|
Re: سياسية الغذاء وغذاء السياسة (Re: صلاح شعيب)
|
شكرا الاخ الصديق صلاح شعيب دائما اقول واكتب بأن السياسة والفكر السياسي يجب أن يتناول قضايا الناس وهمومهم وايجاد حلول لمشاكل الناس وليست تهويمات في الهواء الطلق على حسب حب الفرد لنوع محدد من الموضوعات. ايضا موضوع مطابقة الفكر للواقع والواقع للفكر اي الالتزام الصارم وبشكل اخلاقي بالمباديء العامة المتفق عليها وعدم التراجع عنها ومهما كانت المبررات والظروف ولكن عندنا سياسة الانقلاب على الافكار والمباديء وبدون ان بغمض جفن وبعد ذلك ايجاد المبررات للفعل السياسي الخطأ فما اسهل التبريرات. السياسة عندنا ليست من ساس يسوس حسب التعريف القديم، السياسة عندنا تحكم اقلية وممارسة الغلبة والقوة والقوى السياسية والاقتصادية لقمع المجموع الكلي الجماهيري وتنفيذ رغبة الاقلية القليلة التي تتحكم في كل شيء على الاغلبية واستخدام كل انواع النفوذ من اجل السلطة والمال واستدامتهما لذلك نجد الاحساس بقضاياالناس وهمومهم الحقيقية ضعيف وانا اتهم بعض سياسينا دائما بذلك من يسارهم الى يمينهم والى وسطهم. انظر للنقاش السياسي الدائر فكله دافوري سياسي وليس دارفوري سياسي حسب ظروف دارفور، فالاهتمام باثنين مليون من نازحي ولاجيء دارفور يجب ان يكون المحرك اليومي لاي عمل سياسي لاحزابنا ولكن هذا الموضوع اصبح مجرد امر عادي، قضايا المشاريع الزراعية للنيل الابيض والجزيرة والقضارف والصمغ العربي والرعي ومشاكل الرعي وغيرها من مشاكل العمال والتعليم والاطفال ليست موضوع مهم، نتحدث عن التعافي المتبادل وعدم معاقبة المجرم وكيفية التحكم المستقبلي في ايجاد تحالفات تضمن استمرار الهيمنة اياها على مستوى الحكومة والمعارضة، اين مشاكل الناس من كل ذلك سوف تجد عبارات فضفاضة تتحدث عن حل المشكل الاقتصادي ولكن كيف لا احد يعلم او يريد ان يعلم.. يخصخصون التعليم ويخربونه بشكل عمودي ويرسلون ابناءهم للمدارس الخاصةوالمدارس الاجنبية، يخربون الطبابة والطب والمستشفيات ويتعالجون في الخارج وحتى لو عانى الواحد منهم من صداع، يعربون التعليم ويرسلون ابناءهم للمدارس التي تدرس باللغات الاجنبية..انها لعنة السياسية السودانية..لذلك على كل من يكتب ان يتناول قضايا الناس لانهم لا يعرفون الناس ولا يعرفون قضاياهم انهم يعرفونهم عند اللمة والمسيرات لمدة ساعتين من اجل التباهي بان الناس معنا ولكن هل انتم مع الناس هل نظرتم في مشاكلهم تلك هي المشكلة يا صديقي. لا داعي لتقليب المواجع في هذا الليل البهيم الذي يمر علينا كل ليلة وعيننا على عين السودان نبيت بهمه ونصبح وفي القلب شيء من حتى.. وحتى يأتي الفرج. مع شكري أبوهريرة
|
|
|
|
|
|