لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 09:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-05-2008, 06:29 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما

    العديد من البوستات هنا فتحها أصحابها للتعبير عن غيظهم الشديد لفوز أوباما .. و للتعبير عن غيظ أشد من السودانيين المبتهجين لفوز أوباما ( زينا كده ) ..

    (1) شخص منذ نعومة أظافره نشأ و تصوره للعالم أنه أرض للحرب بين مجموعتين من البشر .. أحداهما مختارة من الله .. و الأخرى مغضوب عليها من الله ..
    إحداهما جيدة هم أهله و عشريته الأقربين حسبما يراها .. و الأخرى سيئة هي بقية البشر في هذا العالم ..
    إحداهما يتصور أنها كل الخير و كل الحق .. و الأخرى كل الشر و كل الباطل

    نظرة مسطحة للإنسانية و للكون الذي نعيش فيه .. رغم كل هذا التعدد و التنوع و الجمال و التأريخ و الثقافة و حتى المآسي .. لا ترى هذه النظرة المسطحة البشرية إلا منتمين لها أو آخرين يجب حربهم و كرههم و قتلهم ..

    (2) ( يعني شنو كان فاز أوباما )

    فوز أوباما يعني شيئاً .. ولو لم يكن يعني شيئاً لما كانت هناك كل هذه الإنفعالات من الفرحين و من المغتاظين السودانيين على حد سواء ..

    هناك أشخاص في مجتمعنا منذ طفولتهم يفسرون تعقيدات الحياة بثنائيات بسيطة و منغلقة مثل مسلمين / كفار ، سادة / عبيد ، أولاد ناس / آخرين ...

    هؤلاء من المفهوم تماماً أن يتعرضوا لصدمة بعد فوز أوباما .. خاصة المتأسلمين الأصوليين و الذين تقوم أصوليتهم على ركن هام هو فساد غير المسلمين المطلق .. فمن الحجج التي يسوقها المتطرفون في حربهم ضد الغرب – و هي ليست فقط حرب سياسية بالنسبة للإسلاميين بل الأهم لهم أنها حرب ضد الحضارة الغربية بكل منجزاتها القيمية و الثقافية و الأدبية و الفنية – في حربهم هذه يحاولون تعضيد أكذوبتهم بأن تلك المجتمعات الغربية هي الشر المطلق بأيراد أمثلة مثل ( لماذا لم يحكم أمريكا رئيس أسود ؟ ) و التي أعتقد أن العديد منكم سمعها من أحد الأصوليين في أحد المنابر قبل وقت طويل من ترشيح أوباما نفسه للرئاسة .

    يلجأ الإسلاميون لمثل تلك الحجج الذرائعية للتهرب من تناقض طرحهم مع القيم الإنسانية .. و التذرع بأن المجتمعات التي أثرت ثقافة حقوق الإنسان هي نفسها منافقة و غير صادقة في مبادئها

    لذلك حينما يقوم هذا المجتمع ( الكافر ) ( المتفسخ ) ( عدو الإسلام ) ( المنحل ) ( المستعلي ) ( العنصري ) حسب دعاية الإسلاميين .. عندما يقوم هذا المجتمع بكامل إرادته .. و برغبة كاسحة بأن يضع على قمته السياسية و بالتالي على قمة السياسة العالمية رجلاً أسوداً .. من أقلية عانت الإضطهاد المر .. و من خلفية مسلمة ... حينها تنهار دعاية الإسلاميين .. و يصابون بالصدمة و الإضطراب ..

    طبيعي أن يصاب بالصدمة و الغيظ و الإضطراب كل من يتبنى بصورة أو بأخرى نظرة أصولية للإنسانية .. و حين يصرحون بألا فرق بين أوباما و بوش فهم في الحقيقة يعبرون عما يتمنونه في قرارة نفوسهم و ليس عن حقائق مدعمة .. بغض النظر عن تأييد أوباما أو عدمه فالفروقات بين أوباما و مكين تتضح بسهولة للمتابع للموضوع .. و كذلك الفروق بين أوباما و بوش ..

    و لكن بالنسبة للأصوليين ( الذين يظنون أن أصوليتهم هي شيئ طبيعي في كل العالم ) و بالنسبة للعنصريين ( الذين يرون أن عنصريتهم ليست إستثناء ) فهم يتمنون ألا تكون هناك فروق حتى يعلو صوت الناعق الإسلامي بأن العالم دار حرب و تطرف .. و يتذرع بممارسات المتطرفين المسيحيين ليبرر جرائمه .. و هذه هي الأصولية : رغم ما يبدو من حروبهم مع بعضهم فالأصوليون و المتطرفين الدينيين و العنصريين لا يستطيعون الإستمرار إلا في ظل وجود أعداء دائمين ..

    (3) لماذا تستنكرون أن نفرح بفوز أوباما ؟
    هناك أبناء قوميات في هذا السودان عانوا من الظلم المر .. من الإسترقاق و الإستعلاء و أخيراً القتل الجماعي و التهميش و غياب التنمية .. هؤلاء ظلوا يستمعون لدهور للإساءات العنصرية ليس فقط من بعض من يشاركونهم الوطن .. بل خطاب عنصري ضارب في القدم يشنع بذوي البشرة السمراء .. و يتجنى بجهل أو بعمد على إنسانيتهم ليصنفهم كجنس أدنى ..

    ومن خارج هذه القوميات المظلومة تأريخياً .. فيوجد هناك ما يوحد بقية السودانيين .. الذين لم يعانوا من العنصرية المباشرة .. مع ( الأفارقة ) .. أو ( السود ) .. أو أي إسم لهم .. في عدد غير قليل من الأشياء .. حقائق العرق الجينية ليست وحدها تكفي لتكوين هذا الشعور و التماهي .. بل ذلك الإضطهاد و الإستخفاف الذي إستمر حقباً تأريخية طويلة ضد من يصطلح على تسميتهم سود .. و هذه الهوية التضمانية تمثل حصيلة الإضطهاد التأريخي للشعوب الأفريقية و الذي هو ليس صنيعة غربية .. فقد رسخته مراكز الحضارة الإسلامية : الأموية ، العباسية .. إلخ في معظم الوقت .. ثم واصلت فيه الحضارة الغربية في طورها الإستعماري ..

    هذه الهوية الأفريقية هي لحد ما رد فعل – و لا يعيبها أنها رد فعل – لأصحاب البشرة السمراء تجاه المواقف السلبية ضدهم و تنميطهم و إحتقارهم .. و هذا الإضطهاد ليس حقيقة أزلية بدأت مع بداية البشرية .. بل له بدايات و خلفيات في فترات زمنية محددة ..

    حينما يرى هؤلاء .. السمر .. دليلاً قوياً و ساطعاً على تجاوز جزء مقدر جداً و مهم جداً من المجتمع الإنساني لتلك الثقافة العنصرية الكريهة .. فمن حقهم أن يحتفوا بتهدم قلعة حصينة للعنصرية .. و من حقهم أن يحتفوا بمجتمع بلغ درجة راقية في الإنسانية أن يسمح لشخص ينتمي لأقلية عرقية أن يشغل أهم مراكزه .. و من حقهم أن يحتفوا بإبنهم الذي حطم جزءاً كبيراً من الأساطير حول مقدراتهم ..

    لاجل كل ذلك يحتفل الناس هنا بفوز أوباما .. و رغم أن معظم السودانيين لم يكونوا مهتمين بهذه الإنتخابات إلا أنه في الشارع العام يمكن ملاحظة نبرة الراحة و الفخر حتى لدى بعض الناس العاديين هنا لفوز أوباما .. و يمكن كذلك أن يلحظ نوع من التماهي مع هذا الأسمر الذي أصبح رئيساً لأمريكا يتم التعبير عنه بعبارات مثل ( ود عمنا ) و ( قريبنا ) و إن كان في إطار مازح إلا أنه يوضح شيئاً ..

    لذلك الغريب ليس موقف السعادة بفوز أوباما .. و الذي هو موقف لا يقتصر على السودان أو أفريقيا فقط بل هو حالة إرتياح عالمية ...

    الغريب هو موقف ذوي الخلفيات الأصولية .. فهم يريدون التقليل من فوز أسود برئاسة أمريكا و هو نفس الشيئ الذي كانوا قبل سنوات قليلة يضربون به المثل على سوء أمريكا !
    الأصوليين فكرهم قائم على أن فهمهم الأصولي للدين هو الحقيقة المطلقة .. و أن من يقتنعون نفس أفكارهم هم أفضل البشر .. لذلك حينما يرون مجتمعاً بشرياً لا يسود فيه دينهم أو أيدولوجيتهم الأصولية و في نفس الوقت يحرجهم بتسجيل نقاط أعلى في سجل الإنسانية فهذا ما يصيبهم بالغيظ الشديد .. فليجأوون للإستخفاف و التبخيس و الإنكار !

    عبارة أن أوباما سيكون كمكين أو بوش هي عبارة غريبة .. غريبة لأن الإدعاء بأن رئيس جمهوري و آخر ديموقراطي هم نفس الشيئ إما تكون صادرة عن جهل أو عن إستهبال
    و كأن مئات الملايين الأمريكيين يذهبون للإنتخابات فقط من أجل خداع العالم .. أو كان مخترعي الإنترنت و الطائرة و الكمبيوتر و الصواريخ يمكن خداعهم جميعاً بهذه البساطة .. ليأتي لنا أصولي يكتشف و من مقعده هنا أن كل تلك الملايين مخدوعة .. و كأنه أوتى معرفة البشرية كلها!

    هذه هي النظرة المغلقة الدوغمائية .. التي ليس في عقلها الجمعي إلا خانتين للتصنيف .. و نظرها من الضيق بحيث لا يرى إلا ثنائيات : مسلمين - كفار ، بروليتاريا – برجوازية .. إلخ
    و تفسر كل تعقيد هذا العالم بأنه صراع ديني .. طبقي .. إلخ و الجميع مستعد للي عنق الحقيقة لأجل فرض تصوره القاصر للعالم

    الإسلاميون يسعدهم رؤية الصراعات الدينية .. و ينتشون حين يسمعون تصريحاً متعصباً من المحافظين الجدد .. و ليس لديهم طريقة للإستمرار إلا بإعادة خلق ذلك العدو ولو بالأكاذيب

    لن يحدث في يوم من الأيام أن يكون خيار المجتمع الأمريكي هو خيار الإسلاميين .. و لن يأتي ذلك اليوم الذي سينتظر رئيس أمريكي برنامجه ليكتبه له الأصوليين الإسلاميين .. و مواقف أمريكا السياسية ليست كلها يتفق معها حتى الذين يؤيدون أوباما .. و لكنهم في نفس الوقت لا يربطون تقييمهم لهذا الحدث العظيم فقط بموضوع واحد هو القضية الفلسطينية التي صارت المعيار التقييمي الوحيد للرؤساء الأمريكان بالنسبة للأصوليين !

