|
Re: الأفريقي .. قصة ظللت أقف عندها طوال الوقت (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
مرت الأعوام وحققت تفوقاً في دراستي، وعشت حياة مختلفة مع المعلمات وتغير سلوكي وبدأت عبقريتي تظهر لمن حولي .. وكنت لا أسافر لأهلي إلا مرة واحدة في السنة ولأيام قليلة، وعند الامتحان للمدرسة العليا كنت المتفوق الوحيد الذي يعطى منحة الدراسة المجانية وذهبت لأهلي برفقتي المعلمات اللائي طلقن في القرية حالة من الفرح والدهشة وابلغتا أهل القرية بنجاحي وما يتوقع لي من مستقبل زاهر، وأنهن سترافقاني للمدرسة العليا وتلحقاني بها وما لم تقولاه أنهن وبعد إلحاقي بالمدرسة العليا ستعودان لمكان عملهما في نهاية الأسبوع لملاقاة الشاب الأبيض الذي سيكون بانتظارهن .
كان السفر للمدينة التي توجد بها المدرسة العليا الوحيدة بالبلد بالقطار .. وكانت كل قريتنا في محطة القطار وانا ووالدي وأمي وأخوتي والمعلمتين والجميع في حالة من الفرح العارم .. وعند وصول القطار توجهت المعلمتان للدرجة الأولى وتوجهت وأبي للدرجة المخصصة للسود في بلادي. ومن داخل القطار كنت أرقب الجموع تموج ونساء القرية اللائي يرقصن فرحات بنجاحي ووسطهن أمي ولسان حالها يقول:
(أنا والدة الولد الذي نجح ولأجل وداعه للالتحاق بالمدرسة العليا جاءت هذه الجموع الهادرة) تحرك القطار صوب مدينة المدرسة العليا.
بعد حين وصلتني رسالة من والدي مع أحد أهل القرية كتب فيها الآتي:
أبني الحبيب – تحياتي،
أمك وإخوتك بخير وكل الناس يسألون عنك ويؤملون فيك وقد تسلقت شجرة عالية (شجرة العلم)، فلو وصلت وأكلت لوحدك ستصيبك التخمة وتموت، وإن حققت أماني المؤملين فيك ووضعت قضاياهم نصب عينيك فهذا هو المؤمل، وإن لم تصل فستصيبك لعنة من ينتظرونك والسلام. والدك ولم أنس وصية والدي أبداً انتهى ما أتذكرة من القصة وربما أعود لو استيقظت الذاكرة وإلا فهذا ما جادت به.
|
|
|
|
|
|
|
|
|