الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة (Re: القلب النابض)
|
مواصلة المقال
إن غالب خطاب الشيخ حسن الترابي و محاضراته العامة قدمت في معاهد العلم العليا و الجامعات ، إلا جمهور يُقدر فيه درجة أرقى من العلم و الثقافة ، فجاءت أغلبها تصوب نحو كليات المعاني و أصول القضايا ، إلا أن غالب الموضوعات التي شاعت في أحاديث الناس ، كانت في مساحة الأسئلة التي تتاح للحاضرين بين يدي المحاضر ، و أفصحت كذلك عما يشغل جمهورنا حتى المثقف عن أمهات القضايا و الأسئلة و عبرت عما شاب فكرنا من قصور و تجزئة و ذرية ( كما يصف مالك بن نبي العقل المسلم المعاصر في كتاب مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي و كتاب مشكلة الثقافة و كتاب وجهة العالم الإسلامي و كلها مباحث جليلة في هذا الباب ) كما عبرت عما يخالط نفوسنا من نفاق و رياء . فحديث الذبابة أو حادثتها الشهيرة جاءت في سؤال لسائل بعد محاضرة عن ( تجديد أصول فقه الأحكام ) بجامعة محمد بن سعود في مدينة الرياض السعودية في العام 1978 ، و كانت الإجابة في سياق مباحث أصول العلم الديني الشرعي و أصول العلم الديني الطبيعي و مساحات الإجتهاد فيهما ، و هي قضية ظلت تطرح في كتب الأصول و الفقه و المقاصد من قديم و حديث ( الرسالة للشافعي ، و رد واصل بن عطاء المعتزلي حول حجية المعقول على المنقول ، و أبو عبيدة القاسم بن سلام صاحب كتاب الأموال 242هـ ، و حجة الله البالغة للكندهلوي ).
و كذلك ما يعرف بموضوع ( زواج المسلمة من الكتابي ) جاء في سياق رد على سؤال لمسلمة أمريكية حديثة عهد بالإسلام ، أسلمت دون زوجها و هي تطمح في إسلامه ، و بينهما الأولاد و الأموال و البيوت و الشركات ، و كان ذلك في محاضرة في مؤتمر حول الأسرة بمدينة "لارسنغ " بولاية " ميتشيغن" عام 1980 ، و لم يقطع الشيخ فيها برأي و لكنه قلـَّب لها وجوه فقه المسألة كما يعرفها جيداً و دعاها للتفكير المستقل في قضايا مجتمع جديد يشبه مجتمع الإسلام الأول الذي كان ينتقل نحو الإسلام و ليس مثل حاضر مجتمعات المسلمين المستقرة في الإسلام أباً عن جد . فالترابي لا يحيط رأيه بأي قداسة و لا يسميه فتوى ، بل هو يعتبر كل فتوى إجتهاد أو وجهة نظر ، و رأيه للمسلمة الأمريكية هو نفس الإجتهاد الذي أقره المجلس الإسلامي الأوروبي في عام 2003 ن و طلب الشيخ يوسف القرضاوي أن تذيل الفتوى بتقديره الشخصي و شكره للدكتور حسن الترابي ، الذي سمع منه هذا الرأي قبل عقدين و أنه عثر عليه بعد ذلك في كتاب ( إعلام الموقعين لابن القيم ).
أما القضية التي يطلق عليها (حد الردة) فقد جاءت بعد محاضرة بجامعة الخرطوم ( حول قضايا تطبيق الشريعة ) في العام 1979 ، تحديداً من تلامذة الفكر الجمهوري الذين استنكروا إجتهاد الشيخ الترابي ( المرتد ردة فكرية بحتة لا يقتل ) ، و أصدروا في ذات ليلة المحاضرة كتيباً يحمل عنوان ( الترابي يخرج على الشريعة بإسم تحكيم الشريعة ) و هو - على أية حال - الرأي الذي يتبناه غالب رموز الفكر الإسلامي المعاصر ( من المستشار سالم البهنساوي إلى راشد الغنوشي مروراً بالدكتور محمد سليم العوا و الدكتور طه جابر العلواني ) و يخالفون به جمهور الفقهاء القديم.
و كما اضطربت بالجاهلين و المرجفين الإجتهادات التأصيلية الفقهية للشيخ الترابي ، إضطربوا إزاء مصطلحه الأصيل و لغته الفذة العميقة و لم يقدروا سعيه المجتهد في سبيل لغة ( فصيحة جميلة ) ، أو كما قال في مقدمة كتابه المصطلحات السياسية في الإسلام : " أصاب المسلمين بؤس في فقه حياتهم السياسية و مقاصدها و وسائلها و نظمها و علاقاتها ، و أخذت بعض الكلمات التي تشير بأصولها الصرفية إلى توحيد ديني عام لكل شعاب الحياة ، تطور إلى دلالة خصوص يحصر عمومها إلى محدود . فكلمة (فقه) - مثلاً- كان معناها الفهم العميق لآيات الله في كتاب التنزيل، ثم على الفهم الساذج في ذلك لا يبلغ حكمة الله، ثم على الحفظ بغير شيء من الفهم. ".
و من ذلك ما توهمه البعض أن مصطلح (التوالي) الذي جانب به الشيخ الترابي الظلال غير التوحيدية لكلمة (التعددية) ، فظنوه تحايلاً إبتدعه لمنع الأحزاب في دستور 1998 ، و هو مصطلح إستعمله في كتاب (الإيمان - أثره في حياة الإنسان ،1973) و (بحث الإسلام والدولة القطرية، 1983) و كتاب (الحركة الإسلامية في السودان، التطور، الكسب، المنهج، 1989) ، و هو ذات الأصل الذي إستعمله اللبنانيون بغير كثير حرج و هم يقسمون ساحتهم السياسية إلى موالاة و معارضة. كما ظن آخرون أن مصطلح (الإجماع السكوتي) الذي تداول حوله فقهاء الأصول منذ القرن الثاني الهجري من نحت الدكتور الترابي ، و إن كان هو من بعثه و استعمله في سياق العملية الإنتخابية المعاصرة بعضاً من نهجه في تأصيل اللغة و بث الحياة في مصطلحاته الدقيقة المهجورة .
إن تفاصيل رؤية الشيخ حسن الترابي لجملة هذه القضايا ، مظانها الحقة هي أدبه المكتوب و كتبه المنشورة ، و التي يتعهدها قليل من الباحثين اليوم بالدراسة المعمقة و يعكفون عليها جماعات ، كما كان الحال في سالف عهد الحركة الإسلامية السودانية ، أو كما هو اليوم في بعض مدن أوروبا ( السياسة و الحكم 527 صفحة، التفسير التوحيدي للقرآن المجلد الأول 942 صفحة، المصطلحات السياسية في الإسلام 83 صفحة، أصول فقه الأحكام "تحت التحرير" ، الأعمال السياسية الكاملة "تحت الطبع" 500 صفحة و غيرها ).
إن النظر الموضوعي يؤكد أن الشيخ حسن الترابي أقل الناس حاجة لأصوات السمعة و الشهرة فقد بلغ صيته الآفاق و هو اليوم مرجع و قدوة ، و رغم العمر الممتد الذي قضاه محاضراً و مخاطباً و كاتباً ، فهو أقل العلماء المفكرين ميلاً إلى التفريع و تكثيف الشواهد أو إلتماس الأسماء أو نظم العنعنات ، سوى كثافة ظاهرة غالبة لآيّ القرآن في أدبه المكتوب ، و أن تناول إجتهاده و التفاعل معه يقتضي مسئولية أكبر لا تجدي معها الأخبار الصحفية التي تلتمس الإثارة ، فالترابي المفكر العظيم لا يبسط الريب و الشكوك و إنما يقدم عصارة علم كبير و إطلاع مثابر مصابر و دراسة مجتهدة ... لو أنهم يعلمون، لو أنهم يقرءون.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 12-28-05, 10:52 AM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 12-28-05, 12:07 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 05:24 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 05:39 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 05:55 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 06:24 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 06:25 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 06:52 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 06:55 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 08:37 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 08:39 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Sabri Elshareef | 02-28-06, 07:54 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | القلب النابض | 02-28-06, 08:06 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 02-28-06, 08:27 PM |
Re: الترابي يؤكد حق المرأة في الإمامة | Kostawi | 04-12-06, 03:36 PM |
|
|
|