|
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ (Re: فدياس نجم الدين)
|
الأخ مجاهد عبدالله سلامات
موضوعك الثري إن فهمته جيداً فأعتقد أن يتحدث عن دور المؤسسات القانونية و السياسية و القيم المرتبطة بها في التطور الإجتماعي ... و أتفق معك على معظم ما ورد فيه
الأزمة المستفحلة التي نعانيها سياسياً و إجتماعياً و إقتصادياً لا يمكن حلها دون تغيير جوهري في الواقع .. فالأزمة هي نتاج للواقع الحالي .. و بالتالي لا يمكن أن يخرج الحل من نفس هذا الواقع الذي أنتج الأزمة ..
المؤسسات القانونية مهمة للحفاظ على الحريات العامة و الديموقراطية و حقوق الأفراد و المجموعات .. و لضبط الإعتداء على الحرية و على التعايش . و لكن رغم أهمية هذه المؤسسات القانونية فإنها تعمل بكفاءة فقط لضبط الحالات الصغيرة و المحدودة .. و الأهم على أرضية من المصداقية و القبول العام تتمتع بها هذه المؤسسات
مثلاً لا يمكن أن تصلح المؤسسات القانونية وحدها لحفظ حقوق مجموعات بشرية تقدر بالملايين في مواجهة ميليشيا مسلحة .. الآن مثلاً لا القضاء المحلي و لا الدولي قادر على وقف إنتهاكات حقوق الإنسان في دارفور و غيرها
القوانين التي تجرم الإساءة العنصرية و إثارة الكراهية موجودة منذ العهد البيرطاني ... هل حالت دون وقوعنا بصورة جماعية في حضيض التعبئة العرقية ... قطعاً لا لماذا ؟ لأن هذه القوانين لم تأت مؤسسة على قاعدة راسخة في الثقافات السودانية .. و هي في هذه الحالة تكون سطحية بمعنى أنها غير فعالة في ضبط الإنتهاكات و لا تتمتع بقبول شعبي عام .. لأنها مغايرة لمعظم الثقافة السائدة
نفس الشيئ ينطبق على المؤسسات السياسية و الدستورية ... التي لا يعي معظم السودانيين أهميتها .. فيكفي سيطرة عدد محدود من الجنود على إتصالات القيادة العامة لتتأتي لها السيطرة على كل السودان ! نجاح الإنقلابات العسكرية لم يكن نتيجة للقوة العسكرية لمنفذي الإنقلابات محدودي العدد .. بل نتيجة اللامبالاة العامة .. التي تبدأ من ذلك الجيش الذي يستسلم جميعه لضباط صغار سيطروا على لاسلكي .. و مروراً بأجهزة الدولة التنفيذية التي تمتثل بإذعان غريب و رأي عام يكون جل إهتمامه في تلك اللحظات الإثارة الإعلامية ليأتي بعد بضع سنين و يدفع ثمن عدم إكتراثه دماءاً و تشريداً ...
الحل بالطبع ليس إهمال المؤسسات القانونية و السياسية .. بل تعزيز دورها و ترسيخه بالتغيير الثقافي .. و التغيير الثقافي مهمة النخب السياسية و الفكرية و صناع الرأي .. و مشكلتنا هنا أن معظمهم يتنصل من دوره هذا .. التغيير الثقافي إن لم تأتي به النخب فسيأتي بأي حال .. و لكن بعد أن نكون قد دفعنا ثمناً مكلفاً جداً ... يمكن لثقافاتنا السودانية أن تتشرب بقيم نبذ العنف عند الإختلاف عن طريق التنوير الثقافي .. كما يمكن أن تكتسب نفس القيم بعد فوضى حربية شاملة يكون فيها أي مواطن فقد أحد أفراد أسرته ...بالطريقة التي تعلم بها الكاثوليك و البروتستانت التعايش في أوربا الغربية ... أو بالأصح الطريقة التي تعلم بها الناجون المحظوظون التعايش .
التسويات السياسية العقلانية – لا توجد أي واحدة فعالة الآن – يمكن أن توفر جواً من إنخفاض حالة الإستقطاب و الإستقرار النسبي التي تجعل الطريق سالكاً لمعالجة الإشكالات الثقافية التي تقل فرص نجاحها في جو من الإستقطاب الحاد .. و تهدئ أكثر الأزمات حدة .. لحين البدء بالتدريج في إعادة ترتيب الأوراق الثقافية و الإقتصادية و الإجتماعية .... و مالم ينطلق العمل طويل المدى فوراً مع التشويات فسرعان ما سيحتقن الواقع مرة أخرى و يسترد الناس أنفاسهم .. للقتال مرة أخرى و ليس لإعادة البناء الوطني .. وتنهار التسوية .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | amin siddig | 05-12-08, 01:10 AM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | مجاهد عبدالله | 05-12-08, 03:42 AM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | tmbis | 05-13-08, 08:33 AM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | amin siddig | 05-25-08, 01:58 PM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | AMNA MUKHTAR | 05-25-08, 02:16 PM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | فدياس نجم الدين | 05-25-08, 02:29 PM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | amin siddig | 06-02-08, 10:42 AM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | amin siddig | 06-02-08, 10:51 AM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | Sabri Elshareef | 06-02-08, 07:21 PM |
Re: أمثقفين أنتم .. أم غوغاء ؟؟؟ | إيمان أحمد | 06-02-08, 08:15 PM |
|
|
|