د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش**

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 01:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2008, 02:49 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش**

    ورقة قدمها الدكتور محمد جلال هاشم في مؤتمر الهوية والحرب الأهلية ، الذي انعقد بمركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية ـ الخرطوم.

    الدافع:
    الإخوة والأخوات..

    دافعي لعرض هذا المبحث القيم عليكم هنا :
    اولا : لأن سوانيز اونلاين جمعت قراء/آت متميزين ، لهم /هن ـ نظرة ثاقبه حول ما يكتب ، وقدرة عالية على الحوار والنقاش الجاد .
    ثنيا : مالمسته من خلط وتباين حول مفهوم مصطلح المركز والهامش ، بحيث تاهت معه المضامين والغايات من وراء صك هذا المصطلح ،
    الى الحد الذي تبدل معه مجرى الصراع ليكون بين المهمشين بدلا من أن يكون بينهم وبين المركز.
    أعلم عدم إستحسان عدد منكم قراءة المقالات ذات النفس الطويل ، ولكن أطمع في أن تولوا هذه الورقة بعض صبركم وبعض إهتمامكم ،
    إذ بفهمها واستيعابها نستطيع إزالة اللبس ، وتمتين حبال الوصل بين المهمشين ، وتفويت الفرصة علي خصومهم، عن طريق إبطال إختراقاتهم لصفوف قوى الهامش ، وتمييع قضيتهم وتدجين كفاحهم ليصب في نهاياته لصالحهم كأصلاء او عملاء للمركز.
    رأيت كنوع من التيسير على أصحاب النفس القصير ، أن أعرض الورقة مجزءة في حلقات متتابعة
    عقب كل منها مداخلة او تعقيب من قبلي .
    وليعذرتي اولئك الذين تمِِلّهم التجزئات ، لما لهم من قدرات في طي السطور والتهامها جملة.

    المقدمة :
    قال الدكتور جلال في مقدمة الورقة ، بأنها تناولت موضوعين أساسيين ، هما ظاهرة الحرب والسلام من جهة ، وتحديات قوى الهامش من جهة أخرى ، وأهم ما تناقشه الورقة أنها تذهب إلى أن الحرب الأهلية وما قد يتبعها من إتفاق او إتفاقات سلام في السودان ، لم يعودا حربا بالمعنى ولا سلاما بالمعنى ، بل أصبح الموضوع أقرب ما يكون إلى الظاهرة التي لها أنماطها المتشابهة من حيث أسباب وأشكال إندلاعها ،
    ثم آليات التفاوض وأطراف التدخل ، وصولا إلى ما يعقب ذلك من الإتفاقيات الإجهاضية .
    تذهب الورقة في فرضياتها الأساسية ، على أن ظاهرة الحرب والسلام بصورتهما الراهنة ،
    تبدو كما لو أصبحت شركا لا فكاك لقوى الهامش من أن تقع في حباله ، طالما كانت تجري على مجراه ، مع ذلك ـ مهما جوّدت قوى الهامش من أدائها ، وكيفما توّجت حروبها بالإنتصارات ، يبدو كما لو أن مردود ذلك جميعه سيذهب لتكريس المركز ممثلا في نظام الإنقاذ .
    هذه الفرضية يمكن معها القول بأن الحرب الأهلية الحقيقة لم تبدأ بعد ،
    فهناك العديد من الأسئلة لا تحاول الورقة الإجابة عليها ، وتتركها للنقاش ليذهب فيها الناس مذاهبهم ، من ذلك مثلا :
    هل ظاهرة الحرب والسلام لا تعدو كونها طقسا عبوريا تضاف به دفعة صفوية جديدة ( كانت مهمشة ) الى جسم الصفوة في المركز ـ والتي بدورها ليست سوى العمود الفقري للمركز إن لم تكن لحمته وسداه؟.
    هل يصح القول بأن ظاهرة الحرب والسلام بصورتها الراهنة ستظل تدور في حلقة مفرغة ، طالما إستندت في أرضيتها التفاوضية على الشراكة مع نظام يمثل مفهوم المركز بمعناه الحقيقي ؟.

    وهل المخرج الى ذلك حرب لا تجعل التفاوض مع النظام الحالي واردا في حساباتها ،
    لتستهدف اول ما تستهدف تغيير النظام بوصف ذلك شرطا أساسيا لتفكيك ماكينة التمركز والتهميش؟
    إنتقل الكاتب بعد ذلك لعرض خلفية تأريخية لمصطلحي المركز والهامش حيث كتب قائلا:

    ( يجوز القول بأن مصطلحي ( المركز) centre و( الهامش ) Margin أصبحا الأكثر شيوعاعند تحليل أوجه الصراع الثقافي والسلطوي في السودان ، خاصة بعد الألفية الثانية .
    فمتى وكيف بدأ استخدام هذين المصطلحين في توصيف الصراع الفكري والسياسي في السودان ؟
    يُحيل بعض الكتاب استخدام هذا المصطلح الى الكاتب المصري سمير أمين ( أنظر فيصل محمد صالح ـ جريدة الصحافة العدد 5109 بتاريخ 2 سبتمبر2007م ) ، وهو ما اختلف فيه معهم ، لقد ذهب الكثيرون الى هذا الرأي ، بحجة أن المصطلحين وردا في الفكر الإشتراكي المحدث ـ أي ما بعد الحرب العالمية الثانية ، ولكن الحقيقة أن ما شاع عن الفكر الإشتراكي المحدث ، لم يكن بالضبط هو مصطلح الهامش بلفظه الإنجليزي Margin بل كان تحديدا لفظ Peripher والذي يمكن أن يترجم بلفظ الهامش او يترجم بلفظ الأطراف ، حيث كانت تتم الإشارة للمصطلحين بحرفي C- P .
    لقد جاء إستخدام مصطلح الأطراف والمركز بهذين اللفظين في المدرسة الإشتراكية المحدثة لمعالجة اوضاع البلاد التي تعيش مرحلة ما قبل الرأسمالية ، ومبتدأ استخدام المصطلحين كان لتوصيف حالات التقدم النسبي بين المدينة والريف داخل حدود الدولة الواحدة ، ثم نظرت الإشتراكية المحدثة بعد ذلك في وجه الشبه بين هذا الوضع ، وإمكانية تعميمه لتوصيف المفارقة التنموية علي مستوى العالم
    ( أنظر كايسا اخوم ـ 1981م ص 248ـ 249 )، أما إسهام سمير أمين فيمكن تلخيصه في نظرية الانبثاق التي تستند على نظرية الثنائية الإقتصادية فقر ـ غنى ، رأسمالية ـ ماقبل الرأسمالية ، وفيهما جاءت نظرة سمير أمين لمفردتي التمركز والتهميش بوصفهما يقومان على إسقاط لواقع متقدم ( واقع اوربي ) على واقع متخلف ( العالم الثالث )، وكأنه ربط بذلك مفردتي التمركز والتهميش بأوربا ربطا عضويا ، بينما يرفد لنا الواقع المعاش العديد من الأمثلة لأشكال المركز والهامش لا شأن لأوربا بها مثلما لحالتنا الراهنة التي نناقشها في هذا البحث .
    من المرجح أن بعض الكتابات المتميزة في هذا الصدد ـ مثل جلال الدين الطيب 1989م ، كان لها الدور الأكبرـ ليس فقط في إدخال المصطلحين الي حلبة الفكر السياسي الإقتصادي السوداني ـ بل لفت الأنظار الى كتابات سمير أمين في هذا المجال ايضا ، فجلال الدين الطيب لا يظهر احتفاء علميا بمصطلح الهامش الرأسمالي حسبما ورد في بعض كتابات سمير امين ، بل استند عليها في تأسيساته المنهجية ، ويلاحظ أن فترة سمير أمين 1972م ـ 1978م ، سبقت ظهورالحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983 بأعوام قليلة ، واصدرت الحركة منافستو لخص رؤيتها الأساسية لطبيعة الصراع السياسي والإجتماعي في السودان آنذاك ، مستخدمة مصطلحي المركز والأطراف ليس الهامش بلفظه الإنجليزي Margin ، وهو ما يمكن الإستناد عليه كبينة على الإندياح الدلالي للمصطلح وفق محموله الإقتصادي الماركسي .
    كل ذلك يختلف مع السياق المنهجي الذي يستخدم فيه المصطلحان الآن في السودان ، وذلك حسبما هو شائع منذ اواسط ثمانينات القرن المنصرم ، فالإستخدام الحالي لمصطلحي المركز والهامش ـ وإن اتصف بالجدلية ـ إلا أنه يجري وفق سياق منهجي ثقافي يختلف تماما عن ذلك السياق المادي ، وهو ما يعرف الآن بمدرسة التحليل الثقافي الذي يرجع إليها الفضل في رسم الإطار الخطابي لمصطلحي المركز والهامش ، فمتى حدث ذلك ؟
    يمكن تحديد عام 1968م كبداية لتدشين هذين المصطلحين ببُِعدِهما الثقافي ، وذلك عنما استخدمهما
    ( علي مزروع ) في معالجته النقدية ، للصراع الثقافي والسياسي بين كل من مستعربي السودان والشعوب المشابهة في الصومال وموريتانيا وجيبوتي من جهة ، وبين العرب العاربة من جهة أخرى ،
    حيث أطلق مصطلح الهامش على الأوائل ومصطلح المركز علي الثاني .
    من المرجح أن الإندياح المعرفي لهذا الإستخدام الذكي ، استغرق فترة السبعينات بما شهدته من مناقشات جادة ومثمرة ، بخصوص هوية السودان من حيث عروبته وإفريقيته ، هذه المناقشات كانت في واقعها امتداد لمناقشات مدرسة الغابة والصحراء في الستينات ، ومدرسة الفجر التي سبقتها بعقود
    ثم أصبح لمناقشات عقد السبعينات سند تطبيقي نشأ باتفاقية اديس اببا عام 1973م ، إذ وضعت الإتفاقية لأول مرة خطاب الإستعراب والأفرقة فوق أكف الممارسة ومنضدة الواقع المعاش ، حيث ظهر المثقفون الجنوبيون بألوانهم الفاحمة ، وتفوقهم في اللغة الإنجليزية التي تحدثوا بها كلغة وحيدة لفكرهم وثقافتهم ، وتسنم البعض منهم مناصب عليا ترأست ما دونها من مناصب كان يشغلها المستعربون ، رسخت مفاهيم جديدة ووعي جديد تجاوز مفاهيم مدرسة الغابة والصحراء الإستعرابية صاحبة ( منظور بوتقة الإنصهار )، فتحققت رحابة أيديولوجية وسعت اولئك القادمين .
    في هذا الجو ظهرت دعوى ( السودانوية ) ، التي تجاوزت منظور مدرسة الغابة والصحراء بتداعياتها الاستيعابية Assimilatory ودشنت في المقابل منظور ( الوحدة في التنوع بترتيباته التكاملية )
    " راجع جلال هاشم ـ أن يكون او لا يكون ـ باللغة الإنجليزية.
    في أخريات سبعينات القرن العشرين ، ظهرت في الجامعات والمعاهد العليا السودانية وفي اوساط طلابه في الخارج ،حركة عرفت بمؤتمر الطلاب المستقليين ، رفعت شعار الديموقراطية واستلهام فكر وطني من التراث السوداني ، ومن ثم دعت لاحترام كافة أجناس التراث شرقا وغربا وجنوبا وشمالا .
    بنهاية عام 1982م تبلورت حركة فكرية داخل أروقة حركة الطلاب المستقليين ، عُرفّت فيما بعد ( بمدرسة التحليل الثقافي ) ، إلتقطت مصطلحي المركز والهامش ضمن إهتمامها بظاهرة الصراع الثقافي في السودان ، وجدلية عروبة السودان وإفريقيته .
    في عام 1986م ظهرت أعداد محدودة مطبوعة على الرونيو من كتاب ( منهج التحليل الثقافي ) لمحمد جلال هاشم ، كانت بمثابة تلخيص للمفاهيم الأساسية لتلك المدرسة التي وطّنت مصطلحي المركز والهامش في معرض تحليلها للصراع الثقافي في السودان ، وذلك ـ بالنظر إليه على أنه صراع بين مركز إسلاموعروبي وهامش إفريقي ، مستصحبة مع المصطلحين مصطلح ثالث هو ( Middle ) الوسط ، كما استخدمت مصطلح ( الأطراف ) بمعزل عن المفهوم الشائع في الماركسية المحدثة .
    بعد ذلك تم تكريس المصطلحين عبر كتابات أبكر آدم إسماعيل ( جدلية المركز والهامش ) ثلاثة أجزاء.
    غير أن هنالك ثمة إختلاف ـ وإن لم يكن جوهريا ـ بين توظيف مفهوم التمركز والتهميش لدى ابكر آدم و محمد جلال ( منهج التحليل الثقافي ) ، فعلى الرغم من إتفاقهما حول دلالات المصطلحين إختلفا حول توظيف تلك الدلالات ، بحيث يمكن وصف منهج محمد جلال بالمنهج الموضوعي ، ويمكن وصف منهج ابكر إسماعيل بالمنهج الإجمالي .( إنتهى الجزء الأول من الورقة ).

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 10-31-2008, 02:53 PM)

                  

10-31-2008, 02:55 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    مداخلة أولى :
    إن جاز لي أن أضيف لهذا التقصي التأريخي لمفردتي المركز والهامش ـ فمن الممكن إرجاع مضمون الصراع بين المركز والهامش في السودان لتاريخ أبعد ، دون أن يحمل الصراع آنذاك مُسم بعينه ، فالصراع الثقافي والسياسي الذي انتظم بين مملكة سوبا والقوى الإجتماعية الصاعدة آنذاك ( الفونج والعبدلاب ومن حالفوهم )، كان يحمل في طياته نفس مضامين الصراع بين قوى المركز والهامش بذات دوافعه في السلطة والثروة ومحددات الهوية . بينما لا نجد لمثل ذلك الصراع أثر سياسي او ثقافي في المملكة الأخرى المجاورة ( المقرة ) ، ويرجع ذلك في تقديري ـ لصيغ الإندياح التدريجي والإندماج الإجتماعي بين المجموعات العربية التي هاجرت إليهم ، بحيث تشربت ثقافة وتقاليد الموطن الجديد ، حتى لم تعد بين المجموعتين المهاجرة والوطنية فروق ظاهره في سمتهما الثقافي والإجتماعي ، ولم يمضي زمان طويل حتى تسنم جيل هجين من الوطنين السلطة عند حلول دورهم وفق تقاليد البلاد دون أن يعترضهم عارض وطني ، ويلاحظ أن عامل الإختلاف الديني لم يكن عائقا امام تسنم السلطة العليا في البلاد ، ذلك لأنها إنتقلت وفق ما جرت عليه تقاليد البلاد وثقافتها.
    أجد نفسي على اتفاق مع منظور مدرسة التحليل الثقافي ، حول ضرورة تفريغ المصطلحين ـ فيما يتعلق بالشأن السوداني ـ عن محمولهما الشائع في الفكر الماركسي المحدث ، ويبدو أننا موعودون باستخدام آخر للمفردتين وفق رؤية مدرسة التحليل الثقافي ، يغاير ما شاع عن مفهومهما ودلالاتهما
    فتابعونا..

    ماهو المركز وما هو الهامش ؟
    نواصل ..
                  

11-01-2008, 09:23 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    ماهو المركز وما هو الهامش ؟
    إجاب الدكتور محمد جلال على هذا السؤال قائلا:
    ( المركز ليس إلا مجموعة من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا ، ومن ثم أيديولوجيا داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية ، عبر عملية من الأدلجة والتشكيل ، الأمر الذي يُفضي في النهاية إلى شيء لا علاقة له بانسانية هذه الثقافة نفسها وبذلك ينسفها ، بهذا لا يكون المركز مرتبطاً بعرق ما او جهة ، وما تصويره على أنه كذلك إلا مجرد خدعة ، فالمركز مركز سلطوي صفوي يحتكر السلطة والثروة ، وفي سبيل تأمينهما يسخر الثقافة والعرق والدين والجغرافيا ، كإشارات مرور للطامعين في بلوغها فأضحى تبني الأيديولوجيا الإسلاموعروبية هي بوابة العبور نحو دواوين الحكم واكتناز الثروة .
    بهذه السمات تشكل المركز من صفوة متباينة الأمشاج والأعراق والثقافات ، إلتقت أهدافها وتوحدت غاياتها ، لذا لم يعد مهما السؤال من أي المجموعات الجهوية او العرقية إنحدرت أصولهم ، طال ما كان الفرد منهم على إستعداد تام للتضحية بأهله وأعراقه وأخلاقه ، متدثرا بشعارات أفرغت من غاياتها الدينيه ومبادئه السامية ، واتُخذّت مطية لمكاسب دنيوية .
    لعلكم تلحظون أن أغلب الرموز القيادية التي نهض عليها المركز ، تنتسب لمجموعات موغلة في التهميش الى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً .
    هذا هو المركز الذي ظل يسيطر على مؤسسة الدولة في السودان ، مهمشا بقية أهله وهاضماً كافة حقوقهم ، والأخطر أنه على إستعداد في سبيل حماية مصالحه والإبقاء على مركزه ، التنازل عن حقوق وطنية هي ملك لكافة الشعب السوداني ، كأراضية ومياهه وموارده كيفما كانت .

