لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 04:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2008, 07:30 AM

مدثر محمد عمر
<aمدثر محمد عمر
تاريخ التسجيل: 03-11-2008
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان



    سأنقلها دون مقدمة...

    رسائل غسان كنفاني
    إلى غادة السمان
    محاولة إهداء
    إلى الذين لم يولدوا بعد
    هذه السطور التي أهداني إياها ذات يوم وطنيّ مبدع لم يكن قلبه مضخة صدئة، أهديها بدوري إلى الذين قلوبهم ليست مضخات صدئة، وإلى الذين سيولدون بعد أن يموت أبطال هذه الرسائل

    ولكن سيظل يحزنهم مثلي أن روبرت ماكسويل دفن في القدس في هذا الزمان الرديء، بدلا من أن يدفن غسان كنفاني في يافا
    غادة

    محاولة تقديم أولى

    الخروج من الخاص إلى العام

    1-الخنساء لم تصب بالعمى لكثرة ما رثت أخوتها القتلى وبكتهم –كما هو شائع في كتب الأدب-ولكنها رثت قتلاها وبكتهم لأنها كانت (عمياء) منذ البداية! إنها لم تر في الموت غير الموت. إنها لخطيئة مميتة أن لا نرى في الموت غير الموت

    2- كي أتجنب السقوط في فخ الرثاء الذي أكرهه، والرومانسيات التي لا تجدي ، لن أكتب عن غسان كنفاني ،وإنما سأتركه هو يحدثنا عن نفسه

    3- يخيل إلي أحيانا أننا جميعا تحدثنا عنه بما يكفي ، وأن الناس في شوق إلى سماع صوته هو .وهذا ممكن بفضل عادة سيئة طالما تملكتني ، هي الحوار الأبجدي مع رفاقي ، زادت في تفاقمها عادة سيئة أخرى من عاداتي وهي كثرة الترحال، بحيث تصير الرسائل أحيانا وسيلة التخاطب الوحيدة الممكنة وعبرها نتابع حوارنا الأدبي والحياتي

    4- أترك غسان كنفاني يتحدث إليكم عن نفسه وعن (الرجال الذين لا يمكن قتلهم)

    5-حولوا الآن صفحة نفوسكم الهائجة الأمواج إلى صفحة بيضاء كالشاشة، وفوقها سترتسم كلماته كلسع النار والجليد معا ، تذكروا، أنا لست هنا لأرثيه بل لأشهر صوته على الذاكرة كالخنجر. وكل ما سأفعله هو (مونتاج ) صغير للذكريات ، وكل ما سأقوله لن يتجاوز ما يقوله معلق إذاعي يبذل جهدا غير بشري كي يكون محايدا وبشريا أمام شريط من أحداث له طعم المعجزة.

    لماذا (المونتاج) ؟ لأن الذاكرة عين بملايين الأجفان نسدلها كالستائر جفنا بعد الآخر على ما كان، وسأرفع اليوم جفنا واحدا لأن المجال لا يتسع لمزيد . ولأن الذاكرة حنجرة بملايين الأصوات اخترت لكم منها إيقاعا واحدا هو صوت المذيع المحايد ، فصوت غسان ليس بحاجة إلى كورس إغريقي من الندابات .

    6- قلت لكم صفحة بيضاء كالشاشة. حدقوا جيدا. الآن ترتسم فوق الشاشة صورة غسان وهو في العاشرة من عمره (طفلا شقيا مبللا بمطر يافا الغزير، بعد أن ركض طويلا تحت المزاريب )

    -هل ذكرت لكم أن كل ما هو ضمن قوسين وبالحرف الأسود منقول حرفيا من رسائله؟

    لقد تعمد غسان بمطر يافا ، وحين غادرها كان مطرها قد اخترق جلده إلى الأبد وصار من بعض دورته الدموية...وكان النسيان مستحيلا.

