|
Re: مشاهد من مسرح اللامعقول في السياسة السودانية: (Re: Kabar)
|
الحكم باعدام المبادئ في اتفاق الصادق /البشير:
واحد من مشاهد مسرح اللامعقول في السياسة السودانية.. الإتفاق الذي تم بين الصادق المهدي و عمر البشير..و المسمى جزافا بالتراضي الوطني..لا يهمنا ما ورد في الأتفاق.. لأنه مجرد كلام و السلام..و لكن يهمنا وجه من وجوه الممارسة التي صاحبت الإتفاق..
في نقطة ذكرها دكتور ابراهيم الكرسني في بوسته المعنون "التراضي الوطني:وثيقة لقيادات مأزومة " أن شباب حزب الأمة و الكوادر الوسيطة (دعنا نسميها قواعد الحزب الفعالة) قد تم تهميشها في اتفاق التراضي..و انها لم تحظي بشرف الحضور..و هذا الكلام يؤكده الكثيرون و الكثيرات من حزب الأمة.. الذين صابتهم الدهشة من سلوك رئيس حزبهم..و هنا مشكلة كبيرة جدا.. فالصادق المهدي قد وضع حزبه و قواعده و جماهيره في حرج عظيم..و تناسي الجهاد الذي بذله الكثيرون و الكثيرات الذين كانوا يدافعون عن نقطة المؤسسية في الحزب..و كنا قد قلنا لبعضهم فيما سبق الصادق المهدي لا يستطيع صبرا على المؤسسية متى ما كانت تتحدث عن اخفاقته و المطالبة بمحاسبته..و كذلك نقطة اخرى.. و هي حقيقة أن الصادق المهدي في غرارة نفسه لا يؤمن بالديموقراطية كممارسة..و يفضل عليها نظام الوصاية المنبني على مشروعية و مرجعية الثورة المهدية في السودان..
فهنا ليس المهم في اعتقادي تحديد الثوابت..و صرف الكلام الخارم بارم.. بقدر ما يهمني سقوط المبدئية في اول اختبارات الممارسة.. نعم من حق حزب الأمة أن يعقد ما شاء من الإتفاقات..سواء كانت ثنائية أو جماعية..و هذا حق مشروع.. لكن غير المشروع خرق المؤسسية التي سعى البعض للترويج لها في خطاب حزب الأمة..
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل لازال شباب و شابات حزب الأمة على قناعة بأن الحزب لازال بخير؟..و هل هناك فسحة لإقناع الأخرين بأن الحزب لازال يملك الرصيد (على الأقل في مجال الرؤي الوطنية التي تخدم مشروع دولة المؤسسات و المواطنة)؟..
هذه الخطوة هي طعنة في ظهر عضوية الحزب..و من موقع لم يتحسب له البعض..و هذا خيانة عظمى..
نقطة اخرى ..و اخص بها عضوية الحزب من جماهير غرب السودان..فهذه الخطوة من الصادق المهدي.. هي تركيز و تكثيف لدور المركزية الإسلاموعروبية..و محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه بأي ثمن كان.. و المتأمل يلاحظ أن اتفاق الصادق/البشير.. هو في خلاصته ليس لمصلحة غرب السودان أو شماله أو شرقه أو جنوبه.. بقدر ما هو يصب في مصلحة حكومات اولاد الخالات في الخرطوم..و هو اتفاق لا يعني اهل الريف بأي صورة من الصور..و الريف هو القاعدة التي كانت تأتي بنواب حزب الأمة الى البرلمانات..فهل سيبقى الوضع كما كان سابقا؟..
في كل الأحوال.. اطالب شباب حزب الأمة بأستقالات جماعية من الحزب او تجميد نشاط كموقف احتجاجي على انفراد الصادق المهدي بالقرار.. او الضغط عليه للخروج من اتفاق التراضي المشئوم..
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|