرق إفريقيا فإن.. فإنه قد تم التوصل إليه في إطار مبادرة أميركية فعلية، أي أنه انتصار للمبادرة الأميركية ضد المبادرة المصرية الليبية، وأن السودان استخلص أن مصر لم يعد لديها أي أدوات للتأثير السياسي على أحد طرفي النزاع إن لم يكن على كليهما، الأمران مرتبطان يعني.

    حسن ساتي: هو أستاذ.. نعم، أتفق معك إلى حد، لكن أستاذ مالك، دعني أوضح أن القاهرة في معركتها لا أظن أنها تغفل أو نتغافل عن الدور الأميركي في هذا الاتفاق، ولذلك معرفة القاهرة بدل أن تتوجه إلى الخرطوم فقط في تقديري كان.. كان واجب لها أن.. أن.. أن تتجه أيضاً إلى واشنطن، لأن لواشنطن أجندتها الواسعة في هذا المجال، والتي تلامس أيضاً الصراع العربي الإسرائيلي وموقع مصر فيه.

    واشنطن لأول مرة حاولت أن تخرج القاهرة من الملف السوداني، في وقت كانت إلى وقت قريب المناخ السائد قبل 11 سبتمبر كانت تضع الملف السوداني تقرأ الملف السوداني بعيون القاهرة باعتبار إن القاهرة حليف استراتيجي، ودعني أذيع لك سراً، الصادق المهدي حينما زار واشنطن في الثمانينات وهو رئيس الوزراء رفض الرئيس بوش مقابلته، وقال.. رفض الرئيس (ريجان) أقصد مقابلته، وقال بمعلومات أنا طرف أصيل فيها ومصدرها دبلوماسي غربي اشترطوا على الصادق المهدي، وضعوا له ثلاث شروط، وأنا نشرت هذا الكلام في أحد أعمدتي، ولم يُنفَ إلى الآن بما يؤكد أنه صحيح، كانت هذه الشروط لدى واشنطن هذا ألا تثير أي حساسيات ضد مصر، ولأن مصر تشكل بؤرة The sphere of interest of the America of the American interest In the area

    يبدو أن ذلك لم.. لأن واشنطن

    مالك التريكي: منطقة.. منطقة نفوذ منطقة نفوذ لأميركا في.. في المنطقة

    حسن ساتي: أيوه.. نعم، كان هذا أحد الشروط التي وضعت على.. على للصادق المهدي من الإدارة الأميركية، الآن أنا أحس أن معرفة واشنطن في.. معرفة القاهرة في هذا الشأن لها أسبابها الموضوعية جداً، ولكن يجب ألا تُدار مع الخرطوم فقط، ولكن مع دولة كلنا نعرف أنها أصبحت تحرك العالم بطريقة وجب أن يتصدى لها الناس، فجزء من هذه المعرفة لم يسبق السيف العزل بعد، عفواً لأنه واشنطن إن أنت قلت شركاء إيجاد، وقلت لك: أتفق معك إلى حد، أنت قلت تحت مظلة إيجاد، أنا أقول أنها تمت بإيجاد وشركاء إيجاد، اتفاق ماشكوس...

    مالك التريكي: بما فيها مصر.

    حسن ساتي: وفي إطار إيجادهم تحديداً واشنطن وبريطانيا والنرويج والسويد، إذاً هناك.. هناك..

    مالك التريكي [مقاطعاً]: بما فيها.. بما فيها مصر أستاذ حسن.. بما فيها مصر كطرف من أطراف إيجاد.

    حسن ساتي: لأ، مصر ليست طرفاً في.. في.. في إيجاد، لذلك مصر لما قدمت المبادرة الليبية المصرية المشتركة قدمتها لتتجاوز مأزق إيجاد، لأنه إيجاد المأزق في.. في.. في كل مبادرات إيجاد أنها أن إيجاد تصور مأزق الحكم في السودان كما أنه لو كان جنوبياً شمالياً فقط، وهناك مأزق شمالي شمالي، والمأزق الشمالي الشمالي واضح بوجود التجمع الوطني السوداني المعارض والذي تشكل الحركة الشعبية بقيادة (جون جارانج) أحد أهم فصايله، وهذا.. وهذا.. هذا التجمع الوطني الديمقراطي القاهرة استضافته لسنين طويلة أيام توتر علاقاتها مع الخرطوم وربما الخرطوم الآن تريد أن تجعل القاهرة تدفع أثماناً سابقة لمواقف سابقة، لكن الشاهد..

    مالك التريكي [مقاطعاً]: إذاً.. إذا أستاذ حسن.. أستاذ حسن، لأن الوقت أدركنا، إذاً هل يؤخذ كلام وزير الخارجية المصري عندما قال بعد لقائه مع (جون دانفورث) المبعوث الأميركي إلى السودان بأن هنالك تطابق بين الموقفين المصري والأميركي لمستقبل السودان؟ هل يؤخذ هذا الكلام حرفياً بأنه يعني.. يعني ما يقول؟

    حسن ساتي: لا أقول.. لا.. لا أعتقد، هو المؤكد أنه لا.. لا.. لا مصر ولا واشنطن يريدان دولة انفصالية في جنوب السودان، لسبب بسيط لأن لهذه القضية بعد فوق مخاوف مصر فيها جزء كبير يهم عصب المصالح الاقتصادية للشركات الأميركية الكبرى، بمعنى أن جنوب السودان وممتداً إلى الكونغو الديمقراطية يحتوي على موارد تهم كثير جداً في العقد القادم فقط من الزمان مصالح كثيرة جداً، واشنطن اكتشفت مؤخراً أنه بوضع السودان في قائمة الإرهاب والابتعاد عنه تسابقت دول أخرى بما فيها روسيا وماليزيا والصين ودول أخرى سارعت إلى محاولة الاستثمار في السودان، فواشنطن تريد أن تسابق الزمن لتلحق بهذه الكعكة أو تقتسم ما.. ما تستطيع في العقد القادم، ولذلك فهي ترى أن تسوية سياسية عاجلة لابد أن تتم من أجل عيون الشركات الأميركية، وليس من أجل عيون الشعب السوداني.

    مالك التريكي: الأستاذ حسن ساتي (الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون السودانية من لندن)، شكراً جزيلاً لك.

    هنالك تزامن ملحوظ بين التقارب السوداني الأميركي من جهة وبين الفتور في العلاقات المصرية الأميركية من جهة أخرى، فهل هذه مجرد صدفة؟

    نظرة في الدور الأميركي في جنوب السودان وتأثيره في دور مصر الإقليمي.

    [فاصل إعلاني]

    الدور الأميركي في جنوب السودان وتأثيره في دور مصر الإقليمي

    مالك التريكي: بعد اتفاق ماشاكوس، بل يعد اتفاق ماشاكوس لدى أوساط كثيرة تجسيماً لانتصار المبادرة الأميركية على المبادرة المصرية الليبية للسلام في جنوب السودان، ولهذا فرغم التصريحات المطمئنة التي يطلقها المسؤولون الأميركيون لدى زياراتهم للقاهرة فإن الواضح أن هنالك توازناً بين تعاظم الدور الأميركي في جنوب وادي النيل وتناقص الدور المصري لبحث المخاوف المصرية ودور القاهرة في عملية السلام السودانية معنا من القاهرة الدكتور حلمي شعراوي (مدير مركز البحوث العربية والإفريقية).

    دكتور شعراوي، بعد توقيع اتفاق ماشاكوس بقليل قامت الحكومة السودانية بتوجيه دعوة إلى الحكومة المصرية للمشاركة في الجولة الثانية من مفاوضات ماشاكوس التي بدأت في الثاني عشر من هذا الشهر، ألم يكن من مصلحة مصر المشاركة في الجولة الثانية؟

    د.حلمي شعراوي: يعني لا يُوضع السؤال بهذه البساطة على معالجة كل الموضوع، الاتفاق وأبعاده سواء بالنسبة للقوى المتنوعة في الخرطوم التي كانت قريبة من مصر وإلى آخره أو بالنسبة لمستقبل التحرك بهذا الشكل دون أي علم مسبق لمصر ومشاركتها فيه.

    طبيعي مهما كان السياسات الجزئية هنا وهنالك، مصر دولة إقليمية كبرى والأميركيين عالجوا بهذا التحفظ وضع مصر، بالنسبة للسودان وبالنسبة لغيرها، لأن هي نفسها المشكلة بالنسبة لإسرائيل، إذا الأميركان متبنيين إسرائيل بهذا الشكل، ويحاولوا يعملوها قوة في الشرق الأوسط فبيعلموا أن مصر كقوة إقليمية لن.. لن تسمح بهذا ولا تتيح ظروفها تسمح بهذا، بالمثل بالنسبة للسودان.

    مصر لها مبررات قوية في الاهتمام بوحدة الشعوب، لأن مصر نفسها أقرت حق تقرير المصير للسودان بين 53 و56، وحاربت ووقفت إلى جانب في الكونغو لوحدة الكونغو وفي نيجيريا لوحدة نيجيريا، ففيه أساس للدول الكبيرة في إفريقيا أن تدعم مبدأ الوحدة في النهاية، مهما كانت الاعتبارات الاستراتيجية الأخرى، لأني لا أحب أن أعالج مثل هذه العلاقة بكلام استفزازي، المهم علاقة الشعبين أهم من كل شيء في هذا الصدد، إذاً فلم يكن يعني إجابة على سؤالك لم يكن من السهل إن مصر تقبل أن تذهب كده بشكل ثانوي إلى محادثات في المرحلة الثانية، وهي مازالت مرحلة تناقش إمكانيات وقف إطلاق النار، يعني حتى إنفاق ماشاكوس نفسه لم يبدأ بعد في الواقع إذا لم توقف يعني لم يوقف وقف إطلاق النار.

    الولايات المتحدة منذ ما كانت أولبرايت في نيروبي وأعلنت صراحةً أنها لن تقبل بشأن السودان إلا مبادرة الإيجاد، بمناسبة الكلام اللي سبق قيل دلوقتي، هذا موقف صحيح حتى ومصر في علاقة شبه متوترة مع السودان نفسه، لكن الأميركيين خطتهم عزل السودان كدولة.. كدولة في الإقليم عن مصر نفسها طول الوقت، والتصريح هذا كان واضح من البداية، لكن لابد أن ينتبه إن تصريحات دانفورث (المبعوث الأميركي) هي طورت الموقف الأميركي نفسه إلى عدم تأكيد ضرورة أن يكون الموقف انفصالي في الجنوب، هذا تطور لصالح استثمارات البترول، كما قلنا كثيراً أيضاً، استثمارات البترول في منطقة في وسط تمتد من.. السودان لتشاد لجابون، نيجيريا بما يعتبر زي آسيا الوسطى...

    مالك التريكي [مقاطعاً]: دكتور شعراوي.. دكتور شعراوي.. دكتور شعراوي، عفواً على.. عفواً على المقاطعة

    د.حلمي شعراوي [مستأنفاً]: فهنا إذاً فيه موقف يجعل مصر مشارك قوي.. أيوه.

    مالك التريكي: دكتور شعراوي، هذه.. هذه التصريحات بشأن عدم احتمال انفصال الجنوب عن الشمال في السودان نتعارض مع ما، وقد وقد أطلقها وزير الخارجية المصري، تتعارض نوعاً ما مع تصريحات مسؤولين مصريين منهم.. مسؤولين سودانيين منهم الرئيس السوداني نفسه، الذي قال إنه ليس لديه ضمانات بأن الاستفتاء لن.. لن يسفر عن.. عن انفصال لدى الجنوب، كيف تكون لدى المصريين ضمانات أو تطمينات ولا.. لا تكون عند السودانيين؟

    د.حلمي شعراوي: يعني لا نستطيع أن نجعل مصر يعني كما قيل يعني أكثر من السودانيين، الرئيس السوداني كان يتحدى الاستفزازات الكثيرة التي جعلت من اتفاق يستمر ست سنوات ونص بشروط بناء تنمية مشتركة ومشروعات مشتركة وعوامل كثيرة تؤدي إلى الوحدة وبحد تعبير الاتفاق نفسه خلق ظروف جذابة للوحدة، يعني بهذا الشكل والصحافة والإعلام مصمم إلا أن تذاع أليس هذا انفصالاً؟ طبيعي الرئيس السوداني نفسه يقول والحكومة السودانية تقول أنه نعم من الممكن ذلك، وجارانج نفسه الذي يقول برنامجه الأساسي لحركة التحرير الشعبية عن خلق سودان جديد.. سودان ديمقراطي وعلماني ومتحرر، هكذا على أقل المواثيق الرئيسية لا يستطيع أن يجعل كارت حق تقرير المصير والانفصال كارتاً أساسياً في يده إذا فشلت كل الاعتبارات، هذا يعني بتكون استجابة للاستفزازات المثارة في تلك الفترة، لكن نحن لا يمكن أن.. إزاء.

    مالك التريكي: إذاً.. إذاً دكتور شعراوي.. دكتور شعراوي، إذاً لترجيح لترجيح خيار الوحدة كنتيجة في الاستفتاء بعد الفترة الانتقالية من ست سنوات، ألا يكمن دور مصر الآن في التحرك من خلال الجامعة العربية لتفعيل دور صندوق تنمية السودان مثلاً الذي أقرته قمة بيروت الأخيرة؟

    د.حلمي شعراوي: يا عزيزي، يعني أنا لا.. لا أحب أن أقيم أهرامات من الآمال على هذا الواقع العربي كثيراً، للأسف الشديد اللي إحنا يعني القضية الفلسطينية بتكشف عن كثير مما قد يجيب على سؤالك هذا، السؤال الحقيقي أن هناك علاقة خاصة بالفعل بين مصر والسودان، مؤسسة على كام برنامج تكامل كبير وكام برنامج لتنمية أيام اتفاق أديس أبابا 72، تم في برنامج التكامل المصري والسوداني عناية خاصة بموضوع الجنوب، أنا كنت قريب من هذا البرنامج، تقرر ألف منحة دراسية، ألف منحة دراسة من مصر لجنوب السودان، لم حتى تستعمل إلى حد كبير في أقصد أن حتى في حدود العلاقة الخاصة المصرية السودانية لو أن الحكم في الخرطوم يتجاوب أو يطور علاقته بالقوى السياسية وتقوم علاقة جديدة على أسس غير التي بنتها سياسات وأفكار الترابي القديمة بأعتقد أنه من الممكن أن يكون تكامل حقيقي بين البلدين يكون لجنوب السودان تنمية، وخاصة وأن الثروة البترولية في السودان ستغني عن الاحتياج لمثل هذا الصندوق وغيره، والأميركان عينهم على هذا، فلو أن النظم تعتبر لمصالح الشعبين بشكل حقيقي يكون فيه إمكانيات متوفرة ومخططات وبرامج قديمة تجعل تعاون مصر والسودان يمثل حقيقة أساسية في الواقع الإقليمي العربي نفسه، لكن للأسف الشديد يعني..

    مالك التريكي [مقاطعاً]: هنالك أوساط دكتور شعراوي، هنالك أوساط مصرية.. هنالك أوساط مصرية تقول حتى مصر تتحمل نوعاً من المسؤولية في عدم تطور المشاريع التكاملية مع السودان، وهنالك حتى مصريون يقولون أن هنالك تصور بيروقراطي أمني منحصر في مسألة المياه في العلاقة مع السودان.

    د.حلمي شعراوي: لا أعتقد ذلك، يعني طبعاً البيروقراطية في كل في.. في مصر يعني تضعف كثير من مشروعاتها التنموية وغير التنموية، لكن ليس هذا هو الأساس، الأساس إن مصر إمكانياتها ضعيفة والتضامن العربي كان ضعيف عموماً، ومع ذلك يعني فيه هامش كبير من العلاقات لم تكن مشاكل فيه بالنسبة للجنوب وبالنسبة لهذه المسائل جميعاً فيه مشروع لإنشاء قناة.. قناة جونجلي في جنوب السودان كُلِّفت الكثير وصُرف عليها من جانب البلدين جزء، وتعطلت خلال حرب موضوع الجنوب وعدم حرص الخرطوم على إنهاء هذه المشكلة بشكل ديمقراطي أفضل، فتعطلت قناة جونجلي في الجنوب.

    مشكلة حلايب هناك كان مشروع لتنمية مشتركة في حلايب وشركة (علبة) معروفة واستثمار للمعادن اللي موجودة فيها، ومع ذلك للأسف لم يتم بسبب من البلدين بالتأكيد لم يتم استثمار هذا لحل المشكلة، الواقع نفسه في الخرطوم أو في القاهرة لإعادة بناء...

    مالك التريكي [مقاطعاً]: دكتور حلمي الشعراوي.. دكتور حلمي الشعراوي، لقد أدركنا الوقت.. دكتور حلمي الشعراوي (مدير مركز البحوث العربية والإفريقية في القاهرة) لك جزيل الشكر.

    وبهذا سيداتي سادتي تبلغ حلقة اليوم من (قضايا الساعة) تمامها، دمتم في أمان الله.
    المصدر: الجزيرة



                  

11-29-2008, 07:56 PM

عصمت العالم
<aعصمت العالم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 3656

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)



    العزيز جنى...
    لا نعرف قدر الرجال إلا حين يرحلون..
    اللهم ارحم حسن ساتى فقد اتاك كما هو .نسالك ان تغفر له وترحمه وتشمله فى جنانك.انك لطيف رحيم...
    العزيز جنى..
    اختلطنا مع الراحل العزيز هنا فى لندن وعشنا معه سنوات فى رفقة صداقة..ومنتدى ثقافة ومسرح فنون..ومعرض سياسه.كان همه الدائم مستقبل السودان وخوفه من حالة التمزق.كان وطنيا مخلصا .زرائعا صابرا صلدا..
    وكان انسانا بمعنى الكلمه همه المهمشين والحرب الاهليه والتناحر والتدافر بين القوى السودانيه..ونغرة الاعراق..
    كان مخلصا لما يؤمن به.لطيفا مضيافا كريما ورائعا..وودودا..ومتواصلا..
    انه فقد جلل...ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى القدير
                  

11-29-2008, 07:57 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    كتب الصحفي :حسن ساتي

    [email protected]

    فلنصرخ معه إذاً:

    الفـــرح ليـــس مهنتـــنا


    هي رحلة حزن ، أعني وقفة هذا السيناريو .. ولكنه حزن نبيل ومثمر يضخه في الأعماق ضخا ذلك الساخر الذي قال:

    أعرف ساعات صراخي..

    بدون النظر الى ساعة الحائط..

    أو مفكرة الجيب..

    والذي قال :

    لكي تكون شاعرا عظيما في أي بلد عربي..

    يجب أن تكون صادقا..

    ولكي تكون صادقا.. يجب أن تكون حرا..

    ولكي تكون حرا يجب أن تعيش..

    ولكي تعيش يجب أن تخرس..

    والذي قال:

    أنا لا أكره أحدا..

    ولا أحب أحدا..

    ولم أكره ولم أحب في حياتي سوى الفقراء..

    والذي قال:

    لا شئ يعذبني مثل المديح..

    قال بعذابه من المديح يوم أن كرمته دولته بعد غضب منه دفع ثمنه تشردا وعذابا، فحاول القصيدة النثرية، وخاصم الشعراء، فلم ير في كل إبداع نزار قباني غير تصريحات رسمية لأي مسئول حكومي، نافيا عن نفسه هو أن يكون صاحب مشروع ثقافي متبرئا من أن يرتدي شارة المثقف. قال:

    أنا لست مثقفا.. شهادتي متوسطة زراعية.

    هكذا ظل يسخر من كل شئ حتى نفسه فاتحا أفقا جديدا لفن السخرية، وهو فن آخر غير الهجاء لأنه أشد وقعاً في النفس من الهجاء الصريح القائم على التحقير المباشر. ويقول أهل العلم هنا أن الشاعر أو الكاتب قد يقذف مهجوه بلاذع الكلام، فينال من نفسه أكثر مما ينال من خصمه، إذ يسجل عليها الانسياق لسلطان الغضب، فيما يدلل السخر على هدوء وحنكة.

    استوقفتني عنده تلك الشفافية العالية في إجادة تسمية أعماله، وكثيرا ما يتخير لها اسماء توشك أن تلقي القبض على يدك وتدخلها في جيبك وتخرج بك محفظة نقودك وتدفعك لشراء العمل، وربما تنسيك أن تسأل عن '' الباقي ''، وتمعنوا أسماء أعمال من شاكلة '' غرفة بملايين الجدران ''و '' العصفور الأحدب '' و'' المارسيلز العربي '' و '' سيّاف الزهور '' ..الخ

    ولكنه أوقف ملكة السخرية لديه على هموم الإنسان العربي. تمرد حتى على القصيدة الحرة أو الحديثة، فارتاد القصيدة النثرية، وهي وإن كانت لا تعجب كثيرين في بنيتها وموسيقاها، الا أنه شبعها بمضامين عالية ولاذعة منذ أن أفسح فيها فضاءات واسعة للأرصفة والأحذية والكلاب والقطط، على رأي الأديبة البنانية سوسن الأبطح . وإمعانا في التمرد كان قد ترك الشعر احتجاجا على عدم تقبله لتلك الفضاءات.

    ومن بعد فالراحل صادق في حزنه، بل أنه ظل يفاخر بأنه لا يملك غير هذا الحزن مشبها إياه بنسر يجلس على رأسه.

    رحل أول أمس يا سادتي عن سمائنا الأديب السوري محمد الماغوط عن 72 عاما بجلطة دماغية ليطوي صفحة من محاولات مستميتة لتوصيل الفرح الى الناس والى الفقراء رغم زعمه بأن ذلك ليس من مهامه، والى ذلك أحسن تسمية ديوانه '' الفرح ليس مهنتي..

    رحل ملك السخرية الجادة والهادفة والمعبأة دوما بهموم الإنسان العربي، وهي سخرية تبدو دفينة في خلاياه، فالرجل زميل مهنة، ولكنه حين بلغ فيها شأوا، أصبح رئيسا لتحرير مجلة '' الشرطة ''، وربما من هناك، وحين وجد نفسه محاطا بالقبعات، ودع ذلك العالم الى رواق الشعر والمسرح حيث الفضاء الأرحب، منقلبا على كل لحظة في حياته لم يحسن فيها الاختيار، ليصبح من المبشرين بمدن المستقبل عبر السخرية الجادة، أو لم يقل :

    أنا لا أكره أحدا..

    ولا أحب أحدا..

    ولم أكره ولم أحب في حياتي سوى الفقراء..

    يرحمه الله
                  

11-29-2008, 08:04 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    أفريقيا 2007- القارة السمراء: حراك الفقر
    والإيدز والعولمة والبحث عن قيادات جديدة
    موغابي أسقط كل قوانين البقاء
    ببطالة 80% ومثلها للفقر وبتضخم 4000%

    إعداد: حسن ساتي لندن: «الشرق الأوسط»
    منذ خمسينات وستينات القرن الماضي وبدايات حركة التحرر الأفريقي، والقارة السمراء تعيش هاجس مواصفات القيادة. والى ذلك سخر صحافي أفريقي في مقال بمجلة «نيو أفريكان» من الراحل أياديما رئيس توغو، الذي رحل في 2005، بأطول بقاء في السلطة، التي جاءها بانقلاب في 1967 فسماه ديناصور أفريقيا، في إشارة للبقاء 38 عاما، لم ينافسه فيها غير عمر بونغو الغابون، الذي جاء للحكم في 1967 أيضا، ولكن بعده بشهور ولا يزال يحكم ، ليصبح هو الآن صاحب اللقب بلا منازع. وامتدت سخرية الصحافي الأفريقي ليقول، إن رؤساء مثل زين العابدين بن علي وعمر البشير وإدريس دبي، يعتبرون مثل تلاميذ رياض الأطفال قياسا بأياديما.

    أفريقيا بإجماع باحثين أخرجت ثوارا، (جومو كينياتا في كينيا ونايريري في تنزانيا وسامورا ميشيل في موزمبيق...الخ )، ولكنها لم تخرج قائدا مفكرا مثل غاندي في الهند أو ماوتسي تونغ في الصين، فكان أن عاشت صراع الحرب الباردة بلا رؤية فكثرت الانقلابات العسكرية، لتشهد القارة في حقبتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي 70 انقلابا وانقلابا مضادا، دعك من وصول رؤساء في عداد المجانين للحكم، (عيدي أمين في يوغندا وبوكاسا في أفريقيا الوسطى).

    والأسوأ، وكناتج لغياب مواصفات جيدة للقيادة وللحكم الرشيد، كثر الفساد وتفشت الأوبئة، الى حد أصبح فيه في أفريقيا جنوب الصحراء اليوم 23 مليون مريض بالإيدز، من بين 36 مليون مريض يحملون الفيروس في كل العالم، فيما أصبحت معظم دول القارة جنوب الصحراء اليوم أفقر منها بعد سنوات من استقلالها. وتقدم أفريقيا اليوم نموذجا يقول كثيرون، من باب التهكم، أنه يوضح أي قارة تلك، وبطل النموذج الرئيس روبرت موغابي رئيس زيمبابوي، الذي يحكم منذ الاستقلال عن بريطانيا في 18 أبريل (نيسان) 1980، ولكن واقع بلده اليوم يقول إن 80% من بين 12 مليون، هم سكان بلاده، يعيشون تحت خط الفقر بدخل لا يتجاوز دولارا واحدا في اليوم، وبنسبة بطالة 80% أيضا، والأدهى بنسبة تضخم تقول «إيكونومست» إنها ستكون الأعلى عالميا، يوم أن تصل في 2007 إلى 4000%، ومع ذلك يحكم، بل ويصارع تجمع دول الكومنولث، التي ينتمي اليها، ويحملها بالمقاطعات الاقتصادية له مسؤولية تردي الأوضاع في بلاده، والمهم إنه يحكم كاسرا كل عرف للبقاء في الحكم بقوانين السياسة.

    ومع ذلك هناك من يتفاءل ليقول إن هناك ضوءا في آخر النفق، وبين هؤلاء د. وليام كيومويي، فيما يقول آخرون إن مؤشر وصول سيدة هي إيلين جونسون للحكم في ليبريا، كأول امرأة تصبح رئيسا، ومعها برأي آخر أن محاكمات سلفها تيلور، التي ستبدأ هذا العام بلاهاي، بتهم جرائم الحرب، وملاحقة رئيس تشاد السابق حسين حبري أيضا بنفس التهم، تدل على أن بدايات لرياح جديدة في القارة قد هبت من أرضية محاكمة ماضيها. ولكن ذلك لن يلغي الهاجس القائم، هاجس أفريقيا مع القيادة، ولا السؤال معها: أي نوع من القيادات تريد في ظل رياح العولمة ببعديها الإنساني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي قبل كل ذلك

    الشرق الأوسط : 2 يناير 2007
                  

11-29-2008, 08:05 PM

شكرى سليمان ماطوس
<aشكرى سليمان ماطوس
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 2621

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote: وبهذا سيداتي سادتي تبلغ حلقة اليوم من (قضايا الساعة) تمامها،

    دمتم في أمان الله.


    اللهم أن تتقبله قبولاً حسناً
    و تغفر له و تعفو عنه و تحسن إليه
    إن كان مسيئاً فتجاوز عنها
    و إن كان محسناً فزد إليها

    اللهم ألا تفتنــا من بعده و ألا تحرمنا من أجره
    و ألهم آله و صحبه و محبيه الصبر و السلوان




    ش
                  

11-29-2008, 08:27 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote: القلب موجوع عليك يا حسن!

    منى وعاصم وشكرى
    فجيعتى فى حسن تجل عن الوصف
    كنت اتابع حضوره الواثق فى الفضائيات بانتقائه لمفرداته ولغته المميزة وتحليلاته الرصينة وتانقه الراقى وثقته المحجمة للحضور والتى تشرف بعكس اغلبية الضيوف السودانيين الذين يرزحون تحت عقدة الدونية!
    لك ولنا الله يا حسن!
    كنت اتابعك فى الفضائيات واراك تفوق الضيوف الآخرين علوا وكانك تجلس فى مقصورة او فى كابينة بنطون!
    رحم الله حسن ساتى بقدر فجيعتنا فيه!
    جنى

    (عدل بواسطة jini on 11-29-2008, 09:40 PM)

                  

11-29-2008, 09:45 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    الأخوة البورداب الأعزاء
    أؤمل فى ترفيدكم هذا البوست بدرر وخرائد فقيدنا الراحل المقيم حسن ساتى عليه رحمة الله ليكون بوستا توثيقيا نبراسا هاديا ومنيرا للأجيال القادمة لتنهل وتتعلم منه كيف تكون الكتابة الصحفية الرصينة التى تحترم عقل القارئ وتغدق عليه بأكثر مما يدفع أضعافا مضاعفة!
    جنى
                  

11-30-2008, 02:02 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:

    وفاة الصحفي السوداني حسن ساتي
    حسن ساتي توفي إثر أزمة قلبية (الجزيرة-أرشيف)
    نعى وزير الإعلام والاتصالات السوداني الزهاوي إبراهيم مالك مواطنه الصحفي حسن ساتي (60 عاما) الذي وافته المنية في العاصمة الخرطوم أمس السبت إثر علة لم تمهله طويلا.

    ونقلت وكالة السودان للأنباء الرسمية عن الزهاوي قوله في بيان "إن الراحل حسن ساتي كان من الصحفيين المتميزين الذين قدموا خبرتهم بتجرد ومهنية عالية. فقد عمل الراحل رئيسا للتحرير في عدد من الصحف وكاتبا في بعض الصحف العربية التي تصدر في بريطانيا إلي جانب مساهماته في عدد من الفضائيات العربية حول القضايا الإقليمية والدولية".

    كما نعاه الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، ونقلت الوكالة عن رئيس الاتحاد محيي الدين تيتاوي وصفه ساتي بأنه "الصحفي المثابر والمواطن المخلص".

    سيرة الراحل
    درس حسن ساتي بكلية الصحة جامعة الخرطوم، وعمل متعاونا في صحيفة الأيام السودانية بداية سبعينيات القرن الماضي قبل أن يلتحق بها للعمل بقسم المنوعات ثم رئيسا للقسم السياسي. وفي العام 1977 تولى منصب نائب رئيس التحرير لمدة عامين قبل أن يصبح رئيسا للتحرير ومجلس الإدارة.

    بعد إبداء معارضته لما عرفت بقوانين سبتمبر الإسلامية التي أعلنها الرئيس السابق جعفر نميري تم عزله من منصبه، ورغم ذلك جرى اعتقاله بعيد الانتفاضة التي أطاحت بالنميري.

    وبعد خروجه من المعتقل غادر إلى القاهرة معارضا حيث كتب في عدة صحف مصرية، قبل أن يغادر إلى المملكة العربية السعودية ملتحقا بصحيفة المدينة التي تصدر في جدة بمنصب نائب رئيس القسم السياسي ثم عمل نائبا لرئيس الحرير.

    وفي منتصف التسعينيات غادر إلى العاصمة البريطانية حيث انضم إلى صحيفة الشرق الأوسط. وفي العام 2007 عاد إلى السودان ليشارك في إصدار صحيفة آخر لحظة وتولى منصب رئيس مجلس إدارتها.
    المصدر: الجزيرة + وكالات
                  

11-30-2008, 02:08 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    رحيل حسن ساتي.. الكاتب الصحافي السوداني.. وصاحب «آخر لحظة»
    ظل يكتب زاويته حتى عدد أمس من صحيفته.. وكان أحد فرسان «الشرق الأوسط»
    الاحـد 02 ذو الحجـة 1429 هـ 30 نوفمبر 2008 العدد 10960
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: أخبــــــار
    الخرطوم: اسماعيل آدم
    انتقل الى جوار ربه في مستشفى «ساهرون» بالعاصمة السودانية الخرطوم الصحافي والمحلل السياسي السوداني حسن ساتي رئيس مجلس ادارة صحيفة «آخر لحظة» السياسية السودانية عن عمر يناهز الـ 60 عاما إثر علة في القلب، ظل يعاني منها لأعوام عديدة. ويقول ذووه إنه شعر في الثالثة بألم في صدره وذهب بنفسه الى المستشفى، ليفارق الحياة بعد ساعتين من دخولها.

    وظل ساتي يكتب زاويته الشهيرة «سيناريو»، حتى عدد امس في الصفحة الاخيرة من صحيفته «آخر لحظة». وخصص سلسلة مقالات خلال الأيام الماضية حول الميزانية العامة للبلاد، التي تناقش هذه الايام في البرلمان السوداني. ويعد ساتي واحدا من كتاب صحيفة «الشرق الاوسط» منذ سنوات، الى جانب مسؤوليته عن إعداد الملفات الخاصة وصفحات الرأي. درس ساتي، وهو من ابناء شمال السودان، في كلية الصحة التابعة لجامعة الخرطوم، وبدأ حياته ضابطا للصحة في الخرطوم، في اوائل السبعينات من القرن الماضي، وفي الوقت ذاته كان يكتب متعاونا في الصحف السودانية في تلك الفترة في مجالات الرياضة والفن، واحيانا السياسية، بالتركيز على صحيفة «الأيام» المملوكة آنذاك لحزب الاتحاد الاشتراكي الحاكم في عهد الرئيس جعفر نميري. وانضم فيما بعد لصحيفة الايام وعمل في قسم المنوعات على يد الصحافي الراحل «طه الريفي»، وترقى الى ان تقلد منصب رئيس القسم السياسي.

    ثم تولى في العام 1977 منصب نائب رئيس التحرير، وفي العام 1979 تولى ساتي منصب رئيس تحرير صحيفة الايام ورئيس مجلس ادارتها، وكانت في عهده الصحيفة الاولى مع نظيرتها صحيفة الصحافة. وبات قريبا من الرئيس جعفر نميري.

    ويقول صحافيون مقربون منه تحدثوا لـ«الشرق الاوسط» إن ساتي هو اول من أدخل الاجهزة الحديثة في الصحافة السودانية، محدثا نقلة في شكل الصحافة. وفي عهده في صحيفة الايام، قام بتغيير في عمليات الطباعة مدخلا نظما جديدة، وأنشا اقساما استثمارية في الصحيفة ساهمت في ضخ اموال اضافية الى جانب الاعلان. ويقول مجايلوه من الصحافيين والنقاد في الخرطوم ان ساتي هو من ادخل الاسلوب الشاعري في كتابة التحليل السياسي، وينوهون الى انه كان لا يتردد في ايراد ابيات من الشعر في التحليل السياسي، فيما كان يبدو ذلك غريبا لدى الكثير من الصحافيين في ذلك الوقت، ولكن فيما بعد سادت الفكرة واصبحت ما يشبه المدرسة في الكتابة السياسية في الصحف السودانية. وخلال هذه الفترة شارك حسن ساتي في اعداد وتقديم جملة من البرامج الاذاعية والتلفزيونية، حيث شارك في اعداد برنامج «الكرسي الساخن» مع الاستاذ الصحافي احمد البلاد الطيب. وبعد تطبيق قوانين الشريعة الاسلامية في البلاد، ظهر ساتي، وهو محسوب في قائمة المقربين من الرئيس نميري، بآراء مناوئة للنظام الحاكم وانتقد المحاكم التي قامت بتطبيق قوانين الشريعة، ويقول مقربون منه ان تلك الآراء جلبت له عدة مشكلات مع نميري الذي كان قد وقع اتفاقات مصالحة مع المعارضين، خاصة الاسلاميين بزعامة الدكتور حسن الترابي، فحُجِّم دوره في الصحيفة اولا، قبل ان يعزله في الاشهر الاخيرة التي سبقت قيام الانتفاضة الشعبية ضد نميري ونظامه.

    ومع ذلك جرى اعتقاله من قبل السلطة الانتقالية التي حكمت بعد نميري، ليفرج عنه بعد اشهر ويغادر الى القاهرة معارضا. وواصل كتاباته هناك في اغلب الصحف المصرية، منها: الاهرام، وروز اليوسف، وصحيفة «الخرطوم» السودانية، وظل مقيما مع اسرته هناك الى ان غادر الى السعودية، وعمل في صحيفة «المدينة» بجدة في منصب رئيس القسم السياسي، ثم تولى منصب نائب رئيس التحرير. ومنها توجه في منتصف التسعينات من القرن الماضي الى لندن وانضم الى صحيفة «الشرق الاوسط».

    وبرز ساتي كاحد نجوم التحليل السياسي في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الاخرى، خلال وجوده في: القاهرة وجدة ولندن، بالتركيز على القضايا السودانية.

    عاد الى الخرطوم في العام 2007 لأول مرة بعد اكثر من 19 عاما امضاها بشكل متصل خارج البلاد، ليشارك في اصدار صحيفة «آخر لحظة» التي يرأس مجلس ادارتها ويكتب فيها زاويته «سيناريو»، يوميا في الصفحة الاخيرة، وسيناريوا اسبوعيا في صفحات الداخل. ويعرف حسن ساتي بانه من محبي الادب، خاصة الشعر، كما انه يكتب الشعر، خاصة الغنائي منه، وله ديوان شعر تحت الطبع. وتغنى له المطرب السوداني الشهير كمال ترباس. يحب كرة القدم ويشجع ويتابع مبارياتها في السودان وخارجه بشكل لافت. ألف كتبا في المجال السياسي. وهو متزوج وله نجل واحد اسمه «وضاح» يدرس الآن في المرحلة الجامعية.

                  

11-30-2008, 02:23 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote:
    رحيل صحافي القلب المفتوح
    طارق الحميد
    الاحـد 02 ذو الحجـة 1429 هـ 30 نوفمبر 2008 العدد 10960
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    نرصد في هذه المهنة فواجع الناس كأخبار، هذا في تلك الصفحة، وهذا في الصفحة الأخرى، حتى يردنا خبر عن صديق أو زميل عزيز، فنقف مصدومين، عاجزين عن الحديث، وكل ما نملكه الذكرى.

    بالأمس فقدنا صديقا عزيزا هو الصحافي السوداني حسن ساتي، الذي عرفه قراء صحيفة «الشرق الأوسط» من خلال تميزه وتخصصه في تغطية الوثائق البريطانية، التي سبرت لنا أغوار مراحل مهمة من تاريخ منطقتنا السياسي.

    كانت للزميل حسن ساتي، رحمه الله، مقدرة على أن يغرق في أكوام تلك الوثائق وتحويلها إلى قصة صحافية مشوقة. كما كانت لديه مقدرة على كتابة البروفايل الصحافي لشخصيات سياسية، وخصوصا ساسة القرن الافريقي. مع مقدرة على ترجمة وانجاز حلقات مطولة من الكتب السياسية المهمة، التي نشرت في صحيفتنا.

    غادر حسن ساتي، رحمه الله، صحيفتنا أول هذا العام، بسبب رغبته العودة إلى السودان، حيث أصبح رئيس مجلس ادارة لصحيفة سودانية جديدة، مع اتفاق على أن يستمر معنا في تغطية الوثائق البريطانية في مواعيد محددة.

    كان أبو وضاح صحافيا قلقا، خفيف الظل. يبدأ نقاشنا محتدا وينتهي بالضحك، لكن من الصعب وضع قوانين للاشتباك معه، فدائما ما يفاجئ من حوله. فعلها ذات يوم بحضور مسؤول عربي زار الصحيفة، فأسقط بأيدي جميع الحاضرين، ولكن مرت يومها الأمور بسلام.

    وهناك قصة دائما ما أرويها للأصدقاء عن موقف حدث مع أبي وضاح رحمه الله. ففي بداية استلامي للصحيفة طالبني بمنحه فرصة للسفر أكثر، وحضور المناسبات، هنا وهناك، ولم تكن معرفتنا الشخصية قد تعمقت.

    وعدته خيرا، إلا أنني فوجئت به في منتصف اليوم نفسه يدخل علي مكتبي وهو محتد، ويشكو من أنه قد تم تكليفه بكتابة بروفايل عن شخصية سياسية، وكان يعتذر بسبب ضيق الوقت.

    عندما تأكد وقتها من اصراري على تكليفه كتابة البروفايل قال لي بهدوء، ولكن كانت ملامحه تحمل دراما ما زالت عالقة بذهني «شوف يا أستاذ أنت شاب ما شاء الله، وقدامك العمر.. لكن لا بد أن تعرف أنا رجل مصاب بأزمتين قلبيتين».

    كدت انفجر ضحكا، ورددت عليه بهدوء «هل تعرف ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي يا أستاذ حسن»؟ فرد مسرعا «الله.. طبعا»! قلت له «تشيني مصاب بثلاث أزمات قلبية، والرابعة تغازله، وما زال يقوم بعمله ويخطط للمعارك بكل هدوء، وبالتالي إذا ما تعرضت للأزمة القلبية الثالثة مثله فسأعيد النظر بمواعيد عملك».

    لحظتها انفجر غضبا «إيه دا.. إيه دا؟ إنت زول ما تخاف الله». غادر المكتب وكتب يومها بروفايل رائعا، ومن بعدها أصبحت علاقتنا محكومة بود كبير، لا يخلو من اشتباك وضحك!

    ورغم شكواه الدائمة رحمه الله من المرض، وهو الذي مر بعمليات جراحية، وآخرها كانت عملية مفتوحة بالقلب، إلا أنه كان أكثر من يهمل صحته. كان رجلا محبا للحياة، وبقلب منفتح.

    رحمه الله رحمة واسعة.

    [email protected]

                  

11-30-2008, 02:26 PM

داليا حافظ
<aداليا حافظ
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 5055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشجرة الطيبة حسن ساتي* (Re: jini)

    Quote: رحم الله الأستاذ الصحفى المتطور حسن ساتى والذىساهم فى تطور الصحافة السودانية شكلا ومضمونا وساهم بحضوره واداءه المشرف فى القنوات الفضائية العربية بعكس صورة مشرقة للصحفى السودانى
    اللهم اكرم وفادته وارزقه الجنة بغير حساب




    اللهم آمين .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de