|
|
 Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! (Re: Abdulgadir Dongos)
|
+
الصادق أخجلنا ( 2)
شوقي بدري
[email protected]
وواصل الصادق ( ولازم تعرف يا أخ ......) فقاطعته قائلا ( يا الصادق أنا شوقى شوقى . ) ويبدو أن كلمة أخ هى لتحديد موقعى . وأشار الصادق غاضبا طالبا منى أن أقرأ كتابه الديمقراطية عائدة وراجحة . فأفهمته بأننى قد درست الكتاب بحماس الا أنه ليس هنالك ديمقراطية مع الطائفية ، وقلت له ( انت تعتمد على الأغلبية الصامتة التى تحركها الاشارة . فنفى الصادق هذا وزعم ان الحزب صار مفتوحا ولأول مرة صاروا يفوزون في المدن الكبيرة . والسؤال طبعا لماذا لا يرشح الصادق نفسه فى بلده ؟ فهو أمدرمانى . ومن أبسط قواعد الديمقراطية أن يترشح الانسان فى داره ووسط أهله . والغلطة أن المحجوب كان يترشح فى الدويم وليس أمدرمان . وعبدالله خليل كان يترشح فى أم كدادة وهلمّ جرا .
وقال الصادق ( دى الوقت انحنا الوحيدين الموجودين فى الساحة . لأننا مش طلاب سلطة . وكل الناس هرعت للسلطة. وحتى الشيوعيين صاروا يطأطئون . ) ولا بد أن الصادق قد حسبنى أحد زعماء الشيوعية . ولا أدرى لماذا يرى الناس الشيوعيين فى كل شيىء .
وواصل الصادق محاولا نفى تمسكه بالسلطة . وقال ( عبود قال لينا استلموا السلطة انتو بدل يستلموها الصعاليك . وانحنا رفضنا لأننا مش طلاب سلطة . والنميرى قال لى أنا أسلمك السلطة وأنا أبيت) . أرجو ملاحظة أن الكلام قيل وسط شهود . فهل كان عبود يعتقد أن جبهة الهيئات والقضاة ورؤساء وقادة البلاد والبروفيسورات الذين هبوا فى أكتوبر كانوا صعاليك ؟ . ولماذا لم يقل الصادق لعبود ( أسف ، هؤلاء الذين تصفهم بالصعاليك هم خيرة أهل السودان) .
وهنا تدخل الدكتور ضياء عدوى بصفته رئيسا للجالية قائلا ( انحنا جبنا السيد الصادق المهدى كمناسبة اجتماعية مش سياسية ) . وأدركت شهر زاد الصباح . وتدخل الأخ حسين وهو عراقى شيعى كان محاضرا فى جامعة الجزائر وزوجته جزائرية ويعتبروا جزء من الجالية السودانية فى لوند . واشاد بالسودانيين وعلاقتهم المتميزة وصدقهم الذى أحس به منذ أيام الدراسة . وذكر أن علاقة السودانيين علاقة خاصة ، وانه وسط الجنسيات الأخرى لن يجلس رئيس الوزراء وسط الناس وبدون حماية . فقاطعته قائلا ( بأننا نختلف جدا مع الصادق . لكن الصادق لا يحتاج حماية بيننا فكلنا على استعداد لحمايته . )
وقبل الرجوع الى مالمو ، لأن صديقى العراقى فريد كان ملتزما بميعاد ، صافحت الصادق المهدى الذى أمسك بيدى وواصل الكلام متحدثا عن الديمقراطية ، فقلت له ( كما كتبت لك قديما وكما لا ازال أقول ، الطائفية زى حشرة العنتت بتشرب السمسم وبتخليهو قشور . ما فى ديمقراطية مع الطائفية . فى طائفية معناهو ما فى ديمقراطية) فرد الصادق (انت ليهه بتحرمنا نحنا من الطائفية ، ما تشوف الدول الحوالينا ) .
المشكلة عندما تتكلم مع أى سياسى سودانى عن شيىء مثل الفساد أو حقوق الانسان يتكلم عن ما عند الآخرين . أذكر أن مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السابق قد طلب منا فى اجتماع كوبنهاجن فى ديسمبر 1994 أن نعطى فكرة جيدة للاسكندنافيين عن السودان ، وهذا بحضور أنجلو بيدا ، أقنيس لوكودو والى جوبا ، الفريق محمد أحمد زين العابدين سفير السودان فى استكهولم ، وثلاثة من رجال الانقاذ ورجل أمن . فقلت له (الاسكندنافيين مش أغبياء . أنتم نظام سيىء . يكفى سجلكم فى حقوق الانسان . ) فوافق مصصطفى وأضاف حقيقة فى تجاوزات ، لاكين اذا قارنتنا بالناس الحوالينا ، انحنا كويسين . فقلت له ( الغلط غلط ، زى ما تقول لى أنا بدق مرتى بالكف ، لاكين جارى بيدقها بالعكاز . كلو غلط .)
هؤلاء الناس الذين كان الصادق يحاضرهم ، يحاضرون الاخرين فى جامعات . وبعضهم أصحاب تجارب غنية وثرة فى هذه الدنيا . اذا كان الصادق يظن أنهم يقتنعون بأن الطائفية شيىء جيد يجب أن نعض عليه بالأسنان وندافع عنه بأرواحنا ونحافظ عليه لمئات السنين فهذا وهم . وأتمنى أن يكون هنالك من يخبر الصادق المهدى بأن الديماقوقية لا تحل مشاكل السودان ، والكلام ما بودى بعيد ، وليس هنالك طائفية وديمقراطية متلازمات .
كان عندى بصيص من الأمل من أن الصادق المهدى قد يسمع . ولكن الآن تأكد لى بأنه لا يسمع و لا يريد أن يسمع . لقد كان عمه الهادى يقول لمن يأتون اليه بقصد التفاهم مع الصادق ( لو عاوزين تتكلموا عن الصادق أنا أطرش . ) ويبدو أن هذا الطرش وراثى . الصادق لا يريد أن يسمع الا صوته .
لقد استلمت من الدكتور الأستاذ الفاضل عباس - الذى كان محاضرا فى جامعة الجزيزة والآن يحاضر فى الامارات - نسخة من استقالته من حزب الأمة ، ولقد نشرت الاستقالة فى يوم السبت 24 ديسمبر 1988 فى جريدة الوطن . وكان وقتها عضو الهيئة المركزية لحزب الأمة .
ولم يترك الأخ الفاضل عباس فرضا ناقصا . وبالعنوان الكبير يقول للصادق ( انكم يا سيدى تتراجعون أمام ضغوط الجبهة وتساعدونها على بعث النميرية مجددا . وما عاد يهمكم ما تتناقله الصحف عن ممارسات أقاربكم فى تجارة الصادر والوارد . ويقول ( لقد تكامل موقفى الخاص بالبعد عن حزب الأمة نهائيا بمجرد تكوين الحكومة الراهنة المسماة بحكومة الوفاق الوطنى ، ولقد سكبت بعض حبر على صفحات الجرائد السيّارة وقتئذ موضحا الأسباب التى تقف ضد اشتراك الجبهة فى رأيى . وما لجأت الى ذلك الأسلوب العلنى الا لغياب الديمقراطية داخل الحزب ، فليس هنالك بنية تنظيمية واحدة تجمع وتنقص وتطرح أمامها بعض القضايا سوى المكتب السياسى .... وليس هنالك من ينظّر وينشر الكتيبات ويلقى المحاضرات حول خط الحزب السياسى والتنظيمى سوى رئيس الحزب ..... .
وهو الذى يمول الحزب ويستضيف مؤتمراته .... وهلم جرا . وهو فيما يبدو لا يقيم كثير وزن لرأى مخالف لرأيه ، اما بتجاهله تماما كأنه لم يكن . أو يقضى على مصدره حتى لا يكون . فكل الرأى العام السودانى يعرف أن هنالك ثلة من أعضاء المكتب السياسى كانوا ولا يزالوا يعترضون على اشتراك الجبهة فى الحكومة . هل كان مجرد صدفة عندما أصدر رئيس الحزب قرارا بحل الأمانة العامة وتحويل مسئوليتها الى أمين عام جهوى ؟ .
لقد قابلت سعادتكم قبل بضعة شهور بدار الحزب بأمدرمان وطرحت تساؤلى عن السر وراء اشتراك العناصر المايوية فى الحكومة . وعن المصير الذى آلت اليه شعارات كنس الرموز والقوانين المايوية ..... الخ . ذكرتم ان الجبهة صاحبة قاعدة ضخمة قد صوت لها قرابة المليون ناخب ، وهى على رأس كل اتحاد طلابى وخلف كل مظاهرة واضراب . وتعلمون أن هذا منطق غير متماسك . هل توقفت المظاهرات والاضرابات الآن ؟
لقد ظهر للناس كأنكم فقط تودون أن تسكتوا صحافة الجبهة التى كانت قد تخصصت فى موضوع التعويضات ، وممارسات أحد أعضاء مجلس رئاسة الدولة وبعض الوزراء . وما أن قامت الحكومة الأخيرة حتى سكت اعلام الجبهة عن الحديث المباح ووجه نيرانه الكثيفة نحو الاتحادى الديمقراطى بعيدا عن الديمقراطية .
اننى يا سيادة الرئيس أحد أبناء الكادحين الذين استهواهم طرحكم القومى الوطنى قبل وأثناء وبعد الانتفاضة ، ثم اكتشفت أنه ليس هنالك اجتماعات ولا اشتراكات ولا مطبوعات ولا أى صلة بين المركز والفرع بخلاف ( الاشارة) ترسلونها كلما شعرتم بالغربة والوحشة فى غابات الأسمنت فى الخرطوم المكتظة بالحركة الديمقراطية الواعية ، فتتقاطر الآلاف نحو العاصمة القومية وتمنحكم الهتافات والعضد .
وهكهذا يجد الانسان نفسه فى حزبكم هذا مجرد رقم فى اللوحة الخلفية ، أو مجرد لازمة فى الموسيقى التصويرية ، بينما تتوسطون المسرح أنتم وأصهاركم تعرضون ما طاب لكم أن تعرضوا . انكم تحتفظون بأمثالنا من الحثالات التى فى القاع كمّا مهملا حتى موسم الانتخابات فننهض كالضفادع فى بكر الخريف .
لقد مضى اسبوعان منذ أن وقع السيد محمد عثمان ميثاق السلام السودانى مع الدكتور جون قرنق وما زلتم تتلكأون وتراوغون وبهذا تضيعون وقتا لا يستطيع أن يشتريه كل النفط الليبى . واليوم الأربعاء تحدثت عن حصر الاتفاقية فى الاطار السياسى ومناقشتها على المستوى الحزبى وعدم ضرورة عرضها على مجلس الوزراء . وبين هذا وذاك تنقلتم يا سيادة الرئيس فى الأسبوع المنصرم بين طرابلس الغرب والاقليم الأوسط والفاشر أبو زكريا ، كما استقبلتم الوفد الليبى فى هذا الظرف الحساس وفتحتم ملفا خطيرا ومصيريا وهو موضوع الوحدة مع ليبيا ........
انه مجرد ابتسار للحقائق وهروب من قضايا الجوهرية . ان القضايا الأساسية التى كانت أجدر باجتهادكم وعبقريتم هى مشكلة الجنوب ..... ذلك الجرح الدامى الذى يكلفنا أنفسا بشرية .
اليوم يا سيدى الرئيس 24 من أقربائكم فى المكتب السياسى من أصل 60 عضوا . هنالك أربعة مساعدون لرئيس الحزب وأثنان بالأمانة العامة ، اذا لم نحسب رئيس الأمانات ، وهنالك خمسة وزراء ورؤساء مجالس وهلم جرا ..... وما عاد همسا ما تناقلته الصحف فى تجارة الصادر والوارد ، مثل تلك المتعلقة ببعض الانشاءات فى دارفور ، ومسألة التعويضات عن أراضى أم دوم ، ومشاريع النيل الأبيض للمرة الثانية ، ومسألة اليورانيوم ومسألة التبغ اليوغسلافى ، وقطع الأراضى التى وزعت بقصاصات ورق من بعض الوزارء وتصديقات البزرة التى وزعها وزير الصناعة السابق ، وتصديقات السكر والدقيق وغير ذلك مما لا بد وأنه قد تناهى لسمعكم ) . هذا نهاية الاقتباس.
بعد هذا الكلام ليس أمامى سوى الاعتذار . آسف سيدى الامام . لقد كنت أظن أن هنالك بعض الأمل . لم أكن أعرف أنك لا تريد أن تسمع . ولا يهمك أن يموت ملايين الجنوبيين ، وأهل دارفور ، بل وكل السودان . أنت نرجسى يا سيدى الامام .
ولكن أنا يؤلمنى موت الجنوبيين وكل السودانيين . أنا نشأت وترعرعت فى الجنوب . هنالك نبتت أسنانى وتكونت عظامى . واكتست لحما من خيرات الجنوب ، مائه وهوائه . الذين تسببت أنت فى قتلهم فى الجنوب فقط لاشباع غرورك ونرجسيتك هم أتراب طفولتى وأصدقائى وأهلى . ولهذا كنت أحسب انك قد تستمع .أو لأنك لا تدرى . ولكن بعد كلام الفاضل الذى لم أسمعه من قبل تأكد لى بأنك لن تسمع ، بل أنت أحد المصائب التى يجب أن نتعايش معها مثل الجفاف والجراد .
التحية
شــوقى
http://www.sudaneseonline.com/news31.html
دنقس.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 05-29-08, 00:28 AM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 05-29-08, 00:35 AM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 06-02-08, 06:46 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Elbagir Osman | 05-29-08, 04:46 AM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 06-02-08, 07:17 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Deng | 05-29-08, 04:54 AM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Tragie Mustafa | 06-02-08, 07:08 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Mohamed Doudi | 06-02-08, 09:25 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 06-03-08, 11:30 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 06-03-08, 11:21 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | محمد على النقرو | 06-02-08, 10:57 PM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdel Aati | 06-03-08, 00:02 AM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 06-03-08, 11:34 PM |
 Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | حسن الطيب يس | 06-06-08, 04:19 AM |
| Re: الصادق المهدي "كوز خرج من دولابه"!! | Abdulgadir Dongos | 06-08-08, 09:47 PM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست