صابر هــدهــد المكي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 11:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2008, 11:21 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صابر هــدهــد المكي

    (1)


    مثله مثل غيره ظن أن آخر صفحات المعاناة قد إنطوت غير رجعه ، أخفي تكويناته ، ملامح وجهه ، ماضيه ، أحلامه ، كل شئ تحت ستار الزمن الذي يقوده حيث لا وجهه يعلمها. تحت إهابه حمل أحلامه ، جراحة ، إنسانيته التي أهدرت كثيراً بحماقات ومحاصصات إثنيه وفكريه وذبح طموحات ، أفعال خرقاء أصابته في مقتل ، تخشبت أحلامه علي رصيف المستحيل ، فلا أجنحه يحلق بها للمدي ولا بذور تغري حمامات ذاته لتصافح البسيطة أن يا أرضي أنتي فرضي.

    تتحسس يده كل لحظة سكة خنجر إنتهك حرمة خاصرته المنهكة بعمق ، يتألم ولكن لا يتكلم ، يتأوه ، يتفوه سكاتاً وحيره فقد عرف تخثر اللغة المرهق جداُ لشفاه تيبست من طول صمت ، يعلق علي زرقة السماء التي تشبه حاله ، يعلق أمل الهطول ليغسل وحل السنوات القابع بداخله ، برقٌ .. رعدٌ .. ولا مطر.

    :السحاب مالو كمان؟

    (صابر ود المكي) يحدث نفسه طوال الوقت ، مابال السحاب أجند هو الآخر لرفع ثيرمومتر الحزن في ربوعي ؟ شموعي وضوءها الوجل يغرس دخاناً أسوداً في عميق شهيقي ، زفيري مكبلٌ بجدار الرئة المهترئة ، متوارٍ خلف خوفه من رحله مشبوهة وغير واضحة التراكيب عبر مسالك أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تمنح الأمان. يفضل زفيره الإنحباس عن الإنزلاق لجغرافية لا يمسك بخطوط كنتورها.
    قهوة أحمد الخير.. إنزوي صابر كطفل منهك القدمين من جراء محاولات فك طلاسم الخطوات الأولي في الحياة ، كوم نفسه علي طاوله منزوية علها تمنحه قسط إرتياح ليخلع علي بدنها وجعاً إئتزره لسنوات عجاف .
    : شاي يا أحمد لو سمحت.
                  

08-28-2008, 11:34 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    (2)



    الخطوط المتداخلة ، التموجات ، وأبعاد الرسومات علي الطاولة لا تلمس أي مكان فيه ، تحجر إحساسه بالأشياء ، فالنيل الذي كثيرا ما جسد علي جروفه أجمل لوحات عشقه مكللة بعبير شعره عميق المعاني ، وكم غازل موجه ونوارسه بحروفه أنيقة المقاطع ، وفرشاته دقيقة التصوير والتلوين كانت حضوراً طاغياً علي كل لوحة بهاء له ، لا تبخل أن ترسل الدهشة مطر بوح في كل الفصول ، كل هذا الإحتشاد صار لا يلمس خاطره بشئ ، فالفراشات لم تعد شبقة الإشتهاء لرحيقٍ أذاب جلدها وصبرها علي فراقه ، كل شئ (تعتمر) وتصحر عنده ، حتي زكرياته التي تحاول جذبه للخلف ركلها كلما همت بالإمساك بطرف طرف أفكاره ، خلعها ورمي بها في لا مبالاة ، ليس علي الأرض بل علي تفاصيلها التي ضاعت مع كل قطرة حزن نزلت عليها وعبثت بالألوان ، خلطتها ، أحمرها علي أخضرها ، أصفرها علي أزرقها ، ليضيع كل شئ .

    : شوية سكر يازول ، مالو شاهيك دا مسيخ مالك قالولك ملدوغ ؟ عالم تجيب الضغط.

    حياة متبلده الخطي ، فهذا محراب عشقه النيل وصل عنده لهذا الحد من الفتور فكيف حال باقي الزكريات ، الأشواق ، الناس ، الأحداق ، عطل عواطفه رمي كل شئ خلفه ، أغلق نوافذ الماضي الصدئة وكذا الأبواب ، ذبح كل خاطره تحاول سحبه للخلف ، بعثر أوراقاً بشتي الأحجام والمواضيع ، الخواطر والآهات ، أقلامه ، قصاصات بكل الألوان ، نفس سحابات الدخان التي دستها الشموع في أنفه يدسها الآن بين خرائط قصاصاته التي ترتجف من المآل المنتظر. إنه الحريق فبمن تستنجد؟ بالريح؟ هذا إبن عاق عصف بتفاصيل العلاقة الحميمة بينه ووريقات الشجر ، فكم غازلها في شبابها وعزف علي أطرافها أحلي سيمفونيات العمر الندي ، راقصها ، مرجحها ، مسح برفق هذا الدمع المتدفق علي جبينها ، هدهدها ربيعاً ، صيفاً وشتاء ، أغدقها ألحاناً ، أفراحاً وغناء ، وغداة إصفرارها رفع يده عن معزفه لينفلت مكنونه عصفاً أهوج يهوي بها بين الأشواك والحطام..

    إنه الضياع إذاً ...

    ..


    _ يتبع _
                  

08-28-2008, 11:48 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)


    (3)

    إنه الضياع إذاً ...

    بمن تستجير ؟

    بالرعد؟

    هذا أفضل ما يمكن أن يقال عنه (إن الأواني الفارغة أكثر ضجيج).

    فليكن البرق ..

    ولكنها تخاف من هذه الشعلة المنفلته من عود ثقاب رفيع الجسد في يدي ثائر غاضب فكيف لها إحتمال هذه الشحن المتكهربة ؟ وهل فيها من الجلد ما يجعلها تصبر لحمي الإشتعال البطئ؟ هي تبدو كالمستجير من الرمضاء بالنار .

    لم يبق غير المطر إذاً..

    ولكن حراره حارقه تسربت إلي جسدها المنهك ، لم تكن الشعلة الممتدة من يده ، بل كانت لسعة شمس الصيف القاسية ،

    هنا أدركت ..

    أن شهران يفصلانها عن المطر حتي ينطوي هذا الجمر.. حينها أغمضت سطورها واستسلمت لما بعد الدخان الذي بدأ يتعالي منها يسلب بياض قلبها ويحوله إلي سواد وجل ليبقي أعدامها بعود ثقاب واحد..

    تحترق ..
    ..
    تحترق ..
    ..
    ويحترق.

    : معليش يا حبوب الليل هود خلاص وعايزين نقفل القهوه ، باكر بي خيرو إنشاء الله

    صوت أحمد الخير صاحب القهوه يبتر عليه إسترساله .

    هكذا يبدو صابر ، يجئ ويروح ، نفس الطاولة ، شكل التكوم ، شريط الماضي ، إستغاثة قصاصات زكرياته ، وصوت أحمد صاحب القهوة ، يتكرر هذا المشهد يومياً.

    يجر أرجله المنهكة بتعب الذي يسحب خلفه سنين عمره المهترئة ، أو كالذي يجر هذه الأرض بكل ما فيها ، يعبر الطريق الوحيد الذي يفضي به إلي حيث يموت يومياً ، عبر ممر ضيق يشبه اللحد في إمتداد رأسي ، يحشر نفسه بصعوبه تظهر في تصاعد أنفاسه ودقات قلبه المتسارعة ، وتظهر أكثر في إختزال وتكوير ما تبقي من جسده في هيكل طفل قليل التدفق .

    عند بابه بيته يتكرر السؤال اليومي عند المغادرة والأياب.

    : هسع الواطة الواسعة دي كلها حقي فيها المخروب دا بس؟
    يحلني منك الحل بله يا مسنوح الحال.

    ويسترسل في في مكنون المكان ..

    أو ( ود اللحد) كما يصفه.

    ..

    ..

    _ يتبع _
                  

08-28-2008, 11:59 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    (4)

    ويسترسل في في مكنون المكان.
    أو ( ود اللحد) كما يصفه.

    يلج إليه في خطوات جنائزية ..
    طقس الغرفة ..
    أشلاء الأوراق المتناثرة ..
    الإنكماش الذي يكسو كل قطعة قماش داخلها ..
    الغبارالذي يسكن جسد الأشياء ..
    العبث يقيم بطمأنينه ليبدو كمن ولد هنا .

    يرمي بباقي جسده الذي تآكل كثيراً بفعل السنون العصيبة .
    يغوص بنظره في السقف ..
    وزفيره الحارق لا يتجاوز سقف حلقه.
    ينفث إحتراق قلبه ودخان قصاصاته .
    يتجاوز حاله هربا من غصه تمسك بمنافذ الصوت هذا المتهدم الشائخ .
    يتقلب .
    يتثاءب..

    ..

    ..

    ويغرق في نوم يمني نفسه أن يريح.


    .

    .


    _ يتبع _
                  

08-29-2008, 00:10 AM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)


    (5)


    ويغرق في نوم يمني نفسه أن يريح.

    ..
    ..

    مدينة حالمة ، يمشط شوارعها ، خضرة في كل مكان ، وجوه باسمة ، ضحكات تتعالي ، عصافير علي الشرفات بكل الألوان ترسل أحلي الأنغام دون ملل ..

    طقس إستوائي يعرفه ويحبه تماماً .

    ولكن ما هذا التناقض الذي طرأ فجأةً علي محيط صابر ود المكي ؟

    كيف تحول العالم وبهذه السرعة من حطام وحزن غطي كل شئ إلي لوحةٍ زاهية الصنع؟

    سره هذا الجديد دون أن ينتظر إجابات لأسئلته الملحِّة هذه .

    يتجول هنا وهناك ، يسلم علي هذا ، يداعب ذاك ، يدندن بأغنيات بدأت بعض مقاطعها في التسرب من الذاكره ،

    لا يتوقف ، يكمل المنسي منها إيماءات برأسه وتمتمات لا يفهمها إلا صابر ود المكي.

    بحث كثيراً عن قهوة أحمد الخبر.

    ..

    ..

    _ يتبع _
                  

08-29-2008, 12:45 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    (6)


    بحث كثيراً عن قهوة أحمد الخير ..

    وعن تلك الطاوله التي تتحمل تكوره المرهق ، وتشاركه معاناته ، وتصبر لقبضة يده عندما يهوي بها عليها جراء ذكري مؤلمة ، ينحني صابر ليلتقط شيئاً متكوماً علي حافة الطريق ، طالت المسافة بين يده وبينه كأنها سنوات ، عقله يأخذه مداً وجذرا ، وآلاف الأسئلة تفتك به حيرةً ، أهي وسادة حلم عليها أحلاماً سعيده ولكن لم يتحقق منها شئ فرماها إلي غير رجعه ؟ أتكون ....؟ ربما .. .

    فتحه بهدوء وترقب يظهر في رعشة يديه ، كان الجوال ( موكأ) بخيط رفيع أنهكته سياط الشمس المؤلمة ،...
    ألواح خشب !؟ نعم هجم عليها الغبار من كل منفذ وصوب ..

    بعض الحروف تنام علي الألواح بغطائها في استغراق ..
    حرف ألف .. تحته لوح عليه بقايا خاء .. وأخر ياء.. و ..
    جثا صابر علي ركبتيه يرتبها فقد أحس بإلفه نحوها ، وربما ملامحها ليست بغريبة عليه ..
    رتبها ، أزال المتعلق بها ..
    و..
    إندهاش ..

    (قهوة أحمد الخير) ؟؟!!!!

    : إلا دي بس ، كل شي اليروح .

    حمل أشلاء ألواح لافتة القهوة علي ظهره ، يريد أن يوصلها إلي حيث راحه ، ولكن إلي أين ؟ لا يدري..

    : بس يازول وين القبله هسه .؟

    : كدي النخليها زي ما تجي تجي ، يلا أضرب الهم بالفرح .

    الحنينة السكره .. سمحه والله ومقدره
    جينا ليها نذكره .. الحفله لازم تحضره
    وبي شبابه تنورا ...

    : ينصر دينك يا ابو الورود
    تيرم .. تيرم .. تيرم
    ..
    .
    .

    _ يتبع _
                  

08-30-2008, 09:22 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    (7)

    يدور مع الزمن كيفما أراد وعلي عاتقه ما ينوء بحمله .
    فعند زكري التي علي كتفه الآن رآها أول مره.

    .
    .

    ليلي ..

    بقوامها الباني المديد.
    ووجها الطفولي المتفتح.

    عيونها الساحرة تحتجز تحت هدبيها إحتياطي العالم من الدهشة.
    وماذا عن رموشها التي تحاكي مراجيح هواء تلفه متي ما أغمضت.

    كانت بتفاصيل كل الفصول .
    خطواتها سحابات خريفية تنقاد للريح في إبطاءٍ مريح.
    لونها لوحةٌ ربيعية فاتنه ، يغازل لون عينين تشبهان أخر قطرة من مطر صافي.
    محياها وضوح شمس الصيف المتبرجة ولكن حضورها موسيقي جاز صاخبة تفتك بالسكون.
    رغم هدوئها تشعرك بالضجيج المريح.


    ليلي ..

    بكل تفاصيلها وطقسها الشتائي العاصف .

    حولت التحدث إليه يومها ، باغتته بسؤالها:

    : إنت أستاذ صابر ود المكي صحيح ؟؟

    سؤال إنطلق من منصة شفاه كاملة الدسم.

    ولكن صابر بتر ذلك السؤال بلجاجته التي ورثها..

    : أنا صابر وما صابر ، وعشان صبري ما يكمل أنكشحي من قدامي.

    أوقفت هذه الذكري التي يجتر تفاصيلها الآن حراك أقدام لا وجهة لها.
    ربما إستغراق في عتاب نفس علي رده القاسي علي ليلي يومها.
    ولكن أين هو من ذلك الآن.

    أهي ضريبة ما أقترف؟؟

    ربما.

    .

    .

    _ يتبع _
                  

08-31-2008, 06:24 AM

منى على الحسن

تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    الاخ ابو حوه سلام ورمضان مبارك ينعاد على

    الجميع بالعافية

    آه

    كلنا مثل صابر ود المكي صلبت أحلامنا على

    جدار المستحيل وماتت آملنا بين اخفاقاتنا الممية

    سرد عميق اصابني في مقتل وبدات اتحسس الالم بخاصرتي

    ليت يا اخي العصافير تغرد على شباك شرفتنا ...

    يا ابوحوة متابعة بي شغف مع امنية ان تبشرنا نهاية صابر بي بخريف ضاحك....

    فتابع يا اخي هذا المزيج من الحروف الذي يشبه تناقض دواخلنا

                  

08-31-2008, 10:51 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: منى على الحسن)

    مني علي الحسن أسعدني حضورك هنا مع إطلالة هذا الشهر المبارك جعلك الله من عتقائه. حكاية صابر ود المكي لا تعدو سوي تجسيد لبعض تفاصيل حياة الكثيرين ممن طحنتهم ظروف نعلمها تماما.شكرا جميلا وسأعود بلا محاله.وقد كان الأجدر أن أكتبها هنا كامله ولكن لأسباب شتي لجأت للتجزئه . ودي لك.
                  

09-02-2008, 06:24 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    (8)


    ذلك الممر الضيق تحول إلي براح واسع تناثرت علي أطرافه وردات وارقات ، هدوء لم يعهده من قبل ، أما تلك الغرفه القبر خرجت من شرنقتها بنايةً كاملة الطوابق تسر الناظرين ، إختلف سؤاله اليومي عند الباب هذه المرة ..

    : هسع الدنيا دي كلها وبي سماحه دا شن طعمه وليلي ما فيها ؟؟..

    : ألقاها وين ؟

    : القهوه ؟ لكن خشبه ياهو دا فوق ضهري . ياربي تكون دخلت الجامعه.؟

    : لا تثق بالجامعة .. واللافتات اللامعة .. الوزن والشعر المقفي .. والصدور القانعه ..

    : آآآآه زمن والله . زمن الزمن زين والشعر مغتي الإضنين.
    .
    .

    نقر باب الغرفة التي تجمدت أرجلها في الطابق الأرضي كمن لا يعرف للسمو سبيل .
    نقر ..
    نقر ،
    إستدرك وحدته حيث لا أحد يشاركه الموت بها .. يدير المفتاح بهدوء . يفتح.. يستغرب !!..

    كما هي لم يمتد إليها التغيير الذي شهده خارجاً ، نفس العبث والكآبة ، نفس السرير ، ولكن شخص ما يتمدد في طمأنينة واستسلام للنوم.. (المركوب) الذي أمامه هو له ، هو حذاءه الذي لاتقبل أرجله غيره حتي سمي ب (أبو مركوب ) أيام الجامعة ،

    يسحب الملاءة بسرعة ،
    .
    تلجمه الدهشة .

    من؟

    .
    .

    هو أبو مركوب نفسه ..

    .

    _ يتبع _
                  

09-03-2008, 08:34 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)


    (9)


    يصحو من حلم كل ما فيه جميل إلا أن ليلي لم تكن فيه.
    سخط .
    لعن.
    نهض .
    ضحك ضحكة لا تنقصها الهزيمة وخيبة الأمل بعد هذا الحلم المفرح المحزن.
    بحث في كل أركان (ود اللحد) عن اللافته . لم يجدها . سحب جسده المتهالك خارجاً ،
    إلي أين ؟

    قهوة أحمد الخير ربما يجدها .

    حمل مركوبه في يديه خارجاً ..
    يقفل الباب ..
    وهو يردد.

    : والنيل طبق مركوبو ..
    ومرق للصحرا مدبِّي .
    وباب الروح متاكا انسربي.
    .
    : عاطف خيري حليلك وحليل أيام بنحفظ شعرك . باب الروح ذاته رااااح ،
    : تعال شوف البشتنه النحنا فيها دي.
    : دي حاجه مش تنحنح الجالوص . يمين دي تخلي الزول ملوص.
    .
    .

    الله أكبر ..
    الله أكبر ..
    الصلاة خير من النوم.

    وصلته مع الصدي الناقل والذي يركب هدوء الليل منسربا للبيوت ،
    تناهت إليه بعد عدة خطوات متبرجلة عبر (باب الجندب) كما يطلق علي ذلك الممرعلي قرارة باب المندب ،

    كل محاولاته لم تفلح بعد في الركوب علي (سفينة نوح) كما يسمي مركوبه.

    : والله لو ما قال الصلاة خير من النوم كنت قايلو أبوعركي يطراه الله بالخير .

    ورجيت ..

    أذن الآذان ..
    وحا نصليك ..
    يا صبح الخلاص حاضر ،
    .
    .
    : يلا الصباح رباح كدي الواحد يصلي وبعدين ليها ألف حلال ..
    .
    : ويوم بكره جميل..
    ضواي ووسيم

    .
    .
    _ يتبع _
                  

09-05-2008, 08:31 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)


    (10)



    تبوصل حيث النداء ..
    إنتظر طويلاً ..
    لم يكن معه سوي المؤذن (صالح) وهمومه التي أثقلت كاهله وأرهقت جسده المتخشب .

    فرغم وعورة دروب الحياة التي يسير فيها بترنح العربيد..

    إلا أنه لا يدخل بينه وبين صلواته الخمس أي تأخير أو تقاعس ..

    يسائل نفسه بهمهمات شبه مسموعة .

    مابال الناس يلفهم النوم هكذا , يدمدم عليهم حتي لا يجدون منفذاً للصحو ؟

    يتذكر حينها أبيات شعر لشاعر..

    تسرب اسمه من الذاكرة التي تآكلت بفعل الصعاب التي تواجهه منذ تخرجه من الجامعة ،

    ربما هو معروف الرصافي . أبيات حفظها من أستاذ اللغة العربية (خالد).

    ذلك البدين الذي لا تتسرب إليه النحافة إلا علي حين غفله من جسده .

    نامي جياع الشعـب .. حرستك آلهة الطعام

    ناموا فلا تستيقظوا .. فما فاز إلا النـوم


    : الناس حصل عليها شنو الصبح ما عايزين يصلوه.؟

    يجهر بأسئلته ( لصالح) مؤذن المسجد.

    وقبل أن يرد عليه يقاطعهم (حاج علي) إمام المسجد بدخوله المتثائب و المتثاقل الخطي .

    : الأذان باقي ليه كم ؟

    ينفجر صابر ضاحكاً ..

    : هلا هلا خربانه من كبارا . ويتمتم بينه وبين نفسه.

    : هسع الديك الما عارف الوكت دا كان ما ساكن في طرف الجامع مالو؟.

    يصلون ثلاثتهم . ويخرج.

    .
    .

    الأنوار الخافتة وهدوء الليل يغريه للتجول بأرجله وبأفكاره .

    في أزقة المدينة الملتوية والتي ترقد في أشكالها المشابهة لقمصان ثعابين خلعت علي الطرقات .

    يجول في شوارع خياله البالية .

    يتعثر ،

    يقع من طوله ولا ينهض ،

    ربما لإستجماع بقايا كلمات سباب

    يجثو علي ركبتيه ،

    يلعن هذه (الحفرة) التي نامت في قلب الطريق هانئة آمنه ،

    لم تخشي يد الترميم التي تحتاج للجان تنبثق عنها أخريات لتنظر في أمرها ولا تخرج بجوال أسمنت واحد .

    : بلد كلها (زفت) إلا الشوارع ما فيها (زفت).

    ينهض وبقايا كلمات جارحة تخرج منه بلا مبالاة.

    .
    .
    _ يتبع _
                  

09-07-2008, 02:24 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    (11)



    يجمع عظامه وما بقي عليها من لحم ، يقف مع فيلق النور الذي شق كتف السماء ناحية القبلة ،

    إذاً هو علي موعد مع شمس يوم جديد ربما يري فيه جديداً يكسر به رتابة أيامه السابقة ،

    ربما تلوح فيه بشريات (ليلي) لتسأله ثانية : إنت صابر ود المكي ؟.

    هيأ نفسه لإجابة أنيقة المقاطع ، يمكن أن تردم القسوة التي قابلها بها يومها.
    .
    : لكن هي وين؟

    يتحسس ركبتيه من بين الفينة والأخري من أثر السقوط ،

    ولكن بين الوقت الذي تقابلا فيه والآن مسافة مديدة الأميال ،

    فتحت الجسر مرت مياه تكفي لسبر إغوار صحاري الدنيا .

    : شاي يا (أبوحميد).

    المكان هو المكان ، ونفس الطاولة ،

    ونفسه (أحمد الخير) بصبره الأيوبي الجميل يتجاذب أطراف الحديث مع (صابر ود المكي).

    دون ملل ،

    رغم جنوح صابر مرات كثيره لإمور لا تعنيه في شئ،

    : تعال يا أحمد الليله داير أنضم معاك ،

    : أصلي زهجان شويه ، تعال بس تقِّل الشاي شويه.

    .
    .
    _ يتبع _
                  

09-30-2008, 09:14 AM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    : أصلي زهجان شويه

    : تعال ..

    : بس تقِّل الشاي شويه.

    (عدل بواسطة فاروق أبوحوه on 09-30-2008, 12:08 PM)

                  

09-30-2008, 09:23 AM

حسين محي الدين
<aحسين محي الدين
تاريخ التسجيل: 09-21-2007
مجموع المشاركات: 2852

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    فاروق الحبيب
    هذا مرور للمعايدة
    وراجعين لصابر بهدوء
    بعد زحمة العيد

    كل سنة وانت طيب
                  

11-03-2008, 02:40 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: حسين محي الدين)

    صابر ....
    .
    .
    وسيظل ..

    كم اسمه.
                  

09-30-2008, 01:38 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: فاروق أبوحوه)

    Quote: حيث لا وجهه يعلمها


    الوجه يعلم الكثير




    كل سنة و انت طيب
                  

09-30-2008, 05:07 PM

فاروق أبوحوه
<aفاروق أبوحوه
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صابر هــدهــد المكي (Re: Tagelsir Elmelik)

    Quote: الوجه يعلم الكثير




    كل سنة و انت طيب


    ومن قال غير ذلك ..
    يبذر .. في رحم الحقيقة
    إبن عاق
    أفضل ما يقدمه
    من إحترام أبوته
    هو مقولته ..
    ( أفٍ أف ).
    .
    نعم فالوجه
    لا يقف بين
    مفترق طرقات
    شائكة الوجهات
    متداخلة التفاصيل
    طريق واحد يعرفه
    أن الشمس تشرق
    دوما كل يوم
    بعد ليل مكفهر الثياب
    فلا حجبات تقف بين سناها
    ومعانقة حضن الأرض المتطلع دوماً
    لساعد إبنها الخارج لتوه
    من رحم دياجر ليلٍ طويل الإعتلاء.
    فلا حجبات
    ولا يحزنون.
    .
    .

    صديقي الجميل
    تاج السر المليك
    .
    كل سنه وأنت طيب
    .
    وحضورك يقويني.
    .
    .


    مواسم شوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de