السقوط المدوي !!

Quote: دارفور .. لصادق المهدي أقعد أعوج وأحكي عـَدلَ (1) تراني مؤائماً مع إبتدار الفنان عمر دفع الله رسام الكراكاتير المعروف ، الذي نسج شخصية سودانية بسيطة من دارفور ، يقولَ ما معناه لولا أجداد ثوار حركة العدل والمساوأة السودانية ، والدكتور خليل ابراهيم علي وجه الخصوص ، لكان السيد الصادق المهدي اليوم يعمل طباخاً في إحدي دول الخليج الفارسي . هذا الكاركاتير الذي نشر مع أخريات في موقع المنبر العام ـ خاصة سودانيز أونلاين ، كاركاتير يسخر من نظام الأنقاذ وحالته الصعبة بعد عملية ( الزراع الطويل ) الذي كشف مواطن الضعف لديه وكذلك السيد الصادق المهدي الذي حاول بقامته القصيرة إنقاذ نظام البشير من ورطته تلك علي حساب أحفاد الأنصار الحقيقيين من ثوار دارفور وكردفان ، ولجأ إلي مضمضاته اللفظية عن التراضي في سفينة نوح ، أو موضوعية الرئيس البشير في رفضه عدم الحوار مع قائد ثورة الهامش الدكتور خليل ابراهيم . قال الكاركاتير وبلسان فصيح ، لولا وقوف المهدي الجد علي أكتاف أجداد هؤلاء الثوار ، لكان الصادق المهدي اليوم لربما في أحسن الأحوال مؤبراً للنخيل في جزيرة أم كديس في الشمالية ، فمن أفضال أجداد الثوار المهمشين عاش الصادق وأسرته في بحبوحة ونعيم ، وتصارعت أخواته علي التركة في أمدرمان ودائرة المهدي في شارع تاجر الرقيق والبلدية . طالما الأمر يتعلق بالسياسة ، لا يظنن أحداً بأن الصادق المهدي هو في حلٍ من أمر توجيه النقد إليه ، لأن الرجل يعمل في الشأن العام منذ أكثر من نصف قرن ، ووضع التهميش في السودان هو أحد الفاعلين فيه سواء كان ذلك حينما يتسنم الديمقراطية أو تلك التي من الفترات التي كان فيها يهادن النظم الديكتاتورية العسكرية ، من خلال إطالة أمد فترات حكمها نتيجة لترضيات السفن التي لا تغادر مواني الرجل ، هكذا فعل مع النميري الذي قتل عمه الهادي والأنصار الغرابة ، في فيما عرف بثورة المرتزقة في العام سته وسبعين وتسعمائه وألف . لقد ركب الصادق السفينة الأولي مع النميري قبالة السواحل السعودية ومد بمخره عباب بحر القلزم عمراً مديداً لنظام مايو قبل أن تغرق ، بالحراك الشعبي الي تجاوز الأحزاب في إنتفاضة مارس/إبريل ، الآن جاء الوقت الذي يجب فيه أن يسمع الأمام بأن زمن إستغلال الغرابة قد ولي إلي غير رجعة ، وعليه أن يفهم بأنه ليس وصياً علي أبناء الهامش في كردفان ودارفور ، لأن ثورة الهامش كانت مؤئلاً للوعي بالحقوق المدنية ، والتحرر إلي الأبد من ربقه تجار الدين والأيديولوجيا علي حدٍ سواء ، وبناء عليه نتساءل لماذا السيد الصادق المهدي ناقم علي حركة العدل والمساوأة السودانية؟ نجيب فنقول لقد سعي السيد الصادق مراراً لمقابلة الدكتور خليل إبراهيم ، وجرب كل السبل لذلك ، لكن الأخير إعتزر ورفض مقابلته لأن السيد الصادق رجل متردد طيلة عمره السياسي ، وبالتالي لا يستطيع تحمل تبعات أن يوقع وثيقة مشتركة مع الحركة ، أو أن يقدم علي فعل بطولي يرقي إلي مستوي تحمل المسؤوليات تجاه السودان عامة والمهمشين علي وجه الخصوص . إن السيد الصادق وأسرته قد قاموا بدورهم التأريخي في تجهيل الناس في الهامش في غرب السودان ، وإستغلالهم بالشعارات الدينية والوعود الكاذبة بفلاحة ( متر من الأرض ، مترفي الجنة ) ليأكلوا هم السحت من عرق الغلابة وأموال المعوزيين ، وذلك بأستغلال قوة عملهم بدون مقابل مادي ، ليتبخر أحلامهم الصغيرة أدراج شعوزة آل المهدي الدنقلاوي الذي أنتسب زوراَ إلي عترة آهل البيت المصطفي عليه أفضل التسليم ، والمهمشين من فرط صدقهم أنطلت عليهم الكذبة ، وذهب الجمل بما حمل إلي المؤسسة إياها التي تاجرت بكل الشعارات والنتيجة واحدة ، دعم مؤسسة الجلابة الخربة. فعندما تطلب من البسطاء والأميين المكوث في المشاريع الزراعية الإقطاعية في الجزيرة أبا وما حولها ، وبإيحاءات دينية لزراعة متر علي الأرض ، هذا التصرف محسوب أخلاقياً علي السيد الصادق المهدي ، الذي هو خريج وستمنستر ، وليس خريج خلوة مبروكة ، ومن المفترض بأنه قد تحرر من ذيول مهنة الإتجار بالبشر وإستغلال قوة عملهم ، وذلك بالمعايير الديمقراطية والإنسانية التي من المفترض إنه قد تعلمها في مدرجات صرح الأكسفورد . لكن نتفهم بأن السيد الصادق إذا ما ذهب بلإتجاه أعلاه سوف لن يبقي حوله من تستغلهم أسرته ، أوتبني ما تبقي من مجدها علي أجسادهم النحيلة من جراء بؤسهم في معسكرات اللجوء في صحراء تشاد أو في أماكن إنتشارهم في الكمبوهات علي هوامش الترعة في كل من الجزيرة وحلفا الجديدة . هذا الرجل وفي الوقت الذي يتناقض فيه مع نفسه برفض العنف ، يوافق الرئيس البشير في خطابه الخشبي لموضوع الحوار مع حركة العدل ، ومن خلال تصريحاته كان من حيث يدري أو لا يدري قد شرعن بتحريض القتلة علي تصفية الأسري من أبناء الهامش ، وهذه مسؤولية أخلاقية وقانونية . إن أهل دارفور في معسكرات اللجوء سوف لن ينسوا موقفه المتخاذل والجبان منهم ، وحسناً فعلوا حينما أرغموه علي الهرب من دارفور كله ، وذلك بقطع زيارته إلي هناك والعودة سريعاً إلي أمدرمان . السيد الصادق لا يهتم إلا بمصلحته الشخصية والعائلية ، وإلا كيف يقبل بأن يتم إستيعاب أبنه في إحدي الأجهزة الأمنية ، في الوقت الذي تقوم فيها الأجهزة الأمنية وبإنتقائية بسجن وسحل أبناء وأحفاد الأنصار في مدينهم أمدرمان ، ثم لا ينتابه أية خجل وهو في سن الوقار والشيخوخة ، فينبث ببنت شفاه قائلاً بموضوعية الرئيس البشير ، هو يقول ذلك وعينيه إلي السلطة والجاه ، وكأنه يبني أستراتيجياته الحزبية إلي مرحلة ما بعد الإنتخابات ، وهو يمني النفس بأن يصوت له أهل الهامش ويقوم هو بتصدير النواب إلي الغرب ، ليعودوا مشرعين للقوانين العنصرية التي أضرت سابقاً بدارفور وكردفان خلال النصف قرن الماضية ، الأمام في أحلام غفوته لم ينتبه ليسأل نفسه ما إذا كانت حركة العدل وثوار دارفور سيسمحون له بإجراء تلك الأنتخابات المزورة سلفاً في دارفور وكردفان أم لا ، بل والأمام في سباته الشائخ لم يستوضح ما إذا كان الناخب الغرباوي ما زال في سزاجته تلك أم أنه تغير مع هبوب أمشير ثورة الهامش الكبير ، وتفتحت عقله مع عوده أبنائه من الجامعات الغربية ، مثل الأمام ، لكنهم بوعي ديمقراطي وحقوقي ، تطلب فيها العدل والمساوأة وبناء سودان خالٍ من الإستهبال السياسي . نقول للإمام الخرف ، عليك بنفسك ومبروك لك التراضي بعد تهتدون ، لكن قد طفح الكيل وإياك والحديث عن ثوار دارفور وكردفان ، وإلا سيسيل يراعنا مداداً ، ونسود كل صفحات السايبر حتي لا يبقي لك في مسجد ودنوباوي من تعمه الجمعة ، حتي حفيد الملازمين ( وطني ) سيلتحق بقطار ثورة الهامش ، وستري يومها كيف يفرز الناس الصَحيحَ من الأجربِ ، وتتحقق نبوءة الكاراكتير في عودة العرجا لمراها ، وللحديث بقية .. بيروت / حامد حجر 26/6/2008