دولة قطر المستثمر الاول فى السودان

Quote: الخرطوم : رحاب عبدالله- عايدة قسيس توقع مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان إسماعيل الذى يزور دولة قطر حالياً فى مهمة رئاسية لتوصيل رسالة شفهية تتناول تطور العلاقات بين البلدين لاسيما فى المناحى الاقتصادية والاستمارية أن تصبح قطر بحلول العام 2009م المستثمر الأول فى السودان ومن المنتظر ان تسفر جولته لقاءات عملية لرجال أعمال قطريين ونظرائهم السودانيين ، وقطر التى ظهرت مؤخرا فى السودان بصورة تبدو كأنها كثيفة نسبة لشبه الانعدام الذى كان سائدا ولعل الاستثمارات القطرية حتى الان لم تتعد مشروعات بعينها والتى منها على سبيل المثال (القطرية للثروة الحيوانية) والتى ساهمت فى مشاركة السودان همه عندما كانت تحاصره شائعة الحمى النزفية حينما استوردت خراف من السودان إبان الازمة بالاضافة الى (الديار القطرية) بمبلغ قدره ثلاثة مليارات دولار علاوة على نصيب دولة قطر فى شركة بترودار ، وفيما تشير توقعات السودان بأن تصبح قطر الاولى فى الاستثمار بالسودان بحلول العام 2009م هذا يعنى ان استثماراتها بحلول العام 2009م يفوق ال(6) مليار دولار وهى نسبة استثمارات الصين فى السودان والتى تعتبر الان المستثمر الاول فيما تبلغ نسبة الاستثمارات الكويتية 6 مليار دولار، ولكى لا نطلق الحديث على عاهنه اردنا أن نعرف ماهية الاسباب التى تعضد من هذه التوقعات . ولم يستبعد استاذ الاقتصاد بجامعة السودان الدكتور عبدالعظيم المهل هذه التوقعات وقال فى حديثه لـ(الاحداث) أمس إن نصيب القطريين فى الاستثمارات السودانية فى السابق كان ضئيلاً جدا مقارنة بالكويتيين الذين كانوا يمثلون أوائل المستثمرين فى السودان يليهم السعوديون والاماراتيون بيد انه اشار الى ان القطريين كان لهم نشاط خيرى واسع فى السودان وارجع المهل تفكير القطريين الذى ظهر أخيرا فى الاستثمار فى السودان جاء بعد ازمة الغذاء التى تواجه العالم حيث بدأ الإلتفات واضحا نحو السودان لما يملكه من موارد من شأنها المساهمة فى سد حاجة العالم من الغذاء وبرهن على ذلك بأن اتجاه القطريين فى الاستثمار تركّز معظمه على جانب الزراعة والثروة الحيوانية فضلا عن الصناعة . وأكد المهل مساهمة الاستثمارات القطرية فى الناتج القومى الاجمالى للسودان منوهاً ان اهتمام الاستثمار بالجانب الزراعى بشقيه يعضد من التوقعات بأن تصبح دولة قطر المستثمر الاول فى السودان فى وقت قريب جداً . واستبعد المهل الاعتقاد السائد بتأثير احداث أم درمان الاخيرة على الاستثمار القطرى وقال هذا كان اعتقاد لكن من الواضح أنه لم يؤثر على الاستثمارات العربية خاصة وان الرغبة الاستثمارية للدول العربية لازالت مستمرة خلال فترة الأحداث ونوه الى ان الاستثمارات العربية عندما اتت من الغرب اتت عقب احداث 11 سبتمبر ووصفها بأنها اتت مهرولة من عدم الاستقرار السياسى بالولايات المتحدة وأشار لضرورة ان تنتبه السلطات المحلية الى استقطاب جزء من رؤوس الاموال العربية المستثمرة والتى تصل أكثر من (2,1) ترليون دولار خارج الوسط العربى وأشار الى أمكانية استقطاب السودان مبلغ (50) مليار دولار منها الامر الذى اعتبره المهل يساهم بفاعلية فى التنمية بالبلاد . وفيما يرى البعض ان قانون الاستثمار الحالى به جوانب غير محفزة اعتبر المهل ان المشكلة ليست فى القانون وإنما فى الاجراءات البيروقراطية والرسوم والجبايات غير الشرعية التى تتم من خلف قانون الاستثمار وأشار المهل الى ان هنالك إشكالا خاصا بالمواطنين السودانيين وهو الاعتقاد السائد عن ان الاراضى ملك لهم وليست للاستثمار مشيراً الى سوء الفهم تجاه الامر وشدد على ضرورة ايجاد تسهيلات فى منح الدول اراضى بداخل السودان بغرض الاستثمار لتسهيل عمليات الصادر دون المرور ببوابات الجبايات على ان يصحب ذلك تشجيع المستثمرين فى البنيات التحتية ونبه المهل الى ان التخوف الذى يلازم الاستثمار فى المجال الزراعى وتوقعات المخاطر يحتاج الى تسهيلات من الدولة وازالة المعوقات . قطر .. وحلم المستثمر الاول فى السودان ويرى نائب رئيس اللجنة اللاقتصادية دكتور بابكر محمد توم أن قطر برزت اخيرا كدولة ناجحة وليست بالضرورة أن يكون النجاح بكبر المساحة او الموقع الاستراتيجي أو الثروة وانما بالاستثمارات فى المجالات المعينة التى أثبتت فعلا نجاحا منقطع النظير فى مجالات معينة جعلها تنجح فى مجال الاعمال والوساطة حيث تعتبر دولة مقبولة لدى الغرب والشرق ، مبينا فى حديثه لـ" الاحداث" ان قطر نجحت فى الاستثمارات حيث بدأت بتشجيع الاستثمارات الفكرية ، والعقارية ولديها أكبر شركة خبرات وعقارية ، ففى السودان واضح جدا فى شركاتها المتمثلة فى شركة الضفاف والديار واخيرا شركة برادة العقارية العالمية ونستطيع القول بأن قطر تنتقى استثماراتها انتقاء ونحن نعتقد أنها جاءت فى جوانب مهمة جدا بالسودان كالجوانب العقارية والمالية بجانب مجال تطوير البنى التحتية حيث تمتاز بمرونة فى ادارة استثماراتها حيث لا تتصدى لعمالة معينة وتستصحب معها المرونة واستراتيجيات تشارك وتساهم مع القطاع الوطني وهى مميزات تجعل استثماراتها مختلفة عن الاستثمارات الاخرى وبالتالي السودان يرحب باستثماراتها لان لها وجود متكامل فى الوجود المحلي .ففى ملتقى الدوحة للاستثمارالثاني بالخرطوم فى العام 2008م والذى افتتحه وزير الشؤون البلدية والزراعة القطري الشيخ عبد الرحمن بن خليفة آل ثاني فعاليات ملتقى الدوحة للاستثمار في السودان والذي يعقد تحت شعار "السودان أرض الفرص الواعدة" ويستمر مدة يومين. وأكد الشيخ عبد الرحمن أن تعليمات أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تهدف إلى تنمية وتطوير القطاعات الاقتصادية والاستثمارية بالدولة وتشجيع القطاع الخاص للقيام بدور ريادي في الأنشطة الاقتصادية. وكشف وزير الدولة بوزارة الاستثمار السابق السميح الصديق عن حجم استثمارات الشركات القطرية في السودان والتى بلغت أكثر من 200 مليون دولار. لكنه رأى أن ذلك لا يعكس عمق العلاقات بين البلدين، داعيا إلى العمل على تشجيع وجذب الاستثمار البيني بين الدوحة والخرطوم وزيادة التبادل التجاري بينهما. وعلى هامش الملتقى القطري السوداني وقع مصرف قطر الإسلامي مذكرة تفاهم لدراسة تأسيس بنك في السودان برأسمال مليار دولار. وقال الرئيس التنفيذي للمصرف صلاح الجيدة في بيان إن البنك سيساهم فيه شركاء إستراتيجيون من قطر ودول المنطقة، وسيكون إضافة كبيرة ونوعية لشبكة المصرف من البنوك وبيوت التمويل خارج قطر. وأضاف أن المصرف يدرس تأسيس البنك على ضوء التحولات الكبيرة التي يشهدها الاقتصاد السوداني بصفة عامة والقطاع المالي والمصرفي بصفة خاصة، حيث يتجه السودان نحو انفتاح اقتصادي كبير استقطب مؤسسات مالية عملاقة من دول الخليج وآسيا لممارسة نشاطها المالي والاستثماري في السودان