|
Re: جون ملتون ورسالته الضائعة (Re: Akoy Deng)
|
فى العقيدة المسيحية طوال سنوات اراد ملتون ايضا ان يؤلف كتابآ يناقش فيه بإسهاب الحياة والعقيدة المسيحيتين .ورغم انه اصيب بالعمى الكامل سنة 1652م عمل بدأب على مشروعه هذا مستعينآ بعدد من المساعدين حتى موته سنة 1674م. ويحمل مؤلفه الاخير العنوان :رسالة فى العقيدة المسيحية مؤسسة على الاسفار المقدسة فقط .وقد كتب فى مقدمته : ((ان معظم الكتاب الذين عالجوا هذا الموضوع... لم يذكروا الايات التى ترتكز عليها كاملآ كل تعاليمهم إلا فى الهامش مشيرين باختصار الى الاصحاح والعدد . اما انا فقد ملأت صفحات كتابى حتى فاضت بالاقتباسات المأخوذة من كامل اجزاء الكتاب المقدس ))وقد صدق ملتون فى ما قال اذ ان كتاب فى العقيدة المسيحية يقتبس من الاسفار المقدسة او يشير اليها بشكل غير مباشر اكثر من 9000مرة رغم ان ملتون لم يتردد سابقآ فى نشر ارائه, فقد احجم عن نشر هذه الرسالة. لماذا ? احد الاسباب هو انه عرف ان تفاسير الاسفار المقدسة التى تتضمنها تختلف كثيرآ عن تعاليم الكنيسة المقبولة .علاوة على ذلك , لم يكن ملتون مرضيآ عنه لدى الحكومة بعد عودة النظام الملكى. لذلك فضل على الارجح ان ينتظر اوقاتآ اقل اضطرابآ . وايا كانت الاسباب , فقد اخذ احد مساعدى ملتون المخطوطة اللاتينية بعد موته الى احدى دور النشر لطبعها لكن جوبه بالرفض. بعد ذلك صادر احد الوزراء الانكليز المخطوطة ووضعها على الرف. ومر قرن ونصف قرن قبل ان تكتشف رسالة ملتون. سنة1823م عثر احد موظفى الارشيف على المخطوطة ملفوفة بالورق. وكان على عرش انكترا انذاك الملك جورج الرابع الذى امر بترجمتها من اللاتينية الى الانكليزية لتصير متاحة للعموم . وعندما نشرت الترجمة الانكليزية بعد سنتين,احدثت ضجة كبيرة فى الاوساط اللاهوتية والادبية. فقد اعلن احد الاساقفة على الفور ان المخطوطة مزيفة غير مصدق ان ملتون- المعتبر من قبل كثيرين اعظم شعراء انكلترا الدينين- يرفض رفضآ قاطعآ العقائد الكنسية المقدسة. لكن المترجم كان قد تنبه لردات الفعل هذه فذيل الطبعة بحواش تفصل 500 تناظر بين كتاب فى العقيدة المسيحية وملحمة الفردوس المفقود ليثبت ان ملتون هو مؤلف
نواصل غدآ
|
|
|
|
|
|
|
|
|