ثورة المقابر رواية لضياء الشريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2024, 05:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2008, 10:47 PM

نزار باشري ابراهيم
<aنزار باشري ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-03-2005
مجموع المشاركات: 588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف (Re: نزار باشري ابراهيم)

    مقـــــدمـــة

    في مكان يتجنبه الناس ويتحاشونه ويشيعون أن قبائلاً من الجن تسكنه بدأت كتابة هذه الرواية التي كانت عبارة عن قصة ابتدت بقعدة وانتهت بنزول عزرائيل ليقبض روح البطلة , وبعد اثنتي عشر عاماً كاملة خرج من الورق المنسي غلامٌ جميل قمحي اللون رياضي الجسم وبرفقته شخصيات كثيرة ليعيدوني إلي المكان ذاته : جبل كاف الجنون , وأعيش معهم تفاصيل كثيرة ومثيرة لتتحول القصة إلي رواية وإليكم الحكاية : في يوم صباحي بعيد يعود تاريخه الي أوائل العام 93 كنت عائداً من مدينة غات في أقصى الجنوب الليبي على الحدود مع الجزائر متوجهاً إلي مشروع تهالا على بعد 60 كلم حيث كنت أعمل وفي منتصف الطريق الصحراوي توقفت عند جبل كاف الجنون الذي يشرف على الطريق وهو أحد جبال الأكاكوس , تأملت شكله الفريد , لم يكن شاهق الإرتفاع وكان في قمته ما يشبه القرنان الكبيران وتذكرت القصص الكثيرة التي يرويها السكان المحليون عنه ولم أستطيع أن أقاوم رغبتي باستكشافه أنا المهووس بالأماكن الجبلية والصحراوية النائية وتذكرت كثيراً من المواقف المرعبة التي مررت بها ومن بينها ذاك الموقف الذي حدث حينما كنت طالباً بالصف الأول بمدرسة باوارث الثانوية ببورسودان ... كنا أربعة نشكل شلة مشاغبة وذات يوم وبعد الفطور وأثناء شربنا للشاي بقهوة ديم العرب قررنا عدم حضور باقي الحصص فقلت لهم : الحصتان القادمتان كيمياء , مالنا نحن والكيمياء وقد حدنا اتجاهاتنا بدخول المساق الأدبي واقترحت عليهم الذهاب إلي المقابر لزيارة قبر صديق غادر دنيانا قبل أيام وتوكلنا على الله وذهبنا إلي المقابر التي تقع خلف ديم العرب في مكان منخفض جداً ، وأثناء جلوسنا على حافة القبر نقرأ الفاتحة رأيت إبراهيم وقد تغير شكله تماماً , بدا لي أشعثاً أغبراً وعيونه تكاد أن تخرج من محاجرهما وتدلى لسانه بشكل غريب فأصبت بالهلع وسألته : ما بك ؟ حاول أن يتكلم فلم يستطع وبالكاد تحركت
    يداه وأشار بها إلي أحد القبور , إلتفتنا فرأينا وعلى بعد ثلاثة قبور تفصلنا رجلاً ضخم الجثة ممدداً على أحد القبور عارياً كما ولدته أمه وهو يضع رجلاً على رجل وقبل أن نستوعب المشهد الغريب هب الرجل فجأة واقفاً في قمة القبر , وكصواريخ أٍٍٍِِطلقت من منصاتها إنطلقنا بأقصى ما نستطيع من سرعة فانطلق خلفنا وهو يحاول الإمساك بنا. بسرعة البرق خرجنا من المقابر فتركنا وركز على إبراهيم الذي كان أقلنا سرعة ... وقفنا في الأعلى نراقب ما يحدث ونحن حفاة , كانت هناك بضع عربات لقطارات قديمة بين المساكن والمقابر فكان إبراهيم المسكين يدخل من باب ويخرج من شباك حتى نجح في مراوغته بين العربات وانطلق ناحيتنا لننطلق نحن بدورنا والرجل العاري يطاردنا عبر أزقة ديم العرب الضيقة الخالية في مثل هذا الوقت من النهار إلا من بعض النسوة الائي لم يلقين بالاً للماراثون العجيب مما أثار في نفسي الدهشة والعجب وجعلني أتساءل : ألا يرينه! وانحرفت يميناً في أول زقاق قابلني وواصل زميلاي في خط مستقيم فكدت أن أصطدم بعجوز قادمة , إلتفت سريعاً فرأيت إبراهيم ثم الشبح العاري يمران كالإعصار , تقدمت العجوز ومدت رأسها تستطلع الأمر ثم إلتفتت إليُ وسألتني : ماذا فعلتم له , لماذا يطاردكم ؟ فقلت لها وأنا ألهث : أظنه شيطان ! فضحكت العجوز حتى ظهر التمباك المكدس في شفتها السفلى وعرفت منها أن الرجل مجنون من مئات المجانين الذين تعج بهم مدينة بورسودان وأنه يتخذ من عربات القطار القديمة قرب المقابر مسكناً له وأنه لا يظهر في ديم العرب إلا ليلاً فعدت أدراجي إلي المقابر باحثاً عن حذائي , أما زملائي الثلاثة فلم يتوقفوا إلا في مطعم محمد طاهر أدروب الذي دلفوا إليه دفعةً واحدة ً من باب المطبخ الخلفي مما تسبب في خسارة محمد طاهر لعدة أصناف من الطعام.
    وعلمني هذا الموقف أن لا أطلق حكماً على شيء لم أختبره بنفسي مهما بدا غريباً وشاذاً وروضت الخوف داخلي وتعلمت كيف أسيطر على نفسي وقت الازمات .
    تذكرت هذا الموقف بكل تفاصيله وأنا أقف قبالة كاف الجنون , فقلت لنفسي :
    لن يكون الأمر أسوأ مما حدث وبدأت بتسلق الجبل وأنا أتوقع أن تنهال الحجارة الصماء على رأسي كما حدث لكثيرين قيل أنهم حاولوا تسلقه ولكن شيئاً من ذلك
    لم يحدث . وفي مكان أشبه ببطن الوادي المصغر جلست مسنداً ظهري على صخرة وماداً رجلايَ أمامي وتذكرت على الفور بورتسودان المحاطة بالجبال وتذكرت أصدقائي وندمائي الذين فارقتهم قبل عام فجاشت نفسي بالذكريات وتخيلت أن قعدةً عامرةً تملأ المكان فشعرت أن هناك قصة توشك أن تولد فنزلت إلي السيارة وأتيت بدفتري وقلمي اللذان لا يفارقاني وبدأت الكتابة متخيلاً قعدة راقية ولكن الأمور تطورت بسرعة فائقة على غير تخطيط مسبق مني , فبعد سطرين ساد الهرج والمرج القعدة , ثم أنها تحولت من كاف الجنون إلي شقة توجد بها زوجة حامل وكانت الأحداث تتواتر على ذهني بلا إنقطاع وكأنني قد عشتها بزمن سابق وها أنا أتذكرها وأسجلها وحسب , ومن بداية القعدة وحتى نزول عزرائيل لم يستغرق الأمر سوى نصف نهار فطويت أوراقي وغادرت المكان .
    وكنت كل ما أعد قراءة القصة التي كتبتها يأخذني العجب لهذا التكثيف , وبالطبع خزنتها مع قصصي ورواياتي الكثيرة ثم أخذتني الحياة بين أمواجها المتلاطمة وأرتني من أهوالها الكثير.
    وبعد إثنتي عشر عاماً كاملة كنت أعد قراءة القصة وفي نيتي نشرها فرأيت بخيال الكاتب إبن البطلة الذي ولد في كاف الجنون قد صار عمره إثنا عشر عاماً وحوله شخصيات كثيرة فعدت به مرة أخرى إلي هناك خاصةً وأنني كنت أنوي المغادرة إلي السودان وقد رتبت لزيارة المكان الذي ألهمني في اعتقادي أروع قصصي , وهناك حدث ما حدث قبل إثنتي عشر عاماً واصطفت الشخصيات تؤدي أدوارها وكأنني أشاهد الأمر على مسرح , بل إنها كانت تملي عليّ ما اكتب...
    كنت أشاهد حاج عبد الناصر يهاتف حاج الإمام , هذا في القرية وذاك في الخرطوم وكنت حاضراً معهما في وقتٍ واحد ... وكنت أشاهد محمد الإمام والناظر وداعة الله السيد وحاج عبد الناصر جالسون في فناء دار حاج الإمام , وكنت أشاهد منال عوض الله تستعرض جمالها أمام المرآة ثم أرى حرامي الغنم فيصل ود الصديق يمارس الجنس مع بائعة العرق السوداء , ثم وهو جالس مع عوض الله المراكبي في طرف الغابة على الجانب الغربي للنهر وهما يعقدان صفقة الشيطان بينما يحتسيان الخمر..
    كنت أشاهد مصطفى الماحي جالساً مع محمدو على شاطئ النهر , وكنت أري الرؤوس تعلو وتهبط تحت الماء والرجال على الشاطئ يراقبون صفحة الماء وأعصابهم مشدودة فأسمع دقات قلوبهم فتتسارع دقات قلبي معهم وأتصبب عرقاً.
    باختصار كنت حاضراً معهم في القرية بكل ذرات كياني ... أسمع منهم وأسجل عنهم وكانت الكلمات تنهمر على الورق كما المطر , وفجأة عاد إلي الذاكرة المجنون ضخم الجثة الذي هب لنا من أحد القبور عارياً تماماً قبل تسعة عشر عاماً وطاردنا في أزقة ديم عرب الضيقة , عاد بينما كنتُ جالساً في مأتم حاج الإمام ليعيدني مرةَ أخرى إلي المقابر , ولكن هذه المرة لم نكن أربعة من المغامرين المغرورين ... كنا مجموعة هائلة تمثل قرية بحالها وهناك حدث ما لم يكن في حسباني أو تخطيطي المسبق أو بمعنى أدق مالم أفكر أو يرد على بالي كتابته قبل دقائق قليلة , فقد خططت في الليلة السابقة وكنت توقفت عن الكتابة في شاطئ النهر مع مصطفى الماحي ومحمدو حينما هبط عليّ الظلام , خططت في هذه الليلة أن أنهي الرواية في مأتم حاج الإمام وفي اليوم التالي وفي مكاني المعتاد على الجبل ظهر المجنون على الذاكرة كما أسلفت وأعادني مع كل شخصياتي إلي المقابر لتنتهي الرواية هناك معلنةً ميلاد حياةٍ أخرى في مكان لا حياة فيه أصلاً .



    ضياء الدين الشريف
    طرابلس 2005.5.13 ف
                  

العنوان الكاتب Date
ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:22 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:37 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:41 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-22-08, 10:47 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:19 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:24 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم04-26-08, 09:31 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 08:46 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:17 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:26 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:33 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:44 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 09:51 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:04 PM
  Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف نزار باشري ابراهيم05-01-08, 10:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de