    إن كان شخص يرى أنه حفيد العباس الذي تسمع به في شجرات النسب هنا أكثر من السماع به في التأريخ فهذا من حقه ، و لكن ليس من حقه أن يفرض على جميع السودانيين أن يروا مثله أن فوز أوباما ليس حدثاً مهماً ..

    عن نفسي شعوري كان السعادة و الحسرة .. السعادة بفوز أوباما .. و السعادة بتقدم الإنسانية و الحسرة على بلدي التي يقدل فيها الورل الأصولي و العنصري ..


                  

11-05-2008, 06:36 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: amin siddig)

    بلا شك حقيقة أن يكون الرجل الأقوى في العالم أسوداً هي أمر مزعج للذين ينفقون معظم وقت فراغهم في الحديث عن ( العبيد ) و ال(زنوج )

    و كذلك هو حقيقة مفزعة لسلطة سياسية تروج بصورة مؤسسية الثقافة العنصرية و تقتات عليها

    و لتلك النسخة الشوفينية من الثقافة الشرق أوسطية التي ترى أن العالم كله ينبغي أن يستغرق بكلياته في تفاصيل صراع فلسطين - إسرائيل - سام - كنعان و أن أي شيئ في العالم يعاير بذاك الصراع فقط
                  

11-05-2008, 06:38 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: amin siddig)

    مبروووووك يا امين يا اخوي اولا
    بعدين برجع اقرى كلامك السمح ده ثانيا:
    Quote:
    إن كان شخص يرى أنه حفيد العباس الذي تسمع به في شجرات النسب هنا أكثر من السماع به في التأريخ فهذا من حقه ، و لكن ليس من حقه أن يفرض على جميع السودانيين أن يروا مثله أن فوز أوباما ليس حدثاً مهماً ..

    عن نفسي شعوري كان السعادة و الحسرة .. السعادة بفوز أوباما .. و السعادة بتقدم الإنسانية و الحسرة على بلدي التي يقدل فيها الورل الأصولي و العنصري ..

    نفس الشعور يا اخي ربنا يرفع البلاء عن شعبنا باذن الله.
                  

11-05-2008, 11:07 PM

ASHRAF MUSTAFA
<aASHRAF MUSTAFA
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 11543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: Tragie Mustafa)

    Quote: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما


    لانه ليس جلابي!!!

                  

11-06-2008, 01:12 AM

bakri abdalla
<abakri abdalla
تاريخ التسجيل: 10-09-2003
مجموع المشاركات: 1966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: ASHRAF MUSTAFA)

    .
                  

11-06-2008, 01:26 AM

emad altaib
<aemad altaib
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 5300

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: bakri abdalla)

    Quote: .عن نفسي شعوري كان السعادة و الحسرة .. السعادة بفوز أوباما .. و السعادة بتقدم الإنسانية و الحسرة على بلدي التي يقدل فيها الورل الأصولي و العنصري ..
                  

11-06-2008, 01:47 AM

bakri abdalla
<abakri abdalla
تاريخ التسجيل: 10-09-2003
مجموع المشاركات: 1966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: emad altaib)

    الأدهى والأمر أن هذه الغضبة تأتى من اولى القربى "على قول بشاشا كارهى أنفسهم"
                  

11-09-2008, 08:51 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: bakri abdalla)

    الأخ بكري عبدالله

    شكراً للمرور

    Quote: الأدهى والأمر أن هذه الغضبة تأتى من اولى القربى


    الموضوع لا يخلو من حالة إسقاط للوعي العنصري المحلي على العالم

    أي تخيل العالم قائماً في لحظته الراهنة قائماً على علاقة أسياد بلد و آخرين أقل شأناً


    و أيضاً لا يجب أن ننسى أن هناك مجموعات مقدرة من أبناء شعبنا عقلها الجمعي موجود في ذلك السيرفر العربي المركزي
    ويوجدون معنا فقط بأجسادهم

    و هنا أوضح أنني لست من مؤيدي فرض هوية ثقافية على إثنية ما تبعاً للونها
    ما أعنيه هو تلك العقلية المهووسة بالصراع العربي ولا ترى العالم إلا من خلال هذا الصراع

    هذه العقلية المهووسة توجد في كل دول العربية .. و هي الأعلى صوتاً في الإعلام العربي

    و لها حيز مقدر في ( مخ ) و ( مشاعر ) بعض أبناء شعبنا

    (عدل بواسطة amin siddig on 11-09-2008, 08:52 PM)

                  

11-09-2008, 08:39 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: emad altaib)

    الأخ عماد الطيب

    شكراً للمرور

    نعم رغم تلك السعادة العارمة بفوز أوباما لا يمكن منع ذلك الشعور بالمقارنة و المرارة

    بينما هناك الإصرار على التجاوز .. هنا الإصرار على نبش أسوأ مشاعر الإستعداء
    و الإنجراف الغير مسؤول نحو العصبية .. و بالتالي الهاوية
                  

11-09-2008, 08:34 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: ASHRAF MUSTAFA)

    Quote: لانه ليس جلابي!!!



    الأخ أشرف مصطفى

    شكراً للمرور

    و في حالتنا السودانية المأزومة .. فخلق حالة شبيهة بالحالة الأوباموية لأميركا يتطلب قادة يبذلون مجهوداً لطمأنة جميع مكونات الشعب بأنهم ليس فقط لا يستهدفون وجودهم .. بل أنهم يعبرون عن الجزء المشروع من مصالحهم في النماء و التطور ..

    و هنا تحديداً لا أعني الإكتفاء بالتصريح عند الإتهامات بأن شخصاً ما لا يستهدف مجموعة ما .. بل القياد بدور إيجابي لطمأنة جميع مكونات المجتمع السوداني الإثنية

    في حالتنا فالإهتمام بتجييش و تعبئة ( أولي القربى ) فقط سيفاقم الحرب الأهلية و لن يجل أزمتنا
                  

11-09-2008, 08:25 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: Tragie Mustafa)

    الأستاذة تراجي

    مبروك لأوباما ...


    و شكراً للمرور و المشاركة
                  

11-06-2008, 04:17 AM

ابراهيم عثمان آدم
<aابراهيم عثمان آدم
تاريخ التسجيل: 09-30-2006
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: amin siddig)

    Quote: عن نفسي شعوري كان السعادة و الحسرة .. السعادة بفوز أوباما .. و السعادة بتقدم الإنسانية و الحسرة على بلدي التي يقدل فيها الورل الأصولي و العنصري ..


    أمين صديق يا راقي إحساسك
    نفس الملامح والشبه
    في الشعور
    حقيقة هبشت مكان كان ساكن ومنتظر
    تعرف يا فردة
    نحن السودانيين ربنا قسم لينا حاجتين
    السعادة للناس
    الحسرة لينا
    وهكذا دواليك
    وفي الحالتين أنا
    confused
    إحتراماتي





    على جنب:
    اوباما تاريخ مفروض نفرح ليو كإنسان حقق المستحيل
    بغض النظر عن الحاجات ... أما المغتاظين لفوزه
    واجب إن نتحسر لغيظهم..!!
                  

11-06-2008, 04:24 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: ابراهيم عثمان آدم)

    اخي الاصغر امين

    مبروك لنا جميعا وللانسانيه جمعاء هذا الانتصار العظيم

    مع ودي وتقديري
                  

11-06-2008, 07:48 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: الإسلاميون يسعدهم رؤية الصراعات الدينية .. و ينتشون حين يسمعون تصريحاً متعصباً من المحافظين الجدد .. و ليس لديهم طريقة للإستمرار إلا بإعادة خلق ذلك العدو ولو بالأكاذيب


    تحليل متميز يا أمين

    المجموعة التى تفرض نفسها على السودانين الان بالقوة منذ 1989
    تشعر بالدونية وتذاد عزلتها وغربتها الايدولجية كل يوم فى عالم اصبح لا يقبل ان تحكم بدون تفويض
    هذه اللا شرعية السافرة (كالتى تحدث فى السودان الان) اصبح يتقذذ وينفر منهاالناس حول العالم.
    وكانوا دائما يبررون عدم شرعيتهم وشموليتهم وقهرهم للاخرين (لأن الغرب وامريكاذاته بيعمل كده)
    واسوء خدمة قدمتها ادارة بوش لهذه المجموعات التى تتغذى على (ايقاظ اسوء مافى دواخل الناس والطيب مصطفى مثالا)هى حرب العراق اللاشرعية، ومعتقل قوانتامنو، والتعذيب فى ابوغريب.
    اوباماعلى اقل تقدير وحسب تصريحاته سيقلب هذه المعايير واعادة مبدا habeas corpus (الذى بعنى ان تحترم الدولة حرية المواطنين) وفى هذا سوف يقف معه كل سكان العالم الاسوياء
                  

11-09-2008, 09:09 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: أحمد أمين)

    Quote: المجموعة التى تفرض نفسها على السودانين الان بالقوة منذ 1989
    تشعر بالدونية وتذاد عزلتها وغربتها الايدولجية كل يوم فى عالم اصبح لا يقبل ان تحكم بدون تفويض
    هذه اللا شرعية السافرة (كالتى تحدث فى السودان الان) اصبح يتقذذ وينفر منهاالناس حول العالم.
    وكانوا دائما يبررون عدم شرعيتهم وشموليتهم وقهرهم للاخرين (لأن الغرب وامريكاذاته بيعمل كده)
    واسوء خدمة قدمتها ادارة بوش لهذه المجموعات التى تتغذى على (ايقاظ اسوء مافى دواخل الناس والطيب مصطفى مثالا)هى حرب العراق اللاشرعية، ومعتقل قوانتامنو، والتعذيب فى ابوغريب.


    الأخ أحمد أمين

    شكراً للمشاركة الوافية

    الخطاب الإسلامي عامة لا ينجح إلا في حالة إستقطاب مع عدو خارجي
    وتحت هذا التجييش يتم تمرير الأجندة الأخرى ..

