|
Re: مشاهد من مسرح اللامعقول في السياسة السودانية: (Re: Kabar)
|
ثمن القبض على الهارب:
بعد احداث امدرمان في العاشر من مايو.. اكتشف اهل المؤتمر الوطني أنهم انهزموا مرتين: الأولى في واقعة دخول قوات حركة العدل و المساواة الى العاصمة دون اعتراض يذكر من الجيش أو مليشيات الأمن الهبرطش في السودان..و الثانية..في واقعة ان خليل ابراهيم قاد قواته و معاركها في الخرطوم ثم خرج منها ليرتب حاله لأمر اخر سماه بمعاودة الكرة..الى هنا المشهد عادي للغاية..لأن الحرب كثيرا في مثل هذه الحالات هي مسألة كر و فر..و كثير من الحرب الكلامية التي تعتمد الدعاية و الدعاية المضادة..
حكومة المؤتمر الوطني ..و هي في حالة ذعر عظيمة.. نست روحها و فقدت المنطق..و اعلنت جائزة كبيرة لمن يستطيع القبض على خليل ابراهيم..و صرحت برقم فلكي.. حتى الآن البسطاء من اهل السودان يتجادلون في نهايته و قدره..و يقارب الـ125 مليون دولار..!
كل هذا المبلغ فقط للإتيان براس خليل ابراهيم..ولا غضاضة في ذلك.. لأن المأثور الشعبي في السودان يقول (حقيقة القادر بيسوي)..و لكن هناك بعض المؤشرات الغريبة في هذا الأمر..
احدى تلك المؤشرات.. ثقافة الكاو بويات الأمريكية..و اثرها في قيم الناس حتى في المجتمعات البعيدة من ناحية الجغرافيا.. فنحن في السودان ليست هذه من ثاقفتنا في شئ.. أن تعجز اجهزة النظام عن اداء احد وظائفها..و تتجه للشعب للمساعدة..عبر المال..و هذا مؤشر ادانة للنظام قبل الشعب.. لأن النظام لو كان نظام دغري و محبوب من قبل شعبه لا يحتاج الى هذا القدر من المال..نحن نفهم ان يصدر النظام نشرة يوضح فيها مطلوب القبض عليه حيا او ميتا..و لكن أن يعلن عن جائزة ضخمة.. فهذه واحدة من علامات العولمة البلا فهم..و هي اشبه بعلامات الساعة..
مؤشر ثاني.. يتساءل الكثيرون و الكثيرات من اهل السودان.. من ايتها بند من بنود الميزانية العامة..و خزينة السودان.. يتم صرف هذا المبلغ؟..هل هو من نثريات اجهزة الأمن و المخابرات؟.. هل هو من ميزانية وزارة الداخلية (لأن هذا شأن امن داخلي و يقع فغي اختصاصها)؟.. هل هو من ميزانية وزارة الدفاع؟..هل هو من ميزانية المجلس الوطني؟..مثل هذه الأسئلة هي التي تدور في اذهان الكثيرون كما قلنا..و هي التي يجب أن تؤخذ محل الجد.. لأن المبالغ الضخمة مثل هذه.. لا تأتي من عطيات المجتمع الدولي..و انما تأتي من جيب دافع الضرائب السوداني..
مؤشر ثالث..طالما حكومة المؤتمر الوطني تملك مثل هذه الأموال.. اليس من الجدير بها أن تصرفها في مشاريع تنمية في دارفور..و بالتالي تجنب الجميع مغبة الدخول في هذه الصراعات التي ليس لها اول ولا اخر؟..الشفخانة في قرى دارفور تكلف ما يعادل اثنين مليون..و المدرسة تكلف ما يعادل الخمسة مليون..يعني لو المبلغ كله تم صرفه على شفخانات.. سيبنى 62 شفخانة..و لو استخدم كله في مدراس.. سيبني 25 مدرسة..و لو كان تم القبض على خليل..ما الذي سيحدث؟.. سيحكم عليه بالإعدام..و تظل مشاكل دارفور في محلها..و لا اظن خليل اغلى من الذين قتلوا في العنف في دارفور..و لا هو اغلى من شرف البنات المغتصبات..و الأمهات المقهورات..ولا حتى الأطفال المشردين (اولاد و بنات).. هل هناك ذرة تفكير عقلاني في هذا المشهد؟..هي واحدة من علامات قيامة السودان..و ما اكثر قياماته..
كبر
|
|
|
|
|
|
|
|
|