|
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف (Re: نزار باشري ابراهيم)
|
(6) منذ ان غادر محمد الامام برفقة الحاج عبد الناصرالي الخرطوم لإنهاء اجراءات سفره لإحضار اخته والابوان يعيشان في حالة تأهب نفسي قصوى إختلط فيها الشعور العارم بالفرحة باحساس دفين بان ابنتهما ليست على ما يرام . الحاجة خديجة راوغت هذا الاحساس ومضت في تجهيز الكعك والخبيز والحلوى كما تقضي العادة وانهمكت أيضاً في خياطة المرايل للصغير القادم ونساء القرية يساعدنها بهمة ونشاط . أما حاج الامام فقد تغلبه احساس القلق بداخله على شعوره بالفرح فصار يقضي اليوم بأكمله في دكان عبد الناصر انتظاراً لمكالمة ابنه يطمئنه فيها كما أوصاه قبل سفره ,وكان يتلهف في الايام الثلاثة الاولى عودة ابن خالته وصديق عمره عبد الناصر ليعرف منه السبب الحقيقي لقلقه الذي جعله يصر على أخذ محمد الي الخرطوم في نفس اليوم الذي اتصلت فيه زينب وكان في استطاعته ان يزوده فقط بخطاب الي زوج ابنته الضابط بوزارة الداخلية خاصةً وان حاج الامام لم يقتنع برد عبد الناصر الذي قال : -البنت صغيرة وقليلة التجارب وهي الآن وحيدة بالغربة فكيف لا اقلق عليها , أنسيت انني عمها ! حتى حينما سأله : ولماذا قبض على ابراهيم . كان الرد مبهماً أيضا: -لا أعلم , لقد قالت لي ان في ذمته اربعة قضايا لم تفصلها لي واغلقت الخط . في مطار الخرطوم قال الحاج عبد الناصر لمحمد وهو يودعه : -هاتفني فور وصولك وانا لن اغادر الخرطوم حتى تحضر .. لا تمكث هناك اكثرمن يوم , أحضرها وتعال فورا . وبعد اربعة ايام وفي نفس المكان كان الحاج عبد الناصر يفرك يديه بعصبية وهو يقول لإبنته وزوجها : -مضت ثلاثة ايام وانا اعلم بعودتها ولا استطيع اخبار اباها , هل هذا تصرفا حكيما؟ فقال زوج ابنته : -بل هو عين الحكمة ياعمي , لن نخبرهم الا ونحن متوجهين بالجثمان الي القرية. وفي القرية كان حاج الامام يقبع خارج الدكان وقد بدا عليه الاعياء الشديد من السهر وقلة الطعام الذي لا يتناوله الا مكرهاً وبعد الحاح , وحينما رن جرس التلفون هرع الي داخل الدكان ووقف قرب جمال ابن إلحاح عبد الناصر الذي رفع السماعة فسمع على الفور صوت اباه يقول : -جمال اعطني عمك حاج الامام تناول حاج الامام السماعة بيد مرتعشة وقال بلفة : -عبد الناصر هل عاد محمد ؟ -نعم , لقد حضر قبل قليل . -وزينب هل عادت معه ؟ صمت عبد الناصر ولم يجب فقال حاج الامام بإنفعال : -عبد الناصر هل تسمعني ؟ -نعم اسمعك . -قلت لك هل عادت زينب معه ؟ -عادت ولم تعد !! مادت الارض تحت اقدام حاج الامام فقال بصوت مرتعض -ماذا تقصد , ماذا حدث لبنتي ؟! -اسمعني ياصديقي , انت رجل مؤمن وقد حججت الي بيت الله الحرام ويجب ان تتقبل قضاء الله و............ ووقعت السماعة من يد حاج الامام وتهاوى على الارض فارتبك جمال ومسك بالسماعة وهو يقول : -أبي ماذا حدث ؟! -لقد توفيت زينب ونحن عائدون بجثمانها اليوم , لا تترك عمك الإمام ابدا . -انه الآن على الارض غائبا عن الوعي ! -إعتنوا به جيدا. -وأمها ؟! -صمت حاج عبد الناصر طويلاً وقال بعد تفكير مضن -إترك مهمة اخبارها لامك وشدد عليها ان لا تخبرها دفعةً واحدة . وضع عبد الناصر السماعة وقال لمحمد : -انا اقترح ان تذهب امال بالصغير اولاً فهذا سيخفف كثيرا على امك . اومأ محمد موافقا فأمر عبد الناصر إبنته وزوجها قائلا : -توكلا على بركة الله . وقبل الغروب بقليل وصل جثمان زينب الامام المسجي داخل التابوت الخشبي الموضوع على عربة تايوتا هايلكس مكشوفة ذات كابينة واحده ضمن اضافة للسائق الحاج عبد الناصر ومحمد الامام الذين كانا متلاصقين ، ولكن كل منهما كان في عالما مختلفا تماما , فمحمد الامام كان في الماضي البعيد رفقة اخته الراحله , وحاج عبد الناصر كان في المستقبل القريب يتخيل كيف سيكون الحال حينما تتوقف العربة امام منزل الامام . وكان الحال كما توقعه عبد الناصر تماما : فالأهالي تجمعوا في الحوش الكبير حتى ضاق بهم فتجمهر بعضهم خارجه وما إن توقفت العربة حتى تدافع الناس ناحيتها وعويل العجائز من النساء يصم الآذان بينما كان الرعب يطل من عيون الصبايا وكان يوماً لم تشهد القرية له مثيلاً واقترن اضافة الي هذا الحدث الجلل بحدثان آخران ان بثا الرعب في القلوب , فقبل ان تغادر الشمس السماء إحمرت إحمرار شديدا وفيه ايضا حدث خسوف للقمر فخرج الاهالي الي الخلاء وهم يحملون صفائح المياه الفارغة واخذوا يضربون عليها بايديهم وعصيهم علً القمر يرضى ويفارق الخسوف وجهه.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-22-08, 10:22 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-22-08, 10:37 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-22-08, 10:41 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-22-08, 10:47 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-26-08, 09:19 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-26-08, 09:24 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 04-26-08, 09:31 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 08:46 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 09:04 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 09:17 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 09:26 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 09:33 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 09:44 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 09:51 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 10:04 PM |
Re: ثورة المقابر رواية لضياء الشريف | نزار باشري ابراهيم | 05-01-08, 10:06 PM |
|
|
|