|
Re: ما بين مرتزقة ... ومرتزقة ! (Re: Dr Mahdi Mohammed Kheir)
|
وكما يحدث دائما , لم يتقدم أو يصاحب أحدا من هؤلاء القادة الكبار (الصادق , الهندى ومضوى) هذه الحملة العسكرية المشتركة الى الخرطوم , وهم الذين أشرفوا بأنفسهم على تجميع جنود الحملة وتدريبهم وتحفيزهم , إنما أكتفوا بمتابعة أخبارها من مدينة الكفرة بعد أن أسندوا قيادتها للعميد محمد نور سعد , تصاحبه كوادرهم الوسيطة الشابة كقادة أفرع أو سريات ذات مهام محددة , كمثال السرية التى قادها غازي صلاح الدين وتولى بها الهجوم على دار الهاتف وإحتلاله , أو سرية نصرالدين الهادي المهدى ومبارك الفاضل وهم الذين قادوا الهجوم على المطار , أما أبراهيم السنوسى فإطمئنانه على نجاح العملية جعله يعتلى منبر مسجد جامعة الخرطوم فى نفس يوم الهجوم (الجمعة) مبشرا بالنظام الجديد .
فشل (الغزو الليبى) المسلح على الخرطوم , وقُتل الآلاف من المدنيين والعسكريين , ودُمرت العديد من المنشأت والمؤسسات الوطنية ... وهرب القادة قبل الجنود .
هرب العميد محمد نور سعد , وتم القبض عليه لاحقا فى منطقة النيل الأبيض .. ليحاكم ويعدم فيما بعد . وهرب غازى صلاح الدين وهرب أبراهيم السنوسى , وهرب نصر الهادى المهدى , وهرب مبارك الفاضل وأخيه الفاضل عبدالله الفاضل . كلهم هربوا الى خارج السودان وتركوا جنودهم ... هؤلاء الجنود الذين مات أغلبهم بعد أسرهم , ولم يتمكنوا حتى من أن يصلوا الى تلك المحاكم التى أعدمت من تبقى منهم.
وصدح إعلام مايو كثيرا فى هذا (الغزو الليبى) , وفى هؤلاء (المرتزقة) اللئام . نقل التلفزيون جنائز المئات من ضحايا هذا الغزو , والعشرات من صور الدمار للمؤسسات والأجهزة الحكومية , والعديد من العربات والأسلحة المختلفة التى إستعملها (المرتزقة) . وجيئ بالأسرى من (الأحباش والتشاديين) ليُعرضوا على الشعب من خلال التلفزيون وهم مزهولين , خائفين , حفاة , ممزقى الملابس .
إعتقلت مايو بعض القيادات الوسيطة التى شاركت فعليا فى الهجوم , وأعتقلت الكثير من قادة وكوادر هذه الأحزاب الثلاث الذين كانوا بالداخل ولم يشتركوا لا فى التخطيط ولا فى التنفيذ لهذا الهجوم . وُشكلت العديد من المحاكم العسكرية لمحاكمتهم . وكانت المأساة الحقيقية لهذه المحاكم أن أصدرت أحداها حكما بإعدام مئتى شاب من أبناء دارفور تم إعتقالهم ( فى دارفور) قبل أحداث (الغزو الليبى) بفترة .. وأدينوا بنية المشاركة فى هذا الغزو .. وتم تنفيذ هذا الحكم فيهم , فى نفس الوقت الذى حكمت فيه نفس هذه المحاكم على مبارك الفاضل بالسجن .. وغيابيا.
|
|
|
|
|
|