منذ برهة تتقاذفني أحاسيسٌ تتمادى فيما بين الاختناقِ و التوهان _ و الغريبُ انهما يبدوان لي كمتناقضين كاملي التنافر في لحظتي هاذي_ حيث اجتذبوا جميعاً اطراف الخيط كلها و نصبوا حولي الفراغ سادين علي كل احتمالات التواصل. يفتقر يومي الان بشدة الى الحديث. حالةٌ كثيراً ما تراودني بعد نزوات التذكر و اللقاءات العابرة, لكنها تفاجئني اليوم بترادفِ مظاهرها علي فيزيولوجياً, حتى جسدي استشط في غلوائه عليّ فما ابرحُ آلفُ المكان حتي يستضيقَ بحرارته او يعاف تراميه فأغير ترتيب المساحات في خيالي ليرفضها بغير ذلك من الحجج. أسوأ وضعٍ هو هذا_ ان يتعلم جسدك عادة نفسك الامارة بالتحرر.
لم أفقه يوما لماذا تعلقُ اختي عدة من دمى الفودو الافريقية تتدلى من احد اركان الغرفة, كما ان الامر يبدو لي الان بعيداً عن اي شكلٍ من اشكال الذوق و الكياسة و انا أقرأ (الأرض الطيبة). الا تعلم أنني اعاني مما يكفيني من التناقضات!,,, احتاج على الاقل شئ من تناغم فيما يرمي عليّ ثقلهُ من تفاصيلِ الحضارات, دمى افريقية و رواية أمريكية ترتدي ثوباً صينياً لا يشبهها ليس المزيج الأفضل لمنتصف هذا اليوم الشرق أوسطي القائظ. ربما يجب أن أُخرِج الرواية من المعادلة , لم تعجبني حتى الان على كل , رتيبة , تستدعي التفكير بشدة و أنا أُفضِل المباغتة في لحظتي هاذي _ لا أعلم أيضا لماذا يبدوان (التفكير و المباغتة) كمتناقضين اليوم_.
أو لان الصينية ممحوة الملامح _كما رسمتها الحكاية و تخيلتها_ وضعت فأسها و دخلت مخاضا خرجت منه بطفل عادت به للحرث و العزق , يا للمل! لو صرخت لربما اعطت للطفل اسماً شجياً من صميم نواحها لماذا صمتتْ و لماذا صمتُ أنا حتى الأن و صمتَ أنت و صمتتْ هي هذا المثلث العقيم الذي ولد يوم سألتك عنها و أنا لا يغطيني سوى ظل لقاءنا لم تجب و عرفت أنني الأخرى , صعب على انثى بنرجسيتي ان تعلم أنها اخرى, منذ صغري و أنا اظن ان الحياة تتوقف في بقاع العالم الشتى اذا ما عنها سافرت تصور غرابة اكتشافي لكوني مجرد حالة سفر طارئة في غيابِ حضورِ أخرى
هل مر على ذلك اليوم عامان حقا!! كم تبدو حياتي الان مثل (الأرض اطيبة) في رتابة لاشيئيتها.
أخبرني كيفك انت؟؟ هل لا زلت تجدلُ ضفائر الصبايا بحكايا قليلاً ما يفهمنها و كثيراً ما يعبدنها و يستوين على نهاراتها نساءً يخبزن على جمر انتظارهن و تنور الغد رغائفَ من حزنٍ و موسيقى بعيدة هل لا زلت تحملنا حول عنقك تهدي كلاً منا للتي تليها قربانا يجهض التوجس و يرمم بقايا الاله فيك أظنك لا زلت كذلك أحبك ما زلت كذلك
حتى يومي أشدُ عنك خطواتي و أنا أصرخ أن يا رب اجعل لنا من امرنا رشدا أصرخها كما تصرخها ماري جبران _ مكورة على نفسها مسقاة بالغبن ملوحة باستدارات أمراءة شرقية
لا أظن الراهبة اللبنانية عندما شدت الى القاهرة رحالها لتتغنى بتعاليمِ أمةِ محمد علمت انها ستكون أيما خلفية لشذرات التذكر في عصف نفسي و لا أظن الاله كذلك علم عندما نطقها أن كم سأرددها و أنا يشدني الضلال شوقًا بعد شوق و الرشدُ فيّ كأبن عمومة بعيد عهدت اسمه و لم أشهد مجالسته
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة