|
أبيى مستقبل السلم والنزاع :دراسة فى الابعاد الاجتماعية والاستراتيجية(الكتاب الذى تنبأ بالكارثة)
|
المقدمة: لم تعد (أبيي) قرية صغيرة عند الجزء الجنوبى الغربى لولاية غرب كردفان سابقا، بل أضحت بؤرة توتر استرتيجى، واجتماعى تشمل كل ما يمكن أن نطلق عليه اليوم محافظة (أبيي) بأبعادها االجغرافية والطبوغرافية.تعتبر منطقة أبيى من أكثر مناطق النزاعات فى السودان من الناحية السياسية الاستراتيجية ومن الناحية الاجتماعية (القبلية و التاريخية والجغرافية).لقد كان لهذه المنطقة الصغيرة أثر كبير فى انهيار اتفاقية أديس ابابا عام 1972 وكادت أن تعصف باتفاقية نيفاشا للسلام فى عام 2004م بعد أن تسببت فىتأسيس نقاط الاختلاف على ضوء سياقات الهوية السودانية والتاريخ والجغرافيا بين طرفى الاتفاقية حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان. فماهو سر أبيى؟ وهل ستصبح هذه المنطقة مرة أخرى مهددا لاتفاقية سلام السودان؟ أم سستحول الى فضاء للتعايش السلمى ونموذجا مصغرا لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل؟ هل ستنجح الحكومة الوطنية الانتقالية فى تجفيف المنطقة من انتشار الاسلحة والصغيرة والنارية؟ أم ستصبح المنطقة نموذجا جديد لفشل برنامج نزع السلاح ، التسريح واعادة الدمج DDR ؟ يبحث ها الكتاب عن هذا السر الغائر، ويتلمس الطريق لايجاد الحلول ويقترح النماذج البديله.ولأنه سر غائر وطريق وعر سيرتكز البحث على ثلاث فصول وخاتمه وملحقات وهى كما يلى الفصل الأول البعد الاجتماعى ( التاريخى والثقافى): يتناول هذا الفصل ألمعانى الثقافية والتاريخية لدى قبيلتى المسيرية الحمر (العجايره)، والدينكا نقوك. فدراسة الابعاد الاجتماعية والثقافية ، وتفكيك البنى المعرفية ، لطبيعة تفكير وحياة الانسان المسيرى والدينكاوى، كذلك معرفة تصوراته الذهنية لبعض المفاهيم مثل السلطة والكون وطموحاته وارثه تساعد كثيرا فى معرفة تصور هذا الانسان ورؤيته لنفسه ، أعنى رؤيته التى يريد هو أن يكون عليها.فانسان منطقة أبيى – بحر العرب/كير انسان مجتمع تقليدى Traditional يمكن التعرف على مشاكله بواسطة تفكيك رموزه الثقافة التقليدية ونمط تفكيره.لأن مشاريع السلام والتنمية التىمشروع تستهدف منطقة أبيى هى فى الاصل مشاريعى تصب فى خانة التنمية الاجتماعية والتى تعنى التحول من مجتمع تقليدى الى مجتمع حضرى. الفصل الثانى: البعد الاستراتيجى(سياسىأقتصادى -عسكرى): لقد تم التركيز فى هذا الفصل على البحث فى الأبعاد الاسترتيجية لمشكلة ابيى حيث تم تقصى تاريخ تطور الصراع بين المجموعتين والتدابير السابقة ، ثم البحث فى ديناميات هذا الصراع وتمظهراته السياسية والعسكرية.كما يركز هذا الفصل على دور النفط فى مسألتين اساسيتين هما النظرة الراسمالية لدى شركات النفط وعدم افرازها لبرامج تنموية ملموسه فى المنطقة و شيئ آخر تكالب المؤسسة السياسية السودانية والعالم على المنطقة برمتها مما يرشحها الى الوقوع تحت الحماية الدولية فى حالة انفجار الوضع الأمنى الشيئ الذى سيضع اتفاقسة السلام الشامل فى اختبار محك ومضب ضيق جدا .
الفصل الثالث: ابيى بعد اتفاقية نيفاشا : يتناول هذا الفصل الواقع الراهن لمنطقة أبيى ذلك من خلال قراءة لبروتكول أبيى الذى جاء بعنوان ( حسم نزاع أبيى ) والموقع من قبل طرفى اتفاقية السلام الشامل بتاريخ 26مايو2004م. يورد هذا الفصل قراءة لمستقبل النزاع فى منطقة أبيى ومستجدات التوترات ، والمساعى والتدابير الراهنه لأحتواء المنطقة فى الخاتمه يخلص الكاتب من خلال قراءته لمستقبل النزاع فى منطقة أبيى يخلص الى ثلاثة احتمالات: الاحتمال الأول وهو أسوأ الأحتمالات وهو انفجار الوضع الأمنى فى المنطقة واشتعال الحرب القبلية بين الدينكا والمسيرية بذنب الاستقطاب بين حكومة شمال السودان وحكومة جنوب السودان ودفع كل منهما بقواته ومن والاه من ميليشيات الى المنطقة ، أما الأحتمال الثانى تنامى حركات التمرد بين أوساط عرب المسيرية مما يرشحهم لحركة سياسية مسلحة تطالب بحقوقها وربما أدى ذلك الى اتحادها مع حركات أخرى فى غرب السودان.أما الاحتمال الثالث وهو أفضل الاحتمالات هو أن تستطيع مساعى وجهود حكومة الوحدة الوطنية بدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولى فى السيطرة على السلاح ، وتوفير الأمن والمشاريع التنموية فيقبل العرب المسيرية حقيقة انهم عرب الجنوب ويقنع نقوك الدينكا بقبول هذا الواقع بعيدا من الاستقطاب فتعيش المجموعتين بسلام فى منطقة أبيى فى حالة انفصال جنوب السودان عن شماله أو عدم انفصاله. والله ولى التوفيق
|
|
|
|
|
|
|
|
|