|
نعم لقد انهار السودان حقيقة بعد قيام الدولة الدينية هل أنزل الله هذا الدين ليكون آداء لزلة
|
نعم لقد انهار السودان حقيقة بعد قيام الدولة الدينية
العلمانية كمفهوم يمكن أن تتبناها فلسفات متباينة من أشد الفلسفات المثالية إلى الفلسفات المادية ومن ثم فإن العلمانية مفهوم سياسى عام يهدف بشكل أساسى إلى فصل الدين عن الدولة فالعلمانية مفهوم يرى أن الدولة والمجتمع يجسدان علاقات إنسانية-أى بين البشر- وليست علاقات دينية- أى بين البشر وربهم - فالدولة والمجتمع العالمانيان هما حاصل علاقات إنسانية واقعية وليسا انعكاسآ لإرادة إلهية والبنية الاجتماعية العلمانية تتكون كعملية
هل أنزل الله هذا الدين ليكون آداء لزلة الأنسان لأخيه الأنسان معاذ الله لا يريد جل شأنه لهذا الدين الذى كفل له البقاء أن يجعل عزه وذله فى أيد هؤلاء الحكام ليوتجروا به ولا يريد الله جل شأنه لعباده المسلمين ان يكون صلاحهم وفسادهم رهن الخلافة أو أماره ولا تحت رحمة الخلفاء أن شعائر الله تعلى ومظاهر دينه لا تتوقف على هذا النوع من الحكومة الذى يسمونه الفقهاء ولا على أولئك الذين يلقبهم الناس بالخلفاء أو الجماعات والواقع أيضآ أن صلاح المسلمين فى دنياهم لا يتوقف على شىء من ذلك فليس بنا حاجة إلى تلك الجماعات الأسلامية لأمور ديننا ولا لأمور دنيانا لو شئنا تعلمنا أكثر من ذلك فإنما كنت الجماعات ولم تزل نكبة على الإسلام والمسلمين وينبوع شر وفساد هذه الجماعات تمثل الوجه الآخر للعملة فإن الاستخدام السياسى للدين ما هو إلا مرادف للاستخدام الدينى للسياسة فكلاهما يلقى بظلال من اللاعقلانية على المجتمع والذى بالضرورة تحكمه قوانين وفق مقتضيات مصالحه المباشرة والعملية وإذا كانت الأماره أو الخلافة تعكس نزوع إلى الشمولية الدنيا والدين فمن المؤكد أيضآ أن النزوع إلى الشمولية حقيقة مؤكدة فى تاريخ المسيحية خلال قرونها العشرة الأولى فإن أوضاع المسيحية فى العصور الوسطى لم تكن تختلف فى أساسياتها عن الأوضاع السائدة فى الإسلام وبالطبع هناك تفاصيل كثيرة تتباين فيها العقيدتان وذلك على الأقل لا ختلاف العصر والبيئة الاجتماعية اختلافآ كبيرآ غير أن الاتجاه العام نحو الشمولية كان مشتركآ بينهما ومن ثم فإن أحد الأسباب التى بررت ظهور العلمانية فى أوروبا يمكن أن تنطبق بدورها على الأوضاع السائدة فى السودان
|
|
|
|
|
|