|
Re: هل فى التراث والفن السودانى .. مايعيب !! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
سأخذ الصورتين أعلاه كمثال , أولا : لهذه (الرقصة الفاضحة) التي تكشف عن ساقي واكتاف وصدر انسانة في اول خطوات حياتها الزوجيةامام الملأ من الرجال والنساء , كما وصفها الأخ صالح عبده أعلاه. وكمثالا , ثانيا : لذاك الرجل (العريس) الذى يقف بجوار زوجته (العروس) , وهو الذى سمح لعروسه ان تقدم ذالك (العرض الفاضح) امام الرجال , وبالتالى , فقد خلى قلبه من النخوة . وهذاالوصف هو أيضا للأخ صالح عبده .
وبقليل من التأمل لهاتين الصورتين , يمكننا أن نرى , وبوضوح شديد , أن كلتا العروستين ليستا فى وضع تكشف فيه العروس عن ساقيها وأكتافها وصدرها , أو أن هذا العرض , فى الأساس , يمكن أن تطلق عليهن فيه كلمة (العرض الفاضح) . وحتى الفستان الذى تلبسه كل واحده منهن إنما هو فستان الزفاف التقليدى أو الفستان (البلدى) والذى يتم تفصيله , فى الغالب , تحت أشراف أم العروس وأقربائها من النساء الأخريات , وهؤلاء لا أظن أن فيهن من تريد وضع أبنتها (العروسة) فى (وضع فاضح) على الإطلاق , وإنما يتولين القيام بكل هذه الطقوس والمراسيم لتهيئة العروسة , بشكل إحتفالى فرائحى , لتخطو خطوتها الأولى فى مسيرة الحياة الزوجية بكل ما فيها من أفراح وأحزان .. ومنذ يومها الأول (ليلة الدخلة).. والتى فيها ما فيها من صدمات نفسية وأحزان !.
أما من سميته (عديم النخوة) , أو (الخايب) كم ترجمتها أنا , ذلك العريس الذى سمح لعروسه ان تقدم ذلك (العرض الفاضح) امام الرجال , وهذابالطبع فى الأماكن أو المناطق السودانية التى لا زالت تمارس (رقصة العروس) , فيكفى أن يعلم الجميع (وهذا فقط لتبيان أن هذا العريس والذى يقف بجوار عروسه وهى تؤدى رقصتها ليس بعديما للنخوة أو خائبا) أن هذا العريس , ومثله أغلب أو كل الشباب فى منطقته , أعتادوا على جلد بعضهم البعض وهم عراة الظهور وأمام النساء, فيما يعرف ب (البطان) , وهو ضرب بسياط من العنج إن ذاقه الجمل لخر على ركبتيه من الألم , فحاشا لمثل هؤلاء أن يكونوا (عديمى النخوة .. أو خائبين) .
وفى حقيقة الأمر , لا يمكن لأحد من السودانيين أن يأتى لحضور مراسم زواج سودانى , ليفكر , حتى مجرد التفكير , فى أن هذه العروس فى (وضع فاضح) , أو أن زوجها الذى يقف بجانبها (عديم النخوة) , لأنه أولا , هو يعلم تماما معادن الرجال والنساء الذين أتى لحضور مراسم زفافهم , ولأنه أيضا يعلم علم عين اليقين , أن كلاما , أو حتى تفكيرا , مثل هذا قد يطير هذا الذى .. بين كتفيه .
فلا العروس فى ليلة زفافها (السودانى التراثى) .. فى وضع فاضح .
ولا زوجها العريس , الذى يقف (فوق حلالو) كما يقول أهلنا , بخائب أو .. عديم النخوة .
وليتك يا أخ صالح تأتى يوما لتأخذ (شبالا) من أحدى الفتيات التى ترقص فى مثل هذه الأعراس والتى لا زالت تمارس الطقوس التقليدية , لتتأكد بنفسك (وفى اللحم الحى) , الثمن الذى يدفعه (عديمى النخوة) له ..
تحياتى الطيبات
|
|
|
|
|
|