بينما قواتنا النِظامِيّة تجول بحثاً عن فلول المُرتزقة الغازين ، يجلس أحد أبناء الحي طرف حيه في مكان قصي ينشد فيه عُزلة و وحُدة يبرز غبار كثيف أثارته عجلات سيارات القوات النِظامية المُطارِدة في شغف لِخليل و مُرتزقتِه و جندِه ، فيُفاجأ جليس خلوتِه بسحب الغبار الكثيفة و يثير ذلك فيه هلعاً و خوفا وهي تتجِه صوبه ، فيقف محاذراً و يتحرّك من مكانه متوجِساً شرا قد يحيق به فينوي الإبتعاد فتثير حركتِه القادمين فيُسرِعون تجاهه و مشتبهين فيه أن يكون من المُطاردين ويسألونه بلسان تُرافِقه الأيدي و الدباشِك ، فيركض نحوهم أحد أبناء الحي باكياً مُنتحِباً علي حال المسكين الذي وقع في شرِّ بليّتِه و يقول لهم( حرام عليكم .. فكوهو .. بعرفو .. دة مِن هِنا والله العظيم من هِنا) فيتركونه و شأنه و يُطرِق هو أرضاً دمعته سائلةً علي خدِّه و ربما دعواته سائلةً مولاه أن: لا تظلِمنّ إذا ما كنت مقتدِراً فالظلُمُ يعود عليك آخره بالندمِ نامت عُيونُك و المظلومُ منتبِهاً يدعو عليك و عين الله لم تنَمِ
و مضي يُلملِم ما تبقّي له من جُزيئيات سليمة بعد أن حطّموا فيه ما حطّموا مِن عِزة و كِبرياء ، فانطبق عليه بما أنه مواطن غلبان من درجة زيرو وصف (ذليل قومٍ ذُلّ)
لابُدّ من مراجعة أداء الأجهِزة الأمنية لِطُرق تعامُلها مع المدنيين ، و المشتبه فيه برئٌ حتي يثبُت العكس
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة