|
Re: مهند أزمة رومانسية للفتاة السودانية (Re: Safia Mohamed)
|
_________________
الأخت : أمل هباني
نعود لموضوع انعدام الرومانسية في المناخ الاجتماعي السوداني. وفي الحقيقة الموضوع ده مهم جداً ، لأنو في صميم الحياة اليومية وشؤونها. ولا يستطيع أحد أن يقول بغير ذلك. أعني أنّ الرومانسية التي تتحدثين عن انعدامها هي ليست منعدمة بقدر ما هي متحولّة. وربما يفيدنا السؤال عن : هل الرومانسية مفهوم ذاتي أم موضوعي؟ في اعتقادي الشخصي جداً أنا أعتقد أن الرومانسية مفهوم ذاتي وشديد الذاتية أيضاً لأن لكل منا فهمه الخاص والخالص للرومانسية وطريقة ممارستها. وربما كانت الرومانسية حوجة تعادل في أهميتها بعض الممارسات الإنسانية الأخرى مثل: نيل الاحترام، وتحقيق الذات .. إلخ.
البيئة يا أخت امل هي بيئة طاغية لدرجة أنها تؤثر بشكل مباشر على أفرادها والمنتمين إليها. فعادة مثل عادة (سفّ التمباك) تقابل بالمثل عادات أخرى مثل تعاطي القات أو شرب الكحوليات في بيئات أخرى لا تعتبر هذه الممارسات ممارسات غير أخلاقية بحكم العادة والتعوّد ، وبالتالي فإن أعضاء المجتمعي الواحد يتعاطون مع هذه الممارسات بأشكال متباينة، فقد لا تتوافر حدود دنيا من التعاطي المثالي في بيئتين مختلفتين.
أريد أن أقول بأن المجتمع هيأ نفسه تماماً ليكون متماشياً مع العادات والممارسات التي لم تكن إلا نتاجاً خالصاً لوعيها العام. وبالتالي فإن تعاطي التمباك لم ولا يشكل عقبة أمام ظهور بعض القيم، أو لا يلعب دوره في اختفاء بعض القيم الأخرى كالرومانسية أو غيرها.
تبقى الرومانسية كفعل إنساني محدد ومحكوم من خلال مجتمعه، فالسوداني رومانسي بطريقة سودانية، والمصري رومانسي بطريقة مصرية، والخليجيون رومانسيون بطريقتهم المتوافقة مع بيتهم بما فيها من عادات وتقاليد ومثل وقيم متجذرة .... إلخ وهكذا يختلف كل شعب في التعبير عن رومانسيته؛ وبالضرورة فإن كل فرد في أي مجتمع يختلف عن الآخرين في رؤيته للرومانسية. فمثلاً تشعر الفتاة السودانية بشكل عام بالاشمئزاز من طريقة المصري في التعبير عن رومانسيته ليس لأنها لم تعتد على هذا النوع من الرومانسية فقط، بل لأنه يخالف تماماً معاييرها عن الرومانسية. وعليه فيمكننا أن نقول أن للرومانسية جنسية ، وأنّ كل رومانسية تمارس خارج حدودها الجغرافية فإنها تعد أعمال مستهجنة وقد تكون أعمال لا أخلاقية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|