    القمع الإجتماعي .. الأصولية .. الفساد .. الإحتكار .. العنصرية

    الإسلام هو الحل من أكثر شعارات عصرنا إستهبالاً
                  

11-09-2008, 09:04 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: اخي الاصغر امين

    مبروك لنا جميعا وللانسانيه جمعاء هذا الانتصار العظيم

    مع ودي وتقديري


    الأخ الأكبر
    المعز

    شكراً للمرور
    و شكراً لك و لأسرتك الكريمة لمساهمتكم في صنع هذا التأريخ

    و بعد اليوم لن يعود الكلام مع أصحاب عبارات ( ثوابت ) و ( مستحيل ) كما كان في السابق
    و في هذه أيضاً الشكر لأوباما

    مودتي
                  

11-09-2008, 08:59 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: ابراهيم عثمان آدم)

    Quote: نفس الملامح والشبه
    في الشعور
    حقيقة هبشت مكان كان ساكن ومنتظر
    تعرف يا فردة
    نحن السودانيين ربنا قسم لينا حاجتين
    السعادة للناس
    الحسرة لينا
    وهكذا دواليك
    وفي الحالتين أنا
    confused
    إحتراماتي





    على جنب:
    اوباما تاريخ مفروض نفرح ليو كإنسان حقق المستحيل
    بغض النظر عن الحاجات ... أما المغتاظين لفوزه
    واجب إن نتحسر لغيظهم..!!


    إبراهيم عثمان
    شكراً لمرورك الكريم

    نعم قصة أوباما مفرحة في جوانبها الإنسانية غض النظر عن مواقفه السياسية

    و هذه الحسرة ال( مقسومة ) لينا
    في رأئي لن نتخلص منها مالم يتم ترك عادة خلق الزعماء من الوهم و التلذذ النفسي بتجميل و تبرير مواقفهم القبيحة

    - عندك كمان كلام في ......
    - ...... قال كده داير تغالطو إنت كمان
    - إنت منو أشان تقول كده
    - بس كده
    - ده زولنا

    حين يقل إستعمال العبارات أعلاه في مجتمعنا فحينها ستكون هناك إمكانية جدية للخروج من هذا المستنقع الذي وضعنا فيه القادة الأقزام قصيري النظر و صغار النفوس و عديمي البرامج و الشغلة
                  

11-06-2008, 08:16 AM

Hala Hassan

تاريخ التسجيل: 06-25-2008
مجموع المشاركات: 3023

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: amin siddig)

    الأخ أمين صديق،
    لا أدرى لماذا صنفت الأراء المختلفة كلها بأنها:
    أصولية/ مغتاظة....الخ،

    أنا لم أفتح بوستا بهذا الصدد، و لكنى أجد نفسى مستغربة للفرح (الشديد)،
    حقا أن يوم البارحة تحقق نصر تاريخى لأقلية مضطهدة فى أمريكا،
    و هنا يمكن لنا أن نفرح و نبتهج مع الكل،،،

    و تحقق النصر و زعامة أمريكا لرجل من أصول أفريقية،،
    و هنا أيضا يجوز لنا أن نزيد من جرعة البهجة و الإحتفاء بالنصر،،،

    و لكل من صوت له و سانده من الناخبين الأمريكيين، أيا كانت جنسياتهم الأصلية مقدار إضافى من جرعة الفرح ،
    و بالتأكيد لا غضاضة فى ذلك،
    و لنا أن نشاركهم فى ذلك،،،،

    إذن أين يكمن التحفظ؟؟؟
    كل ما فى الأمر،
    أننا و قد تعودنا على مر الإدارات الأمريكية المختلفة (جمهورية أو ديمقراطية)
    على صلف و أسلوب مغرور و مستبد فى التعامل مع دول العالم الثالث و الإسلامية بالتحديد،
    و بطبيعة الحال لا يتأثر الحكام من جراء هذه السياسات بقدر الشعوب،،،

    و نحن لا نرى فى أوباما أى فرق،
    فالتغيير الذى يرمى إليه يخص أمريكا وحدها ( و يا لحظهم)،
    و لكن ماذا يمكن أن يفيدنا ذلك فى دولنا الأفريقية و لا أقول العربية، كالسودان؟؟؟


    إحترامى و تقديرى،،،

    ________________________________
    نبارك لكم إنتصار أوباما الكاسح....
                  

11-09-2008, 09:22 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: Hala Hassan)

    Quote: الأخ أمين صديق،
    لا أدرى لماذا صنفت الأراء المختلفة كلها بأنها:
    أصولية/ مغتاظة....الخ،


    اصولية هنا لا أعني بها السلفية في شكلها الكلاسيكي فقط
    بل كل الذين تفسيرهم لأحداث العالم السياسية قائم على منظور صراع الأديان

    و صنفتها بأنها مغتاظة لأن هذا واضح في كتاباتهم ..


