|
Re: عن محاسن والرِجْلة وسيطرة الزوجات (Re: Nasruddin Al Basheer)
|
وهنا نموذج آخر من الرجال: دعاني مرة صديقي وزميلي في العمل عادل لزواج شقيقه الذي كنت أعرفه هو الآخر بحكم أنني كنت محسوباً كواحد من أفراد الأسرة، والعريس عرفته رجل مسالم وهاديء وودود للحد البعيد، وكثيراً ما كان يستقبلني هو في البيت عندما لا أجد صديقي عادل. بحكم أن المناسبة كانت على عجل وغير مخطط لها لأن العريس تبقت له أيام قليلة قبل رجوعه إلى مكان عمله خارج السودان، فلم يكن الحضور كبيراً، وفي خلال ساعة تناول ناس السيرة عشاءهم منذ وقت مبكر وأخذوا في انتظار وصول العروس. مضت ساعة وساعتان وثلاث وأربع ساعات ولم تحضر العروس، وكانت الساعة حينها قد تجاوزت الواحدة صباحاً. ظل العريس صامتاً وهادئاً طوال الوقت، لكن الغضب والقلق كانا واضحيْنِ على سيماء وجهه، ولاحظت كذلك أن صديقي عادل ظل جالساً بجوار العريس طوال الوقت وكأنه كان يخشى وقوع أمرٍ ما. فجأة وقف العريس وتحرك مباشرة إلى داخل بيت العرس وجرى خلفه صديقي عادل ثم لحقت بهما ولحق بنا بعض أشقاء وأقرباء العريس الذين كانوا يحاولون إيقافه من اتخاذ أي خطوة ربما تكون متهورة وهو في تلك الحالة. في ثواني قليلة وقف العريس أمام أم العروس وقال ليها بهدوء (نحن أتأخرنا خالص وانتظرنا أكتر من اللازم.. بديكم عشرة دقائق، إذا العروس ما ظهرت، فخليها معاك على طول وشوفي ليها عريس غيري).. رجع العريس بهدوء إلى ضيوفه، لكن حدث هرج ومرج بعد ذهابه، فرأيت أخوات وخالات وقريبات العريس يجرين يميناً وشمالا بحثاً عن العروس والتي كانت ـ لحسن الحظ ـ عند الجيران. لم تمض أكثر من خمس دقائق فقط إلا وكانت العروس قد أخذت مكانها بجوار العريس، ورأيت عندها الارتياح والفرحة تعلوان وجوه الجميع وزال بذلك الجو المكهرب الذي كان مسيطراً على المكان، وانقضت الليلة بسلام رغم أن زعل العريس كان واضحاً ولم تنفع معه التبشيرات والتبريكات والزغاريد. بعد أيام سألت صديقي عادل ماذا كان سيفعل أخوك العريس إذا لم تحضر العروس في خلال العشر دقائق التي حددها؟ فأجابني عادل: كان سيتركها بكل سهولة، وهو رجل لا يتكلم كثيراً ولا يرجع في كلامه أبداً، لذلك كانت يدي في قلبي وما خليتو وحدو خوفاً من حدوث أي أمر طاريء. فقلت لعادل: لكن العريس راجل مسكين وأنا ما قايلو صعب كده؟ فقال لي: الناس كلهم بفتكروهو مسكين والغنماية بتاكل عشاهو، لكن رغم ذلك كلنا بنهرش منو، ومع إنو هو حلال المشاكل في البيت، بس الخمج ما بنفع معاهو . وبعد كم شهر سألت عادل عن أخبار العريس ضباح الكديس، وقال لي هو والعروس سمن على عسل، وهي إنسانة عاقلة وما أظنها تقدر تتجرأ وتعمل حركات مع زول زي ده. شخصياً أعجبني هدوء العريس وحسمه للأمر في وقت قياسي وظهوره في موقف الرجل القوي في أول اختبار له كزوج، على عكس الكثير من الأزواج الذين يأمرون وينهون في بيوت أهليهم ويتحول الواحد فيهم إلى حمل وديع بعد زواجه، وفعلاً كما قالوا (الرجال مواقف).
|
|
|
|
|
|
|
|
|