الدكتور الترابي أنكرها في عام 1995.. شهادات. فظائع. توجد أفلام..

Quote: القصف العشوائي الجوي للمناطق المدنية: انتهجت الحكومة السودانية، منذ البداية، سياسة القصف العشوائي بالطائرات، استهدفت واقع ومعسكرات الحركة الشعبية لتحرير الشعب السوداني، كذلك القرى والتجمعات السكنية للمدنيين، باعتبارهم متعاونين مع قوات التمرد أو يمدونها بما تحتاج من رجال وغذاء ومؤن لمساعدتهم في معاركهم. وقد نبهت وكالات الإغاثة المختلفة العاملة في عملية شريان الحياة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، وتقارير المقرر الخاص، ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والجمعية العامة من خلال العديد من المناشدات والإدانات إلى حكومة السودان حول مخاطر تلك الأفعال التي ظلت تتكرر في مناطق العمليات العسكرية في غرب وجنوب البلاد. ففي تقريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أشار الأمين العام إلى: "إن الحالات التي قامت فيها حكومة السودان بقصف الأهداف المدنية في جنوب السودان خلال الاثني عشر شهراً الماضية موثقة بشكل جيد بتقارير صحفية رسمية لوكالات الأمم المتحدة العاملة في الميدان" [هامش: تقرير الأمين العام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة A/49/539 بتاريخ 19 أكتوبر.]. كما أشار التحري إلى أن الحكومة لا تنكر ذلك وتؤكد أن القصف ليس عشوائياً، لكنه متعمد وأن عمليات القصف الجوي وقعت ضد "أهداف مدنية يستخدم يها المتمردون أسلحة ثقيلة ضد السكان المدنيين". كما أكد المقرر الخاص في زيارته إلى جنوب السودان في سبتمبر 1993 تلقى معلومات عن فرار مواطنين من كايا بعد هجمات شنتها قوات الحكومة على أهداف أرضية تضمنت عمليات قصف وإلقاء قنابل بصور عشوائية، وقد أدت الهجمات المتكررة إلى إجلاء موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من المنطقة. تكرر ذلك القصف العشوائي في كوبوكو وانسوك، وأبلغ شهود عيان المقرر الخاص بأن قوات الحكومة قامت في مناسبات عديدة بإلقاء براميل مملوءة بالنفط والحجارة تسببت في دمار كبير [هامش: المصدر السابق]. كما أفاد الشهود بوقوع قصف عشوائي في سوق كاجو كاجي في أبريل 1994، أدى إلى قتل سبعة عشر شخصاً وجرح العديدين وتدمير المباني، مما أدى إلى نزوح أكثر من ثلاثين ألف شخص من المنطقة إلى داخل وخارج البلاد [هامش: المصدر السابق]. توالت تقارير المقرر الخاص اللاحقة في وصف ممارسة الحكومة للقصف العشوائي للمناطق المدنية تحقيقاً لتلك الأهداف. وفي خطابه أمام لجنة حقوق الإنسان في دورتها الحادية والخمسين، أكد على خطورة تلك الممارسات التي تستمر بضراوة رغم الاحتجاجات الدولية الصارخة وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المطالبة بالوقف الفوري لتلك العمليات. وأشار إلى أن الحكومة قامت في النصف الأول من أكتوبر 1994 بقصف مدينة منداري في غرب الاستوائية عدة مرات، وأن المنظمات غير الحكومية أبلغت عن قصف تلك المدينة في الأول والثاني والثالث والخامس من شهر أكتوبر 1994 م، وأن الجرحى نقلوا إلى مراكز صحية في كوتوبي ومريدي. كما أن تقارير عملية شريان الحياة لشهر ديسمبر 1994 م أوضحت أن طائرة عسكرية قذفت ثماني قنابل في المدينة في السابع والعشرين من ديسمبر 1994 [هامش: خطاب المقرر الخاص أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتاريخ 28 فبراير 1995.]. وفي تقريره لسنة 1997 م، أفاد المقرر الخاص أن عملية شريان الحياة تستمر في تأكيد القصف العشوائي بواسطة القوات الحكومية. وأن تلك التأكيدات وغيرها من المصادر العديدة الموثوقة تؤكد سياسة الحكومة في تعمد استهداف المدنيين. كما أشار التقرير إلى مؤتمر صحفي انعقد بنيروبي في العاشر من يوليه 1996، عرضت إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية قنبلة حارقة مركبة "CLUSTER BOMB" وذخائر أخرى مماثلة أسقطت في مدينة شقدوم بالقرب من إحدى المدارس في السابع عشر من يونيه 1996 م، وأضاف أن شقدوم كانت في السنوات الثلاث الماضية هدفاً رئيسياً لطائرات الأنتينوف، وأنها قد قصفت سبع عشرة مرة منذ أغسطس 1993 [هامش: تقرير المقرر الخاص أمام لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان E/CN.4/1997/58 بتاريخ 3 فبراير 1997.]. أما المقرر الخاص الجديد المستر ليوناردو فرانكو، والذي تم تعيينه خلفاً لقاسبار بيرو الذي استقال بعد أن ناصبته حكومة السودان العداء، فقد جاء في تقريره الذي قدمه الأمين العام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 1999 أن المقرر الخاص قد أخطر بما يلي [هامش: تقرير الأمين العام إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة A/54/467 بتاريخ 19 أكتوبر 1999.]: 1ـ أن قوات الحكومة قد قصفت في بداية شهر مايو منطقة الروينج في غرب أعالي النيل، على مدى عشرة أيام متوالية، بطائرات الأنتينوف وقاذفات الهليكوبتر والمدفعية مما تسبب في موت عشرات المواطنين، وحرق أكثر من ستين ألف مسكن، وذلك بهدف إجلاء السكان عن منطقة طولها حوالي مائة كيلومتر حول آبار البترول. 2ـ أن قوات الحكومة قصفت مدينة ياي في أوائل شهر مايو، ما تسبب في خسائر تقدر بعشرة آلاف دولار في معسكر إحدى المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال إزالة الألغام الأرضية مع منظمة اليونسيف. 3ـ أنه وبتاريخ السادس عشر من مايو إسقاط أربعة وعشرين قنبلة حارقة مركبة على أكساك في منطقة تويك بالقرب من مركز لبرنامج الغذاء العالمي WFP لتوزيع الإغاثة، مما تسبب في قتل فتاة في العاشرة من عمرها وجرح صبي. وفي اليوم التالي أسقطت المزيد من القنابل في نيام ليل شرق أويل وفي ايكوتوس بشرق الاستوائية، وفي العشرين من مايو أسقطت المزيد من القنابل في ياي وكاجو كاجي بغرب الاستوائية مما تسبب في موت ثلاثة أشخاص. وفي الحادي والثلاثين من مايو والأول من يونيه قصفت ناروس، وفي 3 يونيه قصفت ايكوتوس للمرة الثانية. 4ـ أن بعض الناجين من القصف لجأ إلى الغابة دون مأوى أو شراب أو طعام أو أدوية وأن بقايا قذائف وجدت وسط الركام والحفر التي خلفتها قاذفات الأنتينوف. ذكر النازحون أن جنود الحكومة تعمدوا إبادة أطعمتهم وقتل أبقارهم لإجبارهم على الرحيل، وأن المئات يواجهون الموت البطيء. 5ـ أن طائرة سودانية قصفت مدينة صغيرة شمال جمهورية الكنغو في الثاني من يونية مما أدى إلى مقتل أربعة وعشرين شخصاً وجرح تسعة عشر وتدمير أربعة عشر مسكناً. 6ـ في هجوم آخر في العشرين من يونيه أسقطت أربع قنابل على كاجو كاجي سقطت إحداهم في مبنى "أطباء بلا حدود" السويسرية وأخرى في ساحة المستشفىن كما أسقطت ست قنابل على مدينتي يامي ومريدي في نفس التاريخ، وبدا أن المستشفيات استهدفت بشكل خاص رغم أنها تدار بواسطة منظمات إنسانية دولية. 7ـ أسقطت طائرة أنتينوف قادمة من جوبا عدة قنابل على مدينتي لوكا وكايا في منتصف الليل، كما وجهت هجمات بين الحادي والعشرين والثالث والعشرين من يولية أدخل على أثرها ستة وثلاثون شخصاً إلى المستشفى بأعراض مختلفة، منها رشح جلدي وصعوبة في التنفس وتقيؤ دموي، وعدة وفيات مما نتج عنه توقف معظم المنظمات العاملة في مجال الإغاثة. وتورد التقارير في الآونة الأخيرة تصعيد الحكومة السودانية لوتيرة قصف المواقع المدنية، رغم إعلان الحكومة قرارها وقف إطلاق النار من جانب واحد. ففي تقرير لمنظمة "أطباء بلا حدود" بتاريخ العشرين من مارس 2000 وردت معلومات عن قصف جوي لعدد من المستشفيات والمدارس نتج عنه موت وجرح ونزوح آلاف المواطنين. ويضيف مدير المنظمة المذكورة استعمال أسلحة محظورة دوليا مثل قنابل الكلستر ومواد كيميائية، تلك الهجمات شملت قصفاً متكرراً لمستشفى لوي شمال مدينة جوبا وفي كوتبي وكايا وموروبو ومستشفى تالي. عقب تصاعد وتير الحرب في أغسطس 2000 خاصة في ولاية بحر الغزال، قامت الطائرات الحكومية بقصف مكثف على المدن والقرى بدرجة وصلت حد الإبادة الجماعية، وصفها الباحث إريك ريفس كما يلي: Nominally Khartoum is he „government“ of Sudan. What Khartoum really governs are the country’s military sources – and the choice of civilian targets. Their favourites are undefended villages, schools, hospitals, herds of cattle, refugee centers, and emergency feeding stations…”. “This war is without question the cruellest and most destructive military by a recognized government anywhere in the world…” “This is all quite deliberate on Khartoum’s part. Civilian destruction and dispersal are the means of that the opposition military forces in the South are denied food, or the aid of a cohesive society. It is a crude but terribly effective “weapon of mass destruction”. [هامش: Washington Post, 15 August, 2000]. وفي النهاية يعبر الكاتب عن حيرته من أن تقوم حكومة بارتكاب تلك الانتهاكات وتسعى في نفس الوقت لتشغل مقعد في مجلس الأمن الدولي، الهيئة المناط بها إصدار أقى الإدانات لممارسات تلك الحكومة [هامش: المصدر السابق.] إن كان ما تقدم هو رصد لحالات القصف العشوائي للمناطق المدنية في بعضة أشهر خلال العام 1999 والعام 2000، فيمكننا أن نتصور فداحة ما حدث طوال السنين الماضية، خاصة إزاء إصرار النظام على "حسم، الحرب من خلال الحل العسكري و "الجهاد" ضد الكفرة والمارقين. إن تقارير "عملية شريان الحياة"، ووكالات الإغاثة في جنوب البلادن تحتوي دون شك على مئات الملفات حول وقائع وأحداث وأماكن وتواريخ قصف المدنيين، ينبغي أن تولي الاهتمام الكامل من نشر وتحقيق في تلك المخالفات الجسيمة لمبادئ القانون الإنساني الدولي.