    وكان غسان منذ البداية يتقن استعمال قلمه وسكينه معا ، ويؤمن بهما معا . كان صغيرا يوم أدخلوا أخته فايزة – وكان يحبها كما يحب وطنه- إلى غرفة العمليات بسبب ولادة عسيرة ، فاقتحم غرفة العمليات:

    (( رفعت المشرط في وجه المسكين ولسون ، ذلك الاسكتلندي الطيب الذي كان يجد فيّ ما لم أجده أنا في نفسي . إنه يضحك بلا شك حين يذكر القصة. كنت أنا على حق رغم كل شيء ، وقلت له :ليمت الطفل ، ولكن إذا ماتت هي فستموت معها هنا . ورفضت أن أخرج وظللت مثل مجنون فار مثبتا ظهري إلى الزاوية وأنظر إليها مضرجة بالدم تحت أصابعه الباردة وحين تنفس الصعداء بعد قرن من الرعب أخذت أبكي، وسقط المشرط من يدي ...ولم أرها إلا بعد أن صار أسامة في الرابعة من عمره.....))

    هكذا أرى غسان دائما : رجل قلمه من الناحية الثانية مشرط قاطع ، إنه الرجل الذي لا يحجم عن استعمال السلاح المناسب في الوقت المناسب ، طرف القلم وطرف المشرط ، وبوسعه :

    ( أن يصنع الحياة بمشرط جارح)

    وبعد أن فقد الوطن:

    (أحس كم كان فقدانه هولاً تساوت فيه إرادة العيش بشفرة المشرط. إنني لا أنسى حدقتيّ الدكتور ولسون حين كانت تسبح فيهما تلك الكرتان الزرقاوان ، كان رجلا قادرا على الفهم من فرط ما شاهد الناس يموتون ببساطة ، ويتركون العالم بملاجئ أقل).

    وكان غسان يمتلك الملجأ الأكبر : الوعي بقضية ..بيقين.. بهدف..كان منذ البداية يعرف (الهدف) الوطن:

    (سأظل أناضل لاسترجاعه لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد..لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب... وجذور تستعصي على القلع)

    ( لقد حاولت منذ البدء أن أستبدل الوطن بالعمل ، ثم بالعائلة ، ثم بالكلمة، ثم بالعنف، ثم بالمرأة ، وكان دائما يعوزني الانتساب الحقيقي. ذلك أن الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصباح: لك شيء في هذا العالم فقم.أعرفته؟ وكان الاحتيال يتهاوى ، فقد كنت أريد أرضا ثابتة أقف فوقها ، ونحن نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أقدامنا ، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء))

    وكانت تمر لحظات من الألم الشرس في نفس غسان الفنانة المرهفة، وكان يعرف أن درب الانتماء هي ما تبقى له:

    (أستطيع أن أكتشف ذلك كله كما يستطيع الجريح في الميدان المتروك أن ينقب في جروحه عن حطام الرصاص ، ومع ذلك فهو يخاف أن ينتزع الشظايا كي لا ينبثق النزيف. إنه يعرف أن الشظية تستطيع أن تكون في فوهة العرق المقطوع مثلما تكون سدادة الزجاجة ويعرف أن تركها هناك ، وحيدا في الميدان ، يوازي انتزاعها. فالنهاية قادمة ، لا محالة ....ولو كان شاعرا فارسا يمتطي صهوة الصحراء الجاهلية لاختار أن يموت رويدا رويدا : يده على كأسه الأخيرة ، وعينيه على النزيف الشريف )

    ماذا يفعل بالضبط؟ يمشي نحو (الهدف) أي هدف :

    (كما يؤمن التقي بالله والصوفي بالغيب)


    - وهذا النقاء الفذ ، هو مهمازه للوقوف إلى جانب أصدقائه حين يقعون في ورطة. فالشخصية وحدة لا تتجزأ – أو أنها هكذا على الأقل لديه- وبعد حرب حزيران ، ورغم ألمه الفادح للهزيمة ، فإن ذلك لم يلهه عن مد يد المساعدة إلى زميلة عمل مثلي رمت بها الأقدار في لندن – بالأحرى رمت هي بنفسها هناك للدراسة- فطردوها من العمل البيروتي ومن المحبة، وحكمت بالسجن ثلاثة أشهر لجرم لم تكن تدري أنها ارتكبته قبلها بعامين( وهو ترك العمل الدمشقي بدون إذن رسمي وهو أمر محظور على حملة الشهادات العالية)

    وها هو في رسالة واحدة يحدثني عن ألمه الكبير ولا ينسى المساهمة عمليا في تخفيف ألمي الشخصي:

    ( ماذا أقول لك ؟ إنني أنضح مرارة...يعصر لساني الغضب مثلما يعصرون البرتقال على الروشة) ، ( أنا لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم)

    لكنه لا ينسى رتق وجعي المادي والعملي المربك، فينفحني بجواز سفر ينقذني من العودة مرغمة إلى السجن، ويساهم في إيجاد عمل جديد لي بصيغة كلها فروسية كما لو كان هو بحاجة إلى أن أعمل!

    (هام: كان أحمد بهاء الدين عندي اليوم وطلب مني جادا ورسميا أن أكتب لك رجاءه ورجاء مؤسسته – دار الهلال – بأن تكتبي للمصور من لندن رسائل أدبية وفنية وإذا شئت سياسية بأسلوبك. إن المصور مجلة جادة وذات توزيع مرتفع وتدفع أسعارا جيدة –إذا رغبت بذلك ابعثي له رسالة إلى دار الهلال بالقاهرة...إن ذلك في رأيي مرحلة جيدة ومفيدة ، وسيكون الاتفاق واضحا يحولون لك الفلوس إلى لندن أو يفتحون بها حسابا لك في القاهرة- إنه يهديك تحياته أيضا)....

    ووصلت الرسالة بعد أن كنت باشرت العمل خارج حقل الصحافة ، وكان القرف يغمرني إثر تجربتي السابقة مع المجلة التي طردتني دونما إنذار، فتابعت عملي بدل أن أكتب للمصور لكن جواز السفر كان طوق نجاة ولمسة حنان أنقذتني من السجن ريثما أعتقني أوائل السبعينات فيما بعد عفو عام شملني.

    بهذه الشفافية كان غسان يساعد رفاقه حين يسقطون وبمثل هذه الكلمات كان يشجع رفاق القلم حين يخذلهم العالم

    (بوسعك أن تدخلي إلى التاريخ ورأسك إلى الأمام كالرمح. أنت جديرة بذلك)

    غسان يحترم المرأة العاملة، ولا يخجل من دعمها علنا . لم يكن ثوريا فصاميا. كان حقيقيا وأصيلا في كل ما يفعله ، وكان الانسجام قائما لا بين فكره والعالم الخارجي فحسب ، بل بين فكره وجسده :

    (هل تفهمين؟ إنني رجل مأساتي هي في ذلك التوافق غير البشري بين جسدي وعقلي، هكذا قال لي الدكتور ولسون يوما : ولذلك أنت مريض بالسكر يا صديقي)

    لكن ذلك التوافق كان يجعل الصداقة وغسان حقيقية وحميمة وشاملة، وكنا نحبه كما هو داخل إطاره . وكما كان يأسى لمتاعبنا كنا نفرح لركنه العائلي الهادئ حيث يكتب ويرسم ويبدع، ونشعر أن ولديه فايز وليلى والرائعة آني من أفراد أسرتنا الكبيرة ، نحن الذين يربطنا أننا:

    (نتعاون لنضع نصل الصدق الجارح على رقابهم) رقاب جلادي أسرتنا الكبيرة.


    8- من الرفض بدأ غسان ، الرفض الحقيقي الفذ :

    (حياتي جميعها كانت سلسلة من الرفض ولذلك استطعت أن أعيش. لقد رفضت المدرسة ورفضت الثروة ورفضت الخضوع ورفضت القبول بالأشياء)

    وذلك الرفض كله كان دربا لاختيار الانتماء الواعي العظيم الذي هو تتويج للتناقضات السابقة كلها بحيث تنتفي النظرة السطحية للأمور التي تصورها لنا على أنها تناقضات جوهرية ، وتكتمل لوحة الفسيفساء النفسية على نحو مدهش ، وكما عبر عنه غسان:

    (إنني أتحدث عن وجود أكثر تعقيدا من ذلك وأكثر عمقا. ماذا أقول لك وكيف أشرح لك الأمور ؟ دعيني أقول لك كيف : أمس كنت أذوِّب شمعة فوق زجاجة ، أتلهى بهذه اللعبة التي يكون فيها الإنسان شيئا فوضويا وغامضا من زجاجة وقضيب شمع، وكان ذوب الشمع قد كسى جسد الزجاجة بأكمله تقريبا ، وفجأة ، سقطت نقطة من الشمع الذائب دون إرادة مني، وتدحرجت بجنون فوق تلال الشمع المتجمد على سطح الزجاجة ، واستقرت في ثغرة لم أكن قد لاحظتها من قبل ، وتجمدت هناك فجعلت ثوب الشمع بأكمله يتماسك من تلقائه)

    ولكن الأمر لم يكن عشوائيا. ففي الخلفية كان هنالك إنسان يؤمن بأن : (هنالك رجال لا يمكن قتلهم إلا ممن الداخل) وهكذا يستعصي غسان على القتل منذ تماسك الداخل كما يستعصي أمثاله على الموت سواء كانوا من نوع الشهداء مع وقف التنفيذ أو كانوا من نوع الشهداء مع التنفيذ

    وغسان لا يبالي بالموت بقدر ما يعي عبثية الحياة، لكن العبث يقوده إلى محاولة صنع المصير:

    (إن الدنيا عجيبة ، وكذلك الأقدار. إن يدا وحشية قد خلطت الأشياء في المساء خلطا رهيبا فجعلت نهايات الأمور بداياتها والبدايات نهايات...ولكن قولي لي : ماذا يستحق أن لا نخسره في هذه الحياة العابرة؟ تدركين ما أعني...إننا في نهاية المطاف ستموت)

    ولكن غسان عاش لحظات نصر ثورية جميلة، منها زيارته لغزة ولقاؤه بالمناضلين والناس هناك:

    (إنني معروف هنا ، وأكاد أقول (محبوب) أكثر مما كنت أتوقع ، أكثر بكثير. وهذا شيء في العادة يذلني ، لأنني أعرف أنه لن يتاح لي الوقت لأكون عند حسن ظن الناس ، وأنني في كل الحالات سأعجز في أن أكون مثلما يتوقعون مني . طوال النهار والليل أستقبل الناس ، وفي الدكاكين يكاد الباعة يعطونني ما أريد مجانا ، وفي كل مكان أذهب إليه أستقبل بحرارة تزيد شعوري ببرودة أطرافي ورأسي وقصر رحلتي إلى هؤلاء الناس وإلى نفسي . إنني أشعر أكثر من أي وقت مضى في أنا كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح وأنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه ، وذلك كله يشعرني بغربة تشبه الموت وبسعادة المحتضر بعد طول إيمان وعذاب ، ولكن أيضا بذل من طراز صاعق)

    هذا هو غسان المتواضع الفذ المناضل ( يبدو أنني أكاد أنزلق إلى فخ الرثاء الرومانسي. أعيدي رأسك إلى موضعه يا امرأة وتابعي الكتابة بحياد)

    أجل يوم قرأت هذه الكلمات أحسست بشيء يشبه المطر داخل حلقي ، فمن غسان كنت قد سمعت للمرة الأولى بالمقاومة بصوت هامس يشبه الصلاة ، وكان رائعا أن أسمع عبره صدى الهمس رعدا يتنامى في القلوب والسواعد.



    - ذلك الرجل الذي وجد( الهدف ) ظل فريسة أوجاع جسدية :

    ( إن النقرس يفتك بي مثل ملايين الإبر الشيطانية ) ( إنني مريض حقا . لا أريد أن أشعرك بأي قلق علي ( إذا كان ذلك ممكنا ) ولكن الغرفة تدور الآن ، وكالعادة أحتاج كما أعتقد إلى نوم كثير )

    حسنا والآن لنستعرض أسلوبه في مداواة النقرس والسكري:

    ( حولت صدري إلى زجاجة معبأة بالدخان المضغوط ، دخنت 6 علب وأمضيت النهار التالي أسعل وأدخن وأسعل وأدخن من جديد ، وأمس ليلا كان جسدي قد تعب من هذه اللعبة واستسلم أمام عنادي، وهكذا قمت فسهرت عند بهاء ثم اقتادني الأصدقاء بعد ذلك إلى الليل ونمت مع طلوع الصباح)

    كان يعرف أنه لا شفاء لمرضه وإنما مجرد مصالحة معه في الموقع الوسط ، وهو يكره الحلول الوسط :

    ( ولكن في الوسط ؟ في الوسط الذي تعرفين أنني لا أستطيعه)؟

    10- ولأن الطرف الثاني للمشرط الذي أراد به أن يصنع الحياة هو قلمه فقد كان نضاله الآخر التوأم في حقل الكتابة ، ولم يكن الكفاح أقل صعوبة ، وقبل أن تولد مجلته كان يتمزق أحيانا على هذا النحو:

    ( تسألين عن روايتي ؟ لم أكتب شيئا. أعمل في الصحافة كما كان يعمل العبيد العرايا في التجديف . لدي فكرة لمسرحية)

    ثم تأتي بعض الانفراجات رغم كثافة الغيوم – أو بسببها!

    (عبر هذا الازدحام الذي لا مثيل له (مؤتمر الكتاب الأفرو آسيوي) أنهمك كالمصاب بالصرع في كتابة المسرحية التي حدثتك عنها. أسميتها (حكاية الشيء الذي جاء من الفضاء وقابل رجلا مفلسا) . وأمس اقترحت لنفسي عنوانا آخر (النبي والقبعة) على أساس أن القبعة تستر رأس الرجل من الخارج والنبي يستره من الداخل...وما زلت في حيرة ، ولكن المسرحية تمشي على ما يرام . ما رأيك؟؟)

    11- غسان الذي كان يقاتل بعيدا عن أرضه من أجل أرضه المستباحة وحبه الهارب يرسم صورته

    ( معذبا وبعيدا عن جواده وقلعته ، يقاتل بكل دمائه النبيلة ، ناجحا في أن يتجنب التلطيخ بوحل الميدان الشاسع . كان يعرف أن التراجع موت ، وأن الفرار قدر الكاذبين، إنه فارس اسبارطي حياته ملتصقة على ذؤابة رمحه، يعتقد أن الحياة أكبر من أن تعطيه ، وأنه أكبر من أن يستجدي، ولكنه يريد أن يعطي بشرف مقاتل الصف الأول. ليس لديه ما يفقده ورغم ذلك فهو يعرف أنه إذا فقد هذا الشيء الوحيد الذي يعتز به فإنه سيفقد نفسه)

    12- روى لي غسان مرة أن والده حشا جرح صديقه بغبار العنكبوت جمعه من ثقوب سور عكا ، قال يومها إن الغبار أوقف النزيف.

    فلنأمل بمفعول الغبار؟ لا ...غبار الأيام سيترسب فوق الجرح، لكنه سيكون مثل جراح روحنا كلها : تلتهب كلما هبت عليها الريح ..ريح الذاكرة وريح النسيان. تراني سقطت أخيرا في (خطيئة الحزن) ؟ حسنا من كان منكم بلا خطيئة ، فلترمه بحجر!....
    غادة
                  

العنوان الكاتب Date
لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-13-08, 07:30 AM
  Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-13-08, 09:27 AM
    Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-13-08, 09:36 AM
      Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-14-08, 07:20 AM
        Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-17-08, 05:51 AM
          Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان Nasruddin Al Basheer04-17-08, 07:32 AM
            Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-19-08, 11:02 AM
              Re: لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...رسائل غسان كنفاني لغادة السمان مدثر محمد عمر04-19-08, 11:21 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de