|
ملف الشاعر الراحل قرشي محمد حسن (3) .. أدب المدائح
|
إسهام قرشي محمد حسن بقلم : مصطفى محمد احمد الصاوي أستاذ جامعي
وضع قرشي مع الباحثين موسوعة لشعر المدائح الشعبي
مافعله قرشي يعد منهجا علميا متكاملا
(1) أضاءه ان إسهام الراحل قرشي محمد حسن في جمع شعر المديح السنوي الشعبي إسهام جدير بالاحترام , وإضافة ثرة وعميقة إلى دراسات الأدب الشعبي في السودان , تضاهي ما فعله عبد الله الشيخ البشير في جمع وتحقيق ديوان الشاعر الصوفي ود نفيسة , ويقترب كثيرا في جهوده التي بذلها في أرثاء دراسات علمية وفق منهج فلكلوري من الطيب محمد الطيب رائد الدراسات الفلكلورية وتقف الأجزاء الأربعة من مصنفه مع شعراء المدائح النبوية دليلا على ذلك , هذه الكتب التي أفادت كثيرا د. النور حسين والذي درس مادة المدائح النبوية لطلاب كلية الآداب . (2) ان اهتمام قرشي محمد حسن بفن المديح الشعبي في حد ذاته يشكل وعى هذا المعلم بأهمية فن المديح , وارتباط المواطن السوداني به, وتغلغله في وجدانه , وازدهاره بين مشايخ الطرق الصوفية , والبيوتات الدينية وارتباطه بالمناسبات الدينية الموالد, الحج , وتوسع هذا الارتباط ليتضمن : السماية والختان , والحوليات. لكل مسابق تشكلت اهتمامات قرشي بفن المدائح وكان دأبه على دراسته . (3) في الجزء الأول من شعراء المدائح , وفي مقدمته يشير إلى جهوده في التنقيب عن هذه الثروة الأدبية , ويوضح منهجية في شرح العبارات والكلمات الشعبية وفي ذات الوقت يشير للمنهج التاريخي الذي اتبعه (( راعيت في تقديم هذه الدراسات جانب التسلسل التاريخي فقدمت أولا : شعراء المدائح النبوية الشعبية القدامى , ثم المعاصرين لهم , ثم الشعراء المحدثين الذين أتوا بعدهم ونسجوا على منوالهم )) . *شرح مصطلحات : دراسة ، الشاعرية , معنى الشعر الشعبي
طبيعة الشعر الشعبي :- ويربط بين فن المديح ونشأة الشعر الشعبي , ويمضي ليجذر لفن المدائح وصولاً إلى الفونج , ثم يوضح تجاوب شعراء المديح مع المهدية مركزا على الدور القيادي الثوري فأميز ماتوصل إليه في هذا الجانب ان هؤلاء الشعراء تطرقوا في شعرهم للجوا نب الثورية ( شعراء الحرية ) كما وصفهم :
يا إخواني جاتنا عباره اسمعوا شوفوا يا حضاره كاسوا وعدموا فينا بصاره حتى إن كان تفور بي اقداره ان كان اخشي اخلي الطاره والقصص ألبقي في الدار راحوا يحرشوا النظارا راحوا يحرشوا النظارا بمدح فوق نبينا طارا عقبان اسم أبوي خسارة
ود الماحي هنا يتحدى السلطة بل ويلح على مواصلة رسالته . (4) هذه ملاحظات أولية على منهج قرشي الذي استخدمه في موسوعته :- ( أ ) التعريف بالشاعر وحياته . (ب) تحديد مكانة الشاعر وشعره (ج) شرح معاني المفردات العامية الغامضة وبهذا فان الخطوتين ( أ ) و (ب) تعدان وسيلة من وسالك الجمع والتحقيق ولولا جهود قرشي لبعدت الشقة بيننا وبين المادة التي جمعها وادخلتنا في مرحلة الندرة, ( ج ) وواضح من رصد قرشي , وسرده لهؤلاء المداح اطلاعه على كتب الصوفية مثل الطبقات الكبرى , الابرار وسيرهم , ومصطلحاتهم مما انعكس في المعلومات التي كتبها عن كل شاعر ( د) في الكتاب بأجزائه حس توثيقي ( بايوغرافي ) عال والكتب يمكن يصب بكثير من التجاوز في مصنفات التراجم . الشخصية :- (هـ) استخدام المنهج المقارن وذلك في إيراده لتأثير نهج البردة على مدائحنا الشعبية. (و ) اهتمامه بفنون الأداء التي ترتبط بالمديح الشعبي , ويتبدى ذلك في تبيانه لقواعد إنشاد المديح , وقاعدة الدفوف , وإنشاد الناهيابي والرقص على إيقاعات الدفوف إلى توطين اثر العصا والتصفيق بالأيادي في أداء المديح . الخاتمة :- نستخلص أولا من موسوعة مع شعراء المديح ان ما فعله قرشي يشكل منهجا علميا متكاملاً. ثانيا : وضع وإرساء قواعد علمية لدراسة فن المديح الشعبي تبدت؟ عند قرشي محمد حسن لتحويلها إلى معرفة بيئات الشعراء الزمانية والمكانية الزمانية والمكانية , وربطها (الإنتاج الشعري ) بأصول المديح في الأدب العربي , و لأهم من ذلك شرح المفردات العامية وإزالة غموضها . ثالثا : يعد قرشي من أوائل الباحثين الذين أسسوا لوضع موسوعة لشعر المدائح الشعبي . هذه مجرد كلمات في حق رجل , وباحث, وباحث ميداني فذ , أنجز في ظني موسوعة للمديح النبوي الشعبي مضيفا إلى علم المأثورات الشعبية السودانية إضافة كمية ونوعية مقدرة .
|
|
|
|
|
|