محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 10:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2003, 11:05 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم (Re: ودقاسم)

    الجزء الثاني
    الطريق إلى البيت والحفل

    بسيارته ( الكورولا )، انطلق عبد الحليم برفقة وفاء مخترقين المدينة عبر شارع المطار ، وهو شارع رئيسي في هذه المدينة الكبيرة التي تنمو بسرعة مذهلة . الطريق تبدو مزدحمة ، والحر قائظ ، إلا أن الأشجار الظليلة المزروعة بعناية على جانبي الطريق ألقت بظلالها فعانقت تلك الظلال بعضها بعضا كما الأحبة عند اللقاء . مكيف سيارة عبد الحليم يعمل باجتهاد وصبر وأناة ليبرد داخل السيارة للحبيبة القادمة التي ستهب باقي حياتها لزوجها . وقد اشترى عبد الحليم تلك السيارة قبل ستة أشهر من أحد الأصدقاء الذي باعها له بالتقسيط المريح ، وكأنه يحاول أن يساعده على إكمال مشروع الزواج ، وتكلف عبد الحليم مبلغا من المال لشراء فرش جديد للسيارة ، وصرف الكثير ليجعل هذا المكيف يعمل حتى يتمكن من تهيئة استقبال كريم لوفاء .
    الطريق تمر عبر العديد من الدوائر الحكومية ، وتؤدي إلى السوق الرئيسي الواقع في وسط المدينة ، وهو طريق جميل تقاطعه بعض الجسور المعلقة لتزيده روعة وجمالا ، ولتخفف الازدحام وتسهل الحركة . لم تتجول أنظار وفاء كثيرا ، فقد فضلت أن تتجه بأنظارها إلى الأمام ، وانتابها شعور غريب اختلطت فيه المشاعر والأحاسيس المتناقضة ، فيخالجها شعور بالفرح والزهو ، وتغالب في نفس الوقت إحساسا بالرهبة ، والخجل ، وتقدر أن مشوارا طويلا من الغربة ينتظرها . لكن كل ذلك لا يهم ، فهذه ستكون أحلى وأغلى مراحل حياتها ، خاصة وأنها الآن ستقضي كل وقتها مع عبد الحليم .
    نظر عبد الحليم خلسة نحو عروسه القادمة للتو وهي معبقة بالعطور السودانية التي طالما تمنى أن يدفن أنفه فيها . امتلأت السيارة بعبق بخور الصندل ودخان الطلح . لابد أن صويحبات وفاء بذلن مجهودا خارقا ليقدمنها بهذه الصورة إلى عريسها ليلة الدخلة . نظر عبد الحليم ، فإذا الحناء المرسومة على يديها تدعوه لمزيد من التأمل ، وقعت عيناه على عينيها فابتسم لها وبادلته الابتسامة على استحياء .
    ( حمدا لله على السلامة )
    قالها عبد الحليم وهو يقف أمام إشارة المرور، وواصل دون أن ينتظر ردا :
    ( الحمد لله أن طائرتكم وصلت في موعدها ) .
    بدأ بعض الإعياء على وجه وفاء وردت مبتسمة :
    ( الله يسلمك . الحقيقة نحن قبل ما نتحرك من مطار الخرطوم كان يخيل إلينا أن الطائرة لن تقلع في موعدها ، إلا أن ما حدث كان غير ذلك تماما ، والغريب في الأمر أن خدماتهم داخل الطائرة كانت مقنعة جدا ولا أدري إن كان ذلك صدفة أم أنه حال دائم ، كما أن حركة الإقلاع والهبوط كانت هادئة ، فقط كان هناك عدد من الأطفال الأشقياء وكانوا مزعجين جدا وحركتهم كثيرة للغاية ) .
    ( إذن رحلتك كانت سهلة وممتعة )
    قالها عبد الحليم .
    ( نعم )
    ردت وفاء ، ثم واصلت :
    ( الخالة زينب كانت جزءا هاما من حلاوة هذه الرحلة ، فقد كانت ودودة ، وكان حديثها مسليا ، واستطاعت أن تجعل من رحلتنا رحلة ممتعة ، وكأنها جلسة على قهوة في ظل الضحى ) .
    سأل عبد الحليم وفاء بدهشة :
    ( من تكون الخالة زينب هذه ؟ )
    ردت وفاء :
    ( ألم ترها وهي تخرج معي من صالة المطار ؟ لقد نسيت أن أعرفك عليها ، لكنني حدثتها عنك أثناء الرحلة وبدت معجبة بك ، كما سجلت لها رقم هاتفك ، ومن المؤكد أنها ستفي بوعدها وستتصل بنا ، فهي امرأة ودودة ، وفية ، وطيبة ، وقد عرفت منها أنها من منطقة الجزيرة ، لكني نسيت اسم القرية التي تنتمي إليها ، وربما تعرفها أنت ، إن ذكرت لك ذلك )
    قال عبد الحليم مبديا مزيدا من الدهشة :
    ( والله يا وفاء ، أنت ، أنت ، لم يتغير منك شئ تحبين الناس ومعاشرتهم ، وتقيمين علاقاتك بسرعة مع كل من يصادفك دون تحفظات . لقد رأيت تلك المرأة عندما خرجت في المرة الأولى ، ورأيتها وهي تخرج برفقتك للمرة الثانية ، ولولا أنني كنت مشغولا بك لبادرتها بالسلام ولتعرفت عليها ، لأنها بالفعل شدتني إليها كما شدت انتباه كل المستقبلين ، كأن كل واحد منهم رأى أمه في ملامح وجهها ، وهي فعلا تشبه أهلنا في الجزيرة ، ابتسامتهم بيضاء صافية كحبات الذرة الناضجة في سنابلها ، طوال القامة كتيلة قطنهم ، موفوري الصحة والعافية تماما كبيئتهم المعافاة من كل تلوث أو اختلال . )
    ( الله ، الله ، ما هذا كله ، كل الأمر أنني كنت في حاجة لأحد يسليني ، وكانت هي في حاجة لمن يقدم لها بعض المساعدة داخل الطائرة )
    قالت وفاء ذلك وكأنها تحاول أن تدفع عن نفسها تهمة إقامة علاقات سريعة دون ما تحفظات .
    في مرآة سيارته ظل عبد الحليم يراقب أصدقاءه وأقاربه وهم يسيرون خلفه بسياراتهم . سيصل الركب حتى الشقة التي جهزها عبد الحليم لوفاء ، وربما يمكثون قليلا ثم يتركون الشقة ، وربما لا يعودون إليها قريبا .
    وفاء لا تعرفهم ولم يسبق لأحد منهم رؤيتها من قبل ، وقد صافحتهم واحدا ، واحدا ، في المطار حين عرفها عليهم عبد الحليم ، إلا أنها الآن لا تذكر أي من الأسماء التي ذكرها عبد الحليم وهو يعرفها عليهم وكأنها تقول في نفسها هذا مجرد بروتوكول .
    هؤلاء جهزوا معه الشقة ، وقدموا له مساعدات مادية ، وتواصوا بجعل ذلك عادة ملزمة لهم طيلة فترة بقائهم بالغربة . بعضهم عرف عبد الحليم منذ فترة طويلة حتى قبل مجيئه إلى هنا ، والبعض الآخر تعرف عليه هنا في العمل ، أو في مناسبات عامة وأقام معهم علاقات وطيدة جعلت منهم أصدقاء مقربين . وهاهم الآن يسيرون خلفه كأنهم ركب رسمي كلف باستقبال ضيف كبير .
    لاحظت وفاء أن مشوار الطريق إلى البيت قد طال ، وهي لا تدري إلى أي أحياء المدينة يقودها الطريق ، وسيارة عبد الحليم تخترق المدينة متجهة من الشمال إلى الجنوب . عبد الحليم يعرفها على بعض المعالم الرئيسية للمدينة ، الوزارات ، المباني المميزة ، برج المياه ، السوق الرئيسي . الأحياء التي تلت ذلك تبدو شعبية لا تتخللها معالم واضحة والطريق تضيق ، ولم تعد وفاء ترى أشجارا على جانبي الطريق .
    يتوقف عبد الحليم عند إشارة المرور الرئيسية في هذه المنطقة . تبدو الإشارة مزدحمة بالسيارات من كل جانب ، وهي توزع الفرص عليهم بالتساوي كأنها ملك لا يظلم عنده أحد . التفتت وفاء ناحية اللافتة لتقرأ ، اللافتة كتبت باللون الأبيض وخلفية خضراء ، يتوسطها سهمان ، أحدهما يشير يمينا إلى حي مرزوقة ، والآخر يشير يسارا إلى حي زريقاء . يدلف عبد الحليم يسارا ناحية حي زريقاء سالكا شارع زريقاء العام ، وبعد أقل من مائتي متر يدخل يمينا ، ليتوقف بعد مائة متر أخرى أمام مبنى من طابقين . يوقف سيارته في ظل المبنى . يتبعه أصدقاؤه الذين كانوا يستغلون ثلاث سيارات متوسطة الحال . يخرجون جميعهم من سياراتهم ليحملوا حقائب وفاء ، ثم يتجهون إلى مدخل المبنى . صعد عبد الحليم وعروسه الدرج الرخامي ، واتجه الجميع إلى الشقة رقم ( 3 ) على يمينك وأنت تترك الدرج .
    اكتمل دخول الحقائب إلى الشقة وجلس الجميع ومعهم وفاء بغرفة الصالون ، وكان بالبيت امرأتان استقبلتا وفاء استقبالا حارا عند الباب ، وزغردت إحداهما احتفالا بمقدم العروس وأدخلتاها إلى الدار وكأنهما تزفانها إلى مشوارها الجديد . عم الجالسين فرح غامر ، تبادلوا الابتسامات ، ووجهوا تهانيهم لعبد الحليم وعروسه :
    ( مبروك ، بيت مال وعيال ) .
    وزعت إحدى المرأتين الحلوى والعصير البارد على الجالسين ، بينما انهمكت الأخرى في إعداد الطعام بالمطبخ . قامت وفاء وكأنها ترغب في تقديم المساعدة للمرأتين وتوجهت إلى المطبخ ، وما أن دخلت عليهما حتى أقسمتا سويا عليها أن ترجع من حيث أتت .
    قالت إحداهما :
    ( أنت ضيفة علينا وعلى هذه المدينة ، ونحن أخواتك سبقناك إلى هذه البلاد ، وعبد الحليم أخ عزيز علينا ، تعرفنا عليه كصديق لزوجينا من أول يوم قدمنا فيه إلى هذا البلد ، وظل صديقا وفيا لكل هؤلاء الذين رأيتهم ) .
    بادرت وفاء :
    ( إذن أنتما سمية وشادية ) .
    ردت إحداهن :
    ( نعم . أنا شادية ، وهذه سمية ) .
    قالت وفاء :
    ( عبد الحليم أخبرني عنكما وعن زوجيكما في أكثر من رسالة ، وهو يذكركن بالخير دائما ) .
    ( وفاء لابد أن تذهب وتجلس جوار عريسها بين أصدقائه ، ولا يجب أن تقف معنا هنا بالمطبخ ، تفضلي أخت وفاء ، هذا ليس مكانك الآن ، سيكون لديك متسع من الوقت للعمل في هذا المطبخ ولكن مكانك اليوم جوار عريسك )
    قالت سمية ذلك ، وهي تسحب وفاء من يدها ، وتقودها ناحية الصالون ، وتجلسها بجوار عبد الحليم .
    ما هي إلا دقائق وتدخل شادية على الجالسين بالصالون لتدعوهم إلى الغداء :
    ( العروس والعريس أولا يا جماعة )
    قال أحدهم .
    لكن عبد الحليم يصر على ضيوفه أن يتقدموا أولا . يتردد الجميع في الدخول إلى غرفة الطعام . تأخذ شادية وفاء من يدها وتتقدم بها وهي تنادي على الباقين :
    ( اتفضلوا يا جماعة عشان الأكل ما يبرد ) .
    يدخل الجميع إلى غرفة الطعام ، ليجدوا غداء دسما ، احتوى على العديد من أصناف اللحوم والخضار وتم تشكيله وتقديمه بطريقة جذابة أثارت نهم الجميع .
    كانت وفاء أول المعلقين :
    ( ما شاء الله ،ما شاء الله ، تسلم أيديكن يا شادية وسمية ، تقديم رائع وعرض شهي .)
    عاجلها عبد الحليم :
    ( عقبال نشوف تقديمك وعروضك ) .
    شادية تولت الرد وقالت أن وفاء ما تزال عروسا ، وستظل عروسا لفترة من الزمن ، ولا عجلة على تحولها إلى ربة منزل وطاهية .
    انشغل الجميع بتناول الطعام ، وتخللت الجلسة بعض الأحاديث وبعض التعليقات . قفشات من هنا وهناك ، وضحكات من بعض الرجال ، وابتسامات من العروس والمرأتين . الطعام كان كثيرا وشهيا ، والشطة كانت حارة ، أضيف إليها الملح والليمون والخل ، فألهبت الألسن ، كما ألهبت حماس البطون . سمية قالت أنها شطة ( القبانيت ) التي أرسلتها لها أمها من السودان وهي مطحونة ومغربلة بعد أن تم خلطها بالشمار السوداني . علام – أحد الحاضرين - أكل من الشطة واللحوم حتى سال عرقه ، وخرجت من فمه حمحمة ، ووحوحة ، ثم عمد إلى العصير يعب منه عله يطفئ حدة حرارة الشطة أو يخفف آثارها . وهذا أمر بسيط اعتاده علام خاصة في المناسبات السعيدة ولا يمنعه من ذلك ثمة مانع . حتى نظرات سمية ، ابنة خالته وأخت خطيبته ، وتعليقها على الزيادة الواضحة في حجم كرشه عقب كل وجبة مثل هذه ، كل ذلك لا يمنع علام من أن يزدرد الطعام ويلتهم اللحوم بعد أن يغمسها في الشطة الحارة ، ولا يبالي بما يمكن أن يحدث عند دخول الحمام ، ولا بأي نتائج أخرى يمكن أن تترتب على ذلك . هو أصغر الموجودين سنا ، لكن يبدو أنه مركز اهتمامهم جميعا ، فاسمه يتردد كثيرا في أحاديثهم وحكاياتهم ، ويعمدون إلى توجيه الحديث إليه طمعا في تعليقاته الساخرة ، وهو ملح جلساتهم .
    بعد تناول الغداء اجتمع الجميع في الصالون ، دخل عليهم آخرون انضموا إلى جمهور المستقبلين والمهنئين . رجال ونساء يبدو عليهم ومن أحاديثهم أنهم من سكان الحي . أحد القادمين كان يحمل آلة عود في يده ، إذن هو مغن . يبدو أن هناك برنامجا معدا للاحتفال ، وربما أن الجميع يعلمون تفاصيل ذلك إلا وفاء فهي لا تعلم ما أعد لاستقبالها ، ولم تكن تعلم أن شيئا مما رأت يمكن أن يكون جزءا من هذا الاستقبال . لم تعمد وفاء للسؤال عن تفاصيل ذلك البرنامج ، وفضلت أن تتقبل مفاجئاته وتستمتع بها .
    جلست النساء على يسار وفاء ، وجلس عبد الحليم إلى يمينها ، وابتدأت جلسة الرجال من على يمين عبد الحليم في شكل دائري . صمت الجميع برهة ، وانطلق صوت معتصم زوج شادية ، وقريب عبد الحليم ، بالبسملة وحمد الله على سلامة وصول وفاء ولقائها بعبد الحليم ، وبارك لهما زواجهما متمنيا أن يجعله الله زواجا ميمونا ثمرته المال والعيال . وأعلن معتصم أن جلسة فرح قصيرة بقيادة الفنان عابد ستبدأ الآن احتفاء بهذا الحدث ، وتمنى العقبى للآخرين .
    جلس عابد ، الفنان ، قبالة العريس والعروس وغنى غناء جميلا بدأه بأغنية تقول :
    في إيديها سمــحة الحنه
    بدورك يا عريس تتهنى
    وتباهي بيها حور الجنة
    غنى ذلك من أعماقه ، وبكل أحاسيسه ، حتى ظنت وفاء أن تلك الأغنية ما قيلت إلا من أجلها ، ومن أجل هذا اليوم الذي انتظرته طويلا . وانطلقت زغاريد النسوة ورقصن ، وعرض الرجال فوق رؤوسهن ، وبشروا فوق العريس وعروسه . وقد بادلا الجالسين فرحهم وشاركا في الرقص والطرب رغما عن إحساس وفاء بعناء السفر وما يحس به عبد الحليم من تعب وإرهاق نتجا عن المجهود الكبير الذي ظل يبذله للإعداد لكل هذا ، وطول الانتظار بالمطار . قدم عابد ، الفنان ، مقطعين غنائيين من أجمل الغناء السوداني ، وقد طرب الجميع وألهبوا الجلسة برقصهم ، ورفعوا أصواتهم بالغناء .
    قامت سمية وأخذت وفاء من يدها وأدخلتها إلى غرفة داخلية ، ودخلت شادية وامرأة أخرى خلفهن . كانت وفاء تعرف ما سيطلبنه منها ، وهو أن الدور عليها لترقص للحاضرين رقصة العروس ، حسب التقاليد التي لم يستطع السودانيون الفكاك منها . وقد كانت وفاء جاهزة للاستجابة لهذا الطلب ، وأعدت له عدته . ملابس مخصصة لهذه الرقصة أعدتها والدة وفاء لها لتقف بها أمام جمع المهنئين ، ولترقص أمامهم كما جرت العادة عند عرائس السودان المفاخرات بجمالهن وبجمال قوامهن واعتداله وليونته . أشارت وفاء إلى الحقيبة التي تحوي هذه الملابس ، وساعدتها سمية عل استبدال ملابسها ، وقامت النسوة بإعداد وفاء لتخرج إلى الجالسين وكأنها البدر ينفذ من بين الغيوم ليضئ الأرض بنوره .
    جذبت إحدى النساء الدف إليها ، وبدأت بالغناء ورددت بقية النساء غناءها ، ووقفت وفاء في الوسط كفارس يطلب النزال . وقفت سمية إلى جوارها وغطتها بقطعة من الحرير المشجر الأملس يسمونها ( القرمصيص ). طلبت سمية من عبد الحليم أن يكشف وجه عروسه . وما كاد يفعل حتى تمايلت وفاء قليلا ، ثم انطلقت ترقص رقصة العروس ، تؤشر بيديها وتبرز أجزاء جسمها بالتناوب ، إلى الأمام أحيانا ، وإلى الخلف أحيانا أخرى ، تميل إلى الجانب الأيمن أحيانا ، وإلى الجانب الأيسر أحيانا أخرى ، تتلاعب بشعر مسدل كالليل ، تديره يمنة ويسرة ، والعريس يقف قريبا من عروسه يحمل في يده قطعة الحرير الأملس المشجر ، وتنقطع ضربات الدف فجأة ، فتجلس وفاء على الأرض وتغطي وجهها بيديها . توقع الجميع أن يكون العريس منتبها فيقوم بتغطيتها فور جلوسها ، إلا أنه يفشل في المتابعة ، ويغرق في الدهشة ، فيضحك الجميع عليه ، ويضحك العريس على نفسه ، وهو يمتلئ زهوا وسرورا بجمال عروسه ، ورشاقتها ، وخفة حركتها . في قانون هذه الرقصة يعتبر ما حدث هدفا يحسب لصالح العروس ، لذا فقد صفق الجميع ، خاصة النساء ، اللائى اعتبرن أنفسهن من مشجعي فريق العروس الفائز بهدف حتى هذه اللحظة . ووقف الرجال يشجعون العريس ، ويحضونه على مزيد من الحركة والخفة ، ليتمكن من المتابعة وإحراز هدف التعادل .
    غنت النساء الكثير من الأغاني القصيرة الخاصة بمثل هذه المناسبة ، ولكل أغنية رقصة تناسبها ، وإشارات تتبع معانيها ، وكانت وفاء تؤدي كل تلك الرقصات ببراعة فائقة ، وعبد الحليم يقف مبهورا ويسائل نفسه :
    من أين لها هذا ؟
    من علمها كل هذا الرقص الذي يتطلب متابعة دقيقة لكلمات الأغنية وضربات الدف ؟
    يسرح عبد الحليم ويغيب في ثنايا هذا القوام الرفيع ، ووفاء تحرز مزيدا من الأهداف ، وعبد الحليم لا يملك إلا أن يشارك أصدقاءه الضحك من نفسه .
    الأغنية الأخيرة كانت أغنية الوداع ، ( يا حمامة مع السلامة ، ظللت جوك الغمامة ) ، وقد شارك الجميع في أدائها ، رجالا ونساء . أشرت وفاء بإشارات الوداع في كل الاتجاهات ، وحيت الجميع ، كأنها ستتركهم إلى سفر طويل لن تلقاهم بعده أبدا . وقاموا إليها جميعا ليقدموا لها التهنئة وليودعوها ، ويودعوا عريسها بنفس حرارة وداعها لهم ، وليتركوها وشأنها في شقتها، تدير وقتها هي وزوجها كما يرغبان .
    بدأ المهنئون بالخروج ، وكانت سمية وشادية وزوجاهما ، يرافقهما علام ، هم آخر الخارجين .
                  

العنوان الكاتب Date
محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-12-03, 11:41 AM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم Elmosley05-12-03, 03:05 PM
    Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم غدى05-12-03, 04:37 PM
      Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-13-03, 09:16 AM
    Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-13-03, 07:13 AM
      Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم abuguta05-13-03, 08:12 AM
        Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-13-03, 10:17 AM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم elsharief05-13-03, 08:03 AM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم السفير05-13-03, 09:29 AM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-13-03, 02:15 PM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-19-03, 07:26 PM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم Abdalla Gaafar05-26-03, 08:59 PM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-27-03, 09:31 AM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-28-03, 11:05 AM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم05-30-03, 05:12 PM
  Re: محاولة للكتابة ،،، ما رأيكم ودقاسم06-03-03, 10:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de