الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2024, 03:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2008, 11:51 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار (Re: adil amin)

    الحكاية السادسة
    حادث شنيع
    إنه لحادث شنيع ذلك الذي وقع لعائلة محمد علي الخياط. ومع أن أبناء بلدتنا ألفوا الفظائع منذ أغتصب البرابرة الطغاة بلدتنا، فقد هزّوا رؤوسهم في ذهول. ورفض بعضهم أن يصدّق الحادث.
    وكنت أعرف محمد علي الخياط معرفة وثيقة، فهو خياطي المفضل. كان يجتذبني بثقافته ودماثته. وكثيراً ما أمضيت الساعات في دكّانه نتبادل الحديث في شؤون البلدة. واعتاد الأسطى محمد علي أن يحمل على الأعيان ويتحمس للعوام. والحقيقة أن محمد علي الخياط لم يكن يستهويني بآرائه فحسب فقد كنت أيضاً معجباً بابنته سلمى. وكان كل شاب في بلدتنا يتمنى أن يظفر بنظرة منها. لكنها كانت فتاة رزينة جداً. لم تكن تتلفت يمنة أو يسرة وهي تتنزه في الشارع الرئيسي. وحينما تقصد إلى المدرسة كانت تتأبط حقيبة كتبها وتسير في احتشام وعيناها مصوبتان إلى الأمام. وكنت أتخيلها دائماً وهي في هذا الوضع. وأعترف بأن إعجابي بها كان عظيماً. ولو سمحت لنفسي لتطور ذلك الإعجاب إلى حب جارف. فلما اغتصب البرابرة الطغاة بلدتنا شغلت بمصائب البلدة، ولم أعد أرى محمد علي الخياط إلا عرضاً.
    وذات صباح لمحت محمد علي الخياط يهرول في الشارع العام مشدوهاً. فأدركت في الحال أن البرابرة قد اغتصبوا بيته. ولكن من تراهم ينشدون إن لم يكن محمد علي نفسه؟! فأسرته صغيرة قوامها ثلاث بنات كبراهن سلمى وطفلة صغيرة لا تزال رضيعاً.
    تلًفت حوالي فوجدتني بمنجى من مراقبة البرابرة فجريت وراءه منادياً: "أسطى محمد علي.. أسطى محمد علي".
    توقف مبهور الأنفاس وطالعني بنظرات زائغة. كان (يشماغه) بلا عقال و (صايته) بلا حزام. هجم عليّ وأمسك يديّ بقوة وتمتم: رحماك يا أخي.. رحماك. أخذها البرابرة أمس.
    هتفت مرتاعاً: أخذها البرابرة؟! من ؟!
    فتمتم لاهثاً: سلمى.
    وخيّل إلى أنه أهوى بجمعه على رأسي فصحت مذعوراً: ماذا تقول؟ اعتقلوا سلمى؟
    فهمهم: اعتقلوها يا أخي. اعتقلوها. كيف السبيل إلى إنقاذها؟
    لبثت مذهولاً وقد سحقني الأسى. قال محمد علي الخياط وهو يراوح قدميه في اضطراب: اسمح لي يا أخي أن أنصرف. قالوا لي إنهم قد يطلقون سراحها اليوم بعد تحقيق بسيط. أنا ذاهب الآن للاستفسار عنها.
    وددت لو رافقته لكن البرابرة الطغاة يأبون تدخلنا. وتولى عني مهرولاً، لكنه كان يتباطأ في سيره كلما لمح أحد البرابرة من بعيد لئلا يطلق عليه الرصاص. وتابعت طريقي وقد جثم على صدري هم ثقيل. وبدا لي فجأة أن عاطفتي تجاه سلمى تتجاوز الإعجاب المحض. كيف السبيل إلى إنقاذها من براثن البرابرة وهي الفتاة الجميلة الفاتنة؟ رددت هذا السؤال مع نفسي وقد دهمني يأس ساحق. وأيقنت أن إطلاق سراحها كذبة محضة.
    وكان البرابرة الطغاة قد أمعنوا في اعتقال الفتيات مؤخراً. وقد تحرّجوا في البدء من اعتقال النساء. حسبوا أن أبناء بلدتنا لن يسكتوا على هذا الضيم. فلما اعتقلوا أمل الجلبي استاء أبناء بلدتنا لكنهم جبنوا ولاذوا بالصمت. فأطمعهم هذا السكوت. وأخذوا يقتادون فتياتنا واحدة تلو الأخرى إلى البيت فوق التل. ثم شاع في بلدتنا أن البرابرة الطغاة يعلقون فتياتنا من أيديهن عاريات في الهواء فانتابنا ذعر كاسح. كيف يمكن أن تعرض فتياتنا لهذا الموقف وهن اللواتي يأبين حتى النظرة البريئة؟!
    واجتمع حكماء بلدتنا في (علوة) الشيخ جواد الحسن وتشاوروا في الأمر. ثم استقر رأيهم على إرسال وفد إلى الطاغية الأكبر يستعطفه للكفّ عن اعتقال النساء. وتألف وفد من حكماء بلدتنا برئاسة الشيخ جواد الحسن وحمل معه الهدايا وانطلق لمقابلتهِ فاستقبلهم باحتقار. وألقى فيهم خطبة لئيمة شرح لهم فيها سياسية البرابرة الحكيمة في اعتقال النساء. وأكّد لهم أن أمثال هؤلاء الفتيات عديمات العرض والشرف ولا خوف عليهن. ثم أعلن للوفد أنه سيسحق رأس كل من يعارض تلك السياسة الحكيمة. فعاد الوفد يجر أذيال الخيبة والذل. وذهب هذا الموقف بآخر ما تبقى لدينا من كرامة. وطأطأنا رؤوسنا ولم نعد نجرؤ على تبادل النظر. وصار أبناء بلدتنا يمشون في الشوارع وهم منكسو الرؤوس. وكان البرابرة المتربصون بنا على نواصي الشوارع وفي تقاطع الطرقات يرموننا بنظرات ساخرة وهم يربتون على بنادقهم في اعتزاز.
    قصدت دكان محمد علي الخياط عصراً فألفيته مغلقاً. فاستبد بي القلق وتكاثفت في قلبي الهموم. وفكرت في زيارته في مسكنه لكنني شعرت بالحرج فلم يسبق لي أن زرته في داره. ثم إن المنزل لا بد أن يكون مراقباً. فقد اعتاد البرابرة أن يراقبوا كل بيت يحتجزون أحد أفراده. ولا بدّ لمن يتردد على مثل هذا البيت أن يورط نفسه. لذلك انقطع أبناء بلدتنا عن التزاور. وكفّ البعض عن التحدث إلى الآخرين إبعاداً للشبهات. وتمادى البعض الآخر في الحذر، فقاطع الأخ أخاه والصديق صديقه والقريب قريبه ليكون في مأمن من أذى البرابرة. وكان أبناء بلدتنا متوادّين يحب بعضهم بعضاً ويتفقد الآخر في أفراحه وأتراحه. لكن الخوف قهر كل عاطفة.
    لم أتردد طويلاً ووجدتني أتخذ طريقي عصراً إلى منزل محمد علي الخياط. تقدمت من الباب حذراً ونقرت عليه نقراً خفيفاً. أطل رأس محمد علي الخياط من نافذة عليا، وما أن لمحني حتى أسرع يفتح الباب. بادرته بلهفة: ما أخبار المحروسة يا أسطى محمد علي؟
    قال وهو يقودني إلى غرفة بجوار الباب: لا شيء يا أخي. لم أظفر من البرابرة بشيء. لا أظن أنهم سيطلقون سراحها.
    هتفت بانزعاج: يا للبرابرة الأنذال!
    لاحظ محمد علي انزعاجي فقال وهو يهز رأسه في كمد: أنت أخ وفيّ حقاً، وأنا أشكرك على اهتمامك بمصير ابنتي.
    وسكت لحظة ثم أضاف بحزن عميق: يا لسوء حظها وحظنا! وقعت بأيدٍ لا ترحم.
    قلت في غيظ: ليس عبثاً أن لقبوا بالبرابرة يا أسطى محمد علي.
    وران الصمت علينا ولم نجسر على تبادل النظر. وانشغل كل منا بمصير سلمى الأسود بين أيدي البرابرة. وفجأة أنفجر محمد علي ينشج بصوت مكتوم واهتز جسده كما تهتز النخلة في الريح العاصف. وقال بصوت مخنوق: كيف اطمئن عليها وهي بين أيدي البرابرة يا أخي؟!
    امتدت يدي إلى عيني تمسح دمعتين كبيرتين تعلقت بأهدابهما. وربَتّ على كتف محمد علي برفق. ثم هدأ جسده وخفت نشيجه فأخرج منديله ومسح دموعه. قال أخيراً بصوت مكلوم: أعذرني يا أخي. هذه المصيبة هزت أعصابي. لا تلمني إذا رأيتني أبكي كالنساء. هذه هي المرة الأولى التي ابكي فيها منذ توفى المرحوم والدي.
    عدت أربَتّ على كتفه وأنا عاجز عن الكلام. كانت بي حاجة إلى من يخفف لوعتي، فكيف باستطاعتي أن أهوّن عليه مصيبته؟
    التفت إليّ عقب صمت ثقيل وتساءل: هل علمت أن البرابرة يعذبون الفتيات في البيت فوق التل كما يعذبون الشبان؟
    قلت وأنا أهز رأسي: هذا ما سمعته.
    وصمت محمد علي طويلاً وهو يحدق في الفراغ ثم تمتم بصوت مكلوم: كيف ستحتمل سلمى الضرب بالسياط والتعليق من اليدين والقدمين؟! بل كيف تواجه الموقف حينما يتفرج البرابرة على جسدها العاري المعلق في الهواء؟
    فتلبثت واجماً مشتت الفكر. ثم سمعته يقول بلهجة مسحوقة: والأدهى من ذلك ما سمعته بأن البرابرة يغتصبون فتياتنا.
    هتفت مهتاجاً: هذا مستحيل.. كيف يمكنهم أن يقدموا على هذه الفعلة؟
    نظر إليّ محمد علي بعينين زائغتين ثم تساءل بمرارة: ولماذا مستحيل؟! أليسوا برابرة؟!
    قلت مقهوراً وأنا أحني رأسي: صحيح.. الحق معك.. إنهم برابرة ولا يتورعون عن ارتكاب أبشع الأفعال.
    وغلبنا الصمت. بقيت خافض الطرف بينما زاغت عينا محمد علي تحدقان في الفراغ. وطال بنا الصمت الحزين حتى شعرت أنني أوشك أن أختنق. فاستأذنته في الانصراف. رافقني إلى الباب وقال: أشكرك يا أخي على اهتمامك بمصيبتي. تناسى أبناء بلدتنا عاداتهم الطيبة في تفقد بعضهم بعضاً.
    فتح الباب ومدّ رأسه من شقّه متلصصاً، وقال متعجلاً: اذهب في حراسة الله يا أخي فالطريق خالية من البرابرة.
    فانصرفت مسرعاً.
    وفي عصر كل يوم كنت أمرّ بدكان محمد علي الخياط فأجده مغلقاً فيشتد حزني لذلك. وفي عصر يوم الخميس لمحت دكان محمد علي الخياط مفتوحاً فهرعت إليه خافق القلب. ورأيت أكوام القماش منثورة على المنضدة الطويلة وفوق الرفوف . وكان محمد علي يجلس متربعاً على المقعد ونظراته سارحة في الفضاء. فأدركت أن سلمى لا تزال حبيسة البيت فوق التل. ألقيت التحية وجلست بجواره صامتاً. التفت إليّ وتمتم بصوت خافت: الله بالخير.
    فقلت: الله بالخير.
