خرق لإتفاقيات نيفاشا والدستور الإنتقالي

Quote: بين قوسين جهاز الأمن حدد بنفسه صفته ودوره عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-05-26 كنت على الدوام انظر بعين الريبة والشك الى الذين كانوا يطالبون وبالحاح بأن يقتصر دور جهاز الأمن والمخابرات الوطنى فقط على (جمع المعلومات) وتحليلها ونقلها الى (الجهات المختصة) وكان مصدر شكى وريبتى فى أولئك النفر هو أنهم ليسو من الذين اشتهروا أن (قلبهم علينا) وعلى البلد بل بالعكس كانوا فى الغالب الأعم من العناصر المشبوهة التى قاتلت الوطن ردحاً من الزمن حتى هزموا وجاءوا مكرهين الى الوطن بعد أن تقطعت بهم السبل وكان أمامهم طريقان اما الموت أو السلام فاختاروا السلام وعندما عادوا صار همهم تصفية حسابات مع الذين تسببوا فى هزيمتهم وتجريعهم كأس المذلة والصغار. وبطبيعة الحال فان اهم جهازين تسببا فى تلك الهزيمة هما جيشنا الباسل وجهاز الأمن. لقد كانوا يعلمون ذلك تماماً. وبما أنهم لايستطيعون (الطعن) فى الجيش فقد اختاروا (ظله) وهو الأمن. لذلك كانت مطالبهم مغلفة بالنفاق فصاروا يكيدون للجهاز بكلمة حق يراد بها باطل. كانت حججهم أن دور جهاز الأمن فى كل الدول هو جمع المعلومات واعطائها الى الجهات المختصة وكنت دائما أتساءل ومن هى الجهات المختصة ان لم تكن جهاز الأمن؟ وكيف يطلب من جهاز ما أن يجمع (الطعام) دون أن يشارك فى صنعه وتقديمه على المائدة؟ ثم من أين لهم أن ذلك هو دور الأجهزة الأمنية فى كل الدول؟ ألا يعلمون ما تقوم به الـ (سى آى أيه) والموساد ليس فى أمريكا وأسرائيل فحسب بل فى العالم كله؟ ثم هب أن كل دول العالم تتبع نفس الأسلوب مع أجهزتها الأمنية (نحن مالنا ومالها) ومتى كانت تلك الدول قدوة لنا؟ عندما زار الرئيس البشير مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطنى ليشكرهم على الدور البطولى الذى قاموا به فى صد الغزو الغاشم ويكرم شهداءهم الذين ذهبوا فى سبيل الله والوطن، وفى الكلمة التى ألقاها الرئيس فى منسوبى الجهاز قال لهم أنتم عيننا التى نبصر بها وأذاننا التى نسمع بها ويدنا التى نبطش بها فكيف يتخلى الانسان عن كل تلك الأدوات ومن أجل ماذا؟ من أجل أناس لم يردوا وجه الله ولم يتحروا مصلحة الوطن؟ لقد كان السيد الرئيس فى حقيقة الأمر يرد على تلك الدعاوى و (يصدر قراره) حول صفة جهاز الأمن والمخابرات الوطنى والهيئة التى سوف يكون عليها فى مقبل الأيام. ثم ان الجهاز نفسه قد حدد ذلك الدور ورسم لنفسه الطريق الذى سيسير عليه والمسألة الآن تحتاج الى حسم الأمر و(تقنين) الواقع الذى رسمه الجهاز عن طريق التجربة والبرهان و(البيان بالعمل). لقد دلت التجارب المرة التى خضناها فى السنوات الماضية أن جهاز الأمن والمخابرات الوطنى كان بحق العين الساهرة والأذن (اللاقطة) واليد الباطشة ونحن لن نتخلى عن يدنا ولا عن عيننا ولا عن أذننا.