خط الاستواء لكل امرئٍ من دهره ما تعودا.. وقد عودنا شهر يونيو على أنه شهر سنيح.. فان كان سعر الجريدة سيرتفع إلى جنيه كامل في نصف هذا الشهر، فكيف ستكون الأسعار في هذا الليل وآخره؟. الذي يحتمل مايو ورديفه يونيو لابد أن يهذي بقول ود ابو المقاييس والمواصفات : (ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلِ.. بصبحٍ وما الاصباح منك بأمثل)!.. وتخيلوا معي سناحة شهر يونيو على ثلاثة مستويات: على المستوى البيئي, وعلى المستوى العاطفي, وعلى المستوى السياسي.. وعليكم أيضاً أن تطلقوا الخيال في الذين يتخذون من هذه السناحة عيداً!.. بيئياً، تجد أن يونيو هو شهر الجفاف المر.. يقابله في الشهور القبطية شهر اسمه (بؤونة).. شهر يكوي سعف النخيل بشمس المدار العمودية.. تئن فيه الحجارة وتنشف حتى الضريسة!.. فيه تبلغ القلوب الحناجر وتضيق الأرض بما رحبت ويجف النيل وتتضاير زعانف الأسماك تحت سرسار المياه.. النيل في هذا الشهر يتحول إلى ترع راكدة وجزاير موحشة.. جزاير تصلح لتجفيف كل طازج.. شهر يهجوه الفلاح الذي ما تعود أن يسب الدهر!.. وعلى المستوى العاطفي، وبدون مقدمات.. فهذا شهر لا يبتسم أبداً و(أصلو في يوم ما ابتسم).. كل العلائق الحميمة التي تنسجها طيلة أيام السنة تتبخر مع عرق أيامه الحارة، ويلفحها الهجير.. حتى تصاديق الحفلات تقل كثيراً، اللهم إلا احتفال الـ (كُج) المعروف.. يقام في موعده من آخر الليل!.. وهذا بالفعل زمان التحاريق! أما على المستوى السياسي، فان بؤونة، أو يونيو، أو شهر الإنقاذ، فـ(براكم شايفين)!.. الإنقاذ في شأنها مع أهل السودان شأن امرأة صماء وبكماء، (إنتلّحت)! في رقبة زول طيب.. في زواج قسري.. وتخيلوا معي حظ هذا الرجل العاثر!! إن أراد أن يغازلها لابد أن يكورك!.. ويفضح نفسه، ويتحول كلام الغزل الى صاجات يزُقها الجيران في طريقه.. وإن أراد شيئاً أكثر من الغزل تتحول حياته إلى شيء أشبه بنبش القبور!.. أما إذا احتمل.. وصبر كما هو حال السودانيين مع الإنقاذ، فان طولة البال، على مثل هذا الحال في حكم من يجد في الفشفاش عظماً!.. وبالضبط كدا (طاحونة ومرا مجنونة)!.. إنها نهارات وليالي يونيو.. التي نشيل فيها فوق الدَبَرْ.. حظنا في عهد يونيو مثل دقيق! فوق شوك نثروه!.. وحظهم أن يحتفلوا على إيقاع آهاتنا.. ولكل امرئٍ من دهره ما تعودا!!..
رغم ادعائى باننى افهم الامثال السودانية الا ان كرش ودكان للعرش تحتاج الى حاشية عزيزى ابو بكر طه ارجو ان تشرح الموضوع بتاع المثل على الاقل الجماعة ---يعرفوا حاجة---------- لك التحايا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة