مستشار الرئيس د. مصطفى يقول: إدوارد لينو لا يملك الحق القانونى فى التواجد فى أبيى

Quote: إدوارد لينو والقلم المأجور يرى أهل اليسار أنفسهم أنهم أكثر ذكاء من غيرهم وأكثر فهلوة وتفتيحة من أهل اليمين. وكنا في المرحلة الثانوية نظن أنهم كذلك، فكثير من الشعراء والأدباء هم من الرفاق والشعراء يتبعهم الغاوون، ومجموعة آبادماك التي كانت ظاهرة ملفتة في ذلك الزمن كانت من أهل اليسار وكانت مدرسة أمدرمان الأهلية الثانوية التي كنا ندرس فيها مشهورة بانتماء طلابها لليسار ونشاطهم الثقافي مع أن الأهلية خرَّجت كثيراً من الكيزان ولم تكن تأبه لهؤلاء أو أولئك ولم تتبع فكر أي منهما. قال لي أحد الاخوان الكبار إن أهل شمال السودان كلهم شيوعيون، فقلت له، المعرفة أتت من الشمال دخولاً للسودان أياً كانت هذه المعرفة ووجدت من يستطيع استيعابها وفهمها، فالفكر الاسلامي أتى من الشمال وانتشر إلى قلب السودان من هناك، والماركسية أتت من هناك كذلك وانتشرت إلى باقي السودان، وهذا قدرهم وربما لأنهم أكثر ذكاء ، والله أعلم. هذه الخلفية لفتت نظري إلى صحيفة »أجراس الحرية« وكتابها والقائمين على أمرها. فالصحيفة بها تجمع يساري كبير وأكثرهم شهرة معظمهم من شمال السودان، وأستطيع أن أقول »في رأيي أنهم أذكياء« وسأوضح كيف أنهم كذلك من خلال هذا المقال. ما كنت أريد العودة لمقالات ادوارد لينو »حبيب اجراس الحرية شتماً« التي نشرها بصحيفة »أجراس الحرية« سباً وإساءة لشخصي وكثير من الآخرين الذين تهجم عليهم وأساء إليهم واتهمهم بالسرقة وخطف النساء والفتيات والأطفال ووصفه لأهل الشمال بأنهم »قبيحين«، ما كنت أريد العودة لذلك ولكن لفت نظري مقاله الأخير بصحيفة »أجراس الحرية« العدد 25 أن القلم ليس قلم ادوارد لينو الذي كتب به مقاله الأول وأن الفكر ليس فكره وأن الأسلوب ليس أسلوبه الفج المسئ جداً السطحي جداً. وشعرت بأن هنالك أمراً دُبر وأن أصحاب »أجراس الحرية« لم يعجبهم اسلوب المقال الأول »وربما جاب ليهم هوا« هم في غنى عنه الآن وهم الأذكياء، أرجو أن تكون أيها القارئ الكريم قرأت مقال ادوارد لينو الأول بصحيفة »أجراس الحرية« العدد 17، الذي كان كله »حمير وغنم ومواشي وسباب وتفاهات وحقارات ووقاحات، واتهام بالسرقة واختطاف الفتيات والنساء والأطفال، وحديث كغثاء السيل لا يليق برجل في مستوى وزير وحاكم اقليم«، كما أرجو أن تكون قرأت المقال الأخير بالعدد 25 من »أجراس الحرية« باسم ادوارد لينو وقارن بنفسك هل ما كتب المقال الأول هو نفس كاتب المقال الثاني؟ ألم أقل لك إنهم أذكياء ولكن ..؟! سأل أحد الأصدقاء صديقاً له بـ»أجراس الحرية« قائلاً له: بعد قراءته للمقال الأول للسيد لينو ما هذا الذي تكتبون في صحيفتكم، ما هذا المستوى الضحل من غثاء الحديث، فقال له صاحبه والله لم يعجبنا مقال إدوارد لينو وما جاء فيه من سباب وشتائم ولكن ...؟ إذاً من كتب المقال الثاني يا كتَّاب العالم اتحدوا؟ من الذي استأجر القلم ومن الذي عدَّل ومن الذي صحح ومن الذي نصح ادوارد لينو بأن ما جاء في المقال الأول لا يليق بحاكم مقاطعة تحت الأضواء، ولا يليق برفيق يعتبر أنه ذكي ولا يليق بعضو سيقيم السودان الجديد أخلاقاً وعدلاً وأمناً ولا يليق بـ»أجراس الحرية« وهي أصلاً تتعثر في بداية طريقها. من صاحب القلم المأجور الذي استطاع لحد ما أن يحول الحديث الغثاء الأول للسيد لينو إلى حديث لحد كبير مفهوم وفيه شيء من المنطق والحوار والنقد الذي يمكن الرد عليه دون السقوط في وحل الكلام، بالرغم من أن بعض الكلمات التي تشبه لغة السيد ادوارد لينو وردت مثل »نحن الخدم وجنرال ناقص - وببلاهة«. لا أمانع أن أحاور صاحب القلم المأجور وأرد على انتقاداته ولكن أولاً نريد أن نعرف من هو؟ إذاً من هو صاحب القلم الذكي الذي كتب، بس أرجو ألا تقولوا لي إنه ادوارد لينو!! فأنتم مشهورون بالذكاء ولا تترددوا في استخدامه عند الحاجة وهذه نعمة لا تتوفر عند الأغبياء! ومن الأشياء القائمة على الذكاء المدروس ويتحدث عنه الناس أن صحيفة »أجراس الحرية« عندما كان تعلن عن اصدارتها كانت تعلن في صحيفة »الانتباهة« وبالتركيز على الصفحة الأولى بالألوان والصور في جزء كبير من الصفحة ولمدة طويلة. سأل أحدهم، »انهم يحاربون »الانتباهة« وكمان يعلنوا فيها ألم يصفوا كتابها بالحقيرين؟« ويرد عليه صاحبه إنهم أذكياء وانتظر لترى بنفسك كيف أنهم أذكياء ولكن...؟! ونتابع اليوم السابق لصدور »أجراس الحرية« كان اعلانها في صحيفة »الانتباهة« في الصفحة الأولى صارخاً وجاذباً، وفي يوم صدور »أجراس الحرية« العدد الأول لا تصدر صحيفة »الانتباهة« وعندما سأل القراء عنها قالوا لهم المطبعة تعطلت كيف، لا يعلم أحد؟! ولكن صحيفة الأجراس تصدر وقراء »الانتباهة« يشترون الأجراس التي كانت تعلن عن نفسها في »الانتباهة« والمسألة يرى فيها البعض »إنّ« وإن بعض الظن اثم ولكن كيف؟ واليوم الثاني تصدر »أجراس الحرية« العدد الثاني و»الانتباهة« بعد قتال صدر جزء منها لا يتعدى نصف كميتها ولا تصل الأقاليم، و»اجراس الحرية« تصل وقراء »الانتباهة« يجدون أمامهم »أجراس الحرية« التي كانت تعلن عن نفسها بـ»الانتباهة« ويشترون ويقرأون عن الحرية التي تبدأ بشتيمة »الانتباهة« والهجوم عليها وعلى منبر السلام العادل، الذي ينادي بحق الجنوبيين في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة الكاملة تقنيناً واعترافاً لما هو قائم الآن في الجنوب. ولكن أصحاب »أجراس الحرية« أذكياء، إن غايتهم محددة ومدروسة ومخطط لها والغاية تبرر الوسيلة مهما كانت هذه الوسيلة، وغاية وهدف »أجراس الحرية« في هذه المرحلة محاربة »الانتباهة« وتحويل قرائها إلى الأجراس وخاصة الولايات الجنوبية لأن توزيع »الانتباهة« في مدن الجنوب يفوق أي تصور وأصبح توزيعها في الشمال يفوق كثيراً من الصحف، وقراؤها هم الصفوة من الناس مؤيدين لفكرها أو غير مؤيدين وهذا هو سبب إعلان صحيفة »أجراس الحرية« عن نفسها ب»الانتباهة«. ومع ذلك يرون في كتابها أنهم حقيرون والبعض ميئوس منهم والسيد ادوارد لينو حاكم أبيي كاتب عظيم طالما أنه يعرف كيف يشتم الناس، حتى ولو كان قلمه مأجوراً؟ هل تصدق أيها القارئ الكريم أن ادوارد لينو هو من كتب المقال الثاني؟