|
Re: نعي مزمل أبوالقاسم لنيل السودان الثاني عثمان حسين (حارم وصلي مالك؟) (Re: abuguta)
|
الرحمة والمغفرة للراحل العزيز عثمان حسين سائلين الله أن يتقبله قبولاً حسناً مع الصديقين والشهداء
وعشان أخوانا ناس الهلال نورد ما خطه الصحفى الهلالابى حسن عمر خليفة بجريدة قون فى عموده اليومى (وقس على ذلك) بعنوان:
قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نية
Quote: قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نية نشرت: 08/06/2008 - 14:03 عدد رقم 6014
* الآن فقط يدرك المحب المعنّى والعاشق الولهان الاجابة على سؤاله الحائر الذي حملته الاجيال تلو الأجيال نغماً أطرب الاجداد وأشجى الأباء وابكى الأحفاد : لمتين يلازمك في هواك مر الشجن ؟؟ ويطول في ايامك سهر ويطول عذاب ، الآن يموت عثمان حسين فلا نجد غير التوجه الصادق للمولى عزّ وجل أن يمطر عليه شآبيب رحمته وأن يسكنه جنات الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * مات عثمان حسين بعد ان جعل من التسامح قيمة تعلو فوق كل اساءة قد يوجهها الحبيب ، رحل بعد أن علمنا أن نسامح الحبيب مهما اشتدت قسوته مسامحك ياحبيبي مهما قسيت عليّ قلبك عارفو ابيض وكلك حسن نية ، الم يقلها السر قدور عندما تغنّت أسرار بهذه الأغنية قبل عامين في برنامج أغاني وأغاني بقناة النيل الأزرق ، ألم يقل أن عثمان حسين صاحب واحد من أكثر القلوب نقاءً وتسامحاً ؟؟ * عثمان حسين ليس مجرد مغني لكنه استاذ يربي قيم الفضيلة وتغني بالمثل الحميدة والأخلاق الفاضلة والشواهد هنا أكثر من ان تحصى أو تعد دونكم طيبة الأخلاق ، وكيف لا أعشق جمالك مارأت عيناي مثالك هذه الأغنية التي تكفي لوضع فناننا الراحل على هرم رواد الأغنية السودانية * وإذا اردنا أن نتحدث عن (قصتنا) فإننا بحاجة لكتب ومجلدات لأن عثمان حسين استطاع فيها أن يأتي بلحن فريد فيه اختصار لرحلة الحياة بكل تقلباتها وأطوارها المختلفة تبدأ هادئة كأحلام الطفولة ثم تنتابها ثورة الشباب وفورته فلاتلبث أن تمضي بعيداً لتجعل الحب قيمة تتحرر من قيود المحبوب المفرد إلى أفق الوطن الكبير : كل طائر مرتحل عبر البحر قاصد الأهل حملّتو أشواقي الدفيقة ليك ياحبيبي وللبلد· * رحل عثمان حسين وترك الغناء حيران ، رحل وهو ينفي عن نفسه (اللوم) حتى لو فرضته لحظة ملام : حيران اسائل نفسي إيه كان السبب أصل الخصام ·· يمكن أكون في حقك اتلومت في ساعة ملام ··· لكن دا مامعقول يكون ، لذلك حقّ علينا الآن وقد رحل عنا جسداً ان نسأل عليه الليل ونجمو وحتى أنوار الصباح ·· وكل طائر في سماهو في شريعتو الحب مباح ·· * عثمان حسين لحن عذب ونغم لم يكتمل عاش بيننا سنوات طوال بحساب ماقدّمه من عطاء سيظل باقياً على مر الأجيال يحكي عن عظمة فنان نقل الفن من أداة للغزل المبتذل واللهو غير البري ليصبح قيماً وحكماً تمشي بين الناس تدعو للخير وتبشّر بالفضيلة وتدعو للتمسك بها والعض عليها بالنواجز ورسالة عثمان حسين كانت متجهة صوب ترقية الاخلاق وإذا اصيب القوم في اخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلا * فناننا الراحل اكتسب بصدق مشاعره هذه المقدرة المذهلة على التواصل والربط المحكم بين الأجيال المختلفة ، يسمعه الأجداد فيطربون له ويشاركهم في حبه الأبناء ويمتد حبل التواصل حتى يصل إلى الأحفاد في سلسلة متناغمة يجمع بين حلقاتها حب الطرب الأصيل والغناء الجميل الذي لن يتكرر خاصة بعد ان بدأت رموزه تتداعى وتلبي نداء الرحيل واحداً بعد الآخر * مات عثمان حسين هو غياب جسدي فقط لأنه من الناس الذي يصدق عليهم قول القائل : قد مات قوم وماماتت مآثرهم ، والراحل من هؤلاء سنجده في شجن وقصتنا ومحراب النيل وبلادي أنا وغيره من عشرات الأغنيات والروائع التي تتجدد يوماً بعد الآخر أنغاماً لانمل الاستماع إليها· * ومن جديد نرفع أكف الضراعة للمولى عزّ وجل أن يتقبل عثمان حسين القبول الحسن وأن يجزيه أجر ماقدّمه لوطنه أومته وشعبه ، وأن يلهم أهل السودان في كل مكان الصبر وحسن العزاء ولأسرته الكريمة نقول قول الشاعر : أصبر لكل مصيبة وتجلّد ·· واعلم بأن المرء ليس مخلّد ··· وإذا اتتك مصيبة تأسى لها فاذكر مصابك في النبي محمد صلى الله عليه وسلم ·
|
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم
|
|
|
|
|
|
|
|
|