|
|
 نستأنف يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ، اليوم الرابع
|
اليوم الرابع من يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية
راح سمير يغط في نوم عميق مستحوذا كعادته على الغرفة الوحيدة المكيفة في بيت العائلة ، وترك الحاجة ( أمه ) وأولادها ينامون في فناء الحوش معرضين للفحات السموم وتيارات الرياح والكتاحة التي تقتلع الألحفة من تحت النائمين . وكان سمير قد أقنع أمه أنه لا يستطيع أن ينام إلا في غرفة منفردة حيث اعتاد ذلك خلال فترة إقامته بالولايات المتحدة الأمريكية التي اعتاد أن يسميها بالاستيتس ، رغما عن عدم مقدرة والدته على فهم معناها في كل مرة يردد هذه الكلمة . اخوة سمير أيضا لم يكونوا يرغبون في مشاركته الغرفة خوفا من نزعاته التي تعاوده عدة مرات أثناء النهار فيعمد إلى التكبير بسبب أو بدون سبب ، فخافوا أن يحدث ذلك وبصوت عال أثناء نومه . كما أنهم اعتادوا أصلا على عدم النوم تحت المكيف لئلا ترتفع عليهم فاتورة الكهرباء ، ولأنهم لا يثقون في استمراريتها طوال الليل ، وبالتالي فإن المكيف سيقلق نومهم أكثر من ما ستفعله بهم السموم والكتاحة .
الحاجة أم سمير لم تنم كعادتها حتى بلغ الليل منتصفه ، حيث كانت دوما تسهر لتراقب أولادها إلى أن تطمئن إلى أنهم ناموا ( وراحوا في سابع نومة ) . وبالرغم من لفح السموم إلا أن الحاجة أيضا استسلمت للنوم بعد أن انتصف الليل ، وبعد أن دهنت جسدها كله بزيت السمسم ظنا منها أن ذلك يزيل آثار التعب الذي سببه لها التجوال مع سمير في وسط السوق وفي نهار لا ترحم شمسه صغيرا ولا كبيرا .
في الساعة الثانية والنصف صباحا استيقظ سمير من نومه بفعل فاعل . فتح سمير عينيه ليجد شخصين غريبين ملثمين يقفان أمامه ، أحدهما يوجه رشاشا إلى صدر سمير ، والآخر يضع إصبعه السبابة بتقاطع عمودي مع شفتيه . أراد سمير أن يكبر ، لكن عنصري المفاجأة والخوف ألجماه . ربط صاحب الإصبع رباطا حول فم سمير وأشار عليه أن يقدم له مفاتيح الحقائب والدواليب ، وأن يلتزم الصمت وإلا فلن يجد أثرا لروحه ،
كبر سمير في نفسه وردد في داخله كلاما كثيرا حول التطور الذي أحدثته الإنقاذ في هذه البلاد . قال سمير محدثا نفسه أن الجريمة لا تتطور إلا بقدر تطور المجتمع ، واستدل بذلك على تطور الجريمة الأمريكية ، وردد أن ( الاخوة ) المجرمين في السودان أصبحوا يستخدمون نفس الأدوات ونفس الأفكار . راقب سمير باب الغرفة فوجده سليما لم يتم كسره ، وكأنه فتح بمفتاحه الأصلي . تساءل سمير في نفسه :
يا ترى من أعان هؤلاء على مثل هذا ؟ أهي أمي ، أم أحد اخوتي ؟ لابد أن أحدهم قد فعلها انطلاقا من معارضته للإنقاذ . ماذا نفعل مع هذه المعارضة التي لا يعجبها عجب ، وقد وصلت بها الأمور إلى ملاحقة الإنقاذيين داخل غرف نومهم .
أخذ ضيوف سمير كل ما استطاع سمير شحنه من الولايات المتحدة الأمريكية ، نقدا وعينا ، وربطوا سمير إلى سريره مكمما ، وكانت عربتهم البوكس تنتظرهم في الخارج ، وقد اتسعت لكل ما أخذوه ، وانطلقوا في أمن وأمان ، تحفهم رحمة ظلمة الليل ، وانقطاع الكهرباء ، وتغشاهم سكينة هدوء العاصمة المنهكة .
بدأ سمير يتململ ويتحرك ويقاوم ويمرغ فمه في فراشه حتى تمكن من تخليص فمه من التكميم ، وانطلق صوته بالتكبير العالي بالرغم من بحة الصوت . استيقظت الوالدة فزعة وهرولت رغم ضعفها البادئ في اتجاه غرفة سمير ، وكانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لها وهي ترى سمير مربوطا إلى سريره والكمامة ما زالت مثبتة على الجانب الأيمن من الفم . حاولت الحاجة فك أربطة سمير لكنها لم تتمكن ، فقد كانت مضطربة أكثر من اللازم ، لكن سمير ذكرها أن تستعين بأحد الجيران دون أن توقظ اخوته لئلا يرونه في هذه الحال .
خرجت الحاجة وعادت برفقة العم أحمد صاحب البقالة ، وهما يرددان :
لا حول ولا قوة إلا بالله ،
طيب مالكم ما كوركتوا لينا ؟ سأل العم أحمد .
والله يا حاج أحمد أنا دايما نومي خفيف، لكن ماصحيت ، ولا حسيت بالحرامية ديل أبدا .
استل العم أحمد سكينه وقطع أربطة سمير فقام سمير منتصبا وهو يردد :
الشرطة ، الشرطة .
الله أكبر ، الله أكبر
وين يفلتوا من عدالة الإنقاذ .
العم أحمد حاول أن يهدئ من روع سمير ويذكره بأن الوقت ما زال ليلا ، ولن يجد عربة تاكسي توصله لنقطة البوليس في مثل هذا الوقت ، كما أنهم لن يستجيبوا له إن طلبهم عن طريق التلفون ، فهم في الغالب لا تتوفر لديهم سيارة لمثل هذه التحركات ، وإن توفرت فأنها خربة لا تتحرك ، ولهذا تركها الضابط ولم يستأثر بها .
قال العم أحمد : يا سمير يا ولدي الصباح رباح . خلي الواطا تصبح وبعدين نمشي نبلغ الشرطة ، وبيني وبينك كان بلغناهم وللا ما بلغناهم النتيجة واحدة .
قال سمير معترضا :
لكن يا عم أحمد الحرامية يكونوا مشوا بعيد خالص إذا انتظرنا لحد الصباح . وأردف مكبرا : الله أكبر ، الله أكبر ، فقد شقت الإنقاذ الطرق ويسرت حركة المواطنين . ثم استدرك قائلا :
أقصد حركة الحرامية
ردّ العم أحمد :
والله يا سمير يا ولدي لا حركة ، لا طرق ، والحرامية ديل ما غريبين أبدا ، وهم ناسا عارفنك وعارفين شغلاتك اللي انت جايبها كلها ، ويمكن يكونوا من جماعتك ديل ذاتهم .
بس يا عمي أحمد دي جريمة متطورة خالص ، وممكن تكون زي مستوى الجريمة في الاستيتس .
يا سمير يا ولدي ديك جريمة شبع ، وحقتنا دي جريمة جوع . هناك الحرامي ممكن يهرب كان عصرت عليهو ، لكن هنا الحرامي بكتل عديل .
أطل الفجر ، ودخلت والدة سمير إلى الصالة لتؤدي صلاة الفجر ، وخرج العم أحمد متوجها للمسجد ، لكن سمير كان تائها مشغولا عن الصلاة في ذلك اليوم . وانتظر طلوع الشمس ليأخذ أول سيارة تاكسي تنطلق بالحي ليتوجه إلى مكتب الشرطة .
عاد العم أحمد بسيارة التاكسي المطلوبة ، وأركب سمير وأمه في المقعد الخلفي ، وتوجه بهم إلى الشرطة ، لاحظ سمير اللافتة المثبتة على الكشك وقد كتب عليها ( مشروع بسط الأمن الشامل ) ، فكبر بأعلى صوته :
الله أكبر ، الله أكبر . هذا ما تحتاجه البلاد والعباد . الأمن الشامل . الله ، الله ، ستعاد المسروقات في وقت وجيز ، ستطبق عليهم سياسة الأمن الشامل وستحاصرهم ولن يفلتوا من عدالة الإنقاذ وعينها الساهرة .
العم أحمد تساءل في داخله ، أين هذه العين الساهرة ، أنا فقط من سهر معك يا سمير ، ويا رب تجيب العواقب سليمة .
الإجراءات لم تأخذ وقتا طويلا داخل كشك بسط الأمن الشامل ، وسأل الجندي المناوب سميرا إن كان يتهم أحدا ، فرد سمير :
طبعا ، المعارضة .
سأله الجندي إن كان يتهم شخصا بعينه .
التفت سمير ناحية أمه ، لكن وقارها وثباتها ألجماه عن قول الزور .
سجل البلاغ ضد مجهول ولم تتوفر للشرطة سيارة لتمكنها من زيارة المنزل لأخذ البصمات ، وقد رفض سمير أن يدفع أجرة التاكسي لمن يرافقه من الشرطة ، حيث اعتبر ذلك رشوة ، وهو لا يقدم على مثل هذه الآثام .
طلب الجندي من سمير أن يتصل بهم من وقت لآخر ليعرف إن كان هناك أي تطور في موضوع مسروقاته .
خرج سمير وأمه والعم أحمد عائدون إلى البيت ، وكان سمير يحدق في وجه كل مجهول يقابلهم عله يكون ممن فتح ضدهم البلاغ .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: نستأنف يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ، اليوم الرابع (Re: ودقاسم)
|
بالله عليك يا ود قاسم يا أخوي سمير دة لازم يمشي الجوزات والمغتربين وطبعا ما بتفوت عليك الزحمة الهناك والرشاوي المطلوبة والأرانيق البملوها العرضحلجية وما مهم تكون درجتك العلمية شنو العرضحلجي أدري منك بمشكلتك وعشان ده يتحقق لازم يعني يكون الباسبورت الأمريكي إتسرق وأخونا يحتاج للباسبورت السوداني لزوم السفر للسفارة بتاعت -الإستيت- في القاهرة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نستأنف يوميات سمير الكوز في إجازته السنوية ، اليوم الرابع (Re: lana mahdi)
|
انجازات الديمقراطية
الحفاظ على كرامة الإنسان السوداني
الحريات التي كفلت إعادة صياغة التنظيمات السياسية في السودان
تكوين النقابات الحرة
كفالة الخدمات المجانية والمدعومة للمواطنين السودانيين
إعادة بناء الجيش على أسس قومية
إعادة تأهيل المشاريع الزراعية
إعادة ترميم العلاقات الخارجية
إنجازات الإنقاذ
إهدار كرامة الإنسان السوداني وإلغاء إنسانيته
سلب الحريات كليا وبدون تدرج
حل جميع النقابات التي انتخبها الشعب
إلغاء مجانية الخدمات ورفع أسعارها باستمرار
إلغاء قومية الجيش السوداني وجعله جيشا للجبهة والنظام
الإجهاز على كل المشاريع الزراعية وإفقار المزارعين وإدخالهم السجون معاداة كل الجيران ومقاطعتهم وعزل السودان كليا وإبقائه تحت طائلة العقوبات والمقاطعة
إعادة العمل بنظام الرق
إعادة انتشار الأوبئة والأمراض المستوطنة ، وانتشار الأمراض النفسية والعقلية
تشريد سكان السودان وزيادة معدلات العطالة
بيع مؤسسات القطاع العام للحزب والمتنفذين فيه
فتح فرص الغنى والنهب والسرقة عن طريق تسمية مشاريع التنمية الوهمية
وسأواصل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ودقاسم
james
aba
أبكر آدم إسماعيل
lana mahdi
Yasir Elsharif
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست