ثورة المقابر رواية لضياء الشريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2024, 02:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2008, 08:46 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف (Re: نزار باشري ابراهيم)

    (4)
    في السجن كاد ابراهيم ان يقتلع الحديد المشبك الفاصل بينه وبين على زوج ناديا وهو يقول بذهول :
    -ماذا تقول .. هل جننت ؟
    ولكن على قال :
    -لست انا الذي اقول ولكني انقل لك ما سمعته من الاخرين .
    قال ابراهيم بعصبية :
    -من هم الاخرون ؟
    -الجميع يتهامسون بذلك .
    -وكيف عرفوا ؟
    -في المستشفى .. قبل ان تخرج بثلاثة ايام كانت نائمة نهاراً بعد ان حقنوها بمهدئ واثناء نومها قالت ذلك .
    بلع على ريقه ثم واصل ،
    -قالته بصيغة اعتذارية ولهجة نادمة وكان يبدو انها تخاطبك انت .
    سأل ابراهيم وهو لا يصدق ما يسمع :
    -وناديا هل سألتها , هل تأكدت من صحة هذا الكلام ؟
    -لو لا الملامة ما تركتها تعيش معها يوماً واحداً ولكن الظروف هي التي .......
    قاطعه ابراهيم وهو يصرخ :
    -اجبني هل سألتها ناديا وماذا قالت لها ؟
    -سألتها ولم تنكر , ثم أن الولد ليس ابن سبعه , حجمه وشكله يقول ذلك وعموماً هو لا يشبهك لا من قريب أو من بعيد .. انا استغرب كيف تزوجتها وهي حامل بشهرين ولم تكتشف ذلك , ثم كيف فاتك ان تكتشف ان البكارة اصطناعية وانت الخبير هي هذه الامور , قبح الله القابلات وسود وجوههن .
    تهالك ابراهيم على الارض المبطلة وهو يمسك رأسه بكلتا يديه ويتمتم بكلام غير مفهوم , فنظر اليه على وهو يقول في سره : لقد نسى ما هتك من أعراض . وغادر السجن وهو يردد ( فذوقوا العذاب بما كنتم تفعلون )
    بعدها بأسبوع طلبت زينب بإلحاح من زوج صديقتها ان يذهب بها لزيارة زوجها ورغم ذهول الرجل فقد وافق فورا وناديا التي كانت تراقب ما يحدث بصمت حزين تركت صديقتها تذهب في انتقامها لاخر مدى وبدت صامته وهي بجوارها في السيارة تراقب مداعبتها لابنها الرضيع ولأول مرة تحس بأن صديقتها تبدو في احسن حالاتها المعنوية .
    في صالة الزيارة المفصولة الي جزأين بحديد مشبك وقف الثلاثة في انتظار ابراهيم : ناديا وزوجها يبدو عليهما الارتباك الشديد وزينب الامام في قمة تألقها واناقتها وعطرها الانثوي الفواح يتضوع حولها وصغيرها يغمغم بسعادة في حضنها الدافئ . قالت ناديا لزينب :
    -سوف ننتظرك بالسيارة , تصرفي بحكمة وعودي الي صوابك وحاولي ان تصلحي الامر .
    وسحبت زوجها وخرجا .
    حضر ابراهيم يجر رجليه من الإعياء وقد بدا عليه الشحوب ونقص وزنه بصورة ملفتة للنظر وبرزت عظام وجهه . وما أن رأى زوجته والصغير الذي تحمله حتى تغير شكله وانفجرت بداخله براكين الجحيم وهم بالرجوع من حيث أتى ولكنه سيطر على نفسه بصعوبة بالغة ووقف امامها على الجانب الاخر وانفاسه تتلاحق نظر إليها والي طفلها طويلا فرآها لاول مرة في حياته سعيدة تطفح ملامحها بالبشر والسرور ويجري ماء الحياء في خديها فقال في سره . هذه حالة لا تصل إليها المرأة ان لم يكن بحضرتها رجل يعرف كيف يوصلها الي مثل هذا المزاج العالي . خمنت ما يدور برأسه فازدادت سعادتها وهي تقول :
    -ألست سعيداً لرؤيتي يا ابراهيم ؟
    لم يرد عليها بل أخذ يتفرس في الصغير وهو يغلي من الحقد فقالت :
    -وابنك .. ألست سعيد لرؤيته ؟
    ورفعته امام وجهه وهي تقول :
    -انظر اليه إنه يشبهني اليس كذلك ؟
    قال ابراهيم وهو يضغط على الحروف
    -ابن من هذا يا زينب ؟
    افتلعت الارتباك الشديد وهي تتلعثم
    -سيكون ابن من ؟ هل تتهمني ؟
    صرخ ابراهيم :
    -انا الذي أسألك : إبن من هذا ؟
    اجادت زينب الدور تماما وهي تقول بتوسل :
    -ارجوك اهدأ ياابراهيم ولا تفضحني , الجنود خلفك يسمعون .
    قال ابراهيم وهو يصر بأسنانه من الألم :
    -اذا اخبريني الحقيقة .
    -لا استطيع , بعد ان تخرج سالما سأخبرك بكل شيء .
    ولكن ابراهيم اصر ان يعرف الآن وقال ودموعه قد اختلطت بمخاط انفه :
    -إبن من هذا ياإبنة عمي ؟
    -لا أعرف .. صدقني لا أعرف .
    قال الرجل بذهول شديد :
    -كيف لا تعرفين أباه وأنت امه ؟!
    -لان الذين عاشروني في تلك الفترة كثيرون .. كثيرون جداً من القرية والقرى الاخرى المجاورة وفجأة وجدت نفسي حاملاً.
    إستدار ابراهيم الي الخلف ووضع يده علي جبينه وحينما واجهها مرة اخرى رأت الدم ينزف من شفته السفلى فقالت :
    -ذهبت الي قرية اخرى بعيدة من الجانب الآخر من النيل , الي قابلة لا تعرفني وقد قالت لي ان إنزاله مستحيل فأجريت عندها عملية رتق , وحينما تقدم الي مصطفى فرحت وشعرت ان الله قبل توبتي فأرسل الي شاب صغير قليل الخبرة لن يكتشف أمري .
    تذكر ابراهيم وجومها ووجوم امها ليلة الزفاف فقال :
    -ولماذا تزوجتني اذا ؟!
    -لقد رفضتك وانت تعلم ذلك .. رفضتك لا لسبب الا لأنك ابن عمي ولا اريد لعاري ان يلحق بك وقد تزوجتني رغماً عني ولم يكن من الممكن ان اخبرك, ووطنت نفسي ان اخلص لك .. اسقط الجنين واحافظ على عرضك وشرفك ولكن معاملتك السيئة جعلتني اعود رغماً عني الي سلوكي السيئ .. انت السبب .
    قال الرجل وهو يترنح من هول الضربات النازلة على رأسه :
    -ماذا تعنين ؟ هل فعلتيها بعد الزواج ؟!
    نكست زينب رأسها الي الارض ولم ترد فصرخ الزوج المفجوع
    -مع من خنتني ؟ اخبريني ؟
    -مع كل اصدقائك ومع غالبية سكان العمارة .. طلقني الآن فورا .
    أخذ الرجل يهز الحديد بعنف وهو يقول :
    -سوف اقتلك أيتها العاهرة يوم خروجي من هنا سيكون آخر يوم في حياتك وحياة إبن الحرام هذا .
    بصقت زينب في وجهه وهي تقول :
    -الصمت أيها القذر , انت لن تخرج من هنا الا الي القبر , ولأنني اعلم ان اجلك قد دنا فقد اتيت لأعترف لك واريح ضميري لأنك ستخرج من هذا السجن جيفةً محمولة في محفة الي مشرحة المستشفى ومن هناك الي المقابر رأساً . لقد رأيت كل هذا في منامي يتكرر كلي ليلة منذ ان سجنت .
    صاح الرجل :
    -انت نجسة وقذرة .
    ضحكت زينب بسعادة وهي تقول :
    -ولكن احلامي دائما ما تتحقق , خاصة فيما يتعلق بالموت وانت تعلم كم مرة حدث ذلك .
    ثم تراجعت خطوة الي الخلف ورفعت إبنها تمده الي الامام قليلاُ وهي تقول :
    -انظر.. انه ليس ابنك ولكنه يحمل اسمك .
    ثم احتضنته واستدارت خارجة وهي تخطر بدلال وتتعمد هز اردافها فجن جنون الزوج وطار آخر مابقي له من صواب فأمسك بالحديد يهزه بعنف ويضرب به رأسه وهو يصيح بأعلى صوته :
    -سوف اخرج لك .. سأقتلك .
    فالتفتت لترى بعض من جنود السجن يطبقون عليه فأنسحبت بهدوء .
                  

العنوان الكاتب Date
ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:22 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:37 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:41 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:47 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:19 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:24 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:31 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 08:46 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:17 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:26 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:33 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:44 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:51 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de