|
شعيرية .. وعندى فوقها رأى !..
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ فى ظل هذه الظروف العصيبة لا يمكن أن يجازف حزبكم الحاكم بالدخول فى معمعة انتخابات تراقبها قوات أممية أو هجين .. ولكن لابأس من التفاؤل الحزبى الذي يتحدث عن الإنتخابات بناءاً على ضمانات الانقاذ القولية ..وياما قالوا!.. هناك شواهد تدل على ان الانقاذ يمكن ان تجازف بإنتخابات من إعداد وإخراج ( شكر الله خلف الله )!.. هذا المخرج التلفزيونى القدير لن يكون المسؤل عن تلفيق الانتخابات القومية التى يقال انها ستقوم قيامتها السنة القادمة ..ما أعنيه هو ان الانقاذ ستخرج من غزوة الانتخابات شاكرة لكل من يشارك فى استخلاف الانقاذ على السلطة بهذه الوسيلة الشرعية التى تروق المناضلين الشرفاء الذين يستحبون الرهان عليها.. ولكى نتفحص مدى إستعداد القوى الوطنية للإنتخابات تحضرنى قصة كيس الشعيرية الذى أهداه سواق قندران لود البلولة فى نواحى حمرة الشيخ ، لان ود البلولة دل السواق على درب العطرون .. بعد هجعة الليل عاد ود البلولة الى بت بلل زوجته يتأبط كيس الشعيرية .. لم يناغمها ، لأنه كان مشغولاً بتدليل هديته .. أكل ود البلولة عصيدتها وشال الليل قصبة وهو يتأمل فى كيس الشعيرية ويقول : ـ ( الله قادر يا الحكومة )!. و منذ ذلك اليوم لرأت بت بلل فى زوجها أحوالاً لم تكن تعرفها..! وتناقلت الصحراء ان ود البلولة منع زوجته من الاقتراب والتصوير ! ورفض ان تلمس كيس الشعيرية بيديها ، لكنه سمح لها ان تشوف (أكل الحكومة )!. سألته اكثر من مرة :ـ ياراجل كيس الشعيرية دا بتجننك .. جيبا نسويها ليك ..! إمتنع ود البلولة عن إبداء أى تعاون وقال:ـ (لا.. الشعيرية دى عندى فوقها رأى)! بت البلولة التى تعرف دروب النشوق طاعتها العمياء لزوجها تضجرت من إحتضان زوجها كيس الشعيرية، وإهماله للواجبات الاخرى..كان طوال رحلة النشوق يتمعن فى كيس الشعيرية ويقول : ( والله يالحكومة !.. إنتى ما بتنقدرى ..مابتنقدرى )!.. أمام إصرار ود البلولة على إحتضان كيس الشعيرية دون أى شيئ آخر، ولكونه منع زوجته وبنت عمه من ممارسة صلاحياتها فى ( تكديد) الشعيرية على النار ،، ذهبت بت بلل راسا عديل الى شيخ القبيلة واتهمت زوجها بالجنون ..وطالبت بحقها فى( تكديد) كيس الشعيرية كما إعتادت على صواطة العصيدة كل يوم .. جيئ بود البلولة مخفوراً ..نزل أمام راكوبة الشيخ من فوق الجمل محتقباً الكيس كما يحتقب العارفين مصحفاً برواية ورش عن عاصم !.. بقية القصة معروفة .. دافع ود البلولة عن رجاحة عقله امام شيخ القبيلة قائلاً : ـ ( ياولية انتى مجنونة ؟ الشعيرية دايره عدل ! وين شطاها ؟ وين بصلاها وين الويكى البلايقوها بيها )؟!.. ..ساداتنا الكرام فى الاحزاب السودانية الوطنية يقلدون موقف بت بلل فى ديار البديرية !دون أن يكلفوا أنفسهم تحضير ليمون الانتخابات ..إن كان الليمون سيزيل (نتائجها) الحتمية !.. ..و تهدد الإنقاذ بإقامة الانتخابات فى موعدها لأنها بمقدراتها ( اللوجستية ) تستطيع ان تتعاطى مع الرقابة الدولية بما يرضى طموح البان كى مون .. وهذا البان ــ إن أسفر صبح الإنتخابات ــ سيكون أكثر موضوعية ً من شيخ القبيلة الذى تقول الرواية أنه صادر كيس الشعيرية درءاً للفتنة وحفاظاً على بيت بت بلل من الخراب ! ويقال كذلك ان بت بلل وود البلولة خرجا من راكوبة الشيخ وكلاهما ( يتنخج) بالبكاء ويقول :ـ (والله يا الحكومة .. إنتى ما بتنقدرى .. ما بتنقدرى)!..
|
|
|
|
|
|