    Quote: حقا أن يوم البارحة تحقق نصر تاريخى لأقلية مضطهدة فى أمريكا،
    و هنا يمكن لنا أن نفرح و نبتهج مع الكل،،،

    و تحقق النصر و زعامة أمريكا لرجل من أصول أفريقية،،
    و هنا أيضا يجوز لنا أن نزيد من جرعة البهجة و الإحتفاء بالنصر،،،

    و لكل من صوت له و سانده من الناخبين الأمريكيين، أيا كانت جنسياتهم الأصلية مقدار إضافى من جرعة الفرح ،
    و بالتأكيد لا غضاضة فى ذلك،
    و لنا أن نشاركهم فى ذلك،،،،


    ثم قلتي
    Quote: أنا لم أفتح بوستا بهذا الصدد، و لكنى أجد نفسى مستغربة للفرح (الشديد)،

    إذن فرق مقدار .. ما ذكرته أعلاه يجعلني أشعر بالفرح الشديييد


    Quote: إذن أين يكمن التحفظ؟؟؟
    كل ما فى الأمر،
    أننا و قد تعودنا على مر الإدارات الأمريكية المختلفة (جمهورية أو ديمقراطية)
    على صلف و أسلوب مغرور و مستبد فى التعامل مع دول العالم الثالث و الإسلامية بالتحديد،
    و بطبيعة الحال لا يتأثر الحكام من جراء هذه السياسات بقدر الشعوب،،،

    و نحن لا نرى فى أوباما أى فرق،
    فالتغيير الذى يرمى إليه يخص أمريكا وحدها ( و يا لحظهم)،
    و لكن ماذا يمكن أن يفيدنا ذلك فى دولنا الأفريقية و لا أقول العربية، كالسودان؟؟؟


    إحترامى و تقديرى،،،

    نبارك لكم إنتصار أوباما الكاسح....


    مشكلتنا لن تحلها أميركا لنا و لا غيرها

    و عن نفسي لا أتوقع أن يأتي حل كامل لمشكلة بلد ما على طبق من ذهب من الخارج
    بغض النظر عن دوافع إدارة بوش من فرض السلام في الجنوب .. ماذا فعلنا بتلك الفرصة الذهبية ؟
    بماذا يمكن وصف سلوك السياسيين بعدها بغير الذاتية المفرطة و الرعونة و العشائرية و الإنتهازية
    حتى جعلوا ذلك الإتفاق خاوياً
                  

11-06-2008, 08:43 AM

Hafiz Suliman
<aHafiz Suliman
تاريخ التسجيل: 03-26-2006
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: amin siddig)

    من فتره ليست بالقريبه لفت انتباهي هذا الموضوع في sudan for all
    اعتقد انه مفيد جدا في حاله الغيظ اللي ما مفهومه دي.


    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=490&highl...8e35b57dded60b56ef2e


    Quote:

    "التبخيس" 000 كما هو شاخص في الذهنية السودانية!!!!

    لا شك أن التمايز في المواهب والتفاوت في القدرات هو جزء من طبيعة الخلق وله مدلولاته العميقة في إثراء وإخصاب الحياة الدنيا بما ينتج عنه من فعل بشري خلاق0 وكذلك من نافلة القول بأن المجتمعات التي عرفت طريقها للتقدم والرقي لم يتحقق لها ذلك إلا بالتفاتها لهذا التمايز والقدرة على توظيفه بأقصى حد تسمح به الطاقة البشرية0
    ولكن، الأمر في السودان جد مختلف 0 فالمتتبع للسلوك الجمعي لمجتمعنا وما ينساب من بين ثنايا ثقافته يكتشف أن مجرد التفكير في التفرد أو إبراز الموهبة لهو نوع من المجازفة الخطيرة التي ينبغي لصاحبها الاستعداد نفسيا وبدنيا لدفع ثمنها لأن الأمر قد يبلغ أحيانا درجة التأديب!!0 ولا شك أن الظواهر الشاهدة على ذلك كثيرة بما لا تحصى أو تعد0 ولكن، قبل محاولتنا التدليل على ذلك يجدر بنا تقصي الأسباب إن أمكن ذلك ومن باب الملاحظة التي هي نتاج الممارسة الحياتية اليومية ليس الا0
    يخيل للمراقب أن الشخص السوداني – لعدد من الأسباب- لا يطيق أن يكون أقل قدرة أو موهبة عن أقرانه، وقد يشكل ذلك لديه الكثير من العنت والشقاء ويسهم بقدر وافر في تكدير حياته وإكسابها الكثير من السلوك النفسي السالب، لأن تميز الآخر عنه يشعره بدونية وضآلة تذهب بقدر وافر من ثقته بنفسه0 وقد يكون مرد ذلك نوع التنشئة الذي تتبعه الأسر في تربيتها للطفل0 حيث أنه من الملاحظ يكاد يكون ممنوعاً عليه أن يصرح بمحاسن أقرانه أو يعلن عن تفوق أحدهم، وكثيراً ما يكون الرد حاسماً وغاضباً "انت مالك ناقص؟!" أو "انت الما بخليك زيه شنو؟" وغيرها من الالفاظ والتعابير التي تشعر الطفل مبكراً أنه من العيب أن يقر بتفوق الآخر لأن ذلك تسليم بالنقصان وقلة الشأن ، ولعل ذلك أوضح ما يكون في التنافس المحموم "حد الهستريا" في المراحل الدراسية والتقريع الملازم للطفل و خلق جو من الإرهاب في أي لحظة يتخلف فيها الطفل عن بعض أقرانه وخصوصا داخل نطاق العائلة الممتدة0 كل هذا وذاك من أسباب التنافس غير العاقل عزز من حالة التنميط التي يرزح تحتها المجتمع وانصرفت الأسر كلياً عن اكتشاف مقدرات ومواهب صغارها وبحثها عما يميزهم عن الآخرين فيما اتجهوا كلياً إلى المحاكاة حتى أصبح بمرور الوقت أن الهدف الأكاديمي المرتجى لم يتعدى المجال أو المجالين في أحسن الأحوال "طب وهندسة"، وما دون ذلك يندرج في خانة "التعب البلا عوض"!!!0
    هذا الخنق القسري لرحابة الحياة معززاً بذلك الغرس غير الحميد لمعنى التنافس غير الشريف واهدار معنى التمايز كان لابد بمرور الزمن أن يخلق نوعاً من من "ثقافة التبخيس" التي تسعى لاحتقار الآخر المتفوق أو الموهوب والعمل دوما للحط من شأنه بغية التوازن النفسي00 ولنا في ذلك أدبيات كاملة وأمثال ليس أقلها "الما بتلحقوا جدعو"!!0
    والتبخيس دوما حالة مفارقة للنقد المنهجي، فبينما الأخير يتوسل الموضوعية والمنهجية بغية الإسهام في تنقيح التجارب والدفع بها نحو التطور والارتقاء نجد أن التبخيس لا علاقة له بعقلانية أو منطق كما أنه في مجتمعاتنا بلغ حداً من المباشرة بحيث أنه بات زاهداً في الالتفاف والمناورة لتحقيق أغراضه ولا يعنى في ذلك بأي حد من المعقولية0 والحياة اليومية مليئة بالنماذج الطريفة، فمثلاً يكفي أن تكون في مجلس "ونسة" عامة مفتوحة على كافة النقاشات اليومية من فن ورياضة وثقافة ومجتمع، وعنى لك أن تشيد بلاعب مبرز حين انعطف النقاش نحو الرياضة، فيجيبك أحدهم بصبر نافد "آي هو ما بطال بس مشكلته انه بيقوم بقزازة براه !!" ، أو أن تتحدث باحترام عن تجربة أحد الفنانين فيجيبك أحدهم بامتعاض ظاهر: "صاح هو بغني كويس بس مشكلته بصبغ شنبه !!" وغيرها من مئات التعليقات غير المتماسكة أو ان شئت الدقة المتهافتة التي قد تصادفك يومياً والتي كلها تتفق في أن الذهنية التبخيسية لا تتوخى أدنى حد من الحذر أو تتوسل أية نوع من العقلانية في ما تود نسفه0

    الشاهد ان هذه الثقافة تنامت وتجذرت للدرجة التي اصبح فيها التفوق أو التفرد نغمة توجب من صاحبها دفع الثمن كما ابنا لاحقا0 وتبدأ تلك الممارسة منذ بواكير مرحلة الدراسة بتلك التحرشات اليومية التي يواجهها المتفوق من قبل أقرانه، هذا إن لم يتطور الأمر إلى حالة من الابتزاز النفسي بإشاعة أن تفوقه ناتج لعلاقة مشبوهة مع بعض الأستاذة!!! والى غير ذلك من السلوك المسبب للضغوط النفسية التي تذهب بثقته0 ولعل ذلك كان سبباً لأن يترك الكثير مقاعد الدراسة هجراً بعد أن أصبح تفوقهم نغمة عليهم وسبب لجحيم حياتهم0 أو أن يتراجع البعض دراسياً ليأمن شر التفوق وينضم إلى الآخرين للتنكيل بالضحية الجديدة !!0
    أما السعي لمحاولة إبراز الموهبة مسرحيا كان أم غنائياً في الجمعيات الأدبية أو الأيام الثقافية المدرسية فالمحاولة هنا تبدو محفوفة بالمخاطر لأن ثقافة الاستهجان والتبخيس جاهزة ومتحفزة للانقضاض والألقاب المحملة بدلالات الاستحقار جاهزة للالتصاق بالمستهدف مرة والى الأبد ليس أقلها "فلان العوير" أو "علان البايخ" وليس آخرها "الثقيل"0
    أما إذا كان النبوغ رياضياً هذه المرة فالامر يتحول الى حرب يومية يخوضها صاحب الموهبة حتى يعود سالماً الى بيته " وليست في كل مرة تسلم الجرة" 0 فالموهبة هنا ليست محل استحسان الأقران بل هي تطاول يستحق التأديب والذي يكون في هذه الحالة ركلاً متعمداً وتشليتاً مصاحباًَ بصراخ جماعي "دقوا" 00"كسروا" 00 ما تخليه ينطط فينا" – ولاحظ هنا تعبير "ينطط" – فهو مرادف للموهبة، ولكنه مبتذل في اللاوعي الجمعي بقصد التبخيس0
    كل هذا وذاك عزز بشكل أو بآخر من ثقافة التبخيس واستبطانها بقوة في اللاوعي الجمعي الذي يسعى حثيثاً لزجر أي بوادر لموهبة أو تفوق من باب أن الناس متساوية وكلنا "أولاد تسعة"، وهذا أضعف بدوره من قيمة الموهبة وبالتالي سيطرة ذهنية التبخيس متمثلة في لغتها السائدة، فأصبح الفنان "عامل فيها فنان" والشاعر "عامل فيها شاعر" 00كما أن عبارات مثل "ده فاكيها في روحه" أو "براي" 00لها مدلولها الابتزازي الرهيب على النفوس لأنها مشحونة بمعاني تبخيسية واستفزازية ناسفة0 ومصطلح "عامل فيها 00" لهو من الغرابة والطرافة بحيث أنه من المشكوك أن تجد له مقابل في أي لغة أخرى على ظهر البسيطة0

    ولكن00 رغم كل ذلك ، ولأن التمايز واختلاف القدرات جزء من طبيعة الأشياء كما أشرنا من قبل، كان لابد للمواهب أن تعلن عن نفسها وللقدرات أن تظهر تفردها بحيث يصبح تجاهلها أو التنكر لها ليس دوماً في الإمكان 0 وهنا للمفارقة يتحول العقل الجمعي الحاضن لثقافة التبخيس الى عقل "دوغمائي" يعتقد فيمن يدين له بالتفرد حد التطرف0 ومن عجب رغم التناقض الظاهري للمفهومين الا أنهما يعملان معاً في الثقافة السودانية بكفاءة نادرة ويمكن اعتبارهم القاسم المشترك في تشكيل بنية العقل الجماعي0 ولعل أوضح ما يكون ذلك على مستوى العقل النخبوي ومراوحته بينهما0 ويتجلى ذلك في غياب ثقافة الاختلاف وشيوع الخلاف كاحد الآليات المنتجة لذهنية التبخيس0 أو سيطرة مفهوم الحواري "درق سيده" عندما يتحول الأمر الى "دوغما"0 وبمعنى أوضح فالأمر عند النخب كما هو الحال في باقي المجتمع هو غياب نسبية الآراء والتمترس خلف حقيقة موهومة تجعل من الآخر "نكرة" أو "جاهل" في أحسن الاحوال، هذا ان لم يستطيل الحال الى أنواع أخرى من الاسلحة الفتاكة ليس أقلها "اغتيال الشخصية"!!0
    هذا التزاوج بين التبخيس والدوغمائية لا يخلو في كثير الاحيان من الطرافة لأنه أصلاً مبني على اللاعقلانية 00 وهنا يستحضرني هذا الموقف الطريف: "كان يرافقني يوما ما في السيارة أحد الأصدقاء الذين لا يرون الحياة الا من "خرم" سياسي0 وكان أن تصادف بمسجل السيارة شريط غنائي للفنان مصطفى سيد أحمد، وطلب هذا الصديق تغيير الشريط بحجة أنه لا يحبه، وكان من الممكن أن يكتفي بذلك الطلب محيلاً الأمر الى تباين أذواق 00 ولكنه أردف معقباً "ياخ هو زي ما قال "نقد" : "في فنان شنبه كبير !!!" 00 والتعليق بقدر طرافته فهو يكشف بحق عن ذلك التلازم الحميم بين المفهومين والقدرة على المزاوجة بينهم متى ما استدعى الأمر0 فصاحبنا على ما يبدو لم يكن على ثقة من نفسه لتبخيس مصطفى ولذلك استعان بنموذج "معتقد فيه" - بضم الميم - يضفي على التبخيس بعداً أعمق0

    خلاصة الأمر يبدو أنه من الواضح أن التبخيس ساهم بفاعلية حقيقية في "فرملة" تطور المجتمع السوداني في الكثير من مناحي الحياة وعمل بقوة على تنمطيه بحيث صار ايقاع الحياة يسير على وتيرة واحدة لا تحس معها بأي قيمة لتراكم التجارب الحياتية والابداعية 00 فمثلاً: الغناء ليس بغناء ان لم يساير المألوف والتعليم ليس بتعليم ان لم يكن طب وهندسة والدراما ليست دراما طالما أنها ليست مصرية النسق، والكورة ليست كورة طالما أنها لا تلعب بطريقة الخمسينات من القرن الماضي ، وفي هذا الشأن اختزل احد المخضرمين الذين استضافهم التلفزيون السوداني قبل فترة كل علات الكورة السودانية في الأحذية الحديثة والحوافز 00 مشدداً أن الحل الأمثل في العودة فوراً الى "الكدارة الجلد" و"جك الليمون" بديلاً عن الحافز المادي!!0
    ومن نافلة القول أن نشير إلى أن هذا الجو المشبع بروح "الإرهاب التبخيسي" كان وما يزال سبباً لتطاول أقزام الفكر والمتصحرين عقلياً وعاملاً من عوامل شيوع الهرجلة وروح الانتهازية في مختلف مجالات الحياة للحد الذي صبغ كامل حياتنا بسقم وجودي مستدام يتبدى معه الإصلاح أمراً في غاية الاستحالة0

    عبد الخالق السر/ ملبورن

                  

11-09-2008, 09:28 PM

amin siddig
<aamin siddig
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 1489

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذا يغتاظ البعض هنا من فوز أوباما (Re: Hafiz Suliman)

    الأخ حافظ

    شكراً لجلب ذلك المقال العميق

    و للمشاركة

    بالإضافة لكل تلك الأسباب هناك ( المناكفة )

    أن يصدر الإنسان آراء سياسية فقط نكاية في شخص آخر يختلف معه فكرياُ ..
    و ثم يتهافت للدفاع عن وجهة نظر هي أصلاً النطق بها سبق التفكير فيها
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de