|
Re: عليهو العوض ومنو العوض (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
يضيق الساسة الذي لا يقبلون بنصف التحكم في مصائر الشعوب بمعادلات الديمقراطية ويلجأون لأقصر الحلول (مطالبة العسكر) بالتدخل وكان الرئيس الفريق إبراهيم عبود الذي استلم السلطة نوفمبر 58 ليبدأ الصراخ والمطالبة بالديمقراطية لست أعوام حسوما، تطورت خلالها اساليب الرفض الجماهيري للقمع العسكري لينتهي المخاض العسير بميلاد 21 أكتوبر 1964 تلك الجذوة التي بدأت للأسف في الخمود تدريجياً عندما انصرف الساسة إلى صراعاتهم السياسية والسيادية الضيقة القديمة واستخدموا السلطات التي تحققت لهم على قاعدة الديمقراطية لإضعاف الديمقراطية وعدم الالتزام بقواعدها. لقد تطورت الأحداث مداً وجزراً لتبلغ ذروتها في أكتوبر 1964 لحركة مستقلة للأغلبية الساحقة في لحظة من لحظات الوعي الجماهيري الفعّال ، حيث استعدت الجماهير للمصادمة ولم تعبأ بالبيانات العسكرية المتتالية التي كانت تصدرها السلطة العسكرية .. ورغم محاولات الإختزال (من اليمين واليسار).. فقد أبدعت الجماهير ثورة أكتوبر 1964 .. أي يمكن القول بأن الجماهير إستطاعت أن تنجز إنتصار أكتوبر ولكنها افتقدت الحزب المؤهل لإستثمار تلك الروح الجديدة وقيادة الاحداث لتحقيق البرامج التي تلبي تطلعات الشارع الثائر لتكتفي بمجرد إصلاحات تشريعية حيث أن برامج الاحزاب لم يتم تطويرها على نار الخبرة الثورية للحركة الجماهيرية قبيل أكتوبر ولكنها برامج معلبة لا تراعى تغير الظروف وبالتالي فسرعان ما ضاعت أكتوبر ليأتي عهد عسكري أكثر شراسة في مايو 1969 وعليهو العوض ومنو العوض.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|