|
Re: عن بعض الأبعاد الاقتصادية للعمالة الأجنبية في السودان؛ (Re: عبدالمحمود محمد عبدالرحمن)
|
• • ستفرض مقتضيات العولمة نفسها بالمزيد من الانفتاح والتعامل الخارجي على الاقتصاد السوداني. وتتعامل الاقتصاديات المعاصرة مع بعضها البعض عبر قنوات التجارة في السلع والخدمات، وتحركات رؤوس الأموال ووفود الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنقلات عناصر الإنتاج (وعلى رأسها العمل). ومن المحتم أن تزداد هذه القنوات والروابط متانة وتعزيزاً مع مرور الأيام وكذلك مع تطور الاقتصاد السوداني وتحديث هياكله وأسواقه وقطاعاته. وستتوافد على السودان أعداد أخرى من العمالة الأجنبية على المدى القصير بحكم عجز الاقتصاد السوداني عن تلبية حاجة القطاعات المنتجة والآخذة في النمو لاحتياجاتها من العمالة الماهرة؛ ويتداول الحديث هذه الأيام عن عمالة مصرية قادمة بأعداد كبيرة للعمل في مشاريع زراعية ضخمة لإنتاج القمح بالولايات الشمالية. وينبغي تقييم الأمر بموازنة العائد ـ التكلفة و"مكاسب الرفاه Welfare Gains" التي يمكن تحقيقها على الأمدين القصير والطويل وليس بالعواطف الجياشة والإثارة، وتبني سياسات ملائمة تتحيز نحو العمالة الماهرة ذات الخبرة والكفاءة بغرض تعظيم المكاسب الممكن تحققها من العمالة الأجنبية وتدنية التكاليف. • • • يلاحظ كذلك تنامي نعرات العداء ومشاعر التوجس والكراهية للأجانب Xenophobia، والبعض يصرح بعنصريته Racism في ذلك المقام. والأمر يعيد للأذهان موجة العداء التي طفت على السطح منتصف الستينات الميلادية مع تكوين ما سُمي حينها "المنظمة المعادية للأجانب (نافو) National Anti-Foreigners Organization - NAFO" وهي منظمة سرية نادت بطرد الأجانب من السودان بدعوى أنهم يتحكمون في مفاصل الاقتصاد السوداني ويحتكرون وظائفه ولا يفسحون المجال للعناصر الوطنية للتقدم والارتقاء، مع أن أعداد الأجانب في ذلك الزمان لم تكن لتتعدى بضعة آلاف. ولايمكن أن يرقَ الأمر لدرجة العنصرية فكثير من الأجانب العاملين حالياً في السودان ينتمون لنفس "العناصر" السودانية شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً. ومن مرتكزات إرثنا المشترك في جميع أنحاء السودان إكرام وفادة الغريب وحسن معاملته والحساسية لوضعه وليس التباري في إبداء الكراهية تجاه أقلية عاملة منتجة تحتاجها البلاد ولا تمثل سوى 0.3% فقط من عدد السكان. •
|
|
|
|
|
|
|
|
|