|
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم (Re: بكري الصايغ)
|
يتحدثون الاسبانية ويرقصون السالسا غادروا إلى كوبا أطفالاً وعادوا لجوبا أطباءً. -----------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الصحافة © 2006
السبت 5 يوليو 2008م، -------------------------------------------------------- غادروا وهم في سن الطفولة والمراهقة وعبروا الحدود بين الجنوب واثيوبيا قبل أن ينقلوا بعيدا إلى طرف آخر من العالم به خضرة غريبة في بلدة ايسلا دي لا خوبينتود بكوبا ، والان بعد مضي أكثر من عشرين عاما عاد نحو 600 من هؤلاء الاطفال الذين ارسلوا الى كوبا للتعلم، وهم يتحدثون الاسبانية ويرقصون السالسا ، ويعملون على اعادة بناء ارضهم بعد أطول حرب أهلية في افريقيا.
من بين العائدين الذين يطلق عليهم اسم «الكوبيين» 15 طبيبا ، بينهم دانيال ماديت الذي غادر البلاد عام 1986 في سن الحادية عشرة ، و كان وهو ما زال في هذه السن الصغيرة عضوا في «الجيش الشعبي» ، وقال في ختام دورة تلقاها قبل ان يبدأ العمل في الجنوب «لم نجبر على المغادرة، ارسلنا في بعثة ولم تكتمل » .
عندما غادر ماديت، كان المتمردون في الجنوب تساندهم اثيوبيا يقاتلون الحكومات في الشمال ، وقالت كارول بيرجر الصحفية السابقة، والتي تدرس حاليا لنيل شهادة الدكتوراة في علم السلالات البشرية بجامعة اكسفورد «كدولة تابعة للكتلة السوفيتية كانت اثيوبيا ترتبط بعلاقات وثيقة مع كوبا، وقدمت كوبا بدورها دعماً لحركات التمرد والانظمة الاشتراكية في افريقيا». واضافت «الجيش الشعبي لتحرير السودان» كان احدى هذه الحركات التي تلقت تعليما اساسيا وتدريبا عسكريا داخل كوبا، ورغم انه لم يعرف عن «الجيش الشعبي» مطلقا اتخاذه موقفا ايدلوجيا على الاقل خلال العشر سنوات الاولى من الحرب، الا ان كوبا اعتبرت حليفا كريما ومخلصا.
وبدأ الشباب الجنوبيون، الذين تلقوا تعليمهم في كوبا، والذين ظلوا في طي النسيان لسنوات بسبب الانهيار الاقتصادي في الدولة المضيفة، وانقسام المتمردين في الوطن، في العودة بعد سنوات عاش بعضهم طوالها كلاجئين في كندا، و كانت العودة للوطن غالبا مزيجا من الألم والسرور، عادت مارثا مارتن دار وهي امرأة ذات شخصية قوية ارسلت الى كوبا عام 1986 في زيارة سريعة عام 2005 قبل ان تعود نهائيا عام 2007م.
وحين رأت والدها للمرة الاولى في مطار جوبا لم تعرفه، الى ان قال لها احد الاقارب ان الرجل والدها، و تقول دار «لقد كان صعبا علينا ان نتواصل، كان الامر اشبه بذكرياتي الاولى، كنت قد نسيته تماما».
وتحكي دار، التي لم تقاتل مع المتمردين، ولكن عاشت في معسكر للاجئين في اثيوبيا قبل ارسالها الى كوبا عن انطباعاتها الاولى لافضل مستشفى في جوبا، وتقول «كان هناك نقص في كل شيء خمسة أو ستة أطفال في كل سرير ، واناس يرقدون على الارض».
ووافق كاسترو على تعليم اطفال مختارين، كان كثير منهم بالفعل أصبح جزءا من «الجيش الاحمر» للاطفال، كان ينظر للاطفال باعتبارهم عاملا اساسيا في الصراع فهم سيستفيدون من التعليم الذى فقدوه فى وقت الحرب. و يقول باري وانجي العضو الكبير في برلمان الجنوب ، «بدأت في اختيار اطفالها واقاربها واشخاص من المناطق التي تنتمي اليها»، وقالت بيرجر التي تعد كتابا عن «الكوبيين»، ان قادة المتمردين ارادوا ابعاد اطفالهم عن معسكرات اللاجئين في اثيوبيا ، «حيث كانت الظروف مروعة». واردفت ان الاطفال ارسلوا في مجموعتين، الاولى بحرا في سفينة سوفيتية من ميناء عصب الاثيوبي عام 1985 ، والثانية جوا في العام التالي.
و ارسل الاطفال الى مدرسة في ايسلا دي لا خوبينتود «جزيرة الشبان» قبالة الساحل الجنوبي الغربي لكوبا ، حيث اعتقل كاسترو في وقت سابق في الخمسينيات ، و زارهم عدة مرات جون قرنق زعيم حركة التمرد الجنوبية الراحل، الذي كان يتمتع بشخصية قيادية جذابة، ولقي حتفه في تحطم طائرة عام 2005 م. وكان افضل طالبين كل عام يقومان برحلة لاثيوبيا ، وقال ماديت انهما كانا يرجعان بصور وخطابات من الاهل، وعندما تخرج الاطباء كان الاقتصاد الكوبي في مأزق بسبب انهيار الاتحاد السوفيتي لكن لم يكن بمقدورهم العودة لديارهم.
ولاول مرة طلبت كوبا من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تسجيل السودانيين كلاجئين، وفعلت المفوضية، بينما منحت كندا نحو نصف هؤلاء وطنا جديدا.
ولان الدرجات العلمية الكوبية لا تفي بالمعايير الطبية الكندية، عمل ماديت في مصنع لتعبئة اللحوم ، بينما عملت دار في مصرف، وكانا من بين 15 طبيبا عاشوا في مدن مختلفة بكندا، و يقول ماديت «كل شيء كان أبيض وباردا ومتجمدا للمرة الاولى في حياتك » ، كان الهدف من عودة آلاف من المتخصصين المدربين من الشتات في الدول المتقدمة هو دعم التنمية في الجنوب بعد انتهاء الحرب. لكن عددا اقل من المتوقع عاد للوطن، وقالت دار ان كثيرين اشتروا منازل عن طريق الرهن العقاري وانجبوا اطفالا ويريدون لهم تعليما افضل من الذي يمكن ان يقدمه الجنوب ، كما ان عودتهم قد لا تحظى بالترحيب الذي يتوقعونه.
وتردف دار قائلة «يظنون انهم يستحقون وظيفة في الحال» ، وتتفهم كواحدة من سكان جوبا الشعور بالمرارة التي يحسها من بقوا خلال الحرب وخوفهم من ان يأخذ العائدون كل المزايا ، والان يعمل الاطباء في الحكومة أو في وكالات موالية لها او منظمات دولية غير حكومية ، ومهاراتهم مطلوبة في مناطق يبلغ فيها معدل وفيات الاطفال تحت سن خمس سنوات 13.5 بالمئة، وتموت فيها النساء اثناء الولادة أكثر من أي مكان اخر في العالم بواقع حالة من بين كل خمسين حالة. ---------------------------------------------------- الـتـحـية لاولاد وبنات السـودان الـجـديد، وأهـلآ بـهـم وهـم يضـربون اروع مثال للاخـلاص والتفانـي ويعـودون فـي نـفس الشـهر الذي دخـل فيـه الراحـل قرنق للخـرطوم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | بكرى ابوبكر | 07-03-08, 03:56 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | Zakaria Joseph | 07-03-08, 05:32 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | Raja | 07-03-08, 05:52 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | Zakaria Joseph | 07-03-08, 06:28 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | Mahjob Abdalla | 07-03-08, 06:21 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | NGABY AJOOZ | 07-03-08, 06:31 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | ناهد بشير الطيب | 07-03-08, 06:33 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | Yasir Elsharif | 07-03-08, 06:40 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | طه كروم | 07-03-08, 08:31 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | JOK BIONG | 07-04-08, 10:15 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | ناذر محمد الخليفة | 07-04-08, 11:10 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | بكري الصايغ | 07-04-08, 11:19 PM |
Re: من كوبا الى جوبا عودة الاطباء الجنوبيين الى وطنهم | بكري الصايغ | 07-05-08, 11:10 PM |
|
|
|