|
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ (Re: أبوتقى)
|
ولا أريد أن أفيض في مرجعية أمر (الأمن) إلى أكثر من ذلك، حتى لا أجور على المساحة المخصصة لبقية هذا القول، وأما من لاحظ تجاهلي لتراث الفكر السياسي الإسلامي في أمر (الأمن) فلا أكثر من أن أدله على كتاب الماوردي، وشعر الأفوه الأزدي، وقبل ذلك وبعده، على كلام الله تعالى، في سورة قريش. وهكذا فإنني عندما أتحدث عن ضرورة بسط الأمن بجهاز متين مكين ركين، فإنما أشير إلى أمر له مرجعيته، وتبريره القوي المقنع، الذي يذعن له صاحب البداهة ودارس الفلسفة سواء، ولا أدل على بدهية هذا الأمر، من تعالي انتقادات سائر مواطنينا الكرام لتقصير جهاز الأمن، واستنكارهم لاخفاقه في اكتشاف جحافل الغزو الأخير قبل أن تبلغ مشارف أم درمان وتخترقها وتكاد تجتازها. وأذكر أن هذا الضرب من الانتقاد المبرر كان هو الذي قدمه المواطنون لأجهزة أمن نميري عندما فاجأ العاصمة غزو مماثل في عام 1976م، وقد كان هذا الضرب من النقد يتصاعد حتى من أفواه جنود الجيش عندما كنا نلقاهم في الطرقات التي انتشروا فيها بعد انكسار الغزاة. الإنقاذ والأمن: وللإنقاذ علاقة قوية بقضايا الأمن، فقد نشأت وليدا للحركة الإسلامية السودانية، التي ولدت بدورها عن الحركة الإسلامية المصرية. وكلتاهما تعرضتا لظروف أمنية استثنائية، فاتجهتا لحماية كيانيهما بأعمال أمنية مضادة. فقام النظام الخاص السري، وهو تنظيم شبه عسكري، مواز للتنظيم المدني، لحركة الإخوان المسلمين في مصر، بالاستيلاء على التنظيم برمته، وإدارته بروح أمنية تحافظ عليه من الاختراق ومحاولات التذويب. وفي السودان نما الحس الأمني خلال محاولات قهر الحركة الإسلامية والتآمر عليها في السبعينيات والثمانينيات، ونشأ نظام للمعلومات والأمن، استفحل في عهد الإنقاذ، وأدى خدمات جلى لدعم النظام، والمحافظة على أمن الوطن ووحدته، وإذا تاح للحركة الإسلامية السودانية أن تحقق النجاحات الكثيرة التي استعرضنا طرفا منها في سلسلة ماضية، فقد كان ذلك بحماية من الله تعالى، ثم بجهد الحركة الإسلامية الذاتي في حماية نفسها بنظام أمني متين مكين ركين. سلبيات نظم الأمن: وإلى هذا الحد وحده، من النظام الأمني المأمون، أدعو إلى تقوية نظم الأمن في البلاد لحفظ وحدتها وأمنها ومجهودات التنمية المتصاعدة فيها. وهذه دعوة مشروعة لا غبار عليها. إذ لابد من القوة لحراسة الحق، وهذه دعوة وظيفية بهذا المستوى، ولا تتعداه لتبرير عدوان القوة على الحق، أو لتضخيم القوة لأجل احتياز مزيد من القوة والسيطرة واستغلال النفوذ. وإني وإن كنت قد دعوت وما زلت أدعو إلى تقوية جهاز الأمن، إلا أني لمن أشد الناس قلقا من هذه الدعوة في آن، لأن القوة تفسد في النهاية لا محالة، فهذا درس جلي من دروس السياسة، لا منازعة فيه، وقاعدة وطيدة من قواعد التاريخ، لا خلاف عليها، فالذي يتذوق طعم القوة، وينتشي بخمرها يميل في النهاية، لا محالة، إلى الطغيان والظلم، وهذا أمر أخشى أن يكون عاقبة نظام الإنقاذ إذا تطاول أهل الأمن في البنيان، واتجهوا إلى السيطرة على الحكومة من الداخل، بحيث نجد في النهاية أن أكثر الوزراء والوكلاء والولاة وما إليهم إنما هم أعضاء في جهاز الأمن، أو وصلوا إلى هذه المناصب بترشيحات وتزكيات وضغوط من جهاز الأمن، فيصبح ولاؤهم إليه بالضرورة. وهذا مآل مفزع بالتأكيد، وأتمنى ألا يصل إليه حال البلاد على الإطلاق، لأن الحال حينها سيختلط تماما، وتتبدل الوظائف غير الوظائف، ويصبح الشرطي حارس الدار، مالكا لها، ومتصرفا فيها، ويغدو صاحب الدار رهينة مأسورة عنده. وهذا ما (أتخيل) أحيانا أن أمر الإنقاذ سينتهي إليه، وأرجو أن أكون مخطئا أشد الخطأ وأنا أفكر على هذا النحو. ولكن على كل حال فإن على جهاز الأمن مسؤولية أن يطمئننا بسلوكه، بأنه يتصرف برشد كبير وإحساس مستقبلي يقظ بمآلات الأمور، وأن يبذل جهودا معقولة لضبط ممارساته بمعايير العدالة الراقية، وأن يوقف تدخلاته في أعمال الجهاز البيروقراطي، لغير أغراض المراقبة والتجسس، فلا أحد يريد لجهاز الأمن أن يكون أقوى من مجلس الوزراء برمته، أو أن تكون ميزانيته أضخم من ميزانيات وزارات متعددة، إن لم تكن أضخم من ميزانيات جميع الوزارات، وأنا لا أقول إن الأمر هو كذلك بالفعل الآن، ولكن أود أن أقول، وأظن أن كل مواطن مخلص يود أن يقول، إنه لا يود أن يكون الأمر كذلك، لا الآن ولا في الغد!
حتى لا يتحول الأمنيون إلى انكشارية: يتبع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أمس ) | أبوتقى | 05-22-08, 08:26 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | أبوتقى | 05-22-08, 09:01 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | أبوتقى | 05-22-08, 09:16 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | أبوتقى | 05-22-08, 09:27 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | Yasir Elsharif | 05-22-08, 09:45 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | مجاهد عبدالله | 05-22-08, 10:02 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | nadus2000 | 05-22-08, 11:18 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | hassan bashir | 05-22-08, 11:30 AM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | hassan bashir | 05-22-08, 01:24 PM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | بدر الدين اسحاق احمد | 05-22-08, 02:00 PM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | عبدالعزيز حسن على | 05-22-08, 04:46 PM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | Mahmoud Mustafa Mahmoud | 05-22-08, 07:20 PM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | بدر الدين اسحاق احمد | 05-22-08, 09:33 PM |
Re: لماذا صفع وقيع الله ضابط الأمن والمخابرات الوطني؟!( المقال المثير الذي صادرته سلطات الأمن أ | Mahmoud Mustafa Mahmoud | 05-23-08, 00:59 AM |
|
|
|