|
خليل« وبيت العزابة ونظرية الثعلب..!!
|
خليل« وبيت العزابة ونظرية الثعلب..!! خالد كسلا
من الراسخ في الإرث الشعبي السوداني من طرائف ومواقف ذات وجهين تراجيدي وكوميدي قصة اللص الذي سطا بليلٍ على منزل بغرض السرقة ولكنه فوجئ بأنه منزل لغير أسرة »عزابة« وممتلئ بالرجال الذين يقطنونه دون نساء وأطفال.
وبدلاً من أن يكسب اللص حراماً.. فقد كسب »العزابة« حلالاً حينما أحضروا له كل ملابسهم المتسخة وغيرها وأرغموه على أن يغسلها ثم يكويها حتى لا يتعرض للأذى الذي يكفله لهم القانون ما دام أنه سطا على منزلهم.
وقد فعل اللص ما طُلب منه لينجو بجلده بعد ان عرّض نفسه إلى مجازفة لم تكن تدور بخلده. وقيل في بعض الروايات أن اللص بعد أن فرغ من المهمة غير مشكور ولا مأجور تعرَّض من أهل البيت للضرب والاذلال قبل اطلاق سراحه الذي كان عنده في تلك اللحظات أقيَم مما جاء من أجله. ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الحادثة معروفة بقصة »اللص الذي تسوّر بيت العزابة«.
ولكن إذا كانت هذه القصة تنطبق تماماً على حركة العدل والمساواة، أي أنهم مثل اللص الذي سطا على منزل» العزابة« الا أن اللص لم يكن يعلم زنه منزل لغير أسرة »منزل عزابة« وإن كان يعلم ذلك لما جازف.. ولكن خليل ابراهيم أراد أن يجرب أكل التمساح في عناصر تشادية من أبناء قبيلته او من قبائل أخرى وهو ويعلم تماماً انهم لا يعلمون حجم قدرات الصد الحكومية في الخرطوم فقد خدعهم بأنه سيكون رئيساً للسودان مثلما ابن عمه ادريس دبي رئيساً لتشاد وهؤلاء المخدوعون لا يعلمون أن دبي ذهب الى انجمينا رئيساً من السودان وفي عهد البشير الذي يريد خليل أن يغيره لصالحه بهؤلاء الصبيان والصبيات.
خليل .. في اعتقادي.. يعلم أنه لا يستطيع أن يعلن نفسه رئيساً للسودان من خلال هذه العملية بعد أن يطيح بالبشير وسلفاكير. اي بعد الاطاحة بالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان. وبالتالي يعلم أنه لن يكسب من هذه العملية إلا »سهر الدجاج ولا نومه« وهي نظرية ثعلبية تعبر عن يأس الثعلب بعد أن وجد الدجاج محصناً داخل قفصه، ولم يكن يملك إلا أن يدخِل بأحد الثقوب ذيله ويحركه ليطرد النوم عن الدجاج الذي كان عشاءه المفترض.
نعم، إن هدف خليل هو الاطاحة بالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية على السواء لأنه إذا نجح انقلابه الموهوم لا يمكن أن يقول بأن اتفاقية نيفاشا ستستمر في عهده.
لكن مثل هذه العملية المتواضعة التي كان وقودها عناصر بريئة جداً من أبناء تشاد وغيرهم لا يعلمون بتواضعها الذي يشكل فيها عنصر »الانتحارية«، إذا ما راجعنا دفاتر تطورات الساحة السودانية قبل سنوات قليلة لعلنا نلاحظ بعداً آخر لم تشر إليه الأخبار المحلية والخارجية قبل اعتقال زعيم المؤتمر الشعبي الذي يفترض أن حركة العدل والمساواة هي الجناح العسكري لحزبه وذلك حسب قرائن قوية جداً متوفرة لدى الأجهزة الأمنية منذ تأسيس الحركة.
إن مثل هذه المجازفة أكبر مكسب فيها هو ممارسة الضغط على الحكومة المتهافتة على المفاوضات والحوار لكي تقبل بمنصب نائب رئيس لخليل وليس عبد الواحد ، وكلاهما لا يستحق.
|
|
|
|
|
|