    أما الهامش ـ فقد توالى قولنا في كثير من البحوث ، بأن الهامش ليس في جهة جغرافية بعينها ، شمالاً كانت او جنوبا ، شرقاً او غرباً او وسطاً دون غيرها ، بل هو في كل مكان ، ومن يغالط في هذا عليه أن يخرج مما يسمى بالمناطق الحضرية بضعة كيلومترات ليرى التهميش بأم عينيه ، كما لا يكون الهامش وقفا على مجموعة إثنية بعينها دون أخرى ، وهذا هو مناط القول بأن الهامش ليس جغرافيا او عرقي .
    لعلنا نجد ثلة من المثقفين إنحصر فهمهم وتعريفهم للهامش ، بإعتباره المنطقة الجغرافية في أقصى الغرب والشرق والجنوب بإستثناء وسط السودان وشماله الوسيط ، ويؤسسون هذا الفهم على فرضية الإستعراب على الرغم من تناقضها وعدم دقتها مع فرضيتي الجغرافيا والإثنية اللتان إنطلق منهما مفهومهم للهامش ، وذلك لوجود بؤر مستعربة سواء في المحيط الجغرافي او الإثني الذي عنوه .
    مثل هذا الفهم يتقاصر عن الإحاطة بظاهرة المركز والتهميش ، وينشر فهما خاطئا هو بكل المقايس لصالح المركز الذي يتقبله ويسعى لتدعيمه ، وقد فعل عندما سارع بإضفاء إمتيازات نسبية وأيديولوجية وهمية على أبناء تلك التخوم الجغرافية والإثنيات ، وتجييرهم لصالحه رغم تهميشهم البادي لكل ذي عينين ، وما زال يوهمهم بعرقهم المتفوق بموجب تفاسير معيبة لا يحتضنها سوى الفكر الإسلاموعربوي الجاسم على صدر السلطة والثروة في السودان .
    في معنى التهميش:
    يجري التهميش على نوعين ، بسيط ومركب ، التهميش البسيط يشمل تلك المجموعات التي حُرمت من التنمية الإقتصادية ، أياً كان موقعها الجغرافي وكيفما كان وضعها الإثني من فرضية الإستعراب
    بذلك يتساوى الغلبة الغالبة من السودانيين تحت مفهوم التهميش البسيط ، باستثناء صفوة منهم هم من يشكلون المركز وينتمون إليه ، هذه الصفوة وحدها هي التى يمكن أن ينطبق عليها مجازا صفة ( الجلابة ) وفق مفهومها التاريخي الراسخ في ثقافة أهلنا بغرب السودان سواء أكانت إثنيته فوراوية ام زغاوية ام جعلية ام نوبية ام بجاوية .
    أما التهميش المركب فذاك هو الذي جمع بين الحرمان التنموي والدونية الثقافية ، بفضل توجهات المركز الأيديولوجية ، التي أعلت ثقافة المركز الإسلاموعروبية على سواها من الثقافات المستوطنة
    ومارست قدرا من الهيمنة على كافة الوسائل التعليمية والإعلامية ، بغية إبعاد تلك الثقافات المستوطنة عن الحياة ناهيك عن مجرد المنافسة .
    كان التهميش الثقافي بدوره مدخلا للتهميش التنموي والإقتصادي والسلطوي ، حيث جعلت السلطة المركزية فرضية الإستعراب بوابة العبور نحو السلطة والثروة ، ومن ثم أضحى المستمسكين بثقافاتهم الإفريقية المستوطنة محلا للإزدراء والتحقير والدونية ، ما لم ينفروا منها الى الثقافة الاسلاموعروبية جواز مرورهم لسلطة وثروة المركز، بذلك وجدت المجموعات المهمشة تهميشا مركبا نفسها في الدرك الأسفل عرقيا واجتماعيا وسياسيا ، كل حسب درجة تهميشها .
    ولكن ربما نرتكب جريمة التسطيح الفكري ، إذا قصرنا مردود ظاهرة إنحياز المركز السلطوي للثقافة العربية على الداخل فحسب ، إذ أن حلقات التهميش الثقافي والتنموي ، التي تبدو موجهة الآن للداخل الإفريقي فحسب ، سوف تكشف لاحقا بعد إكتمال حلقاتها ، أن حملة الثقافة العربية أنفسهم سوف يواجهون نفس المصير الذي يواجهه حملة الثقافات الإفريقية المستوطنة ، ذلك لأن آليات التمركز والتهميش في مآلاتها النهائية تعمل على تهميشهم ، بحيث يصبح الشعب السوداني في مجمله ـ عربا وافارقة ـ هامشا للمركز العربي الكبير ، ولعلنا لو ألقينا نظرة فاحصة لبرامج القنوات الفضائية العربية ، التي يشاهدها الغلبة المنتمية للثقافة العربية في السودان ، يكتشف أن واضعوها لا يدور في مؤخرة أذهانهم شيء إسمه الشعب السوداني ، ولهم الحق في ذلك ، لأن من واجبات من يعد ويخرج برنامجا ان يضع نصب عينية الجماهير المستهدفة من خلال برنامجة ، وهي بالطبع جماهير بؤرة المركز العربي ، والمؤسف إقتفاء قنواتنا السودانية لخطوات تلك القنوات العربية بتبعية مزلة تجعل منه مسخا مشوها ، فلا تشفي غليل الداخل المستهدف ولا تقنع المركز الذي تبعته ، لذا لم تعد لفضائيتنا دورا تلعبه مع أهل المركز العربي ، سوى إجبار أطفالهم على النوم المبكر.
    مثال آخر أشير إليه ـ هو التعليم العالي ـ حيث تميز به السودانيون عالميا ـ في الماضي القريب ـ على محيطهم العربي ، الآن ها نحن نأتي في زيل الإستهدافات العالمية في مجالات التخديم والخبرة ، وتفوقت علينا شعوب أسهم السودانيون في تأسيس مناهجهم ، وقد بلغ التدهور حده عندما أصبحنا الآن ننتظر من دول عربية أن تمدّنا بالكتب المعربة والأساتذة ، هذا إن تجاوزنا النظر لمسألة تغيير الوان العلم الوطني ليأتي متفقا مع الأعلام العربية ، وتعديل فروق الزمن لا على أساس البعد الذي تحكمه الجغرافيا عن خط التقسيم الذي قام عليه توقيت ( قرنتش ) ، بل تأسيا غير رشيد بتوقيت جزيرة العرب القائم علي فرضية دينية وعرقية ، كلاهما لا يمثلان كافة الشعوب السودانية .
    لكل ذلك يأتي قولي بأن التهميش المزدوج يحيق بكافة فئات الشعب السوداني مستعربة كانت ام غير مستعربة ، وعلى المستعربين وغير المستعربين الإنخراط في صفوف الهامش وتوحيد الجهد تحت مفهوم منهجي سليم لمعنى المركز والهامش .
    تعددت الاشكال والتهميش واحد :
    تشتكي المجموعات المهمشة من قلة حظها في السلطة وفقر نصيبها في الثروة ، غير أن في الأمر لبس لابد من إجلائه ، إذ أن إحالة المتنفذين في الدولة والسلطة الحاكمة الي خلفياتهم الإثنية والثقافية بحساب أعدادهم المشاركة في السلطة دون النظر للأيديولوجية التي جمعتهم على صعيد واحد ، لا ينبغي إعتباره اوالأخذ به كدليل على ماحازته مجموعة إثنية بعينها من السلطة والثروة ، فهذا تقدير يقود لمعاير وتصنيفات خاطئة ومدمره لمنهج نضالات الهامش ومعرقلة لتوحيد جهده ، صحيح أن المركز يجتذب ـ في سعيه الدؤب للإحتفاظ بميزاته ـ عددا من أبناء القطاعات المهمشه ، ممن نالوا قدرا من التعليم وانخرطوا في سلك أيديولوجيتة ، ونالوا بفضل ذلك اقدار من السلطة والثروة أعمتهم عن واقع الحرمان الذي يلف جهاتهم او إثنياتهم ، ولو ألقينا نظرة لواقع السودان منذ إستقلاله ، لا نجد حكومة على تعددها وتنوعها خلت من مشاركين سواء من إثنيات مهمشة او جهات مهمشة ، فالحكومات جميعها شارك فيها أفراد من جهات السودان الأربعة دون أعتداد بعدديتهم ، مع ذلك ظلت الجهات التي قدموا منها غارقة في سلبيات التهميش ، وكل ما فعله هؤلاء في نهاية المطاف ، أن أكملوا تبعيتهم للمركز باستيطانهم في مركز ثروته وانفصالهم واقعا وجغرافيا وثقافة عن موروثهم ومناطقهم ، هذا إن لم يعملوا على اجتذاب ونقل ذويهم الى أطراف المركزومحيطه املا في إستكمال تبعيتهم ، ولعلنا نجد من المفارقات المضحكة المبكية ، أن الشمال النوبي شارك بعدد من المنتسبين إليه كرؤساء دولة من عبد الله خليل الى نميري الى الصادق المهدي الى الزبير محمد صالح ، فضلا عن أعداد مقدرة من الوزراء والمتنفذين في أجهزة الدولة الوسيطة والدنيا ، مع ذلك ظل السؤال عالقا بم انتفع بهم النوبيون سواء على الصعيد الإثني او الجغرافي ؟ هل نالت اوطانهم تنمية يعتزون بها او حتى كفت أبناءهم مثالب الهجرة والإغتراب ؟
    على عكس ذلك كله ظلت اوطانهم مهملة تعانى قسوة التهميش المركب ، وكل ما ظهر من جهود تنموية بسيطة تكفي سترة الحال ، كان بفضل مجهودات شعبية ومساعدات مادية لم يبخل بها المغتربون من ابنائهم ، مدارسهم ، مستشفياتهم ، مواصلاتهم ، مشاريهم الزراعية ، اعمالهم التجارية كلها تمت بمدخراتهم ، بل شاركوا بأموالهم حتي في بناء مؤسسات الدولة كالمجالس المحلية ومراكز ونقاط الشرطة !! كل ذلك ولهم على سدة الحكم في المركز من ينسبون إليهم ؟!
    لقد استقطب المركز تلك العينات البشرية وعمل على فصلهم عن جهاتهم وإثنياتهم ، مع ذلك ـ ظل يحسبهم خصما على نصيب الهامش ، وهل هنالك مثال يمكن التدليل به أفضل من السادة عبد الرحيم وبكري و غيرهما من الحائزين على مناصب قيادية في سلطة المركز ، معهم وبهم تسعى السلطة المركزية لإغراق قراهم وتهجير أهلهم في سبيل زيادة وتوسيع إستثمارات رومز المركز ؟؟؟!!!

    أدلجة التعليم وتعريبه وأثرهما على الثقافات المستوطنة:
    لقد ظل سودان وادي النيل القديم مدينا في ثقافته للنوبيين في دولتي ألوا ومقره ، حتى أنهى الإستعراب بعد تتباع الهجرات العربية الى البلاد ، وثورة الفونج والعبدلاب على مقومات السلطة النوبية وثقافتهم ، منذ ذلك الحين تمت قولبة التعليم وتشكيله ليخدم الأيديولوجيا المهيمنه وإقصاء وقهر الثقافات الأخرى ، ولعل الواقع النوبي اليوم يعكس ذلك بجلاء ، فهم من بين أكثر المجموعات التي نالت تعليما نظاميا وفق تلك القولبة الجائرة ، فأصبحوا أكثر الجماعات السودانية تُنازع خطر إندثار لغتها وثقافتها بل وموطنها الجغرافي ( أنظر رسالة كجبار ـ محمد جلال هاشم ـ تحت الطبع ).
    محصلة القول ـ أن تلك الصفوة التي شاركت المركز في سلطته وثروته ، وسارت على منهجه وايديولوجيته ، أصبحت جزء منه كيفما كانت جهتها او إثنيتها ، وهي وحدها تتحمل مع أصلاء المركز، التبعات التأريخية على تهميش بقية السودانيين ، وينبغي محاسبتها على ضوء البرامج الأيديولوجية التي بمقتضاها فعلت ما فعلت ، لا بموجب الإثنيات التي انتمى إليها أفرادها ، حيث لم يأت ، وما كان لأي منهم القدرة في أن يأتي ، لموقعه في السلطة بإسم المجموعة الإثنية التي ينتسب لها .
    ليس عدلا تحميل البجا او النوبة او الفور او الجعلين او الشايقية كإثنيات ، جريرة أحدٍ او عدد ٍ من أبنائهم إنخرطوا في تنظيمات الجبهة الإسلامية ـ على سبيل المثال ـ واعتلوا السلطة بليل ، معلنين قيم الجهاد والتمكين بإسم الدين ، فأزهقوا الأرواح وأثروا عن طريق الفساد والإفساد والمحسوبية الظاهرة للعيان .

    الكتاب الأسود والرؤية المقلوبة:

    نواصل ..
                  

11-02-2008, 11:30 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    الكتاب الأسود والرؤية المقلوبة :

    لقد وقع عدد من مثقفي السودان والهامش بوجه خاص ، في شرك النظر الى موضوع التهميش من زاوية رقمية او عددية بعيدة كل البعد عن المنهجية السليمة ، فأضاعوا جهدهم فيما لا طائل من ورائه غير تغبيش الرؤية حول مفهوم الهامش ، وقد أسهم في إشهار هذه الرؤية الرقمية السطحية لمفهوم التهميش ، كتاب عُرف بالكتاب الأسود ـ ( حركة العدل والمساواة 2003 ) ـ وجاء ذلك لغايات نصرة قضية دارفور، وكانت إستراتيجيتهم تلك موغلة في حصر القضية ، على الرغم من كونها قضية تمس كافة أهل الهامش شرقا وجنوبا وشمالا ووسطا ، الأمر الذي تضررت منه قضية الهامش بمفهومه الواسع ، بل خدمت في الواقع سلطة المركز ، حيث استغلتها لتجيير فئأت هامشية أخرى لصالحها .
    لقد بُني الكتاب ـ في معرض تناوله لمفهوم الهامش ـ على منهجية فضائحية متحاملة لونيا وعرقيا ، وأستقى مسماه من السواد ، إذ كشف بذلك واضعوه ـ في أحسن الإحتمالات ـ عن تبعية غير ناقدة وغير راشدة لأيديولوجيا المركز التى تحط من قدر كل ما هو أسود ، في بلد عرف منذ أقدم العصور بمسميات تدل على معنى السواد ، إبتداء من كوش ومرورا بإثيوبيا ثم السلطة الزرقاء واخيرا السودان ، إن هذه النظرة التي تزدري اللون الأسود ، من الممكن إتخاذها بينة ـ من منطلق نقدي متبصر ـ تفضح الخلفية الأيديولوجية التي قدم منها واضعو الكتاب .
    إن سياسة التطهير العرقي القائمة على العنصرية من حيث العروبة والإفريقية ، يجوز القول بأنها ظلت متجذرة في بنية الدولة المركزية في السودان منذ السلطنة الزرقاء ، التي أبتدرت عهدها بأسوء تطهير عرقي وخراب كامل سارت به الركبان .
    إذن لوبقي أبناء دارفور ممن بددوا سنوات شبابهم وكهولتهم في تبعية عمياء لأيديولوجيا الجبهة الإسلامية على سدة الحكم ، لما أجدى ذلك أهلهم فتيلا من تلافي التطهير العرقي ، ذلك لأن هذا المنزلق ـ دون إعفاء من قاموا به او أشرفوا عليه من المسؤولية ـ كان متأصلا في بنية مؤسسة الدولة المركزية وأيديولوجتها التي تبنتها ، وتكفي الإشارة هنا ، لمزبحة المساليت عام 1995م ، التي دخلت بها فعليا موجات التطهير الأخيرة في ولاية غرب دارفور ، فقد حدثت وعلى رأس الولاية حاكم من أبناء المساليت لم يمنع عنهم شيئا .
    لعل مثل هذا النهج الجائر ، هو الذي انتهى بالعديد من القطاعات المتعلمة ، الى إحالة مسئولية التهميش الى مجموعات ثقافية بعينها ، لذا تساءل فيصل محمد صالح ( جريدة الصحافة ـ 9 سبتمر ـ العدد 5114) ، لماذا يرد بكثرة في خطاب الحركات ( أي حركات الهامش ) ، إشارة للشمال مرة ، وللشايقية والجعليين على العموم ، والثقافة العربية الإسلامية باعتبارها مسؤولة عن التهميش والاستعلاء.. الخ؟
    ومع أن ضلوع الصفوة من أبناء هذه المجموعات في بنية المركز قديم ، ومحكوم بعوامل بناء الصفوة في السودان ، إلا أن ما كرس هذا الفهم ربما يعود الى أن الناس ارتأوا أن أبناء هذه المجموعات ، ممن انخرطوا في سلك الحركة الإسلامية مبشرين بأيديولوجيتها التي فجرت إنقلاب الإنقاذ، وحدوا صفوفهم باعتبارهم شايقية او دناقلة او خلافهما ، ذلك بعد أن تكشف للناس إنحرافهم عن مقاصد الدين الذي رفعوا شعاراته ، وتجذرت الدنيا بمنافعها وسلطانها بين أفئدتهم ، فظهرت تكتلات ومراكز قوة لم تكن سوى افرازات صراع السلطة والثروة وادواتهما التنظيمية داخل جسم حركتهم السياسية ، فكان البديل امام كل منهم لحماية ظهره بعد إختفاء المقصد ، البحث عن عصبته الإثنية ، وفي غياب الرؤية الناهجة ـ ترسخ بينهم الإعتقاد بأن تلك الحمية الإثنية ، كانت وراء ما حاق ببقية عضوية التنظيم الإسلامي من عزل وتجريد للسلطة .
    ولإن شرع المنتسبون في الحركة الإسلامية من أبناء الشايقية او الدناقلة او خلافهما ، في العمل على توسيع أحلافهم من ذوي القربى تسلطا وإثراء ، فذاك ما أرسته الحركة الإسلامية منهجا لها منذ أن استولت على السلطة ، واتخذت من المحسوبية عن قرابة او أيديولوجيا سياسة عامة وظاهرة لدولتها.
    هذا فضلا الي أن من عملوا على إبراز هذا الجانب الإثني ، كانوا من خصومهم ومنافسيهم في التنظيم نفسه ، وقد سلكوا بدورهم هذا المسلك لتقوية أنفسهم من خلال عصبتهم الإثنية ، لهذا فإن وقوع الأغيار ممن لا ينتمون للحركة الإسلامية في مصيدة تصديق هذه الإفتراءات ، ليس إلا وقوع في شراكهم التي نصبوها .
    كل الذي قصدناه من تبيان ذلك ، هو الخلوص لخسران المنهج العرقي في مقاربة موضوع المركز والهامش ، ولا مناص من توهان سهام قوى الهامش عن مقاصدها ، إذا ما ركنت لهذا المنظور العرقي في تبيان دلالات التهميش وتعريف المهمشين .
    الأجدى من ذلك كله ، أن يُنظر للتهميش في بعديه التنموي والثقافي ، فإذا وقفنا عليه لا نلتفت لعدد المثقفين من ذلك الإقليم المهمش ، رضوا أن يبيعوا أهلهم طمعا في السلطة والثروة )
    إنتهى الجزء الثاني .
                  

11-02-2008, 03:04 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    محمد على طه الملك

    الدكتور محمد جلال احمد هاشم رجل يتعامل مع المضمون باكاديمية بحتة ويسترسل في البحث الموضوعي لطرح ما لديه واخوتنا هنا في المنابر والمنتديات لن تجد فيهم من لديه السعة في الخلق فيا حبذا لو تكرم بعض النشطاء المتابعين في ايجاز وبلورة الفكرة في نقاط يسهل الوصول اليها لكي تعم الفائدة

    وانا شخصيا اعتقد ان بحوث (مقالات) الدكتور محمد جلال هاشم تصلح مناقشتها والوقوف عند نقاط كثيرة منها في لقاءات .. او ندوات لان ظروف المتابعة بالقراءة في المنابر تحتاج من يحملون مواصفات (قوى المركز)
    فرفقا بنا نحن المهمشون .. فليس للمهمشين ان تكون لهم قوة او تواجد في خريطة العمل العام ان لم يصل اليهم من يحملون همهم باسلوب ابعد من اسلوب قوى المركز

    لك ولعزيزي د. محمد جلال هاشم كل الود
                  

11-02-2008, 07:17 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: welyab)

    الأخ العزيز ولياب ..
    Quote: فليس للمهمشين ان تكون لهم قوة او تواجد في خريطة العمل العام ان لم يصل اليهم من يحملون همهم باسلوب ابعد من اسلوب قوى المركز

    أتفق تماما معك في هذه الجزئية ..
    ومن الطبيعي عندما تسعي القيادات الشعبية لتنوير وتبصير قواعدها..
    لا تلتزم بالاسلوب التنظيري ..
    غير أن ذلك لا يعني بأي حال إهمال او تجاهل تأطير الفكرة وتعريفها منهجيا..
    فالإجتهاد المنهجي هو الذي يحفظ للفكرة مدلولاتها وغاياتها ..
    ويسد الطريق أمام التفسيرات المعيبه ..
    وفي هذا المنحى لا نملك الإ الوقوق إجلالا لاجتهادات الدكتور جلال ..
    لك جملة الإحترام .
                  

11-02-2008, 07:23 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    مداخلة ثانية :
    إضيف لما ذكر ، أن الرئيس عمر البشير كان قد صرح مؤخرا في لقاء متلفز ، أن الإحصاءات التي بنى عليها الكتاب الأسود مفاهيمه ، هي إحصاءات قامت بإعدادها رئاسة الجمهورية ، وفيما هو معلوم أنها أنجزت إبان الفترة التي سبقت ما عرف بمرحلة المفاصلة بين القصر والمنشية .
    هذه المعلومة وعلى ضوء إفرازاتها في الحاضر المعاش ، راكمت الشك حول الغاية التي بدت مبررة في ظاهرها بمعرفة اوجه القصور وتحقيق العدالة ، بينما أخفت في باطنها كم هائل من محفذات إثارة الصراع العرقي بين الكيانات السودانية ، لم يستفد من ورائها سوي المركز ، وليس أدل على ذلك من ظاهرة الحرب والسلام التي نوهت لها الدراسة ووصفتها بأنها لم تعد سوى طقسا عبوريا يجتذب بها المركز مجموعة مهمشة الي صفوته .
    فضلا عن ذلك ـ فإن منظور الكتاب الأسود ، تغافل عن إفرازات محددات الجغرافيا والمناخ بالنسبة لسكان الشريط النيلي دون سواهم ، فقد أسهم التصحر ونهر النيل بما رفده من خصب وماء ، في توحيد طرق معاشات الناس على ضفتيه ، وأعاد صياغة بنياتهم الإجتماعية والإقتصادية بحيث أصبحت ملكية الأرض اوحيازتها هما مناط الرباط ومحط الإجتماع لأي خلية إجتماعية ، بذلك لم يعد للرابط الإثني بينهم نقاط شد وقوة ، كما هو الحال بالنسبة للجماعات البدوية ، وقد عملت هذه الميزة منذ الأزل على تفتيت واستباحة التكتلات العرقية واختراقها ، الأمر الذي توفر معها للكيانات الإجتماعية على الشريط النيلي فرص تجديد الدماء وتداخل الأعراق منذ القدم ، ذاك نفسه الذي قادهم لتعديل نظمهم وتطويرها حتى بلغت مرحلة التنظيمات الرسمية ـ أي الدولة قبل سواهم .
    أخلص من ذلك للقول ، بأن للشمال النيلي خصائص ذوبت الفوارق العرقية الحادة بين سكانه ، ويسرت تناغمها وترابطها ، والذي يبدو للعيان من مسميات تشيء بالطابع العرقي بينهم ، لم تعد هي كذلك ، فالذي يربط بين الشايقية حزمة الأرض التي حازوها واستوطنوها ، فكل من استقر بأرض الشايقية أو أرض الدناقلة حمل اللقب كيفما كانت أصول أسلافه ، هذه الميزة لم تتوفر لدى الكيانات الأخرى حيث ظل رباطها الإجتماعي موثوق بالرباط الإثني وحده ، وهو رباط تحكمه قواعد التقاليد القبلية البحته ، الأمر الذي يصنف نمط التطور الإجتماعي بينها ضمن أنماط المرحلة الثانوية ، في الوقت الذي بلغ فيه التطور الإجتماعي على الشريط النيلي المرحلة المدنية منذ آماد بعيدة ، ومن داخل إطار هذه الحلقة المدنية تشكل المركز الصفوي إبتداء( السلطنة الزرقاء ) ، واتخذ منهجا همش أطرافه القريبة والبعيدة ، وفق منظور الأيديولوجية الإسلاموعروبية بوابة العبور نحو مقاعد الصفوية دون إعتبار للعامل الإثني او الجهوي ..

    المواضعة العرقية للتمركز والتهميش لدى الحركة الشعبية
    نواصل ..
                  

11-03-2008, 06:47 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    شكرا العزيز محمد علي طه الملك على هذا الجهد المبذول فيه

    يعرف جلال المركز:
    ( المركز ليس إلا مجموعة من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا ، ومن ثم أيديولوجيا داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية، عبر عملية من الأدلجة والتشكيل ، الأمر الذي يُفضي في النهاية إلى شيء لا علاقة له بانسانية هذه الثقافة نفسها وبذلك ينسفها ، بهذا لا يكون المركز مرتبطاً بعرق ما او جهة،

    كل هذا الاستطراد ليصل إلى أن المركز غير مرتبط بعرق أو جهة! إذا كان الهامش معرف بالدقة بتحديد عرقه وجهته، كيف يفلت المركز من الارتباطين؟ يرد بــ:{ ومن يغالط في هذا عليه أن يخرج مما يسمى بالمناطق الحضرية بضعة كيلومترات ليرى التهميش بأم عينيه ، }

    أولا عزيزي هذا يسمى التهميش المكاني فقط الذي حسب رؤية المركز أن نقل ذويه معارفه إلى العاصمة أقصر وأسهل من تعمير دياره الشاسعة البلقع،
    ثانياً هذا المهمش يمتلك أرضاً يقيم عليها وذلك المهمش لا أرض له، و إذا حصرنا المهاجرين إلى المدن نجدهم نوعين: مهاجر ضعيف بسبب المجاعة أو الحروب تم وصفهم بالحزام الأسود لغلبة هذا اللون عليهم، ومهاجر وجد نفسه في قلب المدن لما توفر له من صلة رحم موغلة في المركزية، الواضح أن فكرة المركز في أصلها مبنية على الكسب السريع بأقل جهد لذا لاتجد للتفكير ودراسة العواقب والمشروعية نصيب
    وهذا ما ينطبق على كل سياسات حكم المركز حتى يومنا هذا.

    وجود مهمشين في الآلة المركزية لا يعمم مصادرها إنما يحدد معايير التأهيل للإنتماء إليها.

    قوله: { بهذه السمات تشكل المركز من صفوة متباينة الأمشاج والأعراق والثقافات ، إلتقت أهدافها وتوحدت غاياتها ، لذا لم يعد مهما السؤال من أي المجموعات الجهوية او العرقية إنحدرت أصولهم ، طال ما كان الفرد منهم على إستعداد تام للتضحية بأهله وأعراقه وأخلاقه} فيه قلب للحقيقة . المركز فصلّ معايير المركزية واحتمى تحتها لتمرير مصالحه التي لها صلة بالقربى والدم وإن لم يكن مطابقاً لها وإنما سقف لمنع الآخرين وتمرير مصالحه.

    { طال ما كان الفرد منهم على إستعداد تام للتضحية بأهله وأعراقه وأخلاقه}
    هذا تعميم في الزمان والنوع.

    المركزية أصلا تقوم على العصبية كيف يصبح المركزي على استعداد بالتضحية بعصبته التي تمنحه القوة والسؤدد؟ والواقع يكذب ذلك أيضاً هناك مصالح حكومية موروثة لقبائل بعينها! أين يضع تفسيره منها؟

    أما أعراقه هي ما توهمه( المركز) فصدقه وبنى عليه مفهومه. كأن يزعم أن جده النبي (ص) مثلاً وبالتالي أحق بالمركزية.

    أخلاقه محل شك مبتدأً بدليل اعتماده على مفهوم المركزية الأناني الإقصائي منذ وصوله إلى المركزية.


    { لعلكم تلحظون أن أغلب الرموز القيادية التي نهض عليها المركز ، تنتسب لمجموعات موغلة في التهميش الى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً }

    تعميم لا تسنده الوقائع ولا الإحصاءات.

    بأن التهميش المزدوج يحيق بكافة فئات الشعب السوداني مستعربة كانت ام غير مستعربة ، وعلى المستعربين وغير المستعربين الإنخراط في صفوف الهامش وتوحيد الجهد تحت مفهوم منهجي سليم لمعنى المركز والهامش .

    هذا هو عين العقل وعين المستقبل، أما جنوحه لتعميم المركز فيه خطل والصحيح تصنيفه.

    لنا عودة

    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-03-2008, 07:14 AM)

                  

11-03-2008, 08:35 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    العزيز المك ما دمنا نبحث عن التفاكر دعني أعقب على بعض من قولك قبل أن أرجع لمتن البحث أعلاه



    Quote: ، ذاك نفسه الذي قادهم لتعديل نظمهم وتطويرها حتى بلغت مرحلة التنظيمات الرسمية ـ أي الدولة قبل سواهم .

    أخلص من ذلك للقول ، بأن للشمال النيلي خصائص ذوبت الفوارق العرقية الحادة بين سكانه ، ويسرت تناغمها وترابطها ، والذي يبدو للعيان من مسميات تشيء بالطابع العرقي بينهم ، لم تعد هي كذلك ، فالذي يربط بين الشايقية حزمة الأرض التي حازوها واستوطنوها ، فكل من استقر بأرض الشايقية أو أرض الدناقلة حمل اللقب كيفما كانت أصول أسلافه ، هذه الميزة لم تتوفر لدى الكيانات الأخرى حيث ظل رباطها الإجتماعي موثوق بالرباط الإثني وحده ، وهو رباط تحكمه قواعد التقاليد القبلية البحته ، الأمر الذي يصنف نمط التطور الإجتماعي بينها ضمن أنماط المرحلة الثانوية ، في الوقت الذي بلغ فيه التطور الإجتماعي على الشريط النيلي المرحلة المدنية منذ آماد بعيدة ، ومن داخل إطار هذه الحلقة المدنية تشكل المركز الصفوي إبتداء( السلطنة الزرقاء ) ، واتخذ منهجا همش أطرافه القريبة والبعيدة ، وفق منظور الأيديولوجية الإسلاموعروبية بوابة العبور نحو مقاعد الصفوية دون إعتبار للعامل الإثني او الجهوي ..



    معلوم بالضرورة أن محترفي الزراعة أكثر استقراراً من الرعاة والجوالة، وبالتالي تحقق لديهم قدرٌ من التجانس والحضرية التي انتظمت القبائل النيلية لتكون أقل تشظياً فيما بينها وأقرب اتحاداً على غيرها وهذه واحدة من لحمة المركز وسداه تجاه الهامش، رغم ذلك لم ينجح الشريط النيلي في الوصول لتأسيس نظام سياسي موحد وإنما شكل من أشكال نظار القبائل وسراتها ، لذا عندما واجه المستعمر هذه المجموعات تفرقت اتجاهاتها أيدي سبأ، منهم من حارب بعصبته والبعض انحاز إلى المستعمر والآخر ظل محايداً باعتبار المستعمر شأن القبائل المتزعمة. ما أريد قوله أن التمسك النيلي في حد ذاته رغم الاستقرار الزراعي مرتبط بظروفه.

    دارفور مثلاً تحولت لنظام دولة موحد مستقر منذ مئات السنين وهذا أخذاً على قولذاك نفسه الذي قادهم لتعديل نظمهم وتطويرها حتى بلغت مرحلة التنظيمات الرسمية ـ أي الدولة قبل سواهم) الذي لم تدلل عليه تاريخياً!

    حكومة دارفور صهرت (الجميع) تحت نظام واحد ( انعدام النعرة القبلية )وذلك أدى إلى الاستقرار الزراعي المحمي من قبل الدولة ولكن عندما فقد إقليم دارفور الدولة الحامية للزراعة وبالتالي الاستقرار في ظل المركز الغافل للهامش انداح الرعاة في رحلة طويلة من الكميرون وأفريقيا الوسطى وتشاد وحتى النيجر لتؤسس للصراع الرعوي الزراعي الذي ووظفته الحكومة الماثلة وسابقاتها بإلهاء الرعاة والزراع بين أنفسهم ليتفرغ المركز لمصالحه.

    ليظهر للباحث أن لا استقرار هناك البتة بسبب اللازراعة ويتمظهر له الاستقرار بناء على إسقاط الواقع على الشريط النيلي فحسب.

    Quote: والذي يبدو للعيان من مسميات تشيء بالطابع العرقي بينهم


    بلغت العرقية حداً لدرجة تم تصديرها إلى المناطق الأخرى سواء في التفاخر بأنسابهم أوالعمل على إلصاق أنسابهم بالعروبة والنبوة بما في ذلك النوبة واستخدام الشلوخ كتصانيف جينية بائنة واحتكار أعمال بذاتها إلى يومنا هذا.

    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-03-2008, 08:47 AM)

                  

11-03-2008, 09:18 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    Quote: لقد وقع عدد من مثقفي السودان والهامش بوجه خاص ، في شرك النظر الى موضوع التهميش من زاوية رقمية او عددية بعيدة كل البعد عن المنهجية السليمة


    كتابة غريبة كل الغرابة عن العلمية والبحث عن الحقيقة
    كيف؟؟؟

    كل العلوم الإنسانية لا تأخذ مصداقيتها إلا من خلال التطبيق الإحصائ، وبالتالي يظل بحث الدكتور جلال في عداد التنظير الناقص ما لم يدعمه بالإحصائيات.
    إن كان التشكيك في صحتها ففيصله إعادة الإحصاء كرة أخرى، وإلا أصبح الناتج الإحصائي لمصيبة كهذه
    سهلة التعرف عليها بقدر ضئيل من المعارف العلمية ولا تحتاج لذر كثير من المفردة عليها.

    Quote: فأضاعوا جهدهم فيما لا طائل من ورائه غير تغبيش الرؤية حول مفهوم الهامش ، وقد أسهم في إشهار هذه الرؤية الرقمية السطحية لمفهوم التهميش ، كتاب عُرف بالكتاب الأسود ـ ( حركة العدل والمساواة 2003 ) ـ وجاء ذلك لغايات نصرة قضية دارفور، وكانت إستراتيجيتهم تلك موغلة في حصر القضية ، على الرغم من كونها قضية تمس كافة أهل الهامش شرقا وجنوبا وشمالا ووسطا ، الأمر الذي تضررت منه قضية الهامش بمفهومه الواسع ، بل خدمت في الواقع سلطة المركز ، حيث استغلتها لتجيير فئأت هامشية أخرى لصالحها .
    )




    هذا الكتاب المسمى بالأسود لم يحصر تصنيفاته العديدة في دارفور بل شمل كل الأقاليم ونسبها تفصيلاً، فكيف يكون محصوراً؟

    كتابة غريبة كأن المراد منها ! صرف النظر عن أصل التهميش برمته( لاطائل منها، تغبيش رؤية الهامش، أظهر رؤية رقمية + سطحية لمفهوم الهامش،وكانت استراتيجيتهم موغلة في حصر القضية

    انظر لتلك الحزلقة:
    وجاء ذلك لغايات نصرة قضية دارفور،
    على منهجية فضائحية متحاملة لونيا وعرقيا ،
    وأستقى مسماه من السواد
    ألم تكن تلك حقائق تمشي في الطرقات؟ لِمَ نحملها فوق طاقتها؟
    ________________________________

    قضية المركز والهامش تاريخياً لايقدر أحد القفز عليها وإنما في ظل هذا النظام الجاثم انتظم التهميش الغالبية العظمى

    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-03-2008, 09:22 AM)

                  

11-03-2008, 04:40 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    الأخ العزيز آدم صيام ..
    بداية لك جملة التقدير على إبتدار النقاش الجاد حول ورقة الدكتور جلال ..
    وسوف أعقب على ما حواه طرحك حال الفراغ من عرض بقية الأجزاء ..
    ولربما عدت لطرح المزيد فيما تبقى ..
    فكن بالجوار .
                  

11-03-2008, 06:20 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    المواضعة العرقية للتمركز والتهميش :
    المواضعة عنيت بها ( الكلام هنا للدكتور محمد جلال ) حالات بعينها ، بدى خلالها خطاب االسودان الجديد ـ الذي يناضل للقضاء على ظاهرة التمركز والتهميش ـ كما لو تحول الى وضعية أيديولوجية ملتبسة بالعرقية والعنصرية ، فبدلا من العمل بنبل لغايات التخلص من ربقة التسلط الأيديولوجي الذي يمارس بإسم الإسلام والعروبة ، فإذا به يبدو كمن يسعى للتخلص من العروبة والإسلام وفق منحى عنصري وفاشتي بغيض ، فيأطّر مفهوم المركز والهامش داخل إطار جغرافي او بوتقة عرقية ، الأمر الذي عرض خطابهم للنقد ، حيث نعى فيصل محمد صالح ( الصحافه ـ 5109 ـ 2 سبتمر 2007 ) على الحركة الشعبية ، تنكبها للأسس الفكرية والأخلاقية لنظرية المركز والهامش التي لا تحصره في الجغرافيا او العرق ، وهي الأسس التي أعلن قادة الحركة الكبار بأنها نفس المبادئ التي ينطلقون منها ، هذا بينما ينحون في لحظات التعبئة الجماهيرية الى إزكاء نار الجهوية والعرقية ، بإحالة المركز والهامش الي وضعيات جغرافية وعرقية ،ويخلص الى أن هنالك مفارقة كبيرة لا ينبغي السكوت عليها بين النظرية والتطبيق .

    وفي الحقيقة لا يمكن إنكار أن هنالك مواضعة من هذا القبيل ، ليس على مستوى الممارسة فحسب ، بل حتى على المستوى النظري ، فالمواضعة العرقية والجغرافية لازمت مفهوم التمركز والتهميش في الكثير من مراحل تطوره ، حتى عند جلال هاشم ( منهج التحليل الثقافي ـ ط 4 1999 ) يمكن ملاحظة تعلق مفهوم التمركز والتهميش بأهداب العرق والجغرافيا ، وربما مرد ذلك الى أن مفهوم المركز والهامش ظل في حالة تخلّق مستمر ، ترفده الممارسة العملية بأكبر وأسرع مما ترفده النظرية ، ولعل هذا هو العامل الحاسم الذى جعل المشتغليين بأمر هذه النظرية ، يبدون أقرب الى منتجي وممارسي النضال اليومي لمناهضة التمركز والتهميش ، ليس على المستوى النفسي والمزاجي فحسب ، بل على مستوى المشاركة في العديد من أوجه الممارسة ذات الطابع التنظيمي ، كان ذلك بين صفوف الحركة الشعبية وقوات التحالف وحركة تحرير السودان ، فالعناصر الشبابية النشطة في مدرسة المركز والهامش عادة ما كان ينتهي بها المطاف كعناصر قيادية في هذه الحركات .
    والملاحظ أن أغلب المكاتب التنظيمية التي وقع عليها عبء تجويد الأداء الفكري في هذه الحركات والتأهيل المعنوي والتعبئة الجماهيرية ، كان عليها شباب نشطاء من مدرسة المركز والهامش ، بهذا يمكن أن يقال بأن مفهوم المركز والهامش تطور إعتمالا أكثر منه تأملا ونظرا، في هذه المسيرة إلتبس المفهوم في بدايته بالعرقية والجغرافيا في مواضعة لا تخفى ، وهي المواضعة التي يبدو كأنما تحرر منها الآن على المستوى النظري ، ولكن اكثر من ذلك تشير دلالة التطور الى أن تيار التكامل والتحمل يتزايد كل يوم مقابل إنحسار تيار التحامل العنصري والثقافي ، ذلك لأن المسألة في الواقع عبارة عن عملية process وليس مجرد خطوات مكانيكية واجبة الإتباع .
    ولكن هذا لا يعني النظر الى رد الفعل الناجم عن السلوك الاستعلائي بوصفه استعلاء متوازيا ، فالمواضعة العرقية التي اتكلم عنها هنا ليست إلا منتجا ضمن منتجات ظاهرة التمركز والتهميش ، واستخدامها للعنصرية والعرقية كأسلحة أيديولوجية فتاكة .
    نعم ـ لازمت العرقية والعنصرية البشرية عبر التأريخ ، ولا يصح إحالة شرورها وحصرهما في التمركز والتهميش ، فحتى في قمة عداء السامية في الغرب ، كان اليهود ينظرون الى الأوربيين نظرة دونية ، ولكن هذا لم يأخذ ولا ينبغي أن يؤخذ كسلوك مواز لعداء السامية به يتم تبرير الأخير ولو بصورة جزئية مواربة ، ولعل مما لا يختلف عليه إثنان أن المركز إستخدم التمييز العرقي كواحد من أنجع الأسلحة التى تبرر به السلوك الاستعلائي الذي بموجبه تم تقسيم الناس في السودان ، وربما في دول عربية أخرى الي تراتيبية عرقية أدناها معرة stigma واعلاها معزة prestigma ( راجع جلال هاشم ـ أن يكون اولا يكون ـ بالإنجليزية ) .
    بهذا أصبحت لدينا شجرة مجتمع جذرها وجزعها العبيد ، وبدلا من أن يكون لها طلع كطلع الشياطين ، اضحى لها طلع يقال لهم ( الأشراف ) ، وبينهما مرحلة بين مرحلتين تتجاذب دنوا وعلوا ، فكان أن تقاسمت الأخيرة إرث الحضارة الإسلامية فلا صاروا بذلك أفارقة ولا أصبحوا عربا.
    الحركة الشعبية والتراوح بين خطابين :

    نواصل
                  

11-04-2008, 01:52 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    عزيزي آدم ..
    دعني ابدأ بما خصني في تعقيبك ثم أدلف من بعد لتعقيباتك على ورقة الدكتور جلال حال الإنتهاء من عرض بقية أجزائها:
    جاء في معرض تعقيبي على الجزء المتعلق بالكتاب الأسود في ورقة الدكتور جلال ما يلي :
    Quote: ذاك نفسه الذي قادهم لتعديل نظمهم وتطويرها حتى بلغت مرحلة التنظيمات الرسمية ـ أي الدولة قبل سواهم .

    أخلص من ذلك للقول ، بأن للشمال النيلي خصائص ذوبت الفوارق العرقية الحادة بين سكانه ، ويسرت تناغمها وترابطها ، والذي يبدو للعيان من مسميات تشيء بالطابع العرقي بينهم ، لم تعد هي كذلك ، فالذي يربط بين الشايقية حزمة الأرض التي حازوها واستوطنوها ، فكل من استقر بأرض الشايقية أو أرض الدناقلة حمل اللقب كيفما كانت أصول أسلافه ، هذه الميزة لم تتوفر لدى الكيانات الأخرى حيث ظل رباطها الإجتماعي موثوق بالرباط الإثني وحده ، وهو رباط تحكمه قواعد التقاليد القبلية البحته ، الأمر الذي يصنف نمط التطور الإجتماعي بينها ضمن أنماط المرحلة الثانوية ، في الوقت الذي بلغ فيه التطور الإجتماعي على الشريط النيلي المرحلة المدنية منذ آماد بعيدة ، ومن داخل إطار هذه الحلقة المدنية تشكل المركز الصفوي إبتداء( السلطنة الزرقاء ) ، واتخذ منهجا همش أطرافه القريبة والبعيدة ، وفق منظور الأيديولوجية الإسلاموعروبية بوابة العبور نحو مقاعد الصفوية دون إعتبار للعامل الإثني او الجهوي

    قبل الرد على ما تكرمت به من تعقيب ، أنوه أنني تعمدت هذه الإضافة بحسبانها جزءا مما يعتمل في ذهن سكان الشريط النيلي ، رأيت الإفصاح عنه حتى تكون الرؤية واضحة فيما يتعلق بالحقوق التأريخية ، صحيح قد لا تكون تلك الحقوق التأريخية سمة واجبة الإقتضاء إذا ما تبدلت الظروف وأضحت هنالك إستحقاقات واجبة الإعتبار بل الإقتضاء وفق منظور وإفرازات التطور الإجتماعي ، غير أن ذلك لا ينفي الأعتراف بها علي الأقل كفضل سبق .
    بعد هذا أنتقل لتعقيبك حيث قلت:
    Quote: معلوم بالضرورة أن محترفي الزراعة أكثر استقراراً من الرعاة والجوالة، وبالتالي تحقق لديهم قدرٌ من التجانس والحضرية التي انتظمت القبائل النيلية لتكون أقل تشظياً فيما بينها وأقرب اتحاداً على غيرها وهذه واحدة من لحمة المركز وسداه تجاه الهامش،


    توافقت رؤيتينا هنا وإن إختلفت العبارات والصياغة ـ ـ
    فما إنتهيت إليه هنا هو عين ما انتهي إليه قولي (ومن داخل إطار هذه الحلقة المدنية تشكل المركز الصفوي إبتداء( السلطنة الزرقاء ) ، واتخذ منهجا همش أطرافه القريبة والبعيدة ، وفق منظور الأيديولوجية الإسلاموعروبية بوابة العبور نحو مقاعد الصفوية دون إعتبار للعامل الإثني او الجهوي ..)
    غير أنك أردفت قائلا :
    Quote: رغم ذلك لم ينجح الشريط النيلي في الوصول لتأسيس نظام سياسي موحد وإنما شكل من أشكال نظار القبائل وسراتها ،

    مع احترامي ـ لا اعتقد أنك مصيب في تصغير النظام السياسي الذي انشأه الفونج والعبدلاب وعرف تأريخيا بالسلطنة الزرقاء وتمثيله بشكل من أشكال نظارات القبائل ، فنظامهم السياسي كان أشبه ما يكون بالنظام الفدرالي وذاك ما أفصح عنه ميثاق التحالف الذي انشأ تلك السلطة ، صحيح أن الحدود بين المشيخات رسمت ليس على أسس إدارية مركزية ، بل فرضت نفسها طبقا للثقل الإثني لكل جماعة ، هذا الوضع أضفى على الخارطة الإدارية بعدا إجتماعيا إثنيا أكثر من كونه سياسي إداري ، حمل مسمى ( دار ) مقرونا باسم القبيلة صاحبة الثقل مثل ـ دار حمر ـ دار شكرية ـ دارجعل ـ دار رزيقات ..الخ ، وكانت كلمة دار تعني المقاطعة التي تمتد إليها نفوذ شيخ القبيلة او المك ، هذا ما كان عليه الواقع ولم يكن في مقدور السلطة التي أفرزها التحالف تجاوزها ، غير أن ذلك لا يضفي على النظام صبغة النظام القبلي البحت ، ذلك لخضوع كل هذه التكوينات الإدارية لسلطة الفونج والعبدلاب بحسبانهما رأسي الدولة .
    Quote: دارفور مثلاً تحولت لنظام دولة موحد مستقر منذ مئات السنين وهذا أخذاً على قولك ذاك نفسه الذي قادهم لتعديل نظمهم وتطويرها حتى بلغت مرحلة التنظيمات الرسمية ـ أي الدولة قبل سواهم) الذي لم تدلل عليه تاريخياً!

    لااختلف معك في حق دارفور التأريخي ، ولا أنكر أثر الهجرات اللاحقة إليها من دول الجوار ، وأتفق معك في إغفال المركز بل وتوظيفه الإنفلات لصالحه ، أما قولك :
    Quote: الذي لم تدلل عليه تاريخيا


    فإن كنت تعني تأريخ سلطة الدولة على الشريط النيلي ، فذاك من باب المعلوم بالضرورة ، لذا لم أرى حاجة لذكره .
    Quote: بلغت العرقية حداً لدرجة تم تصديرها إلى المناطق الأخرى سواء في التفاخر بأنسابهم أوالعمل على إلصاق أنسابهم بالعروبة والنبوة بما في ذلك النوبة واستخدام الشلوخ كتصانيف جينية
    بائنة واحتكار أعمال بذاتها إلى يومنا هذا

    كل ماذكرته هنا باستثناء الشلوخ هو من إفرازات منهج الاسلاموعروبية ومعايبها ، أما الشلوخ فهو عادة إفريقية ، وبتحديد أدق عادة معلومة بين الفبائل النيلية منذ زمان موغل في القدم ، وقد رأيت رسما لتمثال الملك المروي الشهير ( اركماني ) ولا تعجب إن قلت لك على خديه ثلاث شلخات شبيه الى حد كبير بشلوخ الشايقية .
    الشكر لك مرة أخرى هذه المشاركة واطمع في المزيد وأنت أهل له ..
    وسوف أعود لبقية تعقيباتك حال الإنتهاء من عرض الورقة.



                  

11-04-2008, 04:28 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    المفضال الملك شكرا للرحابة والسعة نبشاً لتاريخنا الحاضر

    عندما كتبت أنت هذا النص:

    Quote: أخلص من ذلك للقول ، بأن للشمال النيلي خصائص ذوبت الفوارق العرقية الحادة بين سكانه ، ويسرت تناغمها وترابطها ، والذي يبدو للعيان من مسميات تشيء بالطابع العرقي بينهم ، لم تعد هي كذلك ، فالذي يربط بين الشايقية حزمة الأرض التي حازوها واستوطنوها ، فكل من استقر بأرض الشايقية أو أرض الدناقلة حمل اللقب كيفما كانت أصول أسلافه ، هذه الميزة لم تتوفر لدى الكيانات الأخرى حيث ظل رباطها الإجتماعي موثوق بالرباط الإثني وحده ، وهو رباط تحكمه قواعد التقاليد القبلية البحته ، الأمر الذي يصنف نمط التطور الإجتماعي بينها ضمن أنماط المرحلة الثانوية ، في الوقت الذي بلغ فيه التطور الإجتماعي على الشريط النيلي المرحلة المدنية منذ آماد بعيدة ،


    رددت عليك ب:

    Quote: رغم ذلك لم ينجح الشريط النيلي في الوصول لتأسيس نظام سياسي موحد وإنما شكل من أشكال نظار القبائل وسراتها ،


    لاحظ ردي مصوب إلى تصنيفك أعلاه الذي حددت فيه أن الشمال النيلي بلغ فيه التطور الاجتماعي منذ آماد بعيدة! وهذا لعمري يختلف من تعريف السلطنة الزرقاء والتي ركن إليها الكثير من المهتمين كبوتقة جامعة وليست كشمال نيلي فحسب.

    ثم إضافة آماد بعيدة هذه تعطي عمقاً تاريخياً يوغل في ترهاقا وآبادماك ، والحقيقة أن هناك حائط تاريخي شامخ بين ذاك الزمن الذي نوبته بقوا والبعض انتشروا في العديد من بقاع السودان سواء النوبة في كردفان أو البرقد وغيرهم في دارفور، أما ساكنو النيل الشمالي الحاليين انفصموا من ذلك التاريخ ليس كليةً وذلك بسبب الزحف الحضاري الآتي من الخارج.

    Quote: مع احترامي ـ لا اعتقد أنك مصيب في تصغير النظام السياسي الذي انشأه الفونج والعبدلاب وعرف تأريخيا بالسلطنة الزرقاء وتمثيله بشكل من أشكال نظارات القبائل ،


    شكرا لكم مجددا أخـــي
                  

11-04-2008, 06:03 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    من ملاحظاتي:
    إن د. جلال أسهب في تعريف مفردتي المركز والهامش أيما إسهاب وطفق يدلل على مصادرها الأولية تارة في أدبيات اشتراكية وطورا في مستقلة.

    ثم دلف إلى مقصده بأن المركز وإجرامه المتواصل – أرجعه لسنار خراب سوبا- هو عمل جماعي شاركت فيه جميع أقطاب السودان لاحظ:

    Quote: لذا لم يعد مهما السؤال من أي المجموعات الجهوية او العرقية إنحدرت أصولهم!!!


    تخطي مقصود لذاته!

    Quote: أن أغلب الرموز القيادية التي نهض عليها المركز ، تنتسب لمجموعات موغلة في التهميش الى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً


    قلب gلحقائق

    Quote: هذا هو المركز الذي ظل يسيطر على مؤسسة الدولة في السودان



    قفز قفزاً على تقعيد وتحديد المركز وخرج علينا بهذا هو المركز ....!
    وقوموا لاتحادكم أيها المهمشين يرحمكم الله!


    Quote: ولكن ربما نرتكب جريمة التسطيح الفكري ، إذا قصرنا مردود ظاهرة إنحياز المركز السلطوي للثقافة العربية على الداخل فحسب ، إذ أن حلقات التهميش الثقافي والتنموي ، التي تبدو موجهة الآن للداخل الإفريقي فحسب ، سوف تكشف لاحقا بعد إكتمال حلقاتها ، أن حملة الثقافة العربية أنفسهم سوف يواجهون نفس المصير الذي يواجهه حملة الثقافات الإفريقية المستوطنة ، ذلك لأن آليات التمركز والتهميش في مآلاتها النهائية تعمل على تهميشهم ، بحيث يصبح الشعب السوداني في مجمله ـ عربا وافارقة ـ هامشا للمركز العربي الكبير.


    التسطيح الفكري والتسطيح القطاري!
    لا جريمة أكبر من لي الحقيقة و تخويف المتلقي بها.
    الصحيح الذي يهرب منه الكاتب، أن المركز منحاز بكليته للثقافة العربية سواء واعيا أو لا واعيا ومترسناً ضد الأفريقي ، ليست هذه من المعادلات العصية لسبرها.

    ليشتت تركيزنا إلى خارج السودان حيث الفضاء العربي ومعاناتنا الهامشية منه المرعبة.

    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-04-2008, 07:46 AM)

                  

11-04-2008, 08:00 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    شكرا عزيزي آدم ..
    مشاركاتك تثري النقاش حول الورقة..
    خليك متابع .
                  

11-04-2008, 08:10 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    الحركة الشعبية والتراوح بين خطابين :

    يلاحظ أن الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ تأسيسها تراوحت بين خطابين يبدوان على النقيض ، الأول نسميه الخطاب الإجتماعي ، وهو الذي يستفيد من الغبن التأريخي وامكانات إزكائه حتى يتحول الى حقد ، ومن ثم توظيفه في التعبئة الجماهيرية والتجييش ، هذا الخطاب يوجه أساسا للقطاعات التي عانت من التهميش ، حتى بلغت الى قاع المعاناة والغاء إنسانيتها بإلصاق معرة العبودية بها او السعي نظريا وعمليا للاسترقاق ، أما الثاني فأسميه الخطاب الثقافي ، وهو يقوم على مفاهيم التكامل الثقافي والتحمل بديلا عن التحامل ، هذا الخطاب مطروح كما لو أن غايته كسب بقية المجاميع المهمشة فضلا عن القطاعات المستنيرة الرافضة لوضعية التمهميش ، هذه الفئآت تصطدم بمردودات ذلك الخطاب الإجتماعي وبواعثه بمجرد انخراطها في صفوف الجيش الشعبي او الحركة الشعبية ، ولكن الأمر ليس كذلك وإلا أصبح ضمن حيل الصفوة ، فالحركة الشعبية تطرح ذلك الخطاب الإجتماعي وتهدف من ورائه الإمتداد أفقيا ورأسيا في مستقبل أشواقها لتحقيق التكامل الوطني بعد تبريد نار الغبن والاستعلاء.
    إن تصوير التراوح بين الخطابين على أنه تناقض يطعن في مصداقية الحركة ، صادر عن مجموعة من المثقفين همهم محاصرة الحركة بغية الإقاع بها ، ويعكس المدى الذي يمكن أن يصله المركز في التمترس الأيديولوجي ، فهولاء في الواقع يريدون من الحركة في حال تعبئتها لأفقر فقراء الهامش ، أن تلعب لعبة المسيح ، فتبشرهم بالخطاب الثقافي لتغسل عنهم نار الغبن ، ثم تقوم بتجيشهم ، وما درى القوم أنه إذا كانت العنصرية من أبغض ما يعتمل النفس البشرية ، فإن الغبن المتولد عنها وتجلياته كتحامل مضاد من أنبل ما اعتمل في النفس البشرية ، فهل نحتاج الى التذكير بأن مشروع السودان الجديد الذي أنبنى في أساسياته على الخطاب الثقافي وصار أقرب الى تعويذة جماهيرية ، هذا الخطاب أستخلص من قبل المجموعات التى حرقتها نار الغبن والتحامل والعنصرية ، في عملية أشبه باستخراج ( الشربات من الفسيخ ) ، وقد كان الثمن ملايين ماتوا على مذبح الغبن .
    مع كل ذلك ـ تجاوزت الحركة الشعبية خطابها الإجتماعي وخلصت للخطاب الثقافي ، وليس أدل على ذلك من رفعها شعار تحرير السودان بأثره من ربقة السودان القديم .
    وهو الأمر الذي سخر منه القوم ، إذ كيف للعبد أن يحرر سيده ! فكأنما عامة مثقفي السودان من قبيل الذين تحاموا الانخراط في صفوف الحركة لا لشيء إلا لتحاميهم عن أن يقودهم أهل الجنوب ، جلسوا في كراسي الإنتظار ريثما تنهي الحركة المعركة بالإنتصار فيقبلون عليها لمحاجاتها بالتناقض الكامين بين الخطابين الإجتماعي والثقافي لتذهب ريحها ولكن هيهات .

    لكل هذا أرى أنه لا يجوز إتخاذ مثل حالات المواضعة هذه لتسجيل إدانة مجانية للحركة الشعبية وتجريدها من أهلية الخطاب الثقافي ، وأهتبل هذه السانحة فأسجل نقدا ذاتيا ، إذ جاء صكي لمصطلحي ( الخطاب الإجتماعي والخطاب الثقافي ) في كتابي ( منهج التحليل الثقافي ـ ط2 1988م ) في سياق نقدي للحركة ، وإبراز تناقضها واحتمال أيلولتها للفشل في تحرير السودان .
    أخلص من كل ذلك الى أن الهامشية او المركزية ، لا يتم تحديدهما إستنادا لجهة او عرق او ثقافة ، ولو إلتبست في حيالها بكل هذا .
    وعلى أي حال ـ تبقى الحقيقة أن هنالك مكامن عنصرية في العديد من الكيانات التي لا تزال واقعة في شراك وحبائل المركز الأيديولوجية ، ومن ثم من الصعب ألا تكون هنالك مردودات مضادة لها في الجانب الآخر ،على ذلك يمكن النظر الى المواضعة العرقية بوصفها إحدى آليات تبريد الغبن .
    ولكن تساءل البعض مثلما تساءل ( فيصل محمد صالح ـ المصدر السابق ) عما إذا كان في ذاك أذى لأولئك الذين انضموا لركب التهميش برغم إنتمائهم لمجموعات جرى العرف على أنها تنتمي لأرومة المركز المستعلية؟
    هذا ما لا ينبغي أن يحدث إلا إذا كان إنضمام هؤلاء الناس لا يعدو كونه مجرد خدعة قصد منها تدجين حركات الهامش ، فإذا كان الإستعلاء والتحامل العنصري والنظر لباقي الناس كما لو كانوا عبيدا يباعون ويشترون في الأسواق ، إذا كان هذا السلوك يتصف باللا إنسانية ، فما هو أكثر لا إنسانية منه مطالبة ضحايا هذا السلوك بالعمل على ضبط النفس .
    نعم الإعتذار واجب ـ ولكن ؟
    جرى في الآونة الأخيرة حديث كثير حول مسألة الإعتذار ، بين من يدعو له بتحفظ او بلا تحفظ ، ومن يدعو له بشروط كالإعتذار المتبادل ، ومن يرفضه جملة وتفصيلا ، ومع أن الملاحظ تقدم حركة المطالبين بالإعتذار ، إلا أنها ربما التبست بحواشي القضية حتى كادت أن تصرفها عن لب المشكلة ، ولعل الأمر أحيانا يفقد خصوصيته السودانية عندما يعمد البعض الى مضاهاته بقضايا الفصل العنصري في جنوب افريقيا وبلدان أخرى ، وما يقلق أكثر زحزحة المشكلة عن فضائها الثقافي الرحيب ومحاولة إختزالها في الفضاء السياسي الضيق وبعض رموزه ونشطائه .
    إن فضيلة الإعتذار يجب الأ تقصر على المسئولية فيما عرفناه بمشكلة الجنوب ، بل يجب الإعتراف بأن ظاهرة التهميش هي المعضلة الأم التي تفرعت عنها المظالم ، ولذا فالإعتذار ينبغي أن يأتى به الصفوة فحسب ، دون الدخول في تصنيفاتها الجهوية ( شمال ـ جنوب ) ، فالصفوة هي الصفوة دون اعتبار لجهة او إثنية ، وليس أضر على قضية التهميش من الوقوع في شراك الإستقطاب الخطي .
    ينبغي رد موجبات الإعتذار الى رحابها الثقافي والإنطلاق منها نحو الفضاءات الأخرى ، علينا أن نواجه الإستعلاء في أصوله الثقافية ، تلك التي تربينا عليها مستعليين او مستعلى علينا ، فالإعتذار منه أضعف الإيمان ويتطلب منا الخوض في ( جوانياتنا ) فنقتلع الإستعلاء الخفي المتجذر في الأعماق ، ثم بعد ذلك نأتي الي ما ما ظهر منه فإذا به ذابل معصوف .
    أخلص من كل ذلك الى أن الهامشية او المركزية لا تتحدان بعرق او تعرفان بجغرافيا وإن التبست في حيالها بكل هذا ، فالهامشية والمركزية تحددهما النظرة الأيديولوجية وموقفه وممارساته حيالهما .
    وفي رأيي ينبغي لقوي الهامش أن تدرك مواضع أقدامها الأيديولوجية بوضوح ونضج فكري ، يأتي ذلك باجتراح برنامج او منافيستو يسمي الأشياء باسمائها ، والمنافستو ضروري لفرز ( الكيمان ) ، بما يجعل الذين يقفون على أرضية أيديولوجية واحدة ومتفقه يعرفون أنفسهم ، ومن ثم ينسقون فيما بينهم فتتوحد الجهود .
    إن الأسس الفكرية والمبادئ التي ينبغي أن يصيغها المنافيستو هي ، الديموقراطية التعددية ، العلمانية ، حقوق الإنسان ، المجموعات الثقافية ، الفيدرالية ، الشفافية والمحاسبة ، السلم المحلي والإقليمي والعالمي ، ويمكن إيجاز ذلك في شعارات الهامش ـ الحرية ، العدالة ، المساواة ، السلام..

    ( إنتهي الجزء الثالث )

    الحرب الأهلية : النظرية والممارسة .

    نواصل....
                  

11-05-2008, 02:23 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: شكرا عزيزي آدم ..
    مشاركاتك تثري النقاش حول الورقة..
    خليك متابع .




    العزيز الملك بلغ تحياتي القلبية لد. جلال موصولة بتحيات زميلي حسن مصطفى فرح
    ثم اسمح لي بمتابعة تشريح الورقة
                  

11-05-2008, 02:39 AM

احمد محمد بشير
<aاحمد محمد بشير
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 14987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    الاخ محمد طه
    شكرا لك علي هذا البوست الشيق والهادف باسلوب هذا الرجل العلامة محمد جلال هاشم باسلوبة الفريد من نوعة , بس عندي ملاحظة ونرجوا استجابتك لها باسرع فرصة ممكنة وهي..


    متي قدمت هذة الورقة اقصد تاريخ هذة الورقة متي كان لاني قراءة للدكتور محمد جلال هاشم ورقة وتشابة عليا البقر ولا ادري ان كانت هي تلك الورقة ام لا .


    وشكرا مرة اخري.
    ونتابع معك باهتمام
                  

11-05-2008, 05:08 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: احمد محمد بشير)

    :
    من الملاحظ جلياً أن حركات دارفور استأثرت بقضية التهميش برمتها
    ورغم ذلك الاستئثار لم تحقق أهدافها، كما وأغفلت الهامش الأكبر الذي تجلت هامشيته في حكم الإنقاذ ، ربما كان لهم العذر في حصر لحمة الهامش وسداها في قضايا دارفور نسبة للتاريخ الطويل والنوعي من التهميش و للمذابح الهائلة التي حدثت في الإقليم.

    وإذا جاز لنا أن نفترض أن ثوار دارفور قبل خروجهم على الدولة قد استشاروا كل المهمشين في جميع بقاع السودان لجمع الصف الهامشي ثم الخروج إلى فضاء الثورة !

    يمكن أن تكون الاحتمالات الأقوى أن لا تندلع الثورة حتى تاريخ اليوم، كما هو الشاهد في عدم اندلاع ثورة شبيهة بثورة أكتوبر أو أبريل التي تحقق فيها قدر هائل من عوامل الإجماع، ومن ثم تظل بذور الثورة كامنة في الصدور ودماء الأبرياء قد تم استبدالها بقبائل مهاجرة ونتج واقع آخر بسبب التكتيم والتعميم المركزي الممنهج.

    إلا أن أهم ما في بكور ثورة هامش دارفور إبلاغ مشكلة الهامش إلى آفاق العالمية.
    وتحريك بؤر الهامش الراكدة.

    أما احتمال أن يتحد المهمشون في أطراف السودان لمواجهة المركز، فهذا احتمال في ذلك الزمان تنقصه عوامله وإلا ما وصل انقسام الهامش المبكر في دارفور لأكثر من 40 فصيلاً، زد على ذلك إذا كان من مكنة المركز أن يفت عضد الهامش في دارفور، فما يعجزه من تفتيت هامش عريض تتوفر فيه كل عوامل الاختراق.

    - إذا قرأنا ورقة د. جلال من خلال سعيه الدؤوب لتمديد مصطلح المركز والهامش حتى خارج الوطن.
    - وتعريفه للمركز بالتعميم الذي قد لا يفيد البتة في تحديد نوع المشكلة وأسبابها.
    - وتوسيع رقعة الهامش لتشمل حتى المركز.
    - وإعمال معوله النقدي ذي النماذج المنتقاه وتكفي الإشارة هنا ، لمزبحةالمساليت عام 1995م ....... فقد حدثت وعلى رأس الولاية حاكم من أبناء المساليت لم يمنع عنهم شيئا .) - - وتكذيب حقائق الأرقام كما هو بائن في جعل الكتاب الأسود رؤية مقلوبة ظناً أن هذا الكتاب هو القرآن الذي ألهب ثورة الهامش في دارفور! ويتم التناسي أن الدارفوريين أندلعوا منذ الستينات.
    تظل هذه الورقة مثاراً للجدل!
    _____________________________________________________________
    أهم ما في أمر علاج التهميش أن لا يحل جزئياً وذلك لوضع حد نهائي للـ anarchy و chaos ووقف دوامات التهميش في المناطق الأخرى، بمبدأ العدالة لاتتجزأ.

    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-05-2008, 05:16 AM)
    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-05-2008, 07:20 AM)

                  

11-05-2008, 06:09 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    العزيز محمد الملك
    متابعين ومستمتعين بهذا الحوار الراقي الجاد
    تسجيل حضور ومتابعة
                  

11-05-2008, 03:24 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: اسامة الكاشف)

    الحرب الأهلية النظرية والممارسة

    (أ) الإستقطاب الأيديولوجي :
    في سبيل تأميين تحكمها على مؤسسة الدولة ، إتبعت الصفوة المهيمنة على المركز العديد من الحيل ، منها تقسيم السودانيين الى أفارقة عبيد مقابل عرب احرار ، والعرب أنفسهم الى أشراف ينتمون الى الأرومة القرشية وعرب من عموم القبائل العربية ، ثم على أساس جهوي شمال عربي مسلم وجنوب إفريقي مسيحي او لاديني ، والشمال نفسه الى اولاد بحر وغرابة ، راجت هذه المفاهيم لزمان طويل حتى بلغت في النهاية حد التمييز العنصري بين أبناء الوطن الواحد ، الأمر الذي أوقد جذوة المقاومة وتصعيدها الى أن بلغت المواجهة حد الحرب الأهلية بينهم وبين مؤسسة الدولة المسيطر عليها من قبل صفوة المركز ممثلة في قواتها المسلحة ، هذا بينما نجد أن التقسيم الذي يعكس الوضع على حقيقته هو تقسيم دائري ـ مركز يحيط به هامش ( راجع محمد جلال ـ السودانوعروبية ـ1999م ).
    (ب) حرب الهامش ضد المركز :
    الحرب الأهلية في السودان لا ينبغي تسميتها بحرب الجنوب ضد الشمال ، او الجبال او دارفور ضد الشمال ، فغدا إذا حمل المناصير او الشايقية او النوبيون السلاح ـ وهو أمر لا ينبغي استبعاده ـ فضد أي شمال يا ترى سيكون ذلك ؟
    إن كل من ينظر للحرب الأهلية بهذا المنظور ، او يعرفها بهذه التقسيمات الجهوية ، لم يستوعب بعد فكرتها المتمثلة في حرب الهامش ضد المركز ، فالمناطق التي حاق بها نصيب أكبر من التهميش المركب بادرت بمقاومتها للمركز ، فالملاحظ أن الحرب في الجنوب بدأت عام 1955م ، بينما تبعتها جبال النوبة والانقسنا بعد ذلك بثلاثة عقود ، وذلك لأن جبال النوبة والانقسنا كانتا لا تزالان تحت وهم تقسيم الحرب الى جنوب وشمال ، ثم لحق بهم فيما بعد أهل الشرق فدارفور والحلقة ماتزال تمضي متسعة .
    عادة تبدأ الحرب الأهلية بسيطة في مرحلتها الأولية كرد فعل تحكمه الضرورات ، وغاية ما تبلغه الحرب في هذه المرحلة هو وقف العدوان ، من أمثلتها حرب الأنانيا التي ابتدرت المقاومة برد الأذى إشفاء لغل الغبن والإضطهاد والنظرة الدونية .
    ولكن مع تتابع ظلامات القهر ومرارات الهزائم وجراحاتها ، تنسلخ المقاومة عن جلدها المحلي ونظرتها المحدودة ، وتبحث عن مشروع نهضوي يسعى نظريا وعمليا نحو تغيير الواقع الذي كان سببا في إشعال الحرب ، وتلك هي المرحلة التي استشرفتها الحركة الشعبية للتحرير السودانيين من ربقة آليات التمركز والتهميش ، على الرغم من كونها إنكسرت أمام ضغوط الدول الغربية ، وقبلت باتفاق نيفاشا الذي حشرها في حذاء مرحلة الأنانيا كحركة جنوبية لا غير ليس من حقها أن تتبنى مشروعا نهضويا يمس السودانيين كافة ، بذلك فوتت على نفسها مزية قيادة حركة التحرر الكبرى من ربقة التمركز والتهميش .
    (ج) حرب التحرير:
    الحروب الأهلية الدائرة الآن كلها في المرحلة الأولية ـ أي كردود فعل ، حتى وإن بدت مقتفية رؤى ومسميات الحركة الشعبية ، وهو أمر طبيعي في مراحل تطور المقاومة الشعبية ، وبما أن الحركة الشعبية كانت الرائدة في تدشين حرب الهامش ، عليها أن تعي واجبها تجاه حركات الهامش الأخرى وتسعى الى إقامة تحالف عريض مع جميع حركات الهامش دون أن تسعى لتذويبهم داخلها ، فتلك روح لاتستقيم إلا مع منظور التمركز ، وهي الروح التي ناضلت الحركة الشعبية من أجل تفكيكها ، ثم عليها أن تسعى بجد لرص صفوف قطاعات الهامش المدنية ، إذ أن حركات الهامش ذات الخط البياني المتصاعد رأسيا ، ليس في مقدورها القيام بذلك لأنها بحكم نشاطها المسلح محكومة بالبعد عن التجمعات المدنية ، وستلمس الحركة الشعبية مقدار تشوق قطاعات الهامش المدنية لليوم الذي تمد فيها الحركة الشعبيه يدها لهم متعاونة معهم ومتكاتفه .
    من جانب آخر على حركات الهامش الصاعدة في الشرق والغرب والجبال والشمال والوسط حال انتظامها ، أن تدرك المقاصد الإنسانية السامية وراء منظور تفكيك آليات التمركز والتهميش ، وأن تتجاوز كافة الرؤى الإقليمية والعرقية المحدوده ، وتتطلع لمنظور التحرير سلما كان ام حربا ،
    ولن يكون المدخل لذلك يسيرا غير أنه ممكن ، ويتم بلوغه بأن تتواضع كافة الحركات على تأسيس حلف عريض ، يهدف لتحقيق أهداف الهامش وهي المشاركة الفعلية في السلطة والإقتسام العادل للثروة ، ولا مجال في هذا التحالف لتذويب أي جموعة في مجموعة أخرى .
    إن من يظن أن الحروب الأهلية في السودان قد بلغت خريف عمرها يقع في خطأ تحليلي لكبرى أزمات الوطن ، ولعل حرب التحرير الكبرى من ربقة آليات التمركز وظلامات التهميش لم تبدأ بعد
    وإن بدأت سحبها في التجمع وإطلاق الرعود .
    ( د ) كيف تتحالف قوى الهامش :
    بخصوص توحيد قوى الهامش ، علينا أن نمايز بين نوعين ، التنظيمات الأفقية والتنظيمات الرأسية ، الأفقية أعني بها تلك التي تمثل قطاعات عريضه من الشعب ـ وإن كانت محدودة بإطار ثقافي إثني أو جغرافي ، وطالما حملت هذه التنظيمات برنامجا وطنيا رؤيته قومية ، فلا سبيل لدمغها بالجهوية المحدودة بمنظور ضيق لا يتعدى حدودها .
    هنالك أيضا تنظيمات أفقية لها برامج قومية ، ولكن يصعب إدراجها ضمن تنظيمات الهامش وفقا لبرنامجها ومواقفها الأيديولوجية ، لكونها تنظيمات نشأت مركزية وتنزلت لتضم في معيتها الهوامش مثل الأحزاب المركزية .
    إذن فتنظيمات الهامش الأفقية التي عنيتها ، هي تلك التى نشأت كرد فعل مباشر لظلامات حاقت بمنطقتها .
    ما يعيب تنظامات الهامش الأفقية آنيا ، إفتقارها للنضج الفكري والإطار النظري ـ وليس بالضرورة العملي ـ باستثناء الحركة الشعبية التي بلغت بحكم الزمن مراق عالية من النضج الفكري .
    وليس هنالك أدل على القصور الفكري النظري الذي تعانى منه تنظيمات الهامش الأفقية ، من الطريقة التي يعبر بها العديد من قياداتهم عن أهدافهم وبرامجهم ، حيث تبدو عليها السطحية إن لم تكن الغرارة والسذاجة التى تؤدي بغايات نضالهم ، وتبديهم تحت أفضل الفروض على مرايا العنصرية او الجهوية .
    أما تنظيمات الهامش الرأسية ، فأعني بها تلك التي لا يمكن إحالتها إلى وضعية إثنية إنطلاقا من أفكارها النظرية وبرامجها ، وهي تنظيمات عادة ما تنشأ وتزدهر بين الطبقة المتعلمة وجموع المثقفين ، تشاركها أيضا تنظيمات رأسية يصعب إدراجها ضمن تنظيمات الهامش وفقا لمنظورها الأيديولوجي الممعن في التمركز مثال ( تنظيمات الحركة الإسلامية ) .
    على ذلك يمكن لتنظيمات قوى الهامش الرأسية والأفقية أن تأتلف فيما بينها ، فتتولى التنظيمات الأفقية مهمة حشد الجماهير ، وتتولى التنظيمات الرأسية مهمة تجويد الأداء الفكري .
    وكمثال إفتراضي لكيفية تحالف قوى الهامش لخوض إنتخابات في دائرة جغرافية كدائرة ( الكلاكلات) على سبيل المثال ، من المشكوك فيه إفتراض خلو دائرة مثلها من تجمعات ثقافيه وإثنية وجهوية متنوعة بها ، مما يمكن معه تصور قيام تحالف عريض بين تلك المجموعات تخوض بموجبها الإنتخابات ، ولمزيد من التوضيح فالنتصور قيام تحالف يجمع بين :
    1 ـ الشماليين المقيمين بالكلاكلات من النوبيين والمناصير والشايقية والرباطاب والجعلين ..الخ ، ممن وحدت رؤيتهم ظلامات التهميش .
    2 ـ شرق السودان مؤتمر البجا وغيرهم ممن وحدت رؤيتهم ظلامات التهميش .
    3 ـ جبال النوبة ، سواء المنتسبين منهم للحركة الشعبية او أي تنظيم آخر .
    4 ـ الانقسنا وأعالي النيل ، وفيهم مجموعات ثقافية عديدة .
    5 ـ كردفان ودارفور بثقل تنظيماتهم المحتجة على ظلامات التهميش.
    6 ـ جنوب السودان ، وتكفي الإشارة هنا للحركة الشعبية والتنظيمات الأخرى غير المنضوية تحت سيطرة التمركز.
    7 ـ وسط السودان ـ بأفراده وتنظيماته المدنية وتجمعاته الإثنية التي يجمع بينها التهميش.
    إن قيام تحالف بهذا الحجم في تقديري لا توجد قوة تنظيمية مفردة او متحالفة يمكن أن تهزمها كيفما كانت إمكاناتها المادية ، لذا اري قيام مثل هذا التحالف ضرورة وطنية ينبغي العمل من أجلها ، بصرف النظر إن كانت هنالك إنتخابات قادمة ام لا ، أي سواء في حالات السلم او الحرب ،
    هذا او الطوفان ، ذلك لأن المخاطر التى تحدق بالسودان تجعلنا في موضع أن نكون او لا نكون .
    ( إنتهى الجزء الأخير)


    الورفة الأخيرة :
    مراجع عربية وإنجليزية إعتمد عليها البحث .
    شكرا د. محمد جلال أحمد هاشم.
                  

11-05-2008, 03:30 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    مداخلة أخيرة :
    في معرض تعريفات الهوامش يتعين الوعي بالمهمشين المنضوين تحت تنظيمات الأحزاب التقليدية والمركزية الكبرى ، ولعله ليس من المنطق أن توصد أمامهم الأبواب لمجرد كونهم ساندوا الأيديولوجية السياسية لتلك الأحزاب الكبرى ، ويجب ألا يغيب عن البال أن منظور المركز والهامش منظور واسع رغم حداثثه النسبية في الحياة السياسية السودانية ، فإن غفل عنه أتباع تلك الكيانات الطائفية او الحزبية الكبرى او جهلوه ، فذلك لكونه لم يكن مفهوما واضحا لديهم ، وما يتعين تأكيده هنا أن منظور المركز والهامش لا يستند الى أيديولوجية دينية ولا يقف حيال معتقدات الناس او طوائفهم الدينية او يقاوم أفكارهم العقدية ، بل هو منظور تخير العلمانية لحيادها إذاء حرية الإعتقاد إعمالا لقوله تعالى لكم دينكم ولي دين .
                  

11-05-2008, 03:30 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    الإخوة الكرام ..
    اسمحوا لي بالإجابة على سؤال الأخ احمد محمد بشير المستعجل ..
    الورقة قدمت في مؤتمر الهوية والحرب الأهلية في السودان ، كما جاء في مقدمة البوست .
    تاريخها 26ـ27 سبتمبر 2007م الخرطوم .

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 11-05-2008, 03:36 PM)

                  

11-06-2008, 00:42 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: يعرف جلال المركز:
    ( المركز ليس إلا مجموعة من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا ، ومن ثم أيديولوجيا داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية، عبر عملية من الأدلجة والتشكيل ، الأمر الذي يُفضي في النهاية إلى شيء لا علاقة له بانسانية هذه الثقافة نفسها وبذلك ينسفها ، بهذا لا يكون المركز مرتبطاً بعرق ما او جهة،

    كل هذا الاستطراد ليصل إلى أن المركز غير مرتبط بعرق أو جهة! إذا كان الهامش معرف بالدقة بتحديد عرقه وجهته، كيف يفلت المركز من الارتباطين؟ يرد بــ:{ ومن يغالط في هذا عليه أن يخرج مما يسمى بالمناطق الحضرية بضعة كيلومترات ليرى التهميش بأم عينيه ، }

    أولا عزيزي هذا يسمى التهميش المكاني فقط الذي حسب رؤية المركز أن نقل ذويه معارفه إلى العاصمة أقصر وأسهل من تعمير دياره الشاسعة البلقع،
    ثانياً هذا المهمش يمتلك أرضاً يقيم عليها وذلك المهمش لا أرض له، و إذا حصرنا المهاجرين إلى المدن نجدهم نوعين: مهاجر ضعيف بسبب المجاعة أو الحروب تم وصفهم بالحزام الأسود لغلبة هذا اللون عليهم، ومهاجر وجد نفسه في قلب المدن لما توفر له من صلة رحم موغلة في المركزية، الواضح أن فكرة المركز في أصلها مبنية على الكسب السريع بأقل جهد لذا لاتجد للتفكير ودراسة العواقب والمشروعية نصيب
    وهذا ما ينطبق على كل سياسات حكم المركز حتى يومنا هذا.

    وجود مهمشين في الآلة المركزية لا يعمم مصادرها إنما يحدد معايير التأهيل للإنتماء إليها.

    قوله: { بهذه السمات تشكل المركز من صفوة متباينة الأمشاج والأعراق والثقافات ، إلتقت أهدافها وتوحدت غاياتها ، لذا لم يعد مهما السؤال من أي المجموعات الجهوية او العرقية إنحدرت أصولهم ، طال ما كان الفرد منهم على إستعداد تام للتضحية بأهله وأعراقه وأخلاقه} فيه قلب للحقيقة . المركز فصلّ معايير المركزية واحتمى تحتها لتمرير مصالحه التي لها صلة بالقربى والدم وإن لم يكن مطابقاً لها وإنما سقف لمنع الآخرين وتمرير مصالحه.

    { طال ما كان الفرد منهم على إستعداد تام للتضحية بأهله وأعراقه وأخلاقه}
    هذا تعميم في الزمان والنوع.

    المركزية أصلا تقوم على العصبية كيف يصبح المركزي على استعداد بالتضحية بعصبته التي تمنحه القوة والسؤدد؟ والواقع يكذب ذلك أيضاً هناك مصالح حكومية موروثة لقبائل بعينها! أين يضع تفسيره منها؟

    أما أعراقه هي ما توهمه( المركز) فصدقه وبنى عليه مفهومه. كأن يزعم أن جده النبي (ص) مثلاً وبالتالي أحق بالمركزية.

    أخلاقه محل شك مبتدأً بدليل اعتماده على مفهوم المركزية الأناني الإقصائي منذ وصوله إلى المركزية.


    { لعلكم تلحظون أن أغلب الرموز القيادية التي نهض عليها المركز ، تنتسب لمجموعات موغلة في التهميش الى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً }

    تعميم لا تسنده الوقائع ولا الإحصاءات.

    بأن التهميش المزدوج يحيق بكافة فئات الشعب السوداني مستعربة كانت ام غير مستعربة ، وعلى المستعربين وغير المستعربين الإنخراط في صفوف الهامش وتوحيد الجهد تحت مفهوم منهجي سليم لمعنى المركز والهامش .

    هذا هو عين العقل وعين المستقبل، أما جنوحه لتعميم المركز فيه خطل والصحيح تصنيفه.


    الأخ العزيز آدم ..
    بداية دعنا نتفق أن النظريات أيا كانت ليست بمنئ عن النقد والتشريح والحذف والإضافة ..
    بل هذه لمعايير العلمية هي التى إستقامت بها العديد من النظريات وحققت نجاحا عند نزولها للواقع التطبيقى ، من هنا أثمن كافة مداخلاتك بكل ما حوته من رؤية ناقدة .
    سوف ابدأ بتناول كل مداخلة على حدها في بوست رغم تكرار الفكرة أحيانا .
    اسمح لى أن أفتتح تعقيبي بمداخلتك الأولى ..
    وهي إن كنت قد أحسنت فهمها يمكن إيجازها في نقاط ومن ثم التعقيب عليها :
    1 ـ لا يستبعد المركز من الإرتباطين الإثني والجهوي ، وأن نقل المركز لذويه من الأطراف لكونه الأيسر بدلا من تعمير دياره الشاسعة.
    عرف د. جلال المركز بأنه يمثل الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا ..
    وهذا تعريف مبنى على معيار ثقافي تأهيلي ..
    لا على الجهات او الإثنيات او (المصادر) التى قام عليها المركز كما زعمت ..
    بل إن تعريف المركز إستنادا الى مصادره سواء كانت شمالية ، شرقية ، غربية ، او حتى جنوبية ..
    يخرج التعريف من سياقه الفكري الي سياق إجتماعى إثنى ..
    وفى هذا تعارض حتى مع ما قلته أدناه في البند 6 ( أما أعراقه هي ما توهمه( المركز) فصدقه وبنى عليه مفهومه. كأن يزعم أن جده الني (ص) مثلا وبالتالي أحق بالمركزية )
    فهل من المنطق القول بأن إجترح المركز لهذا الزعم منطلقه عصبي و إثني أم منطلقه أيديولوجي ؟

    2 ـ فكرة المركز مبنية على الكسب السريع بأقل جهد دون أن يكون لمبدأ المشروعية نصيب.
    مع تقديرى هذا التعريف ربما يتسق مع تعريف المركز الرأسمالي .
    غير أن المركزية بصورة عامة نجدها حتى في تطبيقات الفكر اليساري ..
    فيما يتعلق بمصدر المركزية في السودان فهو ثقافي أيديولوجي تماما كما عنى الدكتور جلال..
    وربما كانت نظرتها قبل بروز الحركات الإسلامية الحديثة ذات منحى تقشفي تصوفي .

    3 ـ وجود مهمشين في آلة المركزلا يعمم مصادرها إنما يحدد معايير التأهيل للإنتماء إليها.
    إن صح فهمي لهذه النقطة ، يمكن القول بأنك عدت بها لذات التعريف الذي أورده الدكتور جلال ..
    فهو قد عرف المركزية بناء على معايير التأهيل المؤدية للإنتماء إليها وسماها معايير ثقافيه ايديولوجية .
    4 ـ المركز فصلّ معايير المركزية واحتمى تحتها لتمرير مصالحه التي لها صلة بالقربى والدم وإن لم يكن مطابقا لها وإنما سقف لمنع الآخرين وتمرير مصالحه .
    أراك هنا تفسر ( تباين امشاج واعراق وثقافات صفوة المركز) بكونها معايير احتمى بها المركز
    بغية حجب الآخرين من غير ذوي القربى لغايات تمرير مصالحه.
    بينما يعزي الدكتور جلال واقعة توحد الصفوة رغم تباين أمشاجها للعامل الأيديولوجي ، ولعل إختلاف
    التفسير فيما بينكما يعود لإصرارك باسقاط خلفية الاستعلاء العرق كمعيار للمركز ، بينما يصر الدكتور جلال على المعيار الأيديولوجي بحسانه البوتقة التى جمعت بين هذه الأمشاج المتباينة .
    وإن جاز لي التقيم فالمعيار الأيديولوجي ـ طبقا لمقايسات الواقع ـ هو الأقوى ، ويملك من خصائص
    الإختراق ما يؤهله على تجاوز كافة علاقات القربى واختراق كافة صلات الدم تحقيقا لغاياته ، فالفكرة الأيديولوجية يمكن أن تفرق بين الأخوة الأشقاء وتهدم كافة صلات القربى الأخرى وقد تدفعهم لحرب بعضهم البعض دون اعتبارات لروابط الأسرة او علاقات القربى .
    5 ـ المركزية أصلا تقوم على العصبية كيف يصبح المركزي على استعداد بالتضحية بعصبته التي تمنحه القوة والسؤدد؟ والواقع يكذب ذلك أيضاً هناك مصالح حكومية موروثة لقبائل بعينها! أين يضع
    تفسيره منها؟
    أما أعراقه هي ما توهمه( المركز) فصدقه وبنى عليه مفهومه. كأن يزعم أن جده النبي (ص) مثلاً وبالتالي أحق بالمركزية.