    وبسط الصمت علينا جناحيه الثقيلين. حاولت مراراً أن أسأله عن سلمى، لكن نظراته الشاردة كانت أبلغ جواب. قلت أخيراً: كنت أمر كل يوم على الدكان فأجده مغلقاً.
    قال بلهجة كسيرة: أشكرك يا أخي .. أشكرك.
    وعاد الصمت يجثم فوق رؤوسنا. اختلست منه نظرات حزينة والأسى يملأ جوانحي. بدا كمن كبر عشرين عاما في غضون أسبوع. انحنى ظهره وتقوّست كتفاه. قال أخيراً وهو يطالعني بنظرات كسيرة: الناس يريدون ملابسهم وأنا عاجز عن العمل. لكأن يديّ شلتا.
    فقلت: لا بد لزبائنك أن يعذروك يا أسطى محمد علي.
    قال وهو يهز رأسه: الناس لا يعذرون يا أخي.. وصاحب الحاجة أعمى كما يقولون.
    قلت: هل من أخبار جديدة عن المحروسة؟
    أطلق زفرة وغمغم: ومن أين لي بالأخبار يا أخي؟ من أين لي بالأخبار؟
    فقلت مترفقاً: لا تيأس يا أسطى محمد علي.. الله كريم.
    غمغم بلهجته المرّة: لا حياة لنا مع هؤلاء البرابرة يا أخي.. الموت أرحم بنا.
    وسكت لحظة ثم أضاف وهو يهز رأسه: كتب علينا نحن العوام أن نظل مخذولين طول عمرنا.
    فقلت: ولكننا سنقهرهم في النهاية يا أسطى محمد علي وسنطلق سراح جميع إخواننا وأخواتنا المعتقلين في البيت فوق التل.
    رفع محمد علي رأسه وتفرّس في وجهي بنظرات وحشية ثم تساءل في تهكم مرّ: ومتى ستطلقون سراح أخواتكم المعتقلات في البيت فوق التل؟! متى؟! بعد أن ينتهك البرابرة أعراضهن جميعاً؟
    فقلت في ارتياع : حاشا لله . . حاشا لله .
    فقال بلهجته الوحشية: ما رأيك أنهم قالوا لي وهم يقهقهون: "لا داعي لاستعجالنا في إطلاق سراح ابنتك وتمهل حتى ينبت لك قرنان كبيران"؟
    انتفضت كالملسوع، وارتعد جسدي كريشة في مهبّ الريح. وصرخت مهتاجاً: حاشا لله . . حاشا لله .
    تأملني محمد علي بنظرات حزينة ثم تساءل بصوت مخنوق: ما عسانا نصنع إذن أنا وأمها وقول البرابرة هذا يدوّي في أسماعنا ليل نهار؟ إذا أغمضنا جفوننا لحظة في الليل هببنا مذعورين وصرخات سلمى تمزق آذاننا.
    تشبثت صورة سلمى بذهني وقد تناهب جسدها البرابرة وصكّت صرخاتها المرعوبة سمعي. وعجزت عن التماسك فنهضت صامتاً وغادرت المكان.
    في صباح اليوم التالي ارتجت بلدتنا أسى لما وقع لعائلة محمد علي الخياط. فقد وجدت مشنوقة بكامل أعضائها من البنات حتى الطفلة الرضيع! وعلمنا انه قد اختطف رشاشة من أحد البرابرة وقتل عددا منهم قبل أن يخر صريعا .
                  

العنوان الكاتب Date
الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-22-08, 02:16 PM
  Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-22-08, 02:18 PM
    Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-22-08, 02:20 PM
      Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-22-08, 02:22 PM
        Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-22-08, 02:57 PM
          Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-23-08, 10:59 AM
  Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-24-08, 09:46 AM
    Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-27-08, 12:15 PM
      Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-28-08, 11:51 AM
        Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin04-30-08, 12:29 PM
          Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin05-02-08, 02:14 PM
            Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin05-05-08, 11:41 AM
              Re: الروائي العراقي د.شاكر خصباك..في حكايات من بلدتنا...وازمنة الغبار adil amin05-12-08, 12:16 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de