ان قادتك خطاك من الخرطوم جنوبا الي الضواحي وطرف المداين هناك حيث يقبع حي مانديلا العريق ومانديلا كما لايخفي هو ذلك القائد الجهبذ والمعتقل الاشهر واحد ابناء وقادة افريقيا العظام.اطلق اسمه علي الحي في مطلع التسعينات.تاريخ نشاة الحي في ارض حرة بتولا. تحرك ركبنا الي هناك فرايت وشاهدت وسمعت ما انا بصدد تقديمه كعرض حال عن حي بالخرطوم في واقع متخثر مثخن ومضني.يعيش الناس هناك كاشباح في كهوف النسيان الحياة غابره باهتة مخيبة للآمال..عبثية فالبيوت من الطين واكواخ من الجوالات والنايلون جلها آيل للسقوط ولاتصلح للاستخدام الآدمي فهي متشققة الجدران وقصيرة والحي رمادي شحوب والناس تسير بخطوات بطيئة مجرجره تجوس الارض بخطوات يعفرها الغبار والذبول.عابره للطرقات الملتوية والمتسخة. وبرغم ذلك لمظاهر الحياة مسرات شحيحة تكافح التعاسة والبؤس..فهناك الخمور البلدية بانواعها وباسعار زهيدة وروائح الشواء عالقة في الجو وحلقات للعب القمار علي طول اليوم وعلي عينك ياتاجر ومم الخوف وماقيمة الحياة واهمية الحرص عليها في بيادر الجوع في ظل فقر مدقع وبؤس عاصف انه جحيم الكوميديا. وذلك لمجرد شعور الانسان بانه يمارس الحياة.وكيفما كانت..وبصدق كصدق الحياة نفسها....الحياة هناك مجازفة ومغامرة...انها ثورة علي المجتمع الخامل بقيوده الزائفة وادعاته الكاذبة وقيمه المعطلة...هناك. سكان الحي..سودانيون اقحاح اتو من الولايات والارياف يعملون ويكدون طول اليوم في مهن قاسية ومتعبة نهارهم كدحا وشقاء وبعضهم يجد نفسه حطاما تافها يقر بذله وهوانه فينشج (انا في الصبح عبدا للطواغيت الكبار) حتي اذا جاء الليل قدم مايملك لبنات البار مافي جيبه ضحكة حشرجة خلف الستار وجه من يتعب من نار فيرتاح لنار وآخرون في حلقات القمار حالهم كقول الشاعر: اليست اعزّ وامتع من "نمر اليانصيب" التي ارقت اصدقائي اليست احب واعذب من امسيات القمار التي ارهقتهم جميعا لم تبق منهم سوي الصفره الداكنة وبعض من التلف العصبي وشيء من الخسة الآسنة وعل الزمان المراوغ يخبو وينحنح اثقاله في الزوايا وتجي الحياة بما لم تجي.... وقال لي احد السكان حديثا عن انحسار المياه عن اليوم والنوم والامس واني اجوع وتبارك جسمي بمادبة من ظلام فلا يستطيل الكلام..ياصديقي..مسني الضرّ اخاتل كل المسافات في وطن مستقر يستبينا ولايحتوينا,يضيق ونحن اتساع حنون اليه...اتساع تهادي عليه وتمادي وصار يدخل ,جانحيه,عميقا غائرا لنصير الحصي ويصير الهباب....وكان وحيدا يراقص اشباحه العاويات ولعا بغيث العذاب وزيف مجيد وحلم وجيد...يداور اشجانه في ارتداد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة