فلنوقع في بيان من المثقّفين السّودانيّين ضدّ ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير اليونيسكو

Quote: http://www.al-araby.com/docs/article2142177789.html فاروق حسنى يقع فى حب إسرائيل ويفقد الذاكرة فى شهر سبتمبر الماضى بدأت القاهرة تردد أن مصر سترشح فاروق حسنى لمنصب مدير اليونسكو وهو المنصب الذى سبق وفشلت مصر فى الفوز به أمام المرشح اليابانى.. وفى شهر سبتمبر أيضا سأل السفير الإسرائيلى فى مصر شالوم كوهين عن رأيه فى ترشيح فاروق حسنى للمنصب فكان واضحا وفجا للغاية إذ قال: لو كان فاروق حسنى يريد اليونسكو.. ويريد الخروج من المحلية للعالمية فعليه أن يقف أمام نصب ضحايا الهولوكست ويبكى بحرقة.. عليه أن يحصل على رضا إسرائيل أولا.. عليه أن يكف عن تحريض المثقفين ضد إسرائيل.. عليه أن يسمح بالتطبيع مع بلادنا ومثقفينا وأفلامنا وكتبنا وفرقنا الموسيقية والمسرحية.. عليه وعليه وعليه أن يعرف أن هذا هو الطريق الوحيد لليونسكو.. وبالفعل يبدو أن فاروق حسنى لم يعرف وقتها الطريق إلى اليونسكو التى لن يصل إليها إلا عبر الهبوط فى إسرائيل.. هبوطا اختياريا وليس اضطراريا ولا حتى ترانزيت. يومها قال فاروق حسنى وكان صادقا وكان منفعلا أيضا فقال: إنه لم يدرك الأبعاد الدولية للمنصب.. وأنه إذا خسر المنصب بسبب وقوف إسرائيل ضده فهذا شرف له، وردد أيضا وقتها مقولته الأثيرة لديه ولدى المثقفين المصريين وهي: إن رفض التطبيع هو رغبة المثقفين المصريين وهو خادم لهم.. وسكت فاروق حسنى وقتها فلم يكن هناك ما يضاف أبلغ ولا أروع مما قاله.. ومنذ سبتمبر حتى الآن جرت فى النهر مياه كثيرة.. ومنذ أيام قليلة كان فى مصر وفى إسرائيل أيضا من ينتظر.. ففى مصر الإخوان يعرفونه جيدا ويعرفون انفعالاته وحساباته فى المكسب السياسى والخسارة.. ولم ينسوا له معركة الحجاب التى أشعلوا بها مصر ضد فاروق حسنى وخرج منها سليما ومعافى كما خرج من كل معاركه السابقة.. سألوه عن روايات إسرائيلية موجودة فى مكتبة الإسكندرية.. ونفى وألح عليه النائب الإخوانى محسن راضى أن الروايات موجودة ونفى وألح النائب فقال له: هاتها وأنا احرقها بنفسى.. ونسى الوزير حساباته ونسى إسرائيل واسترد لحظة صدقه التى قال فيه: انه إذا خسر المنصب بسبب موقفه من التطبيع فهو شرف له. الحسابات الجديدة والغرام بإسرائيل أما واليونسكو تقترب منه فقد بدأ فاروق حسنى يغير حساباته. فاستدعى التصريحات المناسبة حول علاقته بالمثقفين وخاصة التصريح الذى قال فيه إنه أدخل المثقفين إلى الحظيرة. نسى قوله إنه خادم المثقفين وسوف ينساهم إذا وصل إلى اليونسكو وهم أيضا لن يتذكروه كثيرا.. أما إسرائيل التى تعد له العدة فالأمر يختلف. فوزير ثقافة مصر والمثقفين المصريين شيء ومدير المنظمة الدولية التى عادت للحظيرة الأمريكية بعد عقاب طويل بسبب إسرائيل شيء آخر. وكل منصب له حديث وتصريح ووطن ولا مانع أبدا لديه أن تتراجع حكاية وقف التطبيع مقابل أن يصل لليونسكو على دبابة دبلوماسية إسرائيلية. فلا معنى لرفض التطبيع لأنه ساعتها سيتصرف كموظف دولى كبير.. يبدو أن كل هذه الأمور أرقت الوزير وتداخلت والتبست عليه الفواصل والطموحات بين المثقف الإنسان والفنان وبين البراجماتى النفعى الذى يريد اليونسكو وينسى فى سبيلها ما قاله من قبل "شرف له إذا فقد المنصب بسبب إسرائيل".. وكان ما كان عندما سألته صحفية يديعوت أحرونوت عن حكاية الكتب الإسرائيلية التى يريد أن يحرقها فقال: إن الكلام الذى قاله أمام إلحاح النائب مجرد تعبير مصرى شائع.. فسألته الصحفية عن إمكانية زيارته لإسرائيل فقال: أنا لا أكره إسرائيل.. إذا دعوتمونى سآتى وإنما على التطبيع الثقافى أن ينتظر.. (الحمد لله كلهم بيحبوا إسرائيل من أول سامح فهمى إلى فاروق حسني). إذا وصل الوزير فى النهاية إلى حب إسرائيل الذى سيمنحه اليونسكو.. لن تجدى معه هذه المرة كلمات أسامة أنور عكاشة ودعوته له بأن يكف عن إرسال برقيات الصفح والغفران إلى إسرائيل.. ولن تضغط عليه الجماعة هذه المرة وتدير ضده حربا عالمية. فالحجاب عند الجماعة أهم من التطبيع ومن وزير راح وآخر يأتى. واليونسكو هذه لا تعنيها فليذهب إليها فاروق حسنى مرورا بإسرائيل أو بالهند الأمر سيان.. ولن يتصدى له المثقفون هذه المرة بعد أن قضى 20 عاما فى الوزارة ليدخلهم إلى الحظيرة. وهو يمسك بمفتاح معيشتهم. وصرح بذلك فعلا عندما قال إن لديه ـ فى الحظيرة اللى هى الوزارة ـ 700 مثقف. تغير الحسابات والمواقف لن يقف طويلا أمام مواقفه ضد التطبيع منذ عام 87 عندما أوقف مشاركة إسرائيل فى معرض الكتاب واستقبل روجيه جارودى الذى كتب "الأساطير المؤسسة للصهيونية" وحوكم بسببه لأنه ينكر المحرقة التى سيقف الوزير أمام النصب التذكارى لها ليبكى بحرقة كما طالبه السفير الإسرائيلى.. ولن يتذكر رفضه إقامة أى أنشطة ثقافية أو فنية مصرية فى إسرائيل قبل التوصل للسلام الشامل.. فهو الآن لبس بدلة اليونسكو.. واستعد لأداء الدور المناسب فى الأساطير المؤسسة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.. دوره الآن ليس فيه قلق ومعارك وحجاب ووليمة لأعشاب البحر فدوره من الآن فيه أشياء ومهام ووساطات أخرى. من الآن لا تهم كلمات مثل التى استقبله بها الراحل عبدالرحمن الشرقاوى عندما استهجن تسليم وزارة ثقافة مصر لمن ليس له علاقة بالثقافة.. ولا كلمات الأستاذ محمد حسنين هيكل عندما وصف وزارة الثقافة بأنها محمية سياسية.. ولا كلام عن تسليع الآثار وتحويل المعالم الأثرية إلى فنادق.. ولا يهم تساقط كل من كانوا حوله بتهم فساد ولا يهم الإهمال الذى أودى بحياة مسرحيين وبشر ماتوا حرقا فى بنى سويف.. ولن تجدى هذه المرة كل الأزمات والكوارث التى كانت تكفى واحدة منها للإطاحة به. فمصر خرجت من "قصة السلام الشامل والعادل والدائم" الذى يجب أن يسبق أى علاقات طبيعية كما كان يقول. ويبدو أنه مطمئن لجانب المثقفين لأنه "لديه منهم 700" وهو غير مضطر الآن إلى خدمتهم أو احترام بياناتهم.. هو الآن يحترم ويخشى اثنين لا ثالث لهما.. إسرائيل واليونسكو والأولى أهم وأغلى لأنها هى الطريق إلى الثانية.