|
اوباما السودانى... من د. عبد اللطيف البونى
|
هذا المقال كتبه دكتور البونى فى جريدة الرأى العام الصادرة صباح اليوم فيا ترى متى يكون لنا اوباما سودانى؟؟؟
حاطب ليل أوباما السوداني
وزير شؤون الرئاسة بحكومة الجنوب الدكتور لوكا بيونق، الذى حضر حفل تدشين أوباما كمرشح للحزب الديمقراطى قال انه شاهد فيه تجسيداً لمبادىء الحركة الشعبية ووصفه بنصير المهمشين، وان الحركة الشعبية هي أوباما السوداني أو كما قال، فقلت رداً على السيد الوزير ان الحركة الشعبية قد فارقت الطريق الذى يمكن ان ينجب أوباما سوداني لأنها اختارت طريق الكفاح المسلح، أما أوباما فقد اختار طريق الكفاح السياسي المدني من الداخل، واخضع نفسه للمؤسسات الأمريكية الحاكمة، وتدرج فيها الى أن أصبح سيناتوراً مؤهلاً لحكم أمريكا، ولم يقل أوباما أنه نصير لطبقة معينة أو لون معين، انما هو نصير كل أمريكى بغض النظر عن لونه ودينه وطبقته، وبالتالى لم يقل بتقسيم المجتمع الى مهمشين وغير مهمشين، ولم يعرف هذا المصطلح طريقه اليه ولم يذكره في خطبه أو تصريحاته أو مناظراته. عندما قلت ان الحركة الشعبية اختارت غير طريق أوباما لم أدخل في مفاضلة بينها وبين الأوبامية لا بل وفي ذات السلسلة من المقالات حاولت ان أجد اطاراً موضوعياً للظرف والطريق الذى اختارته الحركة الشعبية، فعدم تأييدى لهذا الطريق لا يعنى اننى لا أتفهم وجهة النظر التى ارتكز عليها ولكن رغم ذلك انبرى أحد الأساتذة الكرام وعلى صحيفة «سودانايل» الالكترونية التى لم أنشر فيها ذلك المقال بالرد بمقال تحت عنوان «تعقيب على عبداللطيف البوني» قال فيه اننى تجاهلت الأسباب التى أدت حمل الحركة الشعبية وغيرها للسلاح. الذى أعادنى لهذا الأمر هو اننى اطلعت على مقال رائع كتبه الأستاذ محمد البخيت وهو سودانى مقيم بأمريكا بصحيفة «الرأي العام» تحت عنوان «الباب مفتوح لباراك أوباما سوداني» طرح فيه الموضوع بصورة منطقية تنم عن معرفة عميقة بالمجتمع الأمريكى والمجتمع السوداني معاً، أوضح الأستاذ السبب الذى جعل أوباما ينجح فيما فشل فيه زعماء أمريكان سود كبار مثل لويس فرخان وآل شاربتون، ويمكننا ان نضيف جسى جاكسون والمرحوم مارتن لوثر وارجع السبب الى ان هؤلاء الزعماء السود قام خطابهم السياسي على الشعور بأنهم ضحايا وان الآخرين هم الذين جاروا عليهم وجعلوا أسلافهم أرقاء وعقلية الضحية تكبل الانسان وتمنعه من التفاعل مع الآخرين، فالذين يعانون من عقلية الضحية اذا وصلوا الى مكان صنع القرار يثيرون الخشية من شق المجتمع بالانتقام، وبالتالى يعارضهم العقلاء في المجتمع ويسعون بشتى السبل لمنعهم من الوصول الى سدة الحكم، ولكن المهاجرين الأفارقة من أمثال أوباما لا يعانون من عقلية الضحية لأنهم جاءوا الى أمريكا جاهزين وخالين من أي عقد أو شعور بالدونية، لذلك جاء خطابه جاذباً للأمريكان كافة على مختلف سحنهم، ويختتم الأستاذ بخيت مقاله بالقول: «ما أحوجنا أن يلج بابنا باراك حسين أوباما سودانى يذكرنا ان حدود الجنوب تمتد شمالاً الى حلفا وحدود الشمال تمتد جنوباً الى نمولى» أ.هـ. اذاً يا جماعة الخير لابد من ان نقر اننا في حاجة الى باراك أوباما سوداني وهذا يتطلب وجود مؤسسات سودانية يمكن ان تنتج هذا الأوباما، عليه فلنبحث عن هذه المؤسسات أولاً وبعدها سوف ينبثق - حلوة ينبثق دي - أوباما تلقائياً.
|
|
|
|
|
|