|
سياسة اغتيال العقرب!
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ
جيران، وجاء رمضان, وبينهما (تقارب ثقافي) مثل التقارب المعروف بين حزب الأمة وبين حزب أصحاب الشموع.. الدنيا رمضان.. والناس جيران.. الأول أفقر من عشب التلتوار، والثاني ـ بي صلاتك على النبي ـ ريحتو سيراميك سيراميك!.. نفايات البخاخ اليومية التي تطرح من داره , بألوانها الباذخة تصلح كأدوات زينة فى كل جهات العرشكول وضواحيها. وعلى عادة السودانيين في رمضان, دفر الفقير باب الصفيح، وخرج من الجغب الذي يسكنه، والذي تعارفت الخطة الإسكانية على تسميته بـ(البيت), بالرقم والكروكي!.. خرج وعلى كتفه الصفرة أم طبق, وتحت الطبق!.. الله لا وراك ما تحت الطبق.. بليلة, وجك آبري.. ومرتو ما قصرت معاهو.. لزوم (وش الناس) أضافت في تحت الطبق عصيدة بملاح التقلية!.. ودلف الفقير إلى عالم السيراميك، المغسول بالديتول، تشع من السيراميك قناديل الحضارة الأوروبية، وأرقى ما في العالم من بهرجة.. ولا يحتاج الفقير أن يرفع رأسه ليراها.. ومن الأفضل أن يراها (معكوسة) من السيراميك.. هذا الوضع أصاب الفقير بشيء (الرجرجة).. لأن.. الما تشوفو في بيت أمك وأبوك.. يخلعك.. ويقول لك عوووك!. كان صاحب السيراميك في بداية الشهر الفضيل متكئاً على كرسي الحديقة, ومن ورائه برزخ من الفرشات الفارسية.. كان يتلاعب ويهوزز في الكرسي, ويقول عبر الموبايل ما يفيد انه ربح من الصفقة ـ صفقة من وراء البحار ـ ما يعادل ثمن المربوع بسيراميكه وشمعداناته، وبما فيه.. من جغوب، يسكن الفقير في واحد منها!. أذّن الآذان.. وتقاطرت التشكيلات الفندقية إلى الفرش الفارسي.. تكاثرت التشكيلات، وتنوعت، وتعددت.. وصارت أقرب إلى عدد الاتفاقيات التي وقّعها المؤتمر الوطني مع أطراف أخرى.. الأمر الذي جعل الصينية أم طبق بين هذه التشكيلات شيئاً أشبه بمقررات أسمرا للقضايا المصيرية!. والغنيان في سيراميكه لابد أن يجامل.. لأنه كان يقول من قبل ما معناه أنه لا يقبل (كراع بره, وكراع جوه)!.. والفقران يضفي على الغني بعض الجماهيرية، ويزيل عنه أُحجية القهر الاجتماعي, وأساطين العزلة الدولية!.. لأجل ذلك كان الغني يكتح بعض حبيبات من البليلة, لأنها ـ أي البليلة ـ في مثل هذا الحال تبدو كالثوابت الوطنية المتفق عليها!. ولكن الغني، لابد أن يتبرم!.. فقد صام وحام، وشقلبها من أجل الاستفادة من مستوردات الفنادق, ولا طاقة له فى أن يجامل في بليلة مسروجة بنار (البعر)!.. سواء كان ذلك بعراً سياسياً أم طبيعياً.. والطبيعة تدخلت.. وقامت بحل الإشكال.. ففي أحد الأيام دلف الفقير كالعادة إلى عالم السيراميك، بخطى من يظن أنّ (الحالة واحدة)!.. وبينما كان الغني والفقير يستعدان، (أذّن الآذان) خرجت من الحديقة حشرة صفراء, خرجت عقرب أسرع من لاندكروزر الدفع الرباعي!.. وبشهامة السودانيين رفع الفقير النعال وقتل العقرب..! حماية لعالم السيراميك من البلا!. فاستشاط الغني غضباً: كيف تقتل عقربنا.. ونحن تعبانين.. وربيناها في حديقتنا؟.. ولما كان الفقير مثقفاً ومدججاً بالنصوص فقد قال: (إن الثوابت الوطنية تقول، إنّ حبّ الأذيّة من طباع العقرب.. ومن هذا المنطلق يجب قتلها).. لا يهم ما حدث للفقير بعد ذلك في عالم السيراميك، لكن المهم ـ والنصيحة حارة ـ نلفت عناية حزب الأمة إلى ضرورة ألا يؤذي عقرباً في عالم السيراميك بحجة الدفاع عن الثوابت الوطنية!.
(عدل بواسطة عبد الله الشيخ on 06-24-2008, 04:51 PM) (عدل بواسطة عبد الله الشيخ on 06-24-2008, 04:52 PM)
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-24-08, 02:25 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | الطيب بشير | 06-24-08, 02:59 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-24-08, 04:40 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | الطيب بشير | 06-24-08, 04:49 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-24-08, 04:57 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-24-08, 06:49 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد المنعم سليمان | 06-24-08, 08:11 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-24-08, 08:25 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | كمال علي الزين | 06-24-08, 09:07 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-25-08, 09:48 AM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | كمال علي الزين | 06-25-08, 01:23 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-25-08, 02:18 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | اسامه خليفه | 06-25-08, 01:12 PM |
Re: سياسة اغتيال العقرب! | عبد الله الشيخ | 06-25-08, 02:28 PM |
|
|
|