    مع كبير تقديري ـ أراك هنا أيضا غارق فى تفسير المركز من زاوية عرقية ، وذاك ما دل عليه قولك
    ( المركز أصلا قائم على العصبية ) وهذه هي عينها الرؤية التى يحزرنا الدكتور جلال منها بقوله:
    ( محصلة القول ـ أن تلك الصفوة التي شاركت المركز في سلطته وثروته ، وسارت على منهجه وايديولوجيته ، أصبحت جزء منه كيفما كانت جهتها او إثنيتها ، وهي وحدها تتحمل مع أصلاء المركز، التبعات التأريخية على تهميش بقية السودانيين ، وينبغي محاسبتها على ضوء البرامج الأيديولوجية التي بمقتضاها فعلت ما فعلت ، لا بموجب الإثنيات التي انتمى إليها أفرادها ، حيث لم يأت ، وما كان لأي منهم القدرة في أن يأتي ، لموقعه في السلطة بإسم المجموعة الإثنية التي ينتسب لها .) .[/ B]7 ـ قال الدكتور جلال : ( أن أغلب الرموز القيادية التي نهض عليها المركز ، تنتسب لمجموعات موغلة في التهميش الى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً)
    وجاء تعقيبك بأن هذا تعميم لا تسنده الوقائع ولا الإحصاءات.

    لا اوافقك في هذا فقد دلل الرجل على فرضيته بمثال معلوم بالضرورة وقال :
    ( من المفارقات المضحكة المبكية ، أن الشمال النوبي شارك بعدد من المنتسبين إليه كرؤساء دولة من عبد الله خليل الى نميري الى الصادق المهدي الى الزبير محمد صالح ، فضلا عن أعداد مقدرة من الوزراء والمتنفذين في أجهزة الدولة الوسيطة والدنيا ، مع ذلك ظل السؤال عالقا بم انتفع بهم النوبيون سواء على الصعيد الإثني او الجغرافي ؟ هل نالت اوطانهم تنمية يعتزون بها او حتى كفت أبناءهم مثالب الهجرة والإغتراب ؟)
    وقياسا على هذا يمكن مساءلة كافة من شارك في مسئوليات سلطة المركز من ابناء الهوامش .
    أخيرا قلت معقبا على مقولة الدكتور جلال ( بأن التهميش المزدوج يحيق بكافة فئات الشعب السوداني مستعربة كانت ام غير مستعربة ، وعلى المستعربين وغير المستعربين الإنخراط في صفوف الهامش وتوحيد الجهد تحت مفهوم منهجي سليم لمعنى المركز والهام)
    قلت: هذا هو عين العقل وعين المستقبل، أما جنوحه لتعميم المركز.
    فيه خطل والصحيح تصنيفه.

    واعقب بقولي:
    لقد صنف الدكتور جلال صفوة المركز على أساس أيديولوجي ، ودعى للعمل على توحيد تيارات الهامش ..
    وذاك مقصده وهدفه المرتجى من هذا العمل الفكري الشاق..
    وأتفق معه أن تفسير المركز او الهامش على فرضية إثنية او جهوية يعرقل جهود توحيد عمل قوى الهامش ويمدد في عمر تطاول المركز.

    لك وافرالشكر أخي آدم على حوارك الجرىء ..
    إذ به وبه وحده يمكننا تخطى كافة العقبات التى تعترض سبيل توحيد الكلمة ووقف انشطارات الانشطة الموجة ضد التمركز.
    آمل أن يكون تعقيبي موافيا لكافة النقاط التى حوتها المداخلة وسوف اعقب على بقية المشاركات بالتتابع ..
                  

11-06-2008, 12:50 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    الأخ العزيز آدم ..
    مداخلتك الثانية تعلقت بمداخلتي ورددت عليها ..
    أنتقل الآن لمداخلتك الثالثة :

    لقد وقع عدد من مثقفي السودان والهامش بوجه خاص ، في شرك النظر الى موضوع التهميش من زاوية رقمية او عددية بعيدة كل البعد عن المنهجية السليمة

    قلت على ذلك :
    Quote: كتابة غريبة كل الغرابة عن العلمية والبحث عن الحقيقة
    كيف؟؟؟

    كل العلوم الإنسانية لا تأخذ مصداقيتها إلا من خلال التطبيق الإحصائ، وبالتالي يظل بحث الدكتور جلال في عداد التنظير الناقص ما لم يدعمه بالإحصائيات.
    إن كان التشكيك في صحتها ففيصله إعادة الإحصاء كرة أخرى، وإلا أصبح الناتج الإحصائي لمصيبة كهذه
    سهلة التعرف عليها بقدر ضئيل من المعارف العلمية ولا تحتاج لذر كثير من المفردة عليها.


    نعم الإحصاءات ضرورة لبناء فهم واقعي واجتراح حلول صائبة للأي مشكلة ..
    غير أنك في تقديري تجاوزت المقصد فالدكتور جلال لا يعترض اويطعن في صدق وصحة الإحصاءات ..
    غير أنه ينتقد إعتمادها منهجا لتعريف التهميش ..
    ويلفت الإنتباه لما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من فهم وربما نتائج خاطئة لمنظور التهميش قائلا :
    ( الأجدى من ذلك كله ، أن يُنظر للتهميش في بعديه التنموي والثقافي ، فإذا وقفنا عليه لا نلتفت لعدد المثقفين من ذلك الإقليم المهمش ، رضوا أن يبيعوا أهلهم طمعا في السلطة والثروة )

    فأضاعوا جهدهم فيما لا طائل من ورائه غير تغبيش الرؤية حول مفهوم الهامش ، وقد أسهم في إشهار هذه الرؤية الرقمية السطحية لمفهوم التهميش ، كتاب عُرف بالكتاب الأسود ـ ( حركة العدل والمساواة 2003 ) ـ وجاء ذلك لغايات نصرة قضية دارفور، وكانت إستراتيجيتهم تلك موغلة في حصر القضية ، على الرغم من كونها قضية تمس كافة أهل الهامش شرقا وجنوبا وشمالا ووسطا ، الأمر الذي تضررت منه قضية الهامش بمفهومه الواسع ، بل خدمت في الواقع سلطة المركز ، حيث استغلتها لتجيير فئأت هامشية أخرى لصالحها .)

    وعقبت على ذلك بقولك:
    Quote: هذا الكتاب المسمى بالأسود لم يحصر تصنيفاته العديدة في دارفور بل شمل كل الأقاليم ونسبها
    تفصيلاً، فكيف يكون محصوراً؟ كتابة غريبة كأن المراد منها ! صرف النظر عن
    أصل التهميش برمته( لاطائل منها، تغبيش رؤية الهامش، أظهر رؤية رقمية + سطحية
    لمفهوم الهامش،وكانت استراتيجيتهم موغلة في حصر القضية

    انظر لتلك الحزلقة:
    وجاء ذلك لغايات نصرة قضية دارفورعلى منهجية فضائحية متحاملة لونيا وعرقيا ،
    وأستقى مسماه من السوادألم تكن تلك حقائق تمشي في الطرقات؟
    لِمَ نحملها فوق طاقتها؟

    إن صح فهمي ـ إنتقد الدكتور إستخدام كلمة ( الأسود ) كصفة ترميزية ..
    بمناسبة الترميز باللون ..
    أذكر على أيام حكم النميري جرت إنتخابات لمرشحي مجلس الشعب ..
    وجرت المنافسة بين مرشح الحركة الإسلامية ومرشح الإتحاد الإشتراكي ..
    كان مرشح الحركة الإسلامية يركز في حملته الإنتخابية على مفاسد وتجاوزات رموز الإتحاد الإشتراكي
    سواء في نطاق أخلاقي او مفاسد مالية وإدارية ..
    وكان يضع أمامه ملف ( أحمر ) يلوح به أمام الحضور وهو يعدد مفاسد النظام ..
    وكأنه يؤكد للحضور أن كافة المستندات والأدلة المادية لإتهاماته يحتويها هذا الملف ..
    والمضحك إكتشف الناخبون بعد نهاية الحملة وفوز مرشح الحركة الإسلامية أن الملف الأحمر لم
    يكن بين دفتيه سوي أوراق بيضاء بلا سوء ..
    أظنك لاحظت رمزية اللون هنا مقرونة مع الإتحاد الإشتراكي .
    قلت أيضا :
    Quote: وقضية المركز والهامش تاريخياً لايقدر أحد القفز عليها وإنما في ظل هذا النظام الجاثم انتظم التهميش الغالبية العظمى

    اتفق معك تماما .
    لك تقديري ..
    يتبع .
                  

11-07-2008, 07:51 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    العزيز اسامه الكاشف ..
    آسف على تأخير الرد ..
    لك جملة التقدير على المرور والمتابعة .
    كن بالجوار .
                  

11-07-2008, 09:33 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: كن بالجوار


    ود الملك كيفنك هو إنت مرابط هنا
    في انتظار تكملة ردودك

    حسب المطروح حتى الآن أن د .جلال وشخصكم الكريم تنظران للهامش والمركز من خلال ( الفكرة)
    وآدم صيام ينظر إليها عكس ذلك تماما

    ما هي أيدولجية المركز التي وصلت به إلى هنا؟
    وهل الهامش سواء في الجنوب ، الشرق، الغرب والشمال قام على أيدلوجيا هم الأخر؟


    __________________________
    وبعدين الأمانة ما وصلتها!
                  

11-07-2008, 08:20 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    الحبيب آدم ..
    Quote: في انتظار تكملة ردودك

    يعني مانشم هوا شويه
    الأمانه ستصل صاحبها إن لم يكن قد إطلع عليها هنا ..
    فهو على علم بهذا البوست ولكن تعوق المشغوليات أحيانا .
    دامت لك العافية .
                  

11-07-2008, 09:05 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    رجعنالك ..
    وقلت ابدأ من الآخر عزيزي آدم ..
    Quote: أما احتمال أن يتحد المهمشون في أطراف السودان لمواجهة المركز، فهذا احتمال في ذلك الزمان تنقصه عوامله وإلا ما وصل انقسام الهامش المبكر في دارفور لأكثر من 40 فصيلاً، زد على ذلك إذا كان من مكنة المركز أن يفت عضد الهامش في دارفور، فما يعجزه من تفتيت هامش عريض تتوفر فيه كل عوامل الاختراق.

    - إذا قرأنا ورقة د. جلال من خلال سعيه الدؤوب لتمديد مصطلح المركز والهامش حتى خارج الوطن.
    - وتعريفه للمركز بالتعميم الذي قد لا يفيد البتة في تحديد نوع المشكلة وأسبابها.
    - وتوسيع رقعة الهامش لتشمل حتى المركز.
    - وإعمال معوله النقدي ذي النماذج المنتقاه وتكفي الإشارة هنا ، لمزبحةالمساليت عام 1995م ....... فقد حدثت وعلى رأس الولاية حاكم من أبناء المساليت لم يمنع عنهم شيئا .) - - وتكذيب حقائق الأرقام كما هو بائن في جعل الكتاب الأسود رؤية مقلوبة ظناً أن هذا الكتاب هو القرآن الذي ألهب ثورة الهامش في دارفور! ويتم التناسي أن الدارفوريين أندلعوا منذ الستينات.
    تظل هذه الورقة مثاراً للجدل!
    أهم ما في أمر علاج التهميش أن لا يحل جزئياً وذلك لوضع حد نهائي للـ anarchy و chaos ووقف دوامات التهميش في المناطق الأخرى، بمبدأ العدالة لاتتجزأ.

    لا مندوحه من أن تصبح الورقة مثارا للجدل ، بل الجدل الإيجابي مطلوب لتصيح الأفهام وتقويم الرؤي وجلى ما غمض، فالورقة في كليتها بحث نظري ـ إجتهاد من صاحبها ليضع تعريفا للمركز والهامش يضبط معايير إستخدامهما عند تنزيلهما لأرض الواقع ومجالات التطبيق العملي .
    ولعلك تتفق معه أن مثل هذه الإجتهادات التي تغطي إشكالات حية لواقع معاش ، رغم ضرورتها ، ينأى عنها الباحثون والأكاديميون تحريا للسلامة إن لم يكن خشية تقريع اولوم ، لقد بدأ نفر من علمائنا منهم جلال ومنهم العفيفي ، وكتاب منهم أنت فيما قرأت لك على قلته ، التطرق بالبحث والتنقيب في كثير مما هو مسكوت عنه ، سواء أن إتفقت الرؤى معهم ام لم تتفق ، وتلك لعمري فضيلة أراك تعسفت في تفسيرها غاضبا بقولك :
    Quote: تعريفه للمركز بالتعميم الذي قد لا يفيد البتة في تحديد نوع المشكلة وأسبابها.
    - وتوسيع رقعة الهامش لتشمل حتى المركز.


    قلت:
    Quote: إلا أن أهم ما في بكور ثورة هامش دارفور إبلاغ مشكلة
    الهامش إلى آفاق العالمية. وتحريك بؤر الهامش الراكدة


    لم يحالفك التوفيق في وصف ثورة دارفور ـ مع تقديري لها ـ بأنها باكورة ثورة الهامش او مدخلها للعالمية ، فقد سبقتها بعقود ثورة الجنوب والجبال والنيل الأزرق ، صحيح نالت الاوضاع الإنسانية المذرية في دارفور مساحة في الإهتمام العالمي بها اكثر واسرع من الثورات التي سبقتها ، غير أن ذلك لا يدفعنى لتأييد وجهة نظرك التي ابعدتها العاطفة عن مسار الحقائق .
    ولعلك تجد في هذه الدراسة الاسباب التي دفعت الجنوب للمبادرة ثم من أتوا بعدها .

    قلت:
    Quote: من الملاحظ جلياً أن حركات دارفور استأثرت بقضية التهميش برمتها
    ورغم ذلك الاستئثار لم تحقق أهدافها، كما وأغفلت الهامش الأكبر الذي تجلت هامشيته في حكم
    الإنقاذ ، ربما كان لهم العذر في حصر لحمة الهامش وسداها في قضايا دارفور نسبة
    للتاريخ الطويل والنوعي من التهميش و للمذابح الهائلة التي حدثت في الإقليم.

    وإذا جاز لنا أن نفترض أن ثوار دارفور قبل خروجهم على الدولة قد
    استشاروا كل المهمشين في جميع بقاع السودان لجمع الصف الهامشي ثم الخروج إلى فضاء
    الثورة !

    يمكن أن تكون الاحتمالات الأقوى أن لا تندلع الثورة حتى تاريخ
    اليوم، كما هو الشاهد في عدم اندلاع ثورة شبيهة بثورة أكتوبر أو أبريل التي تحقق
    فيها قدر هائل من عوامل الإجماع، ومن ثم تظل بذور الثورة كامنة في الصدور ودماء
    الأبرياء قد تم استبدالها بقبائل مهاجرة ونتج واقع آخر بسبب التكتيم والتعميم المركزي الممنهج

    إستأثرت وأثرت في إبراز قضية الهامش الدارفوري ـ نعم ..
    اما قولك (الهامش برمته) فلا ..
    بل أن إغال بعض المهتميين بثورة دارفور في محاولة حصرها جهويا وإثنيا يضر بالقضية ، وذاك عين ما نبهت إليه هذه الدراسة وكتابات أخرى كثيرة .
    ولعلك عدت لتأكيد ذلك بقولك (وأغفلت الهامش الأكبر الذي تجلت هامشيته في حكم
    الإنقاذ ).
    صحيح إن المواضعة العرقية ، من العسير فصلها عن ضرورات تحفيذ النضال ، أو كما قال ( جلال )
    ( وفي الحقيقة لا يمكن إنكار أن هنالك مواضعة من هذا القبيل ، ليس على مستوى الممارسة فحسب ، بل حتى على المستوى النظري ، فالمواضعة العرقية والجغرافية لازمت مفهوم التمركز والتهميش في الكثير من مراحل تطوره ، حتى عند جلال هاشم ( منهج التحليل الثقافي ـ ط 4 1999 ) يمكن ملاحظة تعلق مفهوم التمركز والتهميش بأهداب العرق والجغرافيا ، وربما مرد ذلك الى أن مفهوم المركز والهامش ظل في حالة تخلّق مستمر ، ترفده الممارسة العملية بأكبر وأسرع مما ترفده النظرية).

    قلت:
    Quote: من ملاحظاتي:
    إن د. جلال أسهب في تعريف مفردتي المركز والهامش أيما إسهاب وطفق يدلل على مصادرها الأولية تارة في أدبيات اشتراكية وطورا في مستقلة.
    ثم دلف إلى مقصده بأن المركز وإجرامه المتواصل – أرجعه لسنار خراب سوبا- هو عمل جماعي شاركت فيه جميع أقطاب السودان لاحظ:

    Quote: لذا لم يعد مهما السؤال من أي المجموعات الجهوية او العرقية إنحدرت أصولهم!!!

    تخطي مقصود لذاته!

    Quote: أن أغلب الرموز القيادية التي نهض عليها المركز ، تنتسب لمجموعات موغلة في التهميش الى حد التعريض بها ثقافياً وعرقياً

    قلب gلحقائق

    Quote: هذا هو المركز الذي ظل يسيطر على مؤسسة الدولة في السودان

    قفز قفزاً على تقعيد وتحديد المركز وخرج علينا بهذا هو المركز ....!
    وقوموا لاتحادكم أيها المهمشين يرحمكم الله!

    Quote: ولكن ربما نرتكب جريمة التسطيح الفكري ، إذا قصرنا مردود ظاهرة إنحياز المركز السلطوي للثقافة العربية على الداخل فحسب ، إذ أن حلقات التهميش الثقافي والتنموي ، التي تبدو موجهة الآن للداخل الإفريقي فحسب ، سوف تكشف لاحقا بعد إكتمال حلقاتها ، أن حملة الثقافة العربية أنفسهم سوف يواجهون نفس المصير الذي يواجهه حملة الثقافات الإفريقية المستوطنة ، ذلك لأن آليات التمركز والتهميش في مآلاتها النهائية تعمل على تهميشهم ، بحيث يصبح الشعب السوداني في مجمله ـ عربا وافارقة ـ هامشا للمركز العربي الكبير.
    التسطيح الفكري والتسطيح القطاري!
    لا جريمة أكبر من لي الحقيقة و تخويف المتلقي بها.
    الصحيح الذي يهرب منه الكاتب، أن المركز منحاز بكليته للثقافة العربية سواء واعيا أو لا
    واعيا ومترسناً ضد الأفريقي ، ليست هذه من المعادلات العصية لسبرهاليشتت تركيزنا إلى خارج السودان حيث الفضاء العربي ومعاناتنا الهامشية منه المرعبة


    ياخوي دي زعله ساكت .
    في تقديري إن إسهاب الورقة في تعريف المركز والهامش وتقصي تاريخ المفردتين ..
    من اوجب متطلبات مناهج البحث ..
    فبغير تقصي تأريخي للمفردات وردها لأصولها لا يستقيم البحث .
    على الرغم من أن ما أوردته هنا لا يتناقض مع الطرح غير أنك تضفي عليه سمة التناقض .
    ..
    لك كامل التقدير مجددا.
                  

11-08-2008, 06:15 AM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    المركز و الهامش بينهما صراع،
    لم تكن جذور المركز نشأت في حكم الإنقاذ وإنما أخذ بعداً جديدا( هنا اكتمل التقعيد الأيدولوجي) لغرائز الاستئثار والاحتكار Monopoly ( دولة حمدي نوذجا)، عندما وجد نفسه في الحكم متوارثا!
    ( لاحظ د. جلال أغلب أمثلته من فترة الإنقاذ ويتكئ على الأيدولوجي)

    هذا الصراع نتج لاهتبال المركز فرصة وجوده دون السلطة ولم يقم على الأيدولوجيافي مبتداه، إذ لم يكن همه الأول تعمير منطقته وإنما نقل منطفته إلى المدن_ استبدال المكان-
    لاحظ قصر النظر حتى في خاصته!، وقد دللت على ذلك بالهجرة إلى العاصمة، كما أن آخر تعداد سكاني يفضح إلى أين ذهب سكان الشمال

    اظهرت نتائج أولية للاحصاء السكاني الذي أجري أخيراً أن عدد سكان السودان بلغ أكثر من 38 مليون نسمة، وتصدرت ولاية الخرطوم ولايات البلاد الـ25، إذ يقدّر عدد مواطنيها بستة ملايين و430 ألفاً تليها ولاية الجزيرة في وسط البلاد بأربعة ملايين و244 الفاً، وتذيلت الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية ولايات السودان الشمالية الـ15 بعدد 667 الف نسمة، وجاءت ولاية جنوب دارفور في المرتبة الثالثة على مستوى البلاد إذ بلغ تقدير عدد سكانها ثلاثة ملايين و634 ألفاً، بينما حصدت ولايات دارفور الثلاث 7.4 مليون نسمة. كما بلغت تقديرات عدد سكان ولايات إقليم الجنوب الـ10 نحو 3.8 مليون نسمة.

    والولاية الشمالية 667 ألف فقط ( أٌل ولاية سكانا).
    الخرطوم 6430000


    Quote: اما قولك (الهامش برمته) فلا ..



    هذا هو قولي:

    Quote: من الملاحظ جلياً أن حركات دارفور استأثرت بقضية التهميش برمتها


    كلمةرمتها ترجع لحركات دارفور ، لم يكن ذاك قولي ولا ينبغي لي أن أخصر الهامش في دارفور، اللهم إلا إن كانت بعض القراءات لكتاباتي تستدعي النظر إليها من خلال دارفور وهذا ما وقع فيه العديد من أعضاء المنبر ووصل في بعضه لاتهامي بالعنصري مما جنى علي قلمي الفاجر حرب المقاطعة وما زالت قائمة.

    لذا قولك أدناه لسنا في حاجة إليه.

    Quote: بل أن إغال بعض المهتميين بثورة دارفور في محاولة حصرها جهويا وإثنيا يضر بالقضية ، وذاك عين ما نبهت إليه هذه الدراسة وكتابات أخرى كثيرة .
    ولعلك عدت لتأكيد ذلك بقولك (وأغفلت الهامش الأكبر الذي تجلت هامشيته في حكم
    الإنقاذ ).




    مع كبير تقديري ـ أراك هنا أيضا غارق فى تفسير المركز من زاوية عرقية ، وذاك ما دل عليه قولك

    غارق !د. جلال عسب ظني هو الغارق، لاحظ حتىدعوته للاتحاد في الكلاكلات وبين قبائل! بينما سكان أطراف أخرى في ذات العاصمة أكثر تهميشا.
    واالإغراقات متعددة والتهميش واحد.

    لم يكن هذا في العصر الحجري وإنما يسير بين ظهرانينا

    دعني أبسط قولي مشكلة الهامش أن أعراق بعينها استأثرت بما في الدولة لوحدها نتج عنه تهميش لأعراق أخرى ثارت وحملت السلاح لجأت هذه الأعراق بحكم وجودها في المركز( اإعلام إلخ...)تكوين بعد أيدولوجي ( عروبة + إسلام ) للاستمرار في الاستحلاب.
    وجود أعراق أخرى في لحمة المركز لا يستدعي تغبيشه، إنما زرافات الهامش التي انتظمت في المركز برغبة المركز لتعميم المركزيةـ ولوجود منتفعين من الهامش معيارهم مفاهيم المركز النفعية.
    مثلا بعض الخطباء الذين اعتلوا المنابر أيام استنكار محاكمة الرئيس سواء في دارفور أو الخرطوم( سيادة الرئيس جعفر محمد نميري!)
    جاء المتأخرون ووصفوا هذه الحالة بالأيدولوجية، حتى تأخذ بعدا فكرياً وتعاد قراءتها كرة أخرى بصورة أشمل.وذلك من خلال أن الهامش الذي تم توصيفه بالجهوي غير صحيحة لعدم وجود تطور في جهويته،ورددت على هذه المقولة التي تكاد أن تكون متواترة لدي كل شمالي والإحصاء أعلاه يفضح هذا الزعم


    Quote: صحيح إن المواضعة العرقية ، من العسير فصلها عن ضرورات تحفيذ النضال ، أو كما قال ( جلال )


    إيماني أخي الملك
    أن كلما يحتدم النقاش تتوالد الفكرة وليس الغرض من ملاحقة هذا السفر أو شخصك الكريم غير إلهاب التفكير ليولد الصحيح أو أقربه لهذا الوطن المكلوم

    دم بخير

    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-08-2008, 06:22 AM)
    (عدل بواسطة آدم صيام on 11-08-2008, 06:36 AM)

                  

11-08-2008, 11:11 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    مرحب بك أخي آدم ..
    استسمحك لإدراج تعقيبي هذا ثم أعود لك ..
    قال الدكتور جلال عن فضيلة الإعتذار:
    Quote: ينبغي رد موجبات الإعتذار الى رحابها الثقافي والإنطلاق منها نحو الفضاءات الأخرى ، علينا أن نواجه الإستعلاء في أصوله الثقافية ، تلك التي تربينا عليها مستعليين او مستعلى علينا ، فالإعتذار منه أضعف الإيمان ويتطلب منا الخوض في ( جوانياتنا ) فنقتلع الإستعلاء الخفي المتجذر في الأعماق ، ثم بعد ذلك نأتي الي ما ظهر منه فإذا به ذابل معصوف .

    بهذا ينتقد الدكتور جلال قصر مسؤولية الإعتذار على رموز الفضاء السياسي وحدهم ،وينتقل به للمكون الثقافي للمجتمع ، الأمر الذي يجعل الإعتذار مفروضا على سائر قطاعات المجتمع .
    بهذا المعنى يتجاوز الإعتذار مراسيمه وشكلياته ، ويغوص في سلوك وأدبيات ومعارف المجتمع بأسره ، وعلى الرغم من أن ذاك وحده الذي يسم الإعتذار بالفضيلة المرجوة ، غير أن بلوغه يتطلب القيام بثورة إجتماعية ثقافية تشارك فيه مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني وكافة العامليين في حقول التربية بداية من الأسرة والمؤسسات المعنية بشؤون المجتمع وكافة المؤسسات الإعلامية ، يقيني أن مثل هذه الثورة لن تتحقق ما لم يسبقها إعتذار رسمي من الدولة ، واعتذار الدولة الذي أعنيه لا يتوقف عند حدود القائمين عليها الآن ، بل يتمدد ليشمل كافة الأحياء ممن شاركوا في حكم هذا البلد سواء أكانوا رؤساء دولة أو وزراء او قادة للقوات المسلحة واركانها ، او رؤساء احزاب سياسية منذ الإستقلال .
    هؤلاء جميعا في أعناقهم دين الإعتذار للشعب بصورة رسمية معلنة ، ترفع عن ضحاياه ومهمشيه قدرا من الغبن الذي حاقهم ، وتفتح الطريق أمام قطاعات المجتمع وكياناته لممارسة فضيلة الإعتذار سلوكا.
                  

11-08-2008, 03:58 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    محمد علي طه الملك
    وآدم صيام
    التحيه لكم

    البوست لعبتوهوا راس....التيحه لكم على النقاش الجاد.



    وليبقى عاليا
    شكرا لكم.
                  

11-08-2008, 09:01 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: Tragie Mustafa)

    .
                  

11-08-2008, 11:04 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: Tragie Mustafa)

    ماشاء الله البوست محروس وسيده يكوس ..
    العزيزة تراجي ..
    بالله عليك آدم ده براه مش سرية بحالها ..
    أهو قلنا نتونس بي جاي لحد ما ترتاحوا شوية من سهر الإنتخابات ..
    بالمناسبة مبروك للتطور الحضاري في عقلية الناخب وسياسة الدولة الأمريكية ..
    على الرغم من أنهم ناقشوا مثل هذا الإحتمال من زمان وتهيؤوا له ..
    أما ماذا بعد أن جلس أحد المنحدريين من سلالة إفريقية فذاك ما ستكشف عنه الشهور والسنوات المقبلة .
    شكرا علي مرورك العطر.
                  

11-08-2008, 11:22 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    الحبيب آدم ..
    تصدق نزلت التعقيب عليك مرتين واتمسح ..
    خلاص عملت ليه عمل
    والله قرأت تعقيبك ده أكثر من مرة بحثا عند الجديد ولم أجد غير ما جاء في خاتمته ..

    Quote: المركز و الهامش بينهما صراع،
    لم تكن جذور المركز نشأت في حكم الإنقاذ وإنما أخذ بعداً جديدا( هنا اكتمل التقعيد الأيدولوجي) لغرائز الاستئثار والاحتكار Monopoly ( دولة حمدي نوذجا)، عندما وجد نفسه في الحكم متوارثا!
    ( لاحظ د. جلال أغلب أمثلته من فترة الإنقاذ ويتكئ على الأيدولوجي)

    هذا الصراع نتج لاهتبال المركز فرصة وجوده دون السلطة ولم يقم على الأيدولوجيافي مبتداه،

    إذ لم يكن همه الأول تعمير منطقته وإنما نقل منطفته إلى المدن_ استبدال المكان-

    نعم جذور المركز أيديولوجية ولم ينشأ في زمان الإنقاذ ، وكأنك لم تمعن النظر في العبارات التي عرف بها د. جلال صفوة المركز حيث قال:
    (المركز ليس إلا مجموعة من الصفوة المعاد إنتاجها ثقافيا ، ومن ثم أيديولوجيا داخل حقل الثقافة العربية الإسلامية ، عبر عملية من الأدلجة والتشكيل)
    لاحظ عبارة ( المعاد إنتاجها ثقافيا ومن ثم أيديولوجيا ) ففي ذلك الكفاية لتوضيح أن الحاضر هو المعاد إنتاجه وأدلجته في حقل الثقافة العربية الإسلامية ـ وأضيف السنية تحديدا
    فلإنقاذ لم تأت من فراغ ياصديقي ، بل هي ثمرة زرع الثقافة الإسلامو عروبية.
    Quote: لاحظ قصر النظر حتى في خاصته!، وقد دللت على ذلك بالهجرة إلى العاصمة، كما أن آخر تعداد سكاني يفضح إلى أين ذهب سكان الشمال

    اظهرت نتائج أولية للاحصاء السكاني الذي أجري أخيراً أن عدد سكان السودان بلغ أكثر من 38 مليون نسمة، وتصدرت ولاية الخرطوم ولايات البلاد الـ25، إذ يقدّر عدد مواطنيها بستة ملايين و430 ألفاً تليها ولاية الجزيرة في وسط البلاد بأربعة ملايين و244 الفاً، وتذيلت الولاية الشمالية المتاخمة للحدود المصرية ولايات السودان الشمالية الـ15 بعدد 667 الف نسمة، وجاءت ولاية جنوب دارفور في المرتبة الثالثة على مستوى البلاد إذ بلغ تقدير عدد سكانها ثلاثة ملايين و634 ألفاً، بينما حصدت ولايات دارفور الثلاث 7.4 مليون نسمة. كما بلغت تقديرات عدد سكان ولايات إقليم الجنوب الـ10 نحو 3.8 مليون نسمة.

    والولاية الشمالية 667 ألف فقط ( أٌل ولاية سكانا).
    الخرطوم 6430000

    سكان الشمال فرضت عليهم الهجرة من زمان بعيد ، ولم تكن هجرتهم صوب العاصمة وحدها ، بل غزوا كافة ولايات السودان حتى الجنوب القصي ، بل تعدوا الداخل الي مختلف دول العالم حتى امريكا البعيدة ..
    إن صح فهمي فأنت تعني بما قلته عالية أن أقربائهم او إثنياتهم في المركز هي التي أتت بهم دون الآخرين ..
    ولكن ..
    لم يسأل أحد حتي الآن لم كان سكان الولاية الشمالية هم الأكثر هجرة رغم أن ولايتهم لم تتعرض لأي أعمال عسكرية أجبرتهم على الهجرة ؟
    أمران في تقديري كانا لهما كبير الأثر في هجرة أهل الشمالية ..
    الأول : تمازجهم المبكر مع كيانات سودانية مختلفة ، فضلا عن صيغ الإنتاج المرتبطة بالأرض
    حدت من عاطفتهم القبلية فهاجروا وجاسوا البلاد دون إحساس مزعج بمردودات الغربة والإمتزاج مع الغرباء .
    الثاني : وهو الأهم أن مجتمع الشمال مجتمع زراعي ، ولم ينحسر النيل عن أرضهم ، ولديهم أراض خصبة شاسعة لم تعمر بعد ، غير أن إتفاقية مياه النيل الجائرة قيدت إستثماراتهم ، إذ ليس لأحد الحق في إنشاء مزرعة ولو بمساحة خمس أفدنة دون الحصول على ترخيص من لجنة مياه النيل ، ولك أن تتخيل كم المعاناة التى يتطلبها إنجاز ذلك ، الأمر الذي ضاقت معه رقعهم الزراعية الموروثة عن آبائهم ، ولم تعد كافية لتغطية زيادتهم السكانية الطبيعية ، إذاء ذلك لم يعد أمامهم سوي الهجرة ، ولك أن تتخيل عدد العقود الاتي مرت عليهم وهم على هذا .
    Quote: قلت :
    غارق !
    د. جلال عسب ظني هو الغارق، لاحظ حتىدعوته للاتحاد في الكلاكلات وبين قبائل! بينما سكان أطراف أخرى في ذات العاصمة أكثر تهميشا.


    ياااااا راجل مشيت بعيد خلاص..
    وردت الكلاكلات كمثال فقط لأنها جمعت أفراد من مختلف بقاع السودان ليس إلا .

    Quote: دعني أبسط قولي مشكلة الهامش أن أعراق بعينها استأثرت بما في الدولة لوحدها نتج عنه تهميش لأعراق أخرى ثارت وحملت السلاح لجأت هذه الأعراق بحكم وجودها في المركز( اإعلام إلخ...)تكوين بعد أيدولوجي ( عروبة + إسلام ) للاستمرار في الاستحلاب.
    وجود أعراق أخرى في لحمة المركز لا يستدعي تغبيشه، إنما زرافات الهامش التي انتظمت في المركز برغبة المركز لتعميم المركزيةـ ولوجود منتفعين من الهامش معيارهم مفاهيم المركز النفعية.

    هذا ما كنت أنتظره ..
    من حقك أخي أن تطرح قناعتك ولا يملك أحد الحق في إجبارك على غيرها او ممارسة أي قدر من الإرهاب الفكري او العملي ، فذاك مرفوض بلا شك ، غير أن مجادلة أفكارك او قناعاتك بالحسنى فذاك مطلوب ومستحب .
    لنفترض معك أن لحمة المركز ليست قائمة على أيديولوجيا ، وأنه من أعراق بعينها عملت على تهميش الآخرين ، وأنها لجأت مؤخرا للبعد الأيديولوجي بعد ثورة الهامش .
    أين تضح إذن مجموعات واسعة تنتمي لذات الأعراق ظلت مهمشة بل ربما مضطهدة أيضأ؟
    قد تطالبني بالمثال فلك هذا المثال :
    إذا افترضنا أن الشايقية على سبيل المثال هم ذلك العرق الذي عنيته ، فكيف تفسر موقفهم من إغراق أبناء عمومتهم المناصير؟ ( لاحظ وحدة العرق بينهما ) .
    يا عزيزي إن تفسير التمركز على أساس العرق لا يعني سوي أن ثورة الهامش هدفها إستبدال عرق مركزي بآخر يسعى للتمركز .
    وللأسف أفرزت ثورات بعض الهوامش أنماط من هذا القبيل بموجب إتفاقات نقلتهم ليصبحوا جزءا من المركز الذي كانوا يحاربونه .
    إن تفسير التمركز من منطلق أيديولوجي والهامش من منطلق تنموي وثقافي هو الأجدى لبناء مجتمع تتساوى بين أفراده وجماعاته الحقوق والواجبات .
    بالمناسبة تسلمت إيميل من د.جلال وهو مطلع هذا البوست ، ولأن الدراسة طويلة مكونة من أكثر من ثلاثين صفحة اوردتها هنا مختصرة فيما حوته من نقاط أساسية ، لذا إقترح عليّ أن أبعث لك بأصل الدراسة كاملة ، فأرجو أن تمدني إذا رغبت بعنوانك البريدي علي الإيميل التالي :
    [email protected]

    لك عاطر الشكر .


                  

11-09-2008, 02:17 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    وصلا لمل انقطع ..
    عارف يا آدم وجدت أن توصيفك لمكون المركز من منطلق العصبية ليس بشيء حديث ، بل قديم قدم التأريخ ..
    اللذين تحدثوا عن الجذور السياسية للمركز بعضهم يعزيه لمكون عصبي ، يعرفونه بالسلطة الزمنية
    وبعضهم يعزية لمكون عقدي ( فكر ديني او بشري ) ، يعرفونه بالسلطة الدينية او العقدية ..
    إبن خلدون مثلا يرى أن كافة الأنظمة السياسية قامت على المغالبة العصبية ..
    لان سلطة المركز في العديد من أقطار الشرق الأوسط نبعت من مكونات عصبية ..
    وهنالك تنازع تاريخي بين مكونات سلطة المركز الزمنية والعقدية ..
    المركزية الإسلامية رغم مكونها الديني ظل ينازعها المكون العصبي رغم الوحدة الأيديولوجية ..
    ( بنو أمية وبنو العباس ).
    لقد أثبتت الأبحاث التأريخية ـ وأيدتها القراءات الدينية وسير الأنياء ـ أن مكونات المركزية في وادي النيل ، وجل القارة السوداء ذات جذر عقدي ..
    الفرعونية كانت مركزية عقدية ، العقائد الطوطمية ( الكجور ـ الرث ) كلها عقائد انشأت سلطة مركزية ..
    المكون العقدي نفسة قد يتعرض للإختراق من مكون عقدي آخر ( سيدنا إبراهيم ضد مركزية النمرود ) ( موسي علية السلام ضد المركزية الفرعونية ) هذه كلها حالات تنازع بين مكونات عقدية للسيطرة على المركز .
    إذن فإن توصيف مكون المركز في السوان قديمه وحديثه بالمكون الأيديولوجي ، يتفق تماما مع موروثات المركزية الإفريقية وتأريخها..
    واللا كيف ؟
                  

11-09-2008, 05:41 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    العزيز محمد على طه الملك
    انت وآدم صيام ماشاء الله تبارك الله
    كل واحد فيكم بكيتبة فلاسفة ومنظرين.



    مبروك لينا اوباما وفخورة بكم ان بيننا اوبامات كثر فقط نحتاج
    دفعهم لاخارج ما بدواخل عقولهم من جواهر.ربنا يحفظكم لينا واصلوا.


    كن بخير.
                  

11-11-2008, 08:56 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: Tragie Mustafa)

    شكرا تراجي علي الإهتمام ورفع البوست رغم إزدحام يومك ..
    تسلمي ..
                  

11-11-2008, 12:57 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    أخي محمد على طه الملك
    الحمد لله الذي جمعني بشخص على خلق وإدراك عال مثلك
    وأسأل الله أن يوفقنا لخير هذا البلد بكامله


    Quote: يا عزيزي إن تفسير التمركز على أساس العرق لا يعني سوي أن ثورة الهامش هدفها إستبدال عرق مركزي بآخر يسعى للتمركز .


    إذا قلت الكثير من الحركات الدارفورية هدفها استبدال عرق مركزي بآخر يسعى للتمركز .
    أقول هذا وارد بوفرة،
    بدليل أغلب الحركات سياجها الدم،
    وتتعدد الحركات والقضية واحدة
    الخطاب المستخدم يكاد من الضيق أن يكون صبينيات المركز
    الآن بحق أصبحت الحركات الدارفورية أكبر معيق للتوحيد الذي هو أس الحلول

    أما إذا أوكل لهم مهمة توحيد دارفور فقط وإدارتها لا أدري أي برنامج سيطبق وكيف ومتى؟
    و إذا طرح سؤال كيف تصور المستقبل !!!

    إلا أن الهامش العريض لا يدور في خلده استبدال وإحلال
    رغم أنه يدرك جيداً أن هذه سياسة المركز التالدة والطريفة

    هذا التخوف من الاستبدال العرقي ليس مبررا كافياً لتأسيس منفستو لهامش عريض ذي رؤية متكاملة شاملة.

    سوف أتعرض لنقد د. جلال لهامش الحركة الشعبية وحركات دارفور في الفقرة القادمة.


    Quote: إن تفسير التمركز من منطلق أيديولوجي والهامش من منطلق تنموي وثقافي هو الأجدى لبناء مجتمع تتساوى بين أفراده وجماعاته الحقوق والواجبات




    التفسير مقيد بواقعه أما تخطيه لجدوى تدخل في إطار تجاوز الحقائق من أجل هدف وإن كان أسمى عندما يحين تطبيقه لا ندري أين معاطبه لتجاوزنا مسلمات تكوينه وعدم تسلسلنا المنطقي،
    لهذا عندما أفسر الإشكال حسب العوامل الواقعية الملموسة لتاسيسه يمكنني بسهولة الوصول إلى نتائج واضحة غير تجاوزية. ومن ثم لا أترك شكوكا عالقة للمهضوم آنفاً.
    لا أحد ينعت النازية والفاشستية و الأبرتايد بالأيدولوجية إنما منظومة عرقية بحتة

    مرحب ببريدك الالكتروني أخي يمكنك مراسلتي على البريد التالي
    [email protected]
                  

11-11-2008, 02:03 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    Quote: على الحركة الشعبية ، تنكبها للأسس الفكرية والأخلاقية لنظرية المركز والهامش التي لا تحصره في الجغرافيا او العرق ، وهي الأسس التي أعلن قادة الحركة الكبار بأنها نفس المبادئ التي ينطلقون منها ، هذا بينما ينحون في لحظات التعبئة الجماهيرية الى إزكاء نار الجهوية والعرقية ، بإحالة المركز والهامش الي وضعيات جغرافية وعرقية ،ويخلص الى أن هنالك مفارقة كبيرة لا ينبغي السكوت عليها بين النظرية والتطبيق .



    الحركة الشعبية إذا تتبعنا مسيرة تطورها بل قل الحاجة الملحة لقيامها لم يكن بالفهم الذي وصل إلى يومنا هذا وذلك ببساطة لظروف قيامها ومرورها بوصف المركز لها بالتمرد من أجل التمرد و نظرية حسن بشير الميتة ( حرق الجنوب) وكل ذلك على واقع خاص ودون وقوف الهامش معها ثم خوضها الحروب التي وصفها المركز تارة بالصليبية وتطورا بالشيوعية مرورا بتجارب الاتفاقيات السابقة مع المركز وتحالفات الأحزاب في المرحلة الأخيرة معها ، نلحظ كل هذه العوامل أثرت في خطابها وتحركه كما أن الواقع الجديد أقنعها بالحاجة إلى تجديد خطابها ومواكبته.


    Quote: الحركة الشعبية والتراوح بين خطابين :



    تراوحت ليس بين خطابين بل بين خطابات عدة

    بدأت من توريت كتمرد وحركت كل الجنوب ووصلت إلى اكتناف الأنقسنا وجبال النوبة بل ودارفور ثم الهامش السوداني العريض، هذا تطور واضح في سعيها لتوحيده.

    أما أن نحاسبها كما حاسب المرحوم حسين مروة أبا نواس – مع الفارق- بأنه خائن لطبقته لانحيازه للسلطان وتطبيق ترفه وانصرافياته من مجون ومعاقرة نساء وخمر، و بدلاً من حمل رسالة البروليتاريا للسلطان حمل رسالة السلطان حتى وصل بها إلى مشارف جيلنا هذا!
    يكون هذا النقد مجانف للصواب لعدم تلمس واقعه ولأن القراءة جاءت من معايشات الناقد وليس من حيثيات الظاهرة وملابساتها، فمن الخطل محاكمتها بعيدا عن واقعها ومحايثاتها.
    وهذا عينه يمكن أن يمنح تبريرا لنشوء حركات دارفور ، أما أن تستمر على ذلك بل ترتكس بالإنقسامات الأميبية فهذا ما يجعل منها معولا لهدم الهامش العريض وليس نفسها فحسب.

    على ظني – والظن مطية الباطل- ما وقع فيه د. جلال و فيصل محمد صالح، بدل تجميع و إيجاد وسائط قوية لتطوير الهامش الذي اندلع منذ الخمسينات لجأ إلى إسناد الفشل الكائن إلى عدم شمولية خطاب الحركات الهامشية من الأساس! وبالتالي يجب نسفها وبناء هامش من العدم ذي رؤية أشمل!

    لا أدري لماذا تنتابني مقاربة بين أطروحة د. جلال بنظرية صمويل هنتجتون صراع الحضارات التي في أصلها صراع المصالح المغلفة كما هو جدلية الهامش والهامش دون وجود للمركز!
                  

11-11-2008, 11:56 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    عزيزي آدم ..
    قصر يومي وانصرمت سويعاته دون أن اولى تعقيبك حقه ..
    فاعذرني لحين ..
    استسمحك الآن لإدراج مداخلة كنت قد أعددتها منذ الأمس ولم يسعفني الوقت ..
    ولعلها تضمنت بعضا مما حوته مداخلتك الأخيرة ..
    ثم اقول ..
    يااخي إن كان لأحد أن يسعد بمعرفتك فهو أنا ..
    فقد عمرت هذا البوست ومنحته عزيز وقتك ..
    لك الشكر ومن قبل للدكتور جلال الذي منحني هذه الفرصة لقراءتك ..
    سوف أتصل ..
                  

11-12-2008, 00:14 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: هل يصح القول بأن ظاهرة الحرب والسلام بصورتها الراهنة ستظل تدور في حلقة مفرغة ، طالما إستندت في أرضيتها التفاوضية على الشراكة مع نظام يمثل مفهوم المركزبمعناه الحقيقي ؟.

    هو السؤال المحوري الذي طرحته علينا الورقة للنقاش و لم يجب أحد !!
    لعل التعمق في السؤال يفتح ابوابا عديده نسعى ـ إن لم يكن لإغلاقها عمليا ـ نغلقها إفتراضا تحت ( يادار ما .. او الباب البجيب .. ).
    واول تلك الأبواب ـ تحّول واقعتي الحرب والسلام في بقعة ما الي ظاهرة ، فالظاهرة من حيث هي فعل او إمتناع متكرر الوقوع بذات مبرراته واهدافه في المجتمع ، ولتقريب المعنى ـ عندما يقال ظاهرة الفساد الأخلاقي او الفساد المالي ، فذاك يعني أن الأفعال الفاسده تكررت وغطت مساحة مقدرة لفتت إنتباه المجتمع ، ودفعته ليقرع أجراس الخطر جراء إستشرائها .
    إن غايات الحرب هى بلوغ كل متحارب لهدفه الذي من أجله يخوض الحرب ، إما بحسمها لصالحه وهزيمة الآخر ومن ثم بلوغ غايته كاملة ، او الصلح بين الطرفين المتحاربين وفق أسس يتراضيان عليها ، وعلية فإن إحتمالات تكرارفعلي الحرب والسلام لا يمكن تصورهما في الحالة الأولى التي يحسم فيها أحد الطرفين الآخر ويقضي عليه قضاء مبرما ، فتكرارهما يعني أن ايأ من الطرفين لم يحقق غاياته ، غير أن ذلك رغم التكرار ـ لا يحوّل فعلي الحرب والسلام بين الطرفين وحدهما لظاهرة ، إلا إذا نهجت أطراف أخرى في المجتمع نفس المنهج واتخذته وسيلة لبلوغ هدفها .
    على ضوء ذلك ـ هل يمكن تأييد رؤية ( الدكتور جلال) أن وقائع الحرب والسلام في السودان غدت بالفعل ظاهرة ؟
    إذا عدنا لتقصي واقعتي الحرب والسلام بين الحركات التى مثلت الجنوب والحكومات السودانية منذ بدايتها عام 1955 م حتى عام ( إتفاق نيفاشا ) ، نجد أن وقائع الحرب والسلام رغم تكرارهما بين الطرفين، لم يبلغا المرحلة التي يمكن معها وصفهما بالظاهرة ، ذلك لكونها ظلت محصورة بين طرفين هما حركات مثّلت أهداف الجنوبيين ومن حالفوهم من جهة ، والحكومات السودانية المتعاقبة من جهة أخرى ، غير أن أطراف الحرب والسلام ضد الدولة تعددت الآن ، وغطت قطاعات واسعة في المجتمع شملت فيما شملت كيانات متعدده في الشرق والغرب الأقصى والأدني ، واوارها ينذر بأطراف أخرى تتهيأ لها الآن ، لذا غدت وقائع الحرب والسلام في السنوات الأخيرة ظاهرة تستحق الوقوف عندها ولفت الإنتباه إليها ، ذلك لأن تحول وقائع الحرب وأفعال السلام في بلد ما لظاهرة يعني أول ما يعني أن مجتمع هذا البلد قد بدأ يفقد تجانسة ، وصار رابطه الإجتماعي يتخبطه الوهن والضمور، وأصبح قاب قوسين او أدني من الفوضى الكبرى ومحصلتها التفتت لدويلات وكيانات صغري يتبعهما الإنهيار الكلي لوحدة البلد الجغرافية، خاصة مع انعدام إمكانية أي من الأطراف حسم الأمر لصالحه بصورة نهائية .
    إذا فقد وفق الدكتور جلال عندما أضفي على وقائع الحرب والسلام الكائة في البلاد سمة الظاهرة .

    الباب الثاني ـ لعل التدقيق في ظاهرة الحرب والسلام في السودان ، يبدي للعيان تناقضا بينا بين غاياتها المعلنه والمتمثلة في إرساء نظام حكم فدرالي ديموقرطي ، وتوزيع عادل لموارد البلاد وثرواته والمشاركة في السلطة ، ونتائجهما وإفرازاتهما المتحصلة على أرض الواقع حتى الآن ، ولعل الجانب المرئى لما افرزته الظاهرة ـ على الأقل حتى الآن ـ لا يبدي سوى مشاركات إسمية في السلطة ذات سمات شخصية تخزعت باسهم ديظى ، تفتقر في كثير من الأحيان لقوة الفعل الذي يسند رؤيتها ويمنح قراراتهم سمة الزامية على الشريك الآخر او الشركاء.
    هذا الضعف البين فيما أفرزته نتائج الحرب والسلام حتي الآن ، اضفي على الظاهرة سمة الدوران في حلقة مفرغة تماما كما ذهب الدكتور جلال ، ذلك لأنها ارتبطت في معادلة تحقيق اهدافها بطرف لم تكن نواياه الفعلية منصرفة للوفاء بكافة ما تم الإتفاق علية ، بل منصرفة في حقيقتها لغايات تسكين الطرف الآخر لترويضه ثم تذويبه ليغدو جزءا لا يتجزء من منهجه وايديولوجيته المركزية ، هذه الفرضيه ثرية بأدلة وبراهين معلومة بين الناس ، فالإنقاذ تقاطعت مع أهم صفات المسلم التي حرصت الرسالة علي إشهارها وتثبيتها قبل أن تأمر النبي محمد (ص) بالبلاغ ، وهي صفة الأمانه ، تلك التي لازمت شخصية المصطفي قبل تكليفه ، تجاوزها الإنقاذيون ببساطة مفرطة يوم انقلابهم ، وجاء من يحاجج مبررا خداعهم للشعب بالخشية وفقه الضرورة ، وهي حجة لو كان لها الصمود لما أقسم المصطفي ( ص ) ـ وهو في أضعف حالاته ـ على الصمود حتى وإن وضعوا بين راحتيه الشمس والقمر ، ولصمدت حجيتها أيضا أمام قاضي المسلمين وهو يأمر جحافلهم بإخلاء (سمرقند ) وإعادتها لأهليها غير المسلمين ، وصدق من قال لا يدخل الجنة خب ولا خائن.
    هذا من ناحية ـ ومن ناحية أخرى تفتقر العديد من حركات المقاومة للمنهج والآلية التي تعمل على ضبط وتوثيق أهدافها وبرامجها ، وتأطيرهما بحامل فكري تعمل تحت ظلاله القاومة الشعبية بمختلف قصائلها وتهتدي به ، سواء كانت فصائل ذات منحى عسكري او فصائل تنتهج أساليب أخرى للمقاومة ، فالآلية والبرنامج والفكرة الجامعة شروط جوهرية لبلوغ المقاوة لأهدافها ، وتأمين فصائلها وحمايتها من مغبة السقوط الإنفرادي او الإستقطاب الذي يلجأ إليه الخصم عندما يثقل عليه الحمل ويضيق عليه الخناق .
    لهذا كله تصبح الدعوة لجمع وتوحيد فصائل المقاومة الشعبية تحت منظور رفع ظلامات الهامش ، هي الرؤية الجمعية المثلى لبلوغ الغايات وتحقيق الأهداف .

    الباب الثالث ـ هو ما انتهى إليه الدكتور جلال تحت مسمى حرب التحرير ، حيث قال:
    الحروب الأهلية الدائرة الآن كلها في المرحلة الأولية ـ أي كردود فعل ، حتى وإن بدت مقتفية رؤى ومسميات الحركة الشعبية ، وهو أمر طبيعي في مراحل تطور المقاومة الشعبية ، وبما أن الحركة الشعبية كانت الرائدة في تدشين حرب الهامش ، عليها أن تعي واجبها تجاه حركات الهامش الأخرى وتسعى الى إقامة تحالف عريض مع جميع حركات الهامش دون أن تسعى لتذويبهم داخلها ، فتلك روح لاتستقيم إلا مع منظور التمركز ، وهي الروح التي ناضلت الحركة الشعبية من أجل تفكيكها ، ثم عليها أن تسعى بجد لرص صفوف قطاعات الهامش المدنية ، إذ أن حركات الهامش ذات الخط البياني المتصاعد رأسيا ، ليس في مقدورها القيام بذلك لأنها بحكم نشاطها المسلح محكومة بالبعد عن التجمعات المدنية ، وستلمس الحركة الشعبية مقدار تشوق قطاعات الهامش المدنية لليوم الذي تمد فيها الحركة الشعبيه يدها لهم متعاونة معهم ومتكاتفه .
    من جانب آخر على حركات الهامش الصاعدة في الشرق والغرب والجبال والشمال والوسط حال انتظامها ، أن تدرك المقاصد الإنسانية السامية وراء منظور تفكيك آليات التمركز والتهميش ، وأن تتجاوز كافة الرؤى الإقليمية والعرقية المحدوده ، وتتطلع لمنظور التحرير سلما كان ام حربا ،
    ولن يكون المدخل لذلك يسيرا غير أنه ممكن ، ويتم بلوغه بأن تتواضع كافة الحركات على تأسيس حلف عريض ، يهدف لتحقيق أهداف الهامش وهي المشاركة الفعلية في السلطة والإقتسام العادل للثروة ، ولا مجال في هذا التحالف لتذويب أي جموعة في مجموعة أخرى .
    إن من يظن أن الحروب الأهلية في السودان قد بلغت خريف عمرها يقع في خطأ تحليلي لكبرى أزمات الوطن ، ولعل حرب التحرير الكبرى من ربقة آليات التمركز وظلامات التهميش لم تبدأ بعد وإن بدأت سحبها في التجمع وإطلاق الرعود .
                  

11-15-2008, 12:40 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    الحبيب آدم ..
    كتبت :
    Quote: إذا قلت الكثير من الحركات الدارفورية هدفها استبدال عرق مركزي بآخر يسعى للتمركز .
    أقول هذا وارد بوفرة،
    بدليل أغلب الحركات سياجها الدم،
    وتتعدد الحركات والقضية واحدة
    الخطاب المستخدم يكاد من الضيق أن يكون صبينيات المركز
    الآن بحق أصبحت الحركات الدارفورية أكبر معيق للتوحيد الذي هو أس الحلول

    أما إذا أوكل لهم مهمة توحيد دارفور فقط وإدارتها لا أدري أي برنامج سيطبق وكيف ومتى؟
    و إذا طرح سؤال كيف تصور المستقبل !!!

    إلا أن الهامش العريض لا يدور في خلده استبدال وإحلال
    رغم أنه يدرك جيداً أن هذه سياسة المركز التالدة والطريفة

    لعل الواقع المعاش بتداعياته ينفث فينا قدرا من الإحباط والألم الممض ..
    ولكن كما يقال لكل مقام حال ..
    ودوام الحال من المحال ..
    فإن قصرّت خطانا عن بلوغ المرام لوعورة الدرب وغزارة أشواكه..
    فلا اقل من أن نمهده ونسويه ليبدو سالكا لمن يخلف ..
    يقال أن درب المليون ميل يبدأ بخطوة ..
    والتكن تلك ما عبر عنها الدكتور جلال بقوله :
    ما يعيب تنظيمات الهامش الأفقية آنيا ، إفتقارها للنضج الفكري والإطار النظري
    تلك هي العلة التي دفعته ليجتهد ويؤسس لإطار نظري لجدلية الحرب والسلام وتحديات الهامش ..

    منظور الهامش العريض لا يؤسس على الإبدال والإحلال ..
    بمعنى أنه لا يبحث عن الإجابه عن (من) ولكن يسعى لإعادة تأسيس الحقوق والواجبات على ( الكيف) ..
    وفي إطار هذا (الكيف ) عقب تقريره فليتنافس المتنافسون ..
    ذلك لأن دوافع التنافس من بعد لن تتحكم فيها إحتكارات او تتداخلها نعرات او تتسيدها ايديولوجيات ..
    حيث قسّمت الأنصبه وحمل كل دار كيله ووضع الميزان ..

    Quote: Quote: إن تفسير التمركز من منطلق أيديولوجي والهامش من منطلق تنموي وثقافي هو الأجدى لبناء مجتمع تتساوى بين أفراده وجماعاته الحقوق والواجبات




    التفسير مقيد بواقعه أما تخطيه لجدوى تدخل في إطار تجاوز الحقائق من أجل هدف وإن كان أسمى عندما يحين تطبيقه لا ندري أين معاطبه لتجاوزنا مسلمات تكوينه
    وعدم تسلسلنا المنطقي،
    لهذا عندما أفسر الإشكال حسب العوامل الواقعية الملموسة
    لتاسيسه يمكنني بسهولة الوصول إلى نتائج واضحة غير تجاوزية. ومن ثم لا أترك شكوكا
    عالقة للمهضوم آنفاً.
    لا أحد ينعت النازية والفاشستية و الأبرتايد بالأيدولوجية
    إنما منظومة عرقية بحتة

    حتى إن بلغت القناعات حد اليقين ..
    لن تقدر أن تمحو عن أى منظومة عرقية عاشت في هذا الحيز الجغرافي المسمى
    بالسودان حقها الوطنى ، حتى إن كانت مغالبة ومغالية في إستخدامها لهذا الحق ..
    إقصاء مقابل إقصاء لن يسفر سوى الدوران في حلقته الشيطانية ..
    بينما إقصاء مقابل لجم الإقصاء وكسر شوكته واسترداد الحقوق..
    يعيد تأسيس البناء على الوجه السليم ..
    ولعلك معي أن النازية او الفاشية لم يحاكما عرقيا ..
    بل حوربا في فكرهما ورموزهما البارزة
    ( Nuremburg )
    ..
    ارقد عافيه.
                  

11-15-2008, 12:50 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: لعل الواقع المعاش بتداعياته ينفث فينا قدرا من الإحباط والألم الممض ..
    ولكن كما يقال لكل مقام حال ..
    ودوام الحال من المحال ..
    فإن قصرّت خطانا عن بلوغ المرام لوعورة الدرب وغزارة أشواكه..
    فلا اقل من أن نمهده ونسويه ليبدو سالكا لمن يخلف


    الله يخليك يا ملك
                  

11-15-2008, 04:00 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: الطيب شيقوق)

    أديني من أكسيرك شوية ..
    مرحبتين شيخ العرب ..
    قدمك خير .
                  

11-15-2008, 04:25 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: فإن قصرّت خطانا عن بلوغ المرام لوعورة الدرب وغزارة أشواكه..
    فلا اقل من أن نمهده ونسويه ليبدو سالكا لمن يخلف


    اين إكسيري من ه>ه الدرر واللآلي يا ملكنا
                  

11-21-2008, 04:59 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: الطيب شيقوق)

    ليبقى عاليا.
                  

11-21-2008, 09:10 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: Tragie Mustafa)

    معاك ود الناظر الله يخليك
                  

11-22-2008, 02:06 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: الطيب شيقوق)

    العزيز أستاذ الطيب ..
    العزيزة استاذه تراجي ..
    جزيتما خيرا ..
    آسف إن تراخيت في المتابعة فلدّنيا مطالبها ..
    هذه الورقة التي اودعها الدكتور جلال عصارة فكره وجهده ..
    تلمّست فيها رؤى مستحدثة..
    خجت براهين حملة المضامين الفكرية والمعرفية المحنطة ..
    وأجتهاد يقظ ..
    يفجّر العمق الدالي لمفردتي التهميش والتمركز ..
    غايتها التزود باليقظة وسد الفرقة ..
    حتى لا تصبح قضية الهامش قروح تنثها العرقية ..
    فينتاشها المركز في مقتل ..
    له ولكما كامل تقديري .

    (عدل بواسطة محمد على طه الملك on 11-22-2008, 02:38 AM)

                  

11-22-2008, 05:01 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: محمد على طه الملك)

    الحروب الأهلية الدائرة الآن كلها في المرحلة الأولية ـ أي كردود فعل ، حتى وإن بدت مقتفية رؤى ومسميات الحركة الشعبية ، وهو أمر طبيعي في مراحل تطور المقاومة الشعبية ، وبما أن الحركة الشعبية كانت الرائدة في تدشين حرب الهامش ، عليها أن تعي واجبها تجاه حركات الهامش الأخرى وتسعى الى إقامة تحالف عريض مع جميع حركات الهامش دون أن تسعى لتذويبهم داخلها ، فتلك روح لاتستقيم إلا مع منظور التمركز ، وهي الروح التي ناضلت الحركة الشعبية من أجل تفكيكها ، ثم عليها أن تسعى بجد لرص صفوف قطاعات الهامش المدنية ، إذ أن حركات الهامش ذات الخط البياني المتصاعد رأسيا ، ليس في مقدورها القيام بذلك لأنها بحكم نشاطها المسلح محكومة بالبعد عن التجمعات المدنية ،


    نعم المرحلة البدائية تماماً
    ورد الفعل يمتح خطابه ووسائله من الفعل الأصل لذا إن لم يكن في ذلك الاتجاه يظل ضعيف العيار استراتيجيا.
    تماما هذا ما يجب أن يكون عليه دور الحركة الشعبية ولكن!
    في ظل قوتها المنقوصة من المركز
    وفي ظل ترسبات الإحن التي مازالت أدخنتها تتعالى
    وفي ظل الهدف الأول( المحدودية) الذي اندلع معه التمرد
    تبقى فرصتها في القيام بهذا الدورالريادي محل اختبار ما لم تتوفر فيه قيادة مشابهة للأب قرنغ.
                  

11-22-2008, 05:04 PM

آدم صيام
<aآدم صيام
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 5736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)


    هل يصح القول بأن ظاهرة الحرب والسلام بصورتها الراهنة ستظل تدور في حلقة مفرغة ، طالما إستندت في أرضيتها التفاوضية على الشراكة مع نظام يمثل مفهوم المركزبمعناه الحقيقي ؟.




    ده هنا سوؤال بالحيل صعب
    دعني أفكر.................
                  

11-22-2008, 10:55 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. محمد جلال هاشم وجدلّية الحرب والسلام وتحديات الهامش** (Re: آدم صيام)

    Quote: دعني أفكر

    تفكر أخي آدم ..
    لقد فقدنا سنوات عزيزة ونحن نجود الحفظ ..
    ونحرص كل الحرص أن تمضي خطانا وقع الحافر مع أفكار